بيان للعلامة المرجع محذراً من الخطة الجديدة للإدارة الأمريكية

بيان للعلامة المرجع محذراً من الخطة الجديدة للإدارة الأمريكية

حذَّر من دور للأمم المتحدة ومن لاعبين عرب لحساب الخطة الأمريكيّة
فضل الله: نطلُّ على فراغ قاتل ومرحلة مزروعة بالألغام الأمريكيّة

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه المسؤولين اللبنانيين إلى تحمّل مسؤوليتهم تجاه مستقبل بلدهم الذي قد يواجه فراغ قاتل على عدّة مستويات.

جاء فيه:

إن الصدمة التي تريد الإدارة الأمريكيّة للعالم العربي والإسلامي أن يعيش في ظلها، هي صورة الحروب المتنقلة التي يبرزها المشهد الحالي في النـزاعات الدامية تحت حراب الاحتلال من جهة، كما في العراق وفلسطين وأفغانستان، أو في المواقع التي يراد للوصاية الدولية أن تفرض نفسها عليها من جهة ثانية، وهو المشهد الذي نعاينه في الصومال والسودان وصولاً إلى لبنان.

إن أمريكا بوش ومعها إسرائيل تريدان لحالة الاضطراب في المنطقة أن تستمر بالشكل الذي تمنع فيه حركة الاقتتال الداخلي الناجمة عن فوضى الاحتلال وعن الانقسامات التي تتغذى من المشاكل التي ترعاها وتخطط لها الإدارة الأمريكيّة مع إسرائيل، من حصول أي استقرار سياسي في بلداننا، وخصوصاً في المواقع التي تعتبر استراتيجية في حركة المواجهة ضد العدو، ليدفع هذا التعقيد الداخلي في العلاقات، وهذا التقاتل والتمزق، إلى مزيد من الانكشاف أمام الخطة الإسرائيلية والمشروع الأمريكي، وهذا ما نعاينه في المشهدين العراقي والفلسطيني بشكل واضح وجليّ، وما يراد للبنان أن يطل على وضع يشبههما أو يحاكيهما بطريقة وبأخرى.

إنني أتساءل: كيف أن كلّ المواقع التي قاتلت إسرائيل بقوة وبصدق دخلت في لعنة الانقسامات الداخلية وفي أتون التمزقات الداخلية؟! إن المشهد في هذه المواقع يبدو معقَّداً إلى أبعد الحدود، ولكن ليس إلى المستوى الذي لا يمكن فيه رصد اللعبة التي حركتها الأصابع الأمريكيّة بمشاركة لاعبين أساسيين يعملون لحساب المخابرات المركزية من مسؤولين عرب ومن غيرهم... كما أن كلمة السر التي نطق بها أحد المسؤولين العرب متحدثاً عن حروب أهلية قادمة في العراق وفلسطين ولبنان، لم تكن مجرد تكهّنات، بل هي جزء أساسي في المشروع الأمريكي الذي لا يزال الكثير من العرب يراهنون عليه على الرغم من تخبّطه بالوحل العراقي وفشله في تحقيق إنجازات في فلسطين ولبنان.

إنّ أمريكا بوش لا تزال تعمل على خطين؛ الخط الأول، ويتمثل في تحويل العالم الإسلامي والعربي إلى ساحة لقواعدها العسكرية والأمنية، وهي تتطلع في هذه الأيام إلى المواقع التي فشلت فيها في المنطقة، لزرعها بالقواعد العسكرية الكبرى، أو إدخال الأمم المتّحدة كلاعب نشط لحساب الإدارة الأمريكيّة بالطّريقة الّتي تتحكّم فيها بالحركة السياسة الداخلية، والحركة الأمنية التي تؤمِّن الحماية لإسرائيل... أما الخط الثاني فهو خط النـزاعات الداخلية التي يراد لها أن تستشري لتتصاعد وتيرتها وتكبر فواتيرها ونخيَّر فيها في نهاية المطاف بين استقرار داخلي على أساس التبعية للوصاية الأمريكيّة والخضوع للشروط الإسرائيلية، أو الدخول أكثر في متاهات الحروب الداخلية والصراعات السياسية المعقدة.

إننا ندرك تماماً أن لعنة النفط وإسرائيل هي التي تلاحق شعوبنا، إضافةً إلى القرار المجمع عليه أميركياً وأوروبياً، بمنعنا من الأخذ بأسباب النمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي، ولكن أميركا ومن معها، لا يمثلون القضاء والقدر لشعوبنا، وعلى قوى الممانعة التي سقط بعضها في الفخ الأمريكي من حيث يدري أو لا يدري، أن تتصرف بدقة ووعي حيال كل خطوة تخطوها، لأننا نطلُّ على مرحلة مزروعة بالألغام الأمريكيّة، وخصوصاً في لبنان، الذي يراد له أميركياً أن يعيش حالات الاضطراب الأمني المتنقل، والتخبط السياسي المتواصل، بعد فشل محاولات تطويعه وإخضاعه. وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته حيال مستقبل البلد، وخصوصاً في الأشهر القادمة التي قد تطلُّ على مرحلة من الفراغ القاتل على عدّة مستويات، لأنّ أمريكا لن تفلت الورقة اللبنانية أمام مشهد الخسارة التي تلاحقها في كثير من المواقع في المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 01 جمادى الثانية  1428هـ  الموافق: 16 /6 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

حذَّر من دور للأمم المتحدة ومن لاعبين عرب لحساب الخطة الأمريكيّة
فضل الله: نطلُّ على فراغ قاتل ومرحلة مزروعة بالألغام الأمريكيّة

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً دعا فيه المسؤولين اللبنانيين إلى تحمّل مسؤوليتهم تجاه مستقبل بلدهم الذي قد يواجه فراغ قاتل على عدّة مستويات.

جاء فيه:

إن الصدمة التي تريد الإدارة الأمريكيّة للعالم العربي والإسلامي أن يعيش في ظلها، هي صورة الحروب المتنقلة التي يبرزها المشهد الحالي في النـزاعات الدامية تحت حراب الاحتلال من جهة، كما في العراق وفلسطين وأفغانستان، أو في المواقع التي يراد للوصاية الدولية أن تفرض نفسها عليها من جهة ثانية، وهو المشهد الذي نعاينه في الصومال والسودان وصولاً إلى لبنان.

إن أمريكا بوش ومعها إسرائيل تريدان لحالة الاضطراب في المنطقة أن تستمر بالشكل الذي تمنع فيه حركة الاقتتال الداخلي الناجمة عن فوضى الاحتلال وعن الانقسامات التي تتغذى من المشاكل التي ترعاها وتخطط لها الإدارة الأمريكيّة مع إسرائيل، من حصول أي استقرار سياسي في بلداننا، وخصوصاً في المواقع التي تعتبر استراتيجية في حركة المواجهة ضد العدو، ليدفع هذا التعقيد الداخلي في العلاقات، وهذا التقاتل والتمزق، إلى مزيد من الانكشاف أمام الخطة الإسرائيلية والمشروع الأمريكي، وهذا ما نعاينه في المشهدين العراقي والفلسطيني بشكل واضح وجليّ، وما يراد للبنان أن يطل على وضع يشبههما أو يحاكيهما بطريقة وبأخرى.

إنني أتساءل: كيف أن كلّ المواقع التي قاتلت إسرائيل بقوة وبصدق دخلت في لعنة الانقسامات الداخلية وفي أتون التمزقات الداخلية؟! إن المشهد في هذه المواقع يبدو معقَّداً إلى أبعد الحدود، ولكن ليس إلى المستوى الذي لا يمكن فيه رصد اللعبة التي حركتها الأصابع الأمريكيّة بمشاركة لاعبين أساسيين يعملون لحساب المخابرات المركزية من مسؤولين عرب ومن غيرهم... كما أن كلمة السر التي نطق بها أحد المسؤولين العرب متحدثاً عن حروب أهلية قادمة في العراق وفلسطين ولبنان، لم تكن مجرد تكهّنات، بل هي جزء أساسي في المشروع الأمريكي الذي لا يزال الكثير من العرب يراهنون عليه على الرغم من تخبّطه بالوحل العراقي وفشله في تحقيق إنجازات في فلسطين ولبنان.

إنّ أمريكا بوش لا تزال تعمل على خطين؛ الخط الأول، ويتمثل في تحويل العالم الإسلامي والعربي إلى ساحة لقواعدها العسكرية والأمنية، وهي تتطلع في هذه الأيام إلى المواقع التي فشلت فيها في المنطقة، لزرعها بالقواعد العسكرية الكبرى، أو إدخال الأمم المتّحدة كلاعب نشط لحساب الإدارة الأمريكيّة بالطّريقة الّتي تتحكّم فيها بالحركة السياسة الداخلية، والحركة الأمنية التي تؤمِّن الحماية لإسرائيل... أما الخط الثاني فهو خط النـزاعات الداخلية التي يراد لها أن تستشري لتتصاعد وتيرتها وتكبر فواتيرها ونخيَّر فيها في نهاية المطاف بين استقرار داخلي على أساس التبعية للوصاية الأمريكيّة والخضوع للشروط الإسرائيلية، أو الدخول أكثر في متاهات الحروب الداخلية والصراعات السياسية المعقدة.

إننا ندرك تماماً أن لعنة النفط وإسرائيل هي التي تلاحق شعوبنا، إضافةً إلى القرار المجمع عليه أميركياً وأوروبياً، بمنعنا من الأخذ بأسباب النمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي، ولكن أميركا ومن معها، لا يمثلون القضاء والقدر لشعوبنا، وعلى قوى الممانعة التي سقط بعضها في الفخ الأمريكي من حيث يدري أو لا يدري، أن تتصرف بدقة ووعي حيال كل خطوة تخطوها، لأننا نطلُّ على مرحلة مزروعة بالألغام الأمريكيّة، وخصوصاً في لبنان، الذي يراد له أميركياً أن يعيش حالات الاضطراب الأمني المتنقل، والتخبط السياسي المتواصل، بعد فشل محاولات تطويعه وإخضاعه. وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته حيال مستقبل البلد، وخصوصاً في الأشهر القادمة التي قد تطلُّ على مرحلة من الفراغ القاتل على عدّة مستويات، لأنّ أمريكا لن تفلت الورقة اللبنانية أمام مشهد الخسارة التي تلاحقها في كثير من المواقع في المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 01 جمادى الثانية  1428هـ  الموافق: 16 /6 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية