بيان حول زيارات الرسميين الغربيين إلى لبنان

بيان حول زيارات الرسميين الغربيين إلى لبنان

الزيارات الأخيرة للمسؤولين الغربيين تريد إدخال لبنان أكثر في نفق التدويل
فضل الله: مرجعيات دينية انزلقت وأصبحت طرفاً في الصراعات السياسية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حول الزيارات الأخيرة للمسؤولين الغربيين إلى لبنان، جاء فيه:

يبدو أن الزيارات الأخيرة للبنان من قِبَل المسؤولين الغربيين أو حتى ما يتصل منها بالأمم المتحدة، ليست في وارد السعي لتلمّس حلول للمسألة اللبنانية بقدر ما تتصل بممارسة المزيد من الضغوط على البلد الصغير بحجمه الكبير بما صنعه في مواجهة إسرائيل، لأن القضية لا تزال تتحرك في إطار إدخال لبنان أكثر في نفق التدويل وجعله يتماشى أكثر مع المعالم الجديدة للمشروع الأمريكي في المنطقة، الذي لا يزال يراهن على إحداث تغيير استراتيجي بفعل تطورات دراماتيكية يحاول تحضير أجواء تهويلية وتمهيدية لها.

أضاف: إن على الذين يحملون الصفة التمثيلية للمجتمع اللبناني، سواء أكانوا من النواب أم من الذين يتحملون المسؤولية في المواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية البارزة، أن يعبروا عن هذه الصفة فيما يتخذونه من مواقف وفيما يتحركون فيه على مختلف الأصعدة، لا أن تكون حركتهم ومواقفهم صدىً لما يطلبه هذا المسؤول الغربي أو ذاك، لأننا نلمس أن ثمة استماع متزايد لتهاويل غربية تأخذ عنوان النصائح وتتحول إلى مواقف تزيد الوضع اللبناني تعقيداً، وتأخذ البلد إلى المتاهات الدولية والإقليمية التي ستجمد حركته على مستوى الدولة وعلى المستوى الاقتصادي وستدفع به إلى المزيد من التوترات السياسية المتصاعدة.

ودعا العرب إلى فهم المسألة الإسرائيلية جيداً، لأن إسرائيل لا تريد سلاماً مع العرب، وتريد للفلسطينيين أن يخضعوا لشروطها التي تنزع منهم صفة الشعب من جهة، وتجعلهم يقبلون بانتزاع القسم الأكبر من الضفة الغربية من جهة ثانية... وهي (إسرائيل) تطرح التطبيع مع العرب لتضغط من خلال اللجنة الرباعية الدولية التي تحولت إلى سلاح تستخدمه أمريكا ضد الفلسطينيين لتمييع قضيتهم ودفعهم لتقديم تنازلات جديدة من دون أن تقوم الأمم المتحدة بالدور المطلوب منها، لأنها باتت تتحرك أكثر وفق "الأجندة" الأمريكية ووفق الضغوط الأمريكية التي تسعى لتحويلها إلى موقع من مواقع نفوذها ومنعها من القيام بدورها الأساسي في حماية السلم والأمن العالميين.

كما دعا الشعب الأمريكي إلى العمل سريعاً لكبح جماح رئيسهم في المغامرات الجديدة التي قد يُقدم عليها، لأن ذلك قد يحرق مواقع متعددة في العالم، وقد يصيب الاقتصاد العالمي، إضافةً إلى تأثيراته المدمّرة على منطقة الشرق الأوسط، لأن بوش الذي يتحرك بعقلية توراتية سوف يفتح جبهات عنف وإرهاب في كل اتجاه ما لم يتحرك المعنيون في الداخل الأمريكي والعالم لوقف حفلات جنونه المتصاعدة.

وحذّر سماحته من انزلاق مرجعيات دينية في لبنان إلى المستوى الذي يجعلها طرفاً في السجالات السياسية الدائرة في لبنان، الأمر الذي يخرجها عن دائرة الإطار الوطني الجامع المفترض، لأن ذلك من شأنه أن يكرّس الانقسام الحاصل ويدفع بالوضع السياسي اللبناني إلى ذروة التأزيم الذي قد يفضي إلى انفجارات سياسية وغير سياسية يكون الوطن أضحية على مذبحها، كما يحوِّل المواطنين إلى حطب يتدفأ عليه من هم في الأبراج العاجية من سياسيين ورجال دين لا يتحركون بوحي مسؤولياتهم الدينية والوطنية، بل يمثلون الصدى لإيحاءات خارجية وإن انطلقت مواقفهم تحت عناوين الحرص على المؤسسات الدستورية، لأن المشكلة في لبنان تتمثّل في سقوط مرجعيات في تفاصيل اللعبة السياسية الداخلية، حتى على مستوى الهوامش، في الوقت الذي تتحدث فيه عن أنه لا دور لها خارج النطاق الإرشادي العام.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 17 ربيع الأول 1428هـ  الموافق: 05 / 4 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

الزيارات الأخيرة للمسؤولين الغربيين تريد إدخال لبنان أكثر في نفق التدويل
فضل الله: مرجعيات دينية انزلقت وأصبحت طرفاً في الصراعات السياسية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حول الزيارات الأخيرة للمسؤولين الغربيين إلى لبنان، جاء فيه:

يبدو أن الزيارات الأخيرة للبنان من قِبَل المسؤولين الغربيين أو حتى ما يتصل منها بالأمم المتحدة، ليست في وارد السعي لتلمّس حلول للمسألة اللبنانية بقدر ما تتصل بممارسة المزيد من الضغوط على البلد الصغير بحجمه الكبير بما صنعه في مواجهة إسرائيل، لأن القضية لا تزال تتحرك في إطار إدخال لبنان أكثر في نفق التدويل وجعله يتماشى أكثر مع المعالم الجديدة للمشروع الأمريكي في المنطقة، الذي لا يزال يراهن على إحداث تغيير استراتيجي بفعل تطورات دراماتيكية يحاول تحضير أجواء تهويلية وتمهيدية لها.

أضاف: إن على الذين يحملون الصفة التمثيلية للمجتمع اللبناني، سواء أكانوا من النواب أم من الذين يتحملون المسؤولية في المواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية البارزة، أن يعبروا عن هذه الصفة فيما يتخذونه من مواقف وفيما يتحركون فيه على مختلف الأصعدة، لا أن تكون حركتهم ومواقفهم صدىً لما يطلبه هذا المسؤول الغربي أو ذاك، لأننا نلمس أن ثمة استماع متزايد لتهاويل غربية تأخذ عنوان النصائح وتتحول إلى مواقف تزيد الوضع اللبناني تعقيداً، وتأخذ البلد إلى المتاهات الدولية والإقليمية التي ستجمد حركته على مستوى الدولة وعلى المستوى الاقتصادي وستدفع به إلى المزيد من التوترات السياسية المتصاعدة.

ودعا العرب إلى فهم المسألة الإسرائيلية جيداً، لأن إسرائيل لا تريد سلاماً مع العرب، وتريد للفلسطينيين أن يخضعوا لشروطها التي تنزع منهم صفة الشعب من جهة، وتجعلهم يقبلون بانتزاع القسم الأكبر من الضفة الغربية من جهة ثانية... وهي (إسرائيل) تطرح التطبيع مع العرب لتضغط من خلال اللجنة الرباعية الدولية التي تحولت إلى سلاح تستخدمه أمريكا ضد الفلسطينيين لتمييع قضيتهم ودفعهم لتقديم تنازلات جديدة من دون أن تقوم الأمم المتحدة بالدور المطلوب منها، لأنها باتت تتحرك أكثر وفق "الأجندة" الأمريكية ووفق الضغوط الأمريكية التي تسعى لتحويلها إلى موقع من مواقع نفوذها ومنعها من القيام بدورها الأساسي في حماية السلم والأمن العالميين.

كما دعا الشعب الأمريكي إلى العمل سريعاً لكبح جماح رئيسهم في المغامرات الجديدة التي قد يُقدم عليها، لأن ذلك قد يحرق مواقع متعددة في العالم، وقد يصيب الاقتصاد العالمي، إضافةً إلى تأثيراته المدمّرة على منطقة الشرق الأوسط، لأن بوش الذي يتحرك بعقلية توراتية سوف يفتح جبهات عنف وإرهاب في كل اتجاه ما لم يتحرك المعنيون في الداخل الأمريكي والعالم لوقف حفلات جنونه المتصاعدة.

وحذّر سماحته من انزلاق مرجعيات دينية في لبنان إلى المستوى الذي يجعلها طرفاً في السجالات السياسية الدائرة في لبنان، الأمر الذي يخرجها عن دائرة الإطار الوطني الجامع المفترض، لأن ذلك من شأنه أن يكرّس الانقسام الحاصل ويدفع بالوضع السياسي اللبناني إلى ذروة التأزيم الذي قد يفضي إلى انفجارات سياسية وغير سياسية يكون الوطن أضحية على مذبحها، كما يحوِّل المواطنين إلى حطب يتدفأ عليه من هم في الأبراج العاجية من سياسيين ورجال دين لا يتحركون بوحي مسؤولياتهم الدينية والوطنية، بل يمثلون الصدى لإيحاءات خارجية وإن انطلقت مواقفهم تحت عناوين الحرص على المؤسسات الدستورية، لأن المشكلة في لبنان تتمثّل في سقوط مرجعيات في تفاصيل اللعبة السياسية الداخلية، حتى على مستوى الهوامش، في الوقت الذي تتحدث فيه عن أنه لا دور لها خارج النطاق الإرشادي العام.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 17 ربيع الأول 1428هـ  الموافق: 05 / 4 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية