يدعو لاعتبار المناسبات السياسية والانتخابية فرصة تقود لحوار داخلي حقيقي"

يدعو لاعتبار المناسبات السياسية والانتخابية فرصة تقود لحوار داخلي حقيقي"

الإدارة الأمريكية لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط الممارسة الديمقراطية
فضل الله: يدعو لاعتبار المناسبات السياسية والانتخابية فرصة تقود لحوار داخلي حقيقي

رأى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط الممارسة الديمقراطية فيه، بل من زاوية تأمين الحماية للأمن الإسرائيلي.

وأكّد سماحته أن إدارة الرئيس بوش بعكس ما تتحدث به لا تتطلع إلى نظام سياسي لبناني مستقر، بل تريد للبنان أن يبقى ساحة للتجاذبات الدولية والإقليمية.

ودعا سماحته اللبنانيين، بجميع أطيافهم السياسية والدينية، إلى اعتبار المناسبات السياسية أو الانتخابية كتجارب يمكن التوقف عندها لإدارة حوار داخلي يقود إلى انفراجات حقيقية، قبل أن يسقط البلد على أبواب استحقاقات خارجية داهمة وداخلية قادمة.

استعرض سماحته مع عدد من زواره الأوضاع السياسية الداخلية في ظل التطورات الأخيرة، وأدلى بتصريح جاء فيه:

إن الإدارة الأمريكية لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط عملية الممارسة الديمقراطية فيه، سواء على الصعيد السياسي أو الانتخابي، بل من زاوية الأمن الإسرائيلي وكيف يمكن للنظام السياسي اللبناني أن يكون واعياً لنظرية الأمن الأميركي في المنطقة القاتمة في الأساس على توفير الأمن لإسرائيل والتفوق النوعي لها على كل الدول العربية والإسلامية وتأمين منطقة هادئة تماماً إلى جانبها بحيث لا تتعرض لأي تهديد من أي اتجاه، حتى لو اقتضى الأمر أن تبقى هذه المنطقة عرضة للتهديدات والاستعراضات العسكرية الإسرائيلية، كما هو الحاصل في لبنان من خلال الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للجو اللبناني وكذلك عند الحدود مع فلسطين المحتلة.

ولقد تصاعد التدخل الأميركي في لبنان في الفترة الأخيرة بالنظر إلى حاجة الإدارة الأميركية لتأمين انتصار سياسي في المنطقة، حتى لو حصل ذلك على المستوى الدعائي والإعلامي فحسب، لأن الإدارة الأميركية تستعجل تحقيق أي مكسب من هذا النوع في ظل الإحراج الذي يصيبها نتيجة احباطاتها في العراق وأفغانستان وفلسطين، وذلك في أعقاب فشل الحرب الإسرائيلية على لبنان وتراجع المشروع الأمريكي في المنطقة وحاجة واشنطن الماسة للضغط على أكثر من محور إقليمي انطلاقاً من الساحة اللبنانية التي لا تزال تعتبرها مثالية لذلك، وخصوصاً أن ثمة ملفات إقليمية ودولية موضوعة على طاولة التفاوض جنباً إلى جنب مع الملفات اللبنانية الداخلية.

ولذلك فإننا نعتبر أن تدخل الإدارة الأميركية في تفاصيل المشهد السياسي والانتخابي اللبناني وربطه بالأمن القومي الأميركي هو جزء من السعي الأميركي المستمر لإبقاء لبنان في دائرة التجاذب السياسي والأمني بعيداً من الحلول التي يمكن أن توفر أجواء إيجابية للبنانيين على الصعد السياسية والاقتصادية... ولذلك فنحن نخشى من أن إدارة الرئيس الأميركي تريد للبنان أن يظل يلعب دور الساحة المفتوحة على الرياح الدولية والإقليمية ولا تريد له أن يعيش في ظل نظام سياسي مستقر من الناحيتين الاقتصادية والسياسية على النقيض من كل ما يتحدث به المسؤولون الأميركيون في هذا السياق.

وعليه، فإننا نرى أن ثمة مسؤولية كبرى تقع على عاتق اللبنانيين، بجميع فئاتهم وطوائفهم وكذلك على المسؤولين الذين يمثلون مختلف الأطياف السياسية والدينية اللبنانية، كي يعملوا لحماية بلدهم بمختلف الوسائل، وخصوصاً عبر اعتماد خطاب سياسي عقلاني وموضوعي بعيد من الأحقاد والعصبيات السياسية والمذهبية، بحيث يصار إلى اعتبار المناسبات السياسية والانتخابية بكل تفاعلاتها تجربة يمكن التوقف عندها من زاوية العودة إلى لملمة الأوضاع الداخلية ومحطة من المحطات التي يمكن أن تطل على فرصة حقيقية للنجاة من خلال حوار داخلي يقود إلى انفراجات حقيقية قبل أن يسقط البلد على أبواب استحقاقات خارجية داهمة واستحقاقات داخلية يدير الكثيرون ظهورهم لها من دون أن يلتفتوا إلى مصير البلد الذي يراد له أن يكون كرة تتقاذفها أقدام اللاعبين الدوليين والإقليميين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 23 رجب   1428هـ  الموافق: 07 / 8 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

الإدارة الأمريكية لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط الممارسة الديمقراطية
فضل الله: يدعو لاعتبار المناسبات السياسية والانتخابية فرصة تقود لحوار داخلي حقيقي

رأى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط الممارسة الديمقراطية فيه، بل من زاوية تأمين الحماية للأمن الإسرائيلي.

وأكّد سماحته أن إدارة الرئيس بوش بعكس ما تتحدث به لا تتطلع إلى نظام سياسي لبناني مستقر، بل تريد للبنان أن يبقى ساحة للتجاذبات الدولية والإقليمية.

ودعا سماحته اللبنانيين، بجميع أطيافهم السياسية والدينية، إلى اعتبار المناسبات السياسية أو الانتخابية كتجارب يمكن التوقف عندها لإدارة حوار داخلي يقود إلى انفراجات حقيقية، قبل أن يسقط البلد على أبواب استحقاقات خارجية داهمة وداخلية قادمة.

استعرض سماحته مع عدد من زواره الأوضاع السياسية الداخلية في ظل التطورات الأخيرة، وأدلى بتصريح جاء فيه:

إن الإدارة الأمريكية لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط عملية الممارسة الديمقراطية فيه، سواء على الصعيد السياسي أو الانتخابي، بل من زاوية الأمن الإسرائيلي وكيف يمكن للنظام السياسي اللبناني أن يكون واعياً لنظرية الأمن الأميركي في المنطقة القاتمة في الأساس على توفير الأمن لإسرائيل والتفوق النوعي لها على كل الدول العربية والإسلامية وتأمين منطقة هادئة تماماً إلى جانبها بحيث لا تتعرض لأي تهديد من أي اتجاه، حتى لو اقتضى الأمر أن تبقى هذه المنطقة عرضة للتهديدات والاستعراضات العسكرية الإسرائيلية، كما هو الحاصل في لبنان من خلال الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للجو اللبناني وكذلك عند الحدود مع فلسطين المحتلة.

ولقد تصاعد التدخل الأميركي في لبنان في الفترة الأخيرة بالنظر إلى حاجة الإدارة الأميركية لتأمين انتصار سياسي في المنطقة، حتى لو حصل ذلك على المستوى الدعائي والإعلامي فحسب، لأن الإدارة الأميركية تستعجل تحقيق أي مكسب من هذا النوع في ظل الإحراج الذي يصيبها نتيجة احباطاتها في العراق وأفغانستان وفلسطين، وذلك في أعقاب فشل الحرب الإسرائيلية على لبنان وتراجع المشروع الأمريكي في المنطقة وحاجة واشنطن الماسة للضغط على أكثر من محور إقليمي انطلاقاً من الساحة اللبنانية التي لا تزال تعتبرها مثالية لذلك، وخصوصاً أن ثمة ملفات إقليمية ودولية موضوعة على طاولة التفاوض جنباً إلى جنب مع الملفات اللبنانية الداخلية.

ولذلك فإننا نعتبر أن تدخل الإدارة الأميركية في تفاصيل المشهد السياسي والانتخابي اللبناني وربطه بالأمن القومي الأميركي هو جزء من السعي الأميركي المستمر لإبقاء لبنان في دائرة التجاذب السياسي والأمني بعيداً من الحلول التي يمكن أن توفر أجواء إيجابية للبنانيين على الصعد السياسية والاقتصادية... ولذلك فنحن نخشى من أن إدارة الرئيس الأميركي تريد للبنان أن يظل يلعب دور الساحة المفتوحة على الرياح الدولية والإقليمية ولا تريد له أن يعيش في ظل نظام سياسي مستقر من الناحيتين الاقتصادية والسياسية على النقيض من كل ما يتحدث به المسؤولون الأميركيون في هذا السياق.

وعليه، فإننا نرى أن ثمة مسؤولية كبرى تقع على عاتق اللبنانيين، بجميع فئاتهم وطوائفهم وكذلك على المسؤولين الذين يمثلون مختلف الأطياف السياسية والدينية اللبنانية، كي يعملوا لحماية بلدهم بمختلف الوسائل، وخصوصاً عبر اعتماد خطاب سياسي عقلاني وموضوعي بعيد من الأحقاد والعصبيات السياسية والمذهبية، بحيث يصار إلى اعتبار المناسبات السياسية والانتخابية بكل تفاعلاتها تجربة يمكن التوقف عندها من زاوية العودة إلى لملمة الأوضاع الداخلية ومحطة من المحطات التي يمكن أن تطل على فرصة حقيقية للنجاة من خلال حوار داخلي يقود إلى انفراجات حقيقية قبل أن يسقط البلد على أبواب استحقاقات خارجية داهمة واستحقاقات داخلية يدير الكثيرون ظهورهم لها من دون أن يلتفتوا إلى مصير البلد الذي يراد له أن يكون كرة تتقاذفها أقدام اللاعبين الدوليين والإقليميين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 23 رجب   1428هـ  الموافق: 07 / 8 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية