بيان "محذراً من الصفقة الأمريكية الجديدة في المنطقة"

بيان "محذراً من الصفقة الأمريكية الجديدة في المنطقة"

دعا لقيام محور الخير لمواجهة الصفقة الأميركية الجديدة في المنطقة
فضل الله: بعض العرب ارتكبوا الحرام الاستراتيجي بانخراطه في المشروع الإسرائيلي

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً، دعا فيه الشعوب العربية والإسلامية إلى العمل لقيام محور الخير في مواجهة "الصفقة الأمريكية" الأخيرة، جاء فيه:

قرر العرب الذين اجتمعوا إلى "رايس" و"غيتس" في شرم الشيخ أن ينضموا إلى المتاهة الأميركية الجديدة التي أرادتها إدارة الرئيس الأميركي "بوش" كمحاولة أخيرة في إطار محاولاتها الرامية إلى إعادة إحياء المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي باستحداث محور عربي يعمل لحساب أمريكا وتكون إسرائيل هي العنصر الفاعل فيه والموجه لحركته من بعد، وإن برزت الأسماء الأميركية في الواجهة.

إن الدوافع والأسباب التي قادت إلى هذا المحور أو هذه الجبهة ليست عربية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العناصر المادية التي يراد لها أن تساهم في تدعيمه، فحتى صفقات التسلح التي يستفيد العرب منها على مستوى الدعاية والتوجيه سوف تكون جاهزة للاستخدام الأميركي وقت الحاجة، لأنّ العرب قرروا منذ القمم الماضية ألا يستخدموا أي شعار يوحي بأنهم في صدد الدخول في صراع مسلح مع إسرائيل وعقدوا العزم على ألا تستخدم أسلحتهم الأميركية الصنع في وجه عدوهم التاريخي، وقرروا أن يعيدوا الحياة إلى شركات ومصانع السلاح الأميركية والبريطانية وغيرها من حيث قرروا استخدام المال العربي في إطار إعادة الروح للمشاريع العدوانية الأميركية أو لحماية اقتصاد هذه الدولة الغربية أو تلك، تبعاً للتعليمات التي تأتي من هنا وهناك والتي تؤكد أن هؤلاء لا يحظون بأية استقلالية في إدارة أموالهم أو الحفاظ على ثروات شعوبهم.

إننا نلمح محاولة مكشوفة وخطيرة لتغيير وجهة الصراع في المنطقة من صراع عربي مع الكيان الصهيوني إلى صراع عربي ـ إسلامي أو عربي ـ إيراني، وتحشيد كل العناصر السياسية والمذهبية التي من شأنها أن تساهم في ولادة عدو جديد للعرب وأن تلهب المشاعر والأحاسيس بالعناوين المذهبية التي من شأنها أن تحاصر دول الممانعة وحركات المقاومة وأن تخفف الضغط عن الاحتلالين الأميركي والإسرائيلي وأن تفتح لإسرائيل نافذة جديدة إلى عالم عربي خانع ومتهالك لا يبحث فيه المعنيون عن مصالح شعوبهم، بل عن الذهاب بعيداً في المتاهة الأميركية التي يحسبون أنها خشبة الخلاص وهي النار التي قد تحرق بلدانهم ومواقعهم.

لقد قرر العرب أو بعضهم ارتكاب الحرام الاستراتيجي والانخراط في مشروع واحد مع إسرائيل والدخول إلى ساحته من الأبواب الواسعة من دون أن يلتفتوا إلى خطورة ذلك حتى على عروشهم وإلى أن إدارة الرئيس الأميركي بوش قررت أن تترك المنطقة كأرض محروقة بعد ولايتين فاشلتين، كما تصرح بذلك حتى صحافة العدو، وأنهم قد يكونون الوقود لنيران الفوضى الأميركية القاتلة.

إننا نحذر من هذا التواطؤ العربي المتواصل لتمرير الصفقة الأميركية الجديدة في المنطقة، والتي لن يكون المؤتمر الدولي للسلام الذي أعلنه الرئيس الأميركي سوى محطة من محطاتها الدعائية من دون أن يحصل الفلسطينيون والعرب منه إلا على الوعود التي لن تساهم إلاّ في دفعهم لركوب قطار الحرب الأميركية التي ستحرق بلدانهم بنيران الفتنة والفوضى.

إننا، في مقابل ذلك كله، وأمام خطورة هذا الوضع الذي يضطلع فيه بعض العرب بدور طفولي ساذج ندعو إلى قيام محور الخير في المنطقة، وهو المحور الذي لا بد من أن تنخرط فيه الشعوب العربية والإسلامية بكل قواها الحية والفاعلة وأن تستخدم فيه وسائل التوعية الثقافية والفكرية والسياسية بعيداً من العصبيات المذهبية القاتلة أو الحساسيات الحزبية الفارغة، وعلى قوى الممانعة وحركات المقاومة أن تبادر إلى القيام بخطوات سريعة فلا يكفي الحديث عن أن المشروع الأميركي التفتيتي سوف يفشل، بل لا بد لهذه الدول من أن تنفتح على الأقليات المتنوعة وتوفر لها كما للقوى المعارضة مناخاً من الحرية وأن تتحرك ـ على مستوى القاعدة ـ الانسجام مع محيطها وفق القواعد الإسلامية وبعيداً عن الأطر المذهبية وأن تحترم الخصوصيات القومية التي أكدها الإسلام في نطاق التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وأن تستخدم الخطاب التنويري لا التنفيري لأن الإدارة الأميركية تستفيد من كل سقطة من سقطات خصومها ومعارضيها، وإن انطلقت من خلال كلمة أو عبارة غير مقصودة... إن الحاجة تبدو ماسّة لبلورة محور الخير في المنطقة على أسس وطنية وتحررية مع احترام للقيم الإسلامية وللعناوين العربية الكبرى ومن خلال السعي لإيجاد أرضية حقيقية للمواجهة انطلاقاً من العراق وغيره لتأطير جهود كل القوى المخلصة في نطاق مقاومة شريفة بدأنا نشهد تجلياتها على أكثر من صعيد.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 21 رجب   1428هـ  الموافق: 05 / 8 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

دعا لقيام محور الخير لمواجهة الصفقة الأميركية الجديدة في المنطقة
فضل الله: بعض العرب ارتكبوا الحرام الاستراتيجي بانخراطه في المشروع الإسرائيلي

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً، دعا فيه الشعوب العربية والإسلامية إلى العمل لقيام محور الخير في مواجهة "الصفقة الأمريكية" الأخيرة، جاء فيه:

قرر العرب الذين اجتمعوا إلى "رايس" و"غيتس" في شرم الشيخ أن ينضموا إلى المتاهة الأميركية الجديدة التي أرادتها إدارة الرئيس الأميركي "بوش" كمحاولة أخيرة في إطار محاولاتها الرامية إلى إعادة إحياء المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي باستحداث محور عربي يعمل لحساب أمريكا وتكون إسرائيل هي العنصر الفاعل فيه والموجه لحركته من بعد، وإن برزت الأسماء الأميركية في الواجهة.

إن الدوافع والأسباب التي قادت إلى هذا المحور أو هذه الجبهة ليست عربية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العناصر المادية التي يراد لها أن تساهم في تدعيمه، فحتى صفقات التسلح التي يستفيد العرب منها على مستوى الدعاية والتوجيه سوف تكون جاهزة للاستخدام الأميركي وقت الحاجة، لأنّ العرب قرروا منذ القمم الماضية ألا يستخدموا أي شعار يوحي بأنهم في صدد الدخول في صراع مسلح مع إسرائيل وعقدوا العزم على ألا تستخدم أسلحتهم الأميركية الصنع في وجه عدوهم التاريخي، وقرروا أن يعيدوا الحياة إلى شركات ومصانع السلاح الأميركية والبريطانية وغيرها من حيث قرروا استخدام المال العربي في إطار إعادة الروح للمشاريع العدوانية الأميركية أو لحماية اقتصاد هذه الدولة الغربية أو تلك، تبعاً للتعليمات التي تأتي من هنا وهناك والتي تؤكد أن هؤلاء لا يحظون بأية استقلالية في إدارة أموالهم أو الحفاظ على ثروات شعوبهم.

إننا نلمح محاولة مكشوفة وخطيرة لتغيير وجهة الصراع في المنطقة من صراع عربي مع الكيان الصهيوني إلى صراع عربي ـ إسلامي أو عربي ـ إيراني، وتحشيد كل العناصر السياسية والمذهبية التي من شأنها أن تساهم في ولادة عدو جديد للعرب وأن تلهب المشاعر والأحاسيس بالعناوين المذهبية التي من شأنها أن تحاصر دول الممانعة وحركات المقاومة وأن تخفف الضغط عن الاحتلالين الأميركي والإسرائيلي وأن تفتح لإسرائيل نافذة جديدة إلى عالم عربي خانع ومتهالك لا يبحث فيه المعنيون عن مصالح شعوبهم، بل عن الذهاب بعيداً في المتاهة الأميركية التي يحسبون أنها خشبة الخلاص وهي النار التي قد تحرق بلدانهم ومواقعهم.

لقد قرر العرب أو بعضهم ارتكاب الحرام الاستراتيجي والانخراط في مشروع واحد مع إسرائيل والدخول إلى ساحته من الأبواب الواسعة من دون أن يلتفتوا إلى خطورة ذلك حتى على عروشهم وإلى أن إدارة الرئيس الأميركي بوش قررت أن تترك المنطقة كأرض محروقة بعد ولايتين فاشلتين، كما تصرح بذلك حتى صحافة العدو، وأنهم قد يكونون الوقود لنيران الفوضى الأميركية القاتلة.

إننا نحذر من هذا التواطؤ العربي المتواصل لتمرير الصفقة الأميركية الجديدة في المنطقة، والتي لن يكون المؤتمر الدولي للسلام الذي أعلنه الرئيس الأميركي سوى محطة من محطاتها الدعائية من دون أن يحصل الفلسطينيون والعرب منه إلا على الوعود التي لن تساهم إلاّ في دفعهم لركوب قطار الحرب الأميركية التي ستحرق بلدانهم بنيران الفتنة والفوضى.

إننا، في مقابل ذلك كله، وأمام خطورة هذا الوضع الذي يضطلع فيه بعض العرب بدور طفولي ساذج ندعو إلى قيام محور الخير في المنطقة، وهو المحور الذي لا بد من أن تنخرط فيه الشعوب العربية والإسلامية بكل قواها الحية والفاعلة وأن تستخدم فيه وسائل التوعية الثقافية والفكرية والسياسية بعيداً من العصبيات المذهبية القاتلة أو الحساسيات الحزبية الفارغة، وعلى قوى الممانعة وحركات المقاومة أن تبادر إلى القيام بخطوات سريعة فلا يكفي الحديث عن أن المشروع الأميركي التفتيتي سوف يفشل، بل لا بد لهذه الدول من أن تنفتح على الأقليات المتنوعة وتوفر لها كما للقوى المعارضة مناخاً من الحرية وأن تتحرك ـ على مستوى القاعدة ـ الانسجام مع محيطها وفق القواعد الإسلامية وبعيداً عن الأطر المذهبية وأن تحترم الخصوصيات القومية التي أكدها الإسلام في نطاق التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وأن تستخدم الخطاب التنويري لا التنفيري لأن الإدارة الأميركية تستفيد من كل سقطة من سقطات خصومها ومعارضيها، وإن انطلقت من خلال كلمة أو عبارة غير مقصودة... إن الحاجة تبدو ماسّة لبلورة محور الخير في المنطقة على أسس وطنية وتحررية مع احترام للقيم الإسلامية وللعناوين العربية الكبرى ومن خلال السعي لإيجاد أرضية حقيقية للمواجهة انطلاقاً من العراق وغيره لتأطير جهود كل القوى المخلصة في نطاق مقاومة شريفة بدأنا نشهد تجلياتها على أكثر من صعيد.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 21 رجب   1428هـ  الموافق: 05 / 8 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية