ترحيب بمبادرة كهنة فرنسا

ترحيب بمبادرة كهنة فرنسا

رحّب بمبادرة كهنة فرنسا الإقبال على دراسة الإسلام
فضل الله: روحيّةٌ تستهدي السيّد المسيح (ع) في أخلاقه وروحه

رحّب العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله بالمبادرة الدينيّة المسيحيّة المعرفيّة التي انطلق بها كهنة فرنسا، بهدف الاطلاع على الإسلام، مُشيراً إلى أنّ ذلك يمثّل ضرورةً في ظلّ تطوّر الأوضاع التي تشهدها الدول والمجتمعات المختلطة بين المُسلمين والمسيحيّين، والتي تتطلّب التأكيد على القواعد المشتركة، في القيم الروحيّة والإنسانيّة والإيمانيّة، التي تقف في مواجهة الإلحاد والظُلم والاستكبار.

كلام سماحته جاء تعليقاً على ما نقلته وسائل الإعلام حول إقبال الكهنة الكاثوليك في فرنسا على دراسة الإسلام بهدف التمييز بين ما يُروّج له وبين ما هو حقيقي. وقال في بيانٍ له:

«إنّنا نرحّب بالمبادرة الدينية المعرفيّة التي قام بها بعض كهنة فرنسا الكاثوليك للاطّلاع على الدين الإسلامي، في عقائده وتشريعاته ومفاهيمه وأساليبه الحركيّة، بهدف التمييز بين ما يروّج وبين ما هو حقيقيّ، ونعتبر أنّ هذه الروحيّة في الانفتاح الروحي والمعرفي تستهدي روحيّة السيّد المسيح (ع)، في تأكيده على الخطّ الأخلاقي المتواضع، والروحيّ المتأمّل في آفاق الله.

إنّنا نؤكّد على ضرورة الانفتاح الفكري بين المسلمين والمسيحيّين، في عمليّة فهمٍ للأصول والفروع، ولمنهج التفكير العلمي، ولا سيّما في طبيعة النظرة إلى العقل الذي نعتبره قاعدةً للفكر، ومنطلقاً للحوار، وأساساً لاستكشاف الحقيقة في عناصرها الثقافيّة والروحيّة، وفي الاتجاه الحضاري الذي يُزاوج بين الروح والمادّة. كما نشدّد على ضرورة التوفّر على دراسة الأسلوب العملي في الإسلام، والذي يرفض العنف ضدّ الآخر، أيّاً كان، إلا من الموقع الدفاعي في ردّ العدوان، على قاعدة قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، إلى غير ذلك من المفاهيم؛ لتكون العلاقات المسيحيّة ـ الإسلاميّة مرتكزة على التعارف الثقافي، بحيث يفهم كلّ فريقٍ الآخرَ ـ كما هو ـ لا كما يفهمه من جانبه الذاتي.

وهذا هو الذي كُنّا، ولا نزال، نؤكّد عليه، في إطار الدعوة إلى حوار الأديان، بما في ذلك اليهوديّة والبوذيّة والمجوسيّة، في حركةٍ لتأكيد العناصر المشتركة، على المستوى الفكري والروحي وإدارة العلاقات.

ومن جهة أخرى، فإنّنا قد نتفهّم ما أطلقه مسؤول العلاقات مع الإسلام في أسقفيّة باريس «فرنسوا جوردان»، في تحميل بعض المسلمين مسؤوليّة الفشل الذي أصاب حركة الحوار بين الأديان؛ إلا أنّه يُشاركهم في تحمّل هذه المسؤوليّة بعض اتباع الديانات الأخرى، مع العلم أنّ هناك تجارب إسلاميّة حواريّة معرفيّة ناجحة، ساهمت في ردم الهوّة بين الأديان على أكثر من مستوى.

إنّ تطوّر الأوضاع في المجتمعات المختلطة، سواء في الوجود المسيحي في العالم الإسلامي،أو في الوجود الإسلامي في العالم المسيحي، يفرض على الجميع وضع القواعد المشتركة التي يلتقي عليها الجميع في الخطّ العام، ودراسة النظام الأخلاقي في القيم الروحيّة والإنسانيّة التي تلتقي في المبدأ وقد تختلف في التفاصيل، وإيجاد اللقاءات العلميّة الحواريّة، والمواجهة الإيمانيّة والإنسانيّة المشتركة للإلحاد وللاستكبار كلّه، بتأكيد مبدأ الإيمان بالله الخالق وعنوان العدل في حركة المجتمعات، ورفض الإعلام المضادّ الذي تطلقه السياسة الاستكباريّة في تصوير الإسلام كدينٍ إرهابيّ، وتصوير المسيحيّة كدينٍ يشجّع الاستعمار، من خلال عمليّة تغليب سلوك بعض الجماعات هنا وهناك، على الدين كلّه».

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 01 شعبان   1428هـ  الموافق: 12 / 8 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

رحّب بمبادرة كهنة فرنسا الإقبال على دراسة الإسلام
فضل الله: روحيّةٌ تستهدي السيّد المسيح (ع) في أخلاقه وروحه

رحّب العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله بالمبادرة الدينيّة المسيحيّة المعرفيّة التي انطلق بها كهنة فرنسا، بهدف الاطلاع على الإسلام، مُشيراً إلى أنّ ذلك يمثّل ضرورةً في ظلّ تطوّر الأوضاع التي تشهدها الدول والمجتمعات المختلطة بين المُسلمين والمسيحيّين، والتي تتطلّب التأكيد على القواعد المشتركة، في القيم الروحيّة والإنسانيّة والإيمانيّة، التي تقف في مواجهة الإلحاد والظُلم والاستكبار.

كلام سماحته جاء تعليقاً على ما نقلته وسائل الإعلام حول إقبال الكهنة الكاثوليك في فرنسا على دراسة الإسلام بهدف التمييز بين ما يُروّج له وبين ما هو حقيقي. وقال في بيانٍ له:

«إنّنا نرحّب بالمبادرة الدينية المعرفيّة التي قام بها بعض كهنة فرنسا الكاثوليك للاطّلاع على الدين الإسلامي، في عقائده وتشريعاته ومفاهيمه وأساليبه الحركيّة، بهدف التمييز بين ما يروّج وبين ما هو حقيقيّ، ونعتبر أنّ هذه الروحيّة في الانفتاح الروحي والمعرفي تستهدي روحيّة السيّد المسيح (ع)، في تأكيده على الخطّ الأخلاقي المتواضع، والروحيّ المتأمّل في آفاق الله.

إنّنا نؤكّد على ضرورة الانفتاح الفكري بين المسلمين والمسيحيّين، في عمليّة فهمٍ للأصول والفروع، ولمنهج التفكير العلمي، ولا سيّما في طبيعة النظرة إلى العقل الذي نعتبره قاعدةً للفكر، ومنطلقاً للحوار، وأساساً لاستكشاف الحقيقة في عناصرها الثقافيّة والروحيّة، وفي الاتجاه الحضاري الذي يُزاوج بين الروح والمادّة. كما نشدّد على ضرورة التوفّر على دراسة الأسلوب العملي في الإسلام، والذي يرفض العنف ضدّ الآخر، أيّاً كان، إلا من الموقع الدفاعي في ردّ العدوان، على قاعدة قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، إلى غير ذلك من المفاهيم؛ لتكون العلاقات المسيحيّة ـ الإسلاميّة مرتكزة على التعارف الثقافي، بحيث يفهم كلّ فريقٍ الآخرَ ـ كما هو ـ لا كما يفهمه من جانبه الذاتي.

وهذا هو الذي كُنّا، ولا نزال، نؤكّد عليه، في إطار الدعوة إلى حوار الأديان، بما في ذلك اليهوديّة والبوذيّة والمجوسيّة، في حركةٍ لتأكيد العناصر المشتركة، على المستوى الفكري والروحي وإدارة العلاقات.

ومن جهة أخرى، فإنّنا قد نتفهّم ما أطلقه مسؤول العلاقات مع الإسلام في أسقفيّة باريس «فرنسوا جوردان»، في تحميل بعض المسلمين مسؤوليّة الفشل الذي أصاب حركة الحوار بين الأديان؛ إلا أنّه يُشاركهم في تحمّل هذه المسؤوليّة بعض اتباع الديانات الأخرى، مع العلم أنّ هناك تجارب إسلاميّة حواريّة معرفيّة ناجحة، ساهمت في ردم الهوّة بين الأديان على أكثر من مستوى.

إنّ تطوّر الأوضاع في المجتمعات المختلطة، سواء في الوجود المسيحي في العالم الإسلامي،أو في الوجود الإسلامي في العالم المسيحي، يفرض على الجميع وضع القواعد المشتركة التي يلتقي عليها الجميع في الخطّ العام، ودراسة النظام الأخلاقي في القيم الروحيّة والإنسانيّة التي تلتقي في المبدأ وقد تختلف في التفاصيل، وإيجاد اللقاءات العلميّة الحواريّة، والمواجهة الإيمانيّة والإنسانيّة المشتركة للإلحاد وللاستكبار كلّه، بتأكيد مبدأ الإيمان بالله الخالق وعنوان العدل في حركة المجتمعات، ورفض الإعلام المضادّ الذي تطلقه السياسة الاستكباريّة في تصوير الإسلام كدينٍ إرهابيّ، وتصوير المسيحيّة كدينٍ يشجّع الاستعمار، من خلال عمليّة تغليب سلوك بعض الجماعات هنا وهناك، على الدين كلّه».

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 01 شعبان   1428هـ  الموافق: 12 / 8 / 2007م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية