دان اختطاف الأخوين المغربيين
فضل الله: على القيادات الإسلامية مواجهة جماعات التكفير رغم كل الضغوط
أجاب سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في رسالة عن عدّة استفتاءات وردته من مقلّديه في المغرب مستوضحةً منه الموقف الشرعي تجاه تعاطي الحركة التكفيرية مع الناس والمعتقلين وبالخصوص الأخوين المغربيين، وقد جاء فيها:
"لطالما شعرنا بالخطورة حيال هذه الذهنية المعقّدة التي تحاول أن تتغطّى بغطاء ديني أو تحمل عناوين مواجهة الاحتلال أو الإدارات الغربية، ثم تبادر إلى القيام بأعمال إجرامية ضد إخوانها وأهلها من المسلمين والعرب، متذرعةً بذرائع واهية وزاعمة أن الإسلام يُجيز لها ذلك.
ومن هنا نرى أن اختطاف الجماعات التكفيرية في العراق لأخوين مغربيين، يدخل في سياق الإساءة الدائمة للعناوين الإسلامية التي يحاول هؤلاء استخدامها وفق قناعاتهم وتوجّهاتهم ومشاريعهم التي لا يمكن أن تلتقي بالأهداف الإسلامية بأي طريق من الطرق.
إن اختطاف الناس والإساءة إليهم، وحجز حرياتهم، والضغط على قراراتهم ومواقفهم، ومحاولة النيل منهم معنوياً أو جسدياً لحساب هذه القناعات أو هذه الأهداف أو ما يقاربها ويشابهها، يمثل جريمة كبرى يحرّمها الإسلام، ويتوعّد من يقوم بذلك بأشد العقوبات في الآخرة، فضلاً عن عقاب الدنيا.
ونحن في الوقت الذي نؤكّد أن الحرية تنطلق من الذات ومن الداخل، وتستطيع التمرّد على كل الضغوط الخارجية. ونروي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: "إن الحرّ حرٌ في جميع أحواله، إن نابته نائبة صبر لها، وإن تداكّت عليه المصائب لم تكسره ولم تقهره وإن استعبد وأسر وقهر"، كما نروي عن الإمام علي(ع) أنه قال: "لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً"، في الوقت الذي نؤكّد ذلك، نريد من كل العلماء في سائر العالم الإسلامي أن يبادروا إلى إعلان الموقف الإسلامي الصريح والواضح من هذه الممارسات والارتكابات التي تمثل خيانة للإسلام، وتشويهاً لصورته في العالم، واستخدامها لعقائده وشرائعه وعناوينه بطريقة سلبية قد تصل إلى مستوى تدمير حضوره وامتداده السليم في الواقع الإسلامي وخارجه.
كذلك فإن محاولة النيل من المحتجزين، وخصوصاً المحتجزين المغربيين، بالاعتداء عليهما أو على حياتهما، هو محرّم شرعاً، وقد توعّد الله الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات، أو الذين يقتلون مؤمناً بغير حق بالعذاب الشديد يوم القيامة، لأن الدافع إلى ذلك غير شرعي وغير جائز، ولأن الإقدام على القتل في هذه الحالة يمثل جريمة من أفظع الجرائم، حيث إن القرآن الكريم كان واضحاً في هذا الإطار: {مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}... فإن الإقدام على القتل بهذه الحالة يساوي محاولة الإقدام على قتل الناس جميعاً، لأن من يقتل بريئاً بغير حق تكون الدوافع لديه حاضرة لقتل كل الأبرياء وكل الناس.
إننا نريد للعالم الإسلامي الذي وقع في كثير من مواقعه ضحية للاحتلال وللإرهاب في وقت واحد، أن يرفع الصوت عالياً ضد هؤلاء وأولئك، ليرفض الاحتلال ويرفض الإرهاب معاً، وليؤكد حرمة دماء المسلمين والأبرياء، بصرف النظر عن انتماءاتهم وهوياتهم وجنسياتهم، لأن الله أمرنا أن نغيّر المنكر، سواء أكان سياسياً أم ثقافياً أم فكرياً أم عنفياً وما إلى ذلك، كما أمرنا أن نستخدم الوسائل السلمية في سعينا لتحقيق أهدافنا على المستويات كافة".
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 1 8 شوّال 1426هـ الموافق 20 تشرين الثاني - أكتوبر 2005م
دان اختطاف الأخوين المغربيين
فضل الله: على القيادات الإسلامية مواجهة جماعات التكفير رغم كل الضغوط
أجاب سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في رسالة عن عدّة استفتاءات وردته من مقلّديه في المغرب مستوضحةً منه الموقف الشرعي تجاه تعاطي الحركة التكفيرية مع الناس والمعتقلين وبالخصوص الأخوين المغربيين، وقد جاء فيها:
"لطالما شعرنا بالخطورة حيال هذه الذهنية المعقّدة التي تحاول أن تتغطّى بغطاء ديني أو تحمل عناوين مواجهة الاحتلال أو الإدارات الغربية، ثم تبادر إلى القيام بأعمال إجرامية ضد إخوانها وأهلها من المسلمين والعرب، متذرعةً بذرائع واهية وزاعمة أن الإسلام يُجيز لها ذلك.
ومن هنا نرى أن اختطاف الجماعات التكفيرية في العراق لأخوين مغربيين، يدخل في سياق الإساءة الدائمة للعناوين الإسلامية التي يحاول هؤلاء استخدامها وفق قناعاتهم وتوجّهاتهم ومشاريعهم التي لا يمكن أن تلتقي بالأهداف الإسلامية بأي طريق من الطرق.
إن اختطاف الناس والإساءة إليهم، وحجز حرياتهم، والضغط على قراراتهم ومواقفهم، ومحاولة النيل منهم معنوياً أو جسدياً لحساب هذه القناعات أو هذه الأهداف أو ما يقاربها ويشابهها، يمثل جريمة كبرى يحرّمها الإسلام، ويتوعّد من يقوم بذلك بأشد العقوبات في الآخرة، فضلاً عن عقاب الدنيا.
ونحن في الوقت الذي نؤكّد أن الحرية تنطلق من الذات ومن الداخل، وتستطيع التمرّد على كل الضغوط الخارجية. ونروي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: "إن الحرّ حرٌ في جميع أحواله، إن نابته نائبة صبر لها، وإن تداكّت عليه المصائب لم تكسره ولم تقهره وإن استعبد وأسر وقهر"، كما نروي عن الإمام علي(ع) أنه قال: "لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً"، في الوقت الذي نؤكّد ذلك، نريد من كل العلماء في سائر العالم الإسلامي أن يبادروا إلى إعلان الموقف الإسلامي الصريح والواضح من هذه الممارسات والارتكابات التي تمثل خيانة للإسلام، وتشويهاً لصورته في العالم، واستخدامها لعقائده وشرائعه وعناوينه بطريقة سلبية قد تصل إلى مستوى تدمير حضوره وامتداده السليم في الواقع الإسلامي وخارجه.
كذلك فإن محاولة النيل من المحتجزين، وخصوصاً المحتجزين المغربيين، بالاعتداء عليهما أو على حياتهما، هو محرّم شرعاً، وقد توعّد الله الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات، أو الذين يقتلون مؤمناً بغير حق بالعذاب الشديد يوم القيامة، لأن الدافع إلى ذلك غير شرعي وغير جائز، ولأن الإقدام على القتل في هذه الحالة يمثل جريمة من أفظع الجرائم، حيث إن القرآن الكريم كان واضحاً في هذا الإطار: {مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}... فإن الإقدام على القتل بهذه الحالة يساوي محاولة الإقدام على قتل الناس جميعاً، لأن من يقتل بريئاً بغير حق تكون الدوافع لديه حاضرة لقتل كل الأبرياء وكل الناس.
إننا نريد للعالم الإسلامي الذي وقع في كثير من مواقعه ضحية للاحتلال وللإرهاب في وقت واحد، أن يرفع الصوت عالياً ضد هؤلاء وأولئك، ليرفض الاحتلال ويرفض الإرهاب معاً، وليؤكد حرمة دماء المسلمين والأبرياء، بصرف النظر عن انتماءاتهم وهوياتهم وجنسياتهم، لأن الله أمرنا أن نغيّر المنكر، سواء أكان سياسياً أم ثقافياً أم فكرياً أم عنفياً وما إلى ذلك، كما أمرنا أن نستخدم الوسائل السلمية في سعينا لتحقيق أهدافنا على المستويات كافة".
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 1 8 شوّال 1426هـ الموافق 20 تشرين الثاني - أكتوبر 2005م