سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في مقابلة أجرتها معه وكالة "رويترز" حول ما يُثار عن فتوى تبرّر قتل المدنيّين الأبرياء في العمليّات التي تستهدف القوّات الأمريكية في العراق. قال:
الأصل الفقهي عندنا، وعند جميع المسلمين، أنّه لا يجوز قتل إنسان مسلم أو مُسالم؛ لأن الإسلام احترم دماء الناس؛ ولكن قد تكون هناك بعض الضرورات غير العاديّة، وهي ضرورات الحرب الشرعيّة التي تتحرّك من خلال خطّة دقيقة من أجل الوصول إلى الهدف، ما قد يؤدّي إلى بعض الأخطاء التي يسقط فيها المدنيّون، تماماً كأي حرب تخاض في العالم، إلا أنّ ذلك يتطلّب من الذين يخوضون الحرب الشرعيّة أن يدقّقوا في حركة الحرب بشكل كبير جدّاً، لكي لا يسقط بريء في الحرب.
لأن شرعيّة الحرب تفرض على الذين يخوضونها أن لا تكون حركتهم انفعاليّة وعشوائيّة تستسهل قتل المدنيّين الأبرياء، كما يحدث الآن في العراق، حيث نرى السيّارات المفخّخة والعمليات التي تشمل أكثر مواقع العراق، وتقتل المدنيّين بنسبة 90%، ولا تقتل المحتلّين إلا بنسبة ضئيلة.
لذلك نحن نسأل: ما معنى أن نفجّر سيارة في شارع هنا وهناك؟ أو أن ندفع بسيارة مفخّخة أو بشخص مفخّخ إلى مسجد أو حسينية أو مركز ديني مقدّس عند هذه الطائفة الإسلامية أو تلك الطائفة الإسلامية أو المسيحية؟ وعليه فإنّنا نرفض ونشجب كل العمليات التي تطاول المدنيين الأبرياء أكثر من المحتلين في العراق.
كما أنّنا نستنكر وبشدّة قتل أئمة المساجد في العراق من السنّة والشيعة، وكل المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، ما ينتج عنه من أجواء تنطلق من خلال الفعل هنا وردّ الفعل هناك. ونحذِّر من خلق العقد الانفعالية المذهبية التكفيرية التي تشجّع قتل المدنيين الأبرياء، سواء من المسلمين أو المسالمين.
إنّ تطبيق هذه الفتوى يحتاج إلى دراسة دقيقة مبرمجة، وخطّة حكيمة تحاول أن تركّز الحرب ضدّ الاحتلال، وتتفادى ـ في الوقت نفسه ـ سقوط المسلمين أو المدنيّين الأبرياء بكل دقّة؛ لأن وجود الاحتلال هو الذي يشجّع كلّ هذه الأجواء المحمومة، وليس هناك من حلّ في العراق إلا أن يخرج الاحتلال، وأن يدير العراقيّون أمورهم بأنفسهم.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 13 ربيع الثاني 1426هـ الموافق 22 أيار-مايو 2005م
سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في مقابلة أجرتها معه وكالة "رويترز" حول ما يُثار عن فتوى تبرّر قتل المدنيّين الأبرياء في العمليّات التي تستهدف القوّات الأمريكية في العراق. قال:
الأصل الفقهي عندنا، وعند جميع المسلمين، أنّه لا يجوز قتل إنسان مسلم أو مُسالم؛ لأن الإسلام احترم دماء الناس؛ ولكن قد تكون هناك بعض الضرورات غير العاديّة، وهي ضرورات الحرب الشرعيّة التي تتحرّك من خلال خطّة دقيقة من أجل الوصول إلى الهدف، ما قد يؤدّي إلى بعض الأخطاء التي يسقط فيها المدنيّون، تماماً كأي حرب تخاض في العالم، إلا أنّ ذلك يتطلّب من الذين يخوضون الحرب الشرعيّة أن يدقّقوا في حركة الحرب بشكل كبير جدّاً، لكي لا يسقط بريء في الحرب.
لأن شرعيّة الحرب تفرض على الذين يخوضونها أن لا تكون حركتهم انفعاليّة وعشوائيّة تستسهل قتل المدنيّين الأبرياء، كما يحدث الآن في العراق، حيث نرى السيّارات المفخّخة والعمليات التي تشمل أكثر مواقع العراق، وتقتل المدنيّين بنسبة 90%، ولا تقتل المحتلّين إلا بنسبة ضئيلة.
لذلك نحن نسأل: ما معنى أن نفجّر سيارة في شارع هنا وهناك؟ أو أن ندفع بسيارة مفخّخة أو بشخص مفخّخ إلى مسجد أو حسينية أو مركز ديني مقدّس عند هذه الطائفة الإسلامية أو تلك الطائفة الإسلامية أو المسيحية؟ وعليه فإنّنا نرفض ونشجب كل العمليات التي تطاول المدنيين الأبرياء أكثر من المحتلين في العراق.
كما أنّنا نستنكر وبشدّة قتل أئمة المساجد في العراق من السنّة والشيعة، وكل المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، ما ينتج عنه من أجواء تنطلق من خلال الفعل هنا وردّ الفعل هناك. ونحذِّر من خلق العقد الانفعالية المذهبية التكفيرية التي تشجّع قتل المدنيين الأبرياء، سواء من المسلمين أو المسالمين.
إنّ تطبيق هذه الفتوى يحتاج إلى دراسة دقيقة مبرمجة، وخطّة حكيمة تحاول أن تركّز الحرب ضدّ الاحتلال، وتتفادى ـ في الوقت نفسه ـ سقوط المسلمين أو المدنيّين الأبرياء بكل دقّة؛ لأن وجود الاحتلال هو الذي يشجّع كلّ هذه الأجواء المحمومة، وليس هناك من حلّ في العراق إلا أن يخرج الاحتلال، وأن يدير العراقيّون أمورهم بأنفسهم.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 13 ربيع الثاني 1426هـ الموافق 22 أيار-مايو 2005م