دعا إلى مواجهة خطر القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة
فضل الله يبدي خشيته من تخطيط أمريكي لإشعال المنطقة سياسياً وأمنياً
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه العالمين العربي والإسلامي إلى مواجهة خطر القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة، جاء فيه:
لعلّ ما يميّز الإدارة الأمريكية عن معظم الإدارات السياسية الغربية، أنها لا تتحدث مع العالم إلا بلغة القوة، ولا تثير في العالم إلا المزيد من العواصف الأمنية المشفوعة بتهديدات سياسية في مفردات توحي بالغطرسة والهيمنة والعنجهية الاستكبارية التي مثلتها إدارة بوش بصورة وحشية استطاعت إرباك الأمن في المعمورة كلها، وتهديد السلم العالمي بطريقة لم تسبقها إليها أية إدارة أمريكية سابقة.
حتى إن الرئيس الأمريكي عندما يثير الحديث عن القيم الديمقراطية الغربية، التي يقدمها وفق المفهوم الأمريكي، وبحسب معتقدات المحافظين الجدد، فهو لا يملك إلا أن يهدد ويتوعد، لأنه يتطلع إلى ديمقراطية تفرضها الآلة العسكرية الأمريكية وتنسجم مع مصالح إدارته في العالم.
فأمريكا بوش، كإسرائيل، لا تثير في العالم إلا لغة القتل أو الحديث عن الأمن، والحال أن العالم بعامة والمنطقة بخاصة لا يستقيم الأمر فيهما إلا من خلال إدارة سياسية حكيمة، وقد فشلت هذه الإدارة ليس على المستويات العسكرية فحسب، بل على مستوى الإدارة السياسية أيضاً، وباتت صورتها الأكثر بشاعة ووحشية في العالم الثالث وفي العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص، ولن تنفع بتلميعها كل المحاولات الإعلامية والأموال التي تصرفها ضمن مؤسسات ترويجية، وكذلك محاولات الخديعة السياسية لشعوبنا التي باتت تفهم جيداً ما معنى أمريكا ـ بوش، فيما هي العداوة المستحكمة حيال قضايانا.
إن الإدارة الأمريكية تتحدث بصراحة عن خطة للبقاء في العراق، كما فعلت في كوريا الجنوبية، مع أن الجميع يعرف أن الاحتلال الأمريكي للعراق لم يستهدف السيطرة على أمن العراق ومصادرة قراراته السياسية وثرواته واقتصاده فحسب، بل كان جزءاً من خطة أمريكية للسيطرة على المنطقة كلها لإخضاع أنظمة وإسقاط أخرى وترويض ثالثة. فالمسألة من الأساس لم تكن محصورة بالعراق ولا مرهونة بالخصوصية العراقية.
إن على شعوبنا أن تعي حجم الخطر الذي تمثله هذه الإدارة التي لم تتعظ من جولات فشلها السابقة، ولذلك فهي تخطط لإشعال المنطقة أمنياً وسياسياً في ملفات متعددة بدءاً من الملف الإيراني النووي السلمي، وصولاً إلى السودان والصومال، وكذلك الضغط على سوريا والعمل المستمر لملاحقة حركة المقاومة في فلسطين ولبنان واستخدام مجلس الأمن في ذلك كله بمساعدة بريطانية ـ فرنسية، وبغضّ طرف من الآخرين.
إننا نخشى من أن وتكون الإدارة الأمريكية لا تزال تفكر بإشعال حرائق جديدة في المنطقة، على الرغم من أن الهامش السياسي والأمني قد ضاق بها، ونخشى من أن تعمل هذه الإدارة على تدمير لبنان سياسياً وأن تمهد السبل لجهات ترتبط بها لتوفير مناخات تساهم في إحداث توترات ومشاكل أمنية من خلال الدعم الذي جرى تقديمه لجهات متطرفة قد تسعى لإثارة أوضاع سلبية وتصعيدية على المستوى الأمني.
إن هناك حديثاً متصاعداً عن سعي أمريكي لتركيز الاحتلال عبر القواعد العسكرية الكبرى التي يراد لها أن تكون بديلاً موضعياً من الاحتلال الواسع النطاق، وهناك كلام عن قواعد مشتركة في أكثر من مكان، من آذربيجان إلى مواقع أخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي يمثل تهديداً متصاعداً للدول العربية والإسلامية. وعلى قوى الممانعة، كما على الشعوب، أن تعمل لإسقاط ذلك، كما نجحت في إسقاط أكثر من مشروع من خلال المقاومة الجهادية والشعبية، وخصوصاً في لبنان وفلسطين، لأن أية قواعد عسكرية في دولنا ستكون وسيلة أخرى من وسائل السيطرة على بلادنا والتدخل في كل شاردة وواردة من شؤونها الداخلية.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24 جمادى الأولى 1428هـ الموافق: 10 / 5 / 2007م
"المكتب الإعلامي"
دعا إلى مواجهة خطر القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة
فضل الله يبدي خشيته من تخطيط أمريكي لإشعال المنطقة سياسياً وأمنياً
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه العالمين العربي والإسلامي إلى مواجهة خطر القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة، جاء فيه:
لعلّ ما يميّز الإدارة الأمريكية عن معظم الإدارات السياسية الغربية، أنها لا تتحدث مع العالم إلا بلغة القوة، ولا تثير في العالم إلا المزيد من العواصف الأمنية المشفوعة بتهديدات سياسية في مفردات توحي بالغطرسة والهيمنة والعنجهية الاستكبارية التي مثلتها إدارة بوش بصورة وحشية استطاعت إرباك الأمن في المعمورة كلها، وتهديد السلم العالمي بطريقة لم تسبقها إليها أية إدارة أمريكية سابقة.
حتى إن الرئيس الأمريكي عندما يثير الحديث عن القيم الديمقراطية الغربية، التي يقدمها وفق المفهوم الأمريكي، وبحسب معتقدات المحافظين الجدد، فهو لا يملك إلا أن يهدد ويتوعد، لأنه يتطلع إلى ديمقراطية تفرضها الآلة العسكرية الأمريكية وتنسجم مع مصالح إدارته في العالم.
فأمريكا بوش، كإسرائيل، لا تثير في العالم إلا لغة القتل أو الحديث عن الأمن، والحال أن العالم بعامة والمنطقة بخاصة لا يستقيم الأمر فيهما إلا من خلال إدارة سياسية حكيمة، وقد فشلت هذه الإدارة ليس على المستويات العسكرية فحسب، بل على مستوى الإدارة السياسية أيضاً، وباتت صورتها الأكثر بشاعة ووحشية في العالم الثالث وفي العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص، ولن تنفع بتلميعها كل المحاولات الإعلامية والأموال التي تصرفها ضمن مؤسسات ترويجية، وكذلك محاولات الخديعة السياسية لشعوبنا التي باتت تفهم جيداً ما معنى أمريكا ـ بوش، فيما هي العداوة المستحكمة حيال قضايانا.
إن الإدارة الأمريكية تتحدث بصراحة عن خطة للبقاء في العراق، كما فعلت في كوريا الجنوبية، مع أن الجميع يعرف أن الاحتلال الأمريكي للعراق لم يستهدف السيطرة على أمن العراق ومصادرة قراراته السياسية وثرواته واقتصاده فحسب، بل كان جزءاً من خطة أمريكية للسيطرة على المنطقة كلها لإخضاع أنظمة وإسقاط أخرى وترويض ثالثة. فالمسألة من الأساس لم تكن محصورة بالعراق ولا مرهونة بالخصوصية العراقية.
إن على شعوبنا أن تعي حجم الخطر الذي تمثله هذه الإدارة التي لم تتعظ من جولات فشلها السابقة، ولذلك فهي تخطط لإشعال المنطقة أمنياً وسياسياً في ملفات متعددة بدءاً من الملف الإيراني النووي السلمي، وصولاً إلى السودان والصومال، وكذلك الضغط على سوريا والعمل المستمر لملاحقة حركة المقاومة في فلسطين ولبنان واستخدام مجلس الأمن في ذلك كله بمساعدة بريطانية ـ فرنسية، وبغضّ طرف من الآخرين.
إننا نخشى من أن وتكون الإدارة الأمريكية لا تزال تفكر بإشعال حرائق جديدة في المنطقة، على الرغم من أن الهامش السياسي والأمني قد ضاق بها، ونخشى من أن تعمل هذه الإدارة على تدمير لبنان سياسياً وأن تمهد السبل لجهات ترتبط بها لتوفير مناخات تساهم في إحداث توترات ومشاكل أمنية من خلال الدعم الذي جرى تقديمه لجهات متطرفة قد تسعى لإثارة أوضاع سلبية وتصعيدية على المستوى الأمني.
إن هناك حديثاً متصاعداً عن سعي أمريكي لتركيز الاحتلال عبر القواعد العسكرية الكبرى التي يراد لها أن تكون بديلاً موضعياً من الاحتلال الواسع النطاق، وهناك كلام عن قواعد مشتركة في أكثر من مكان، من آذربيجان إلى مواقع أخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي يمثل تهديداً متصاعداً للدول العربية والإسلامية. وعلى قوى الممانعة، كما على الشعوب، أن تعمل لإسقاط ذلك، كما نجحت في إسقاط أكثر من مشروع من خلال المقاومة الجهادية والشعبية، وخصوصاً في لبنان وفلسطين، لأن أية قواعد عسكرية في دولنا ستكون وسيلة أخرى من وسائل السيطرة على بلادنا والتدخل في كل شاردة وواردة من شؤونها الداخلية.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24 جمادى الأولى 1428هـ الموافق: 10 / 5 / 2007م
"المكتب الإعلامي"