خلفيات دعوة الإدارة الأمريكية إيران للتفاوض

خلفيات دعوة الإدارة الأمريكية إيران للتفاوض

أمريكا تعرف أنّ إيران ليست في وارد السعي للقنبلة النووية
فضل الله يحذّر من حريق أمريكي كبير يصيب مواقع السلطة العربية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً مبيّناً فيه حقيقة موقف الإدارة الأمريكية الداعي إلى التفاوض مع إيران، وقد جاء فيه:

إن الإدارة الأمريكية الحالية عندما تتحدث عن التفاوض، فهي تشير إلى الطرف الآخر، أي إلى دول الممانعة، وخصوصاً سوريا وإيران، بأن تقبل بشروطها حتى قبل الجلوس إلى الطاولة، والشروط الأمريكية هي شروط إسرائيلية في العمق، لأن التعهّد المستمر بالعمل لحماية التفوّق العسكري الإسرائيلي على الجميع في المنطقة بات يعني ـ فيما يعنيه ـ السعي لتقويض التقدم العسكري والأمني المضاد، إضافة إلى وضع حدّ للتقدم التكنولوجي والصناعي، وهذا ما تتحرك به أمريكا عملياً ضد إيران.

أضاف: إن إدارة الرئيس بوش تعرف تماماً بأن إيران ليست في وارد الذهاب إلى المستوى النووي العسكري، لأنها ليست في حاجة إلى ذلك من الناحية الدفاعية، وحتى الاستراتيجية، لأن لديها الإمكانات الأخرى التي تستطيع من خلالها أن تدافع عن نفسها، كما أن إيصال المسألة إلى مستوى القنبلة الذرية محرم من الناحية الشرعية بحسب ما أعلنت إيران على لسان أعلى قيادة فيها... ولكن إدارة الرئيس الأمريكي مع علمها بذلك كله، تريد أن تضع حداً لهذا البناء الذاتي العلمي والصناعي المتقدم في إيران، والذي يمثّل حافزاً قوياً للكثير من دول العالم الثالث، ويمكن للمتابع أن يفهم طبيعة الموقف الأوروبي المؤيد للأمريكيين، لأنهم جميعاً يريدون أن يظل العالم العربي والإسلامي سوقاً استهلاكية لهم وبقرةً حلوباً لصناعاتهم ومنتجاتهم.

وتابع: لذلك علينا أن نكون حذرين من الدعوات الأمريكية، وحتى بعض الدعوات الأوروبية، التي تتحدث عن صفقة كاملة في مسألة التفاوض، لأن إدارة الرئيس الأمريكي بوش التي تسير بخطىً سريعة لإشعال المنطقة وإشعال العالم كله بحرائقها المتنقلة هنا وهناك، تتحرك بعقلية إمبراطورية غاشمة ترى في التفاوض أسلوباً من أساليب دفع الطرف الآخر إلى الاستسلام بعد رميه بسيل من الاتهامات الباطلة، كدعم ما تسميه الإرهاب، أو القول بأنه يمثل الدولة المارقة والخارجة على القانون، كما يحلو لها أن تستخدم هذه المصطلحات ضد سوريا وإيران، مع العلم بأنه لا توجد دولة في العالم خارجة على القانون الدولي كأمريكا باستثناء ربيبتها إسرائيل، والعالم كله يعرف كيف ترفض أمريكا محاكمة أي أمريكي في الخارج حتى لو كان ذلك في أوروبا، بينما تخطف وتحاكم الآخرين على أرضها في احتقار لكل قواعد القضاء العالمي، وفي زهو إمبراطوري لا يحسب حساباً لكل قواعد القانون الدولي.

إننا نحذر من أن أمريكا التي فشلت في المنطقة تحضر الأجواء لجولة عنف واسعة النطاق ولحرب كبرى قد يفكر أكثر من مسؤول في إدارة بوش بأنها الحرب الحاسمة... ومع علمنا بأن الإقدام على مغامرة من هذا النوع سيحرق الأيدي الأمريكية ويفسح في المجال لولادة عالم مختلف، إلا أننا نريد لدول المنطقة أن تتحرك لمنع حصول هكذا حريق، لا أن تكتفي بالاستماع إلى وزيرة الخارجية الأمريكية في استدعاءاتها لرؤساء أجهزة الاستخبارات أو لوزراء الخارجية، لأن النار لن تصل هذه المرة إلى الشوارع الخلفية في أكثر من موقع في المنطقة والعالم، بل ستصل أولاً إلى مواقع السلطة العربية التي تعيش حالات اهتزاز متصاعدة، وعندها لات حين مناص.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 22 ربيع الأول 1428هـ  الموافق: 10 / 4 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

أمريكا تعرف أنّ إيران ليست في وارد السعي للقنبلة النووية
فضل الله يحذّر من حريق أمريكي كبير يصيب مواقع السلطة العربية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً مبيّناً فيه حقيقة موقف الإدارة الأمريكية الداعي إلى التفاوض مع إيران، وقد جاء فيه:

إن الإدارة الأمريكية الحالية عندما تتحدث عن التفاوض، فهي تشير إلى الطرف الآخر، أي إلى دول الممانعة، وخصوصاً سوريا وإيران، بأن تقبل بشروطها حتى قبل الجلوس إلى الطاولة، والشروط الأمريكية هي شروط إسرائيلية في العمق، لأن التعهّد المستمر بالعمل لحماية التفوّق العسكري الإسرائيلي على الجميع في المنطقة بات يعني ـ فيما يعنيه ـ السعي لتقويض التقدم العسكري والأمني المضاد، إضافة إلى وضع حدّ للتقدم التكنولوجي والصناعي، وهذا ما تتحرك به أمريكا عملياً ضد إيران.

أضاف: إن إدارة الرئيس بوش تعرف تماماً بأن إيران ليست في وارد الذهاب إلى المستوى النووي العسكري، لأنها ليست في حاجة إلى ذلك من الناحية الدفاعية، وحتى الاستراتيجية، لأن لديها الإمكانات الأخرى التي تستطيع من خلالها أن تدافع عن نفسها، كما أن إيصال المسألة إلى مستوى القنبلة الذرية محرم من الناحية الشرعية بحسب ما أعلنت إيران على لسان أعلى قيادة فيها... ولكن إدارة الرئيس الأمريكي مع علمها بذلك كله، تريد أن تضع حداً لهذا البناء الذاتي العلمي والصناعي المتقدم في إيران، والذي يمثّل حافزاً قوياً للكثير من دول العالم الثالث، ويمكن للمتابع أن يفهم طبيعة الموقف الأوروبي المؤيد للأمريكيين، لأنهم جميعاً يريدون أن يظل العالم العربي والإسلامي سوقاً استهلاكية لهم وبقرةً حلوباً لصناعاتهم ومنتجاتهم.

وتابع: لذلك علينا أن نكون حذرين من الدعوات الأمريكية، وحتى بعض الدعوات الأوروبية، التي تتحدث عن صفقة كاملة في مسألة التفاوض، لأن إدارة الرئيس الأمريكي بوش التي تسير بخطىً سريعة لإشعال المنطقة وإشعال العالم كله بحرائقها المتنقلة هنا وهناك، تتحرك بعقلية إمبراطورية غاشمة ترى في التفاوض أسلوباً من أساليب دفع الطرف الآخر إلى الاستسلام بعد رميه بسيل من الاتهامات الباطلة، كدعم ما تسميه الإرهاب، أو القول بأنه يمثل الدولة المارقة والخارجة على القانون، كما يحلو لها أن تستخدم هذه المصطلحات ضد سوريا وإيران، مع العلم بأنه لا توجد دولة في العالم خارجة على القانون الدولي كأمريكا باستثناء ربيبتها إسرائيل، والعالم كله يعرف كيف ترفض أمريكا محاكمة أي أمريكي في الخارج حتى لو كان ذلك في أوروبا، بينما تخطف وتحاكم الآخرين على أرضها في احتقار لكل قواعد القضاء العالمي، وفي زهو إمبراطوري لا يحسب حساباً لكل قواعد القانون الدولي.

إننا نحذر من أن أمريكا التي فشلت في المنطقة تحضر الأجواء لجولة عنف واسعة النطاق ولحرب كبرى قد يفكر أكثر من مسؤول في إدارة بوش بأنها الحرب الحاسمة... ومع علمنا بأن الإقدام على مغامرة من هذا النوع سيحرق الأيدي الأمريكية ويفسح في المجال لولادة عالم مختلف، إلا أننا نريد لدول المنطقة أن تتحرك لمنع حصول هكذا حريق، لا أن تكتفي بالاستماع إلى وزيرة الخارجية الأمريكية في استدعاءاتها لرؤساء أجهزة الاستخبارات أو لوزراء الخارجية، لأن النار لن تصل هذه المرة إلى الشوارع الخلفية في أكثر من موقع في المنطقة والعالم، بل ستصل أولاً إلى مواقع السلطة العربية التي تعيش حالات اهتزاز متصاعدة، وعندها لات حين مناص.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 22 ربيع الأول 1428هـ  الموافق: 10 / 4 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية