المعارضة العراقية تفهّمت فتوى فضل الله

المعارضة العراقية تفهّمت فتوى فضل الله

علق المرجع الديني الأبرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية، آية الله السيد محمد حسين فضل الله، على الصدى غير الايجابي لفتواه بتحريم مشاركة المسلمين والشيعة تحديدا في حرب أميركا على العراق في اوساط المعارضة العراقية، قال:

"الواقع أن صدى الفتوى تنوّع، فهناك الصدى الذي انطلق بعنف وبلغ مستوى التجريح الشخصي من الشخصيات التي حضرت لقاء واشنطن وقد نشر بعض هذه التعليقات السلبية في جريدة "المؤتمر" الصادرة في لندن عن حزب المؤتمر أو جماعة المؤتمر الوطني، وصدرت ردود ضدّها ونشرت ايضا في الصحيفة ذاتها، وكانت المفاجأة أن الامين العام أو رئيس المؤتمر احمد الجلبي اتصل بي هاتفيا وتحدث عن تقدير وإكبار للدور الذي اقوم به، لأن المسألة التي انطلقت الى جانب الفتوى هي أن هناك فتاوى أخرى إحداها كانت جوابا عن سؤال وجه اليّ من بعض العراقيين في المانيا: ومفاده "هل يجوز تعاون الاسلاميين مع العلمانيين بمن فيهم الشيوعيون والبعثيون في اسقاط النظام العراقي؟" قلت: "يجوز ذلك إذا كان هناك مصلحة إسلامية عليا لذلك". ولهذا تحدثت ايضاً تعليقاً على هذه الفتوى في حوار مع اذاعة اوروبا الحرة وهي ضد النظام العراقي. وفسّرت فيها اني اطلقت الفتوى في عدم مساعدة أميركا في ضرب الشعب العراقي وتمكينها من السيطرة على مقدرات العراق الاقتصادية والسياسية والامنية، ودعوت الشعب العراقي للتخلص من حاكم نظامه بوسائله الخاصة. وهناك بعض الذين اعترضوا على الفتوى لم يقرأوها جيداً. واعتبروا أنها تمثّل دفاعا عن النظام وخصوصا أن النظام اشاد عبر وزير خارجيته بهذه الفتوى ونُشر ذلك في الصحف العراقية. هؤلاء المتحمسون الذين عاشوا مرارة التشرد والسجن والإعدام، لقد كنت اعذرهم لذلك باعتبار انهم وضعوا كل احلامهم في اسقاط النظام حتى أن بعضهم كان يقول ليأتنا شارون وخذوا صدام حسين، ولو جاءنا الشيطان فنحن نقبل به.

لقد كنت أقدّر عواطف الذين تعرّضوا كما اسلفت لآلام ومشاكل، لأني اعرف جيداً مرارة الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي في الخارج والداخل، ولكن هناك الكثيرين من المعارضين الاسلاميين وغيرهم كانوا مع الفتوى، فقد قرأوها جيداً وقرأوا الفتاوى الاخرى وقرأوا كل المواقف التي انطلقت منها من البداية ضد النظام العراقي وحتى الآن، واعتقد أن المسألة تركت تأثيراً ايجابياً على مستويين: المستوى الأول هو أن ذهاب البعض من المعارضين الى لقاء واشنطن، وفيهم جهة اسلامية كانت تصرّح أنها اخذت ضوءاً أخضر من القيادة الاسلامية في ايران، أن ذهابهم اعطى انطباعاً في الواقع الاسلامي السني أن الشيعة باعوا العراق لأميركا، سواء أكان هذا خطأ أم صواباً.

لذلك عندما جاءت الفتوى ونشرت في العالم بدّلت هذا الانطباع واعتبرت أن الشيعة ليسوا فريقاً واحداً فهناك جهات مرجعية شيعية لا توافق على حرب أميركا على الشعب العراقي. واما المستوى الثاني فهو أن فئات المعارضة رأت في هذه الفتوى خطّاً ينسجم مع النظرة السياسية الى أميركا واطماعها في العراق".

النظام العراقي يحكم العراق بالقمع والشدة. والشعب العراقي لا يستطيع تغييره بوسائله الخاصة وتحرمون عليه الاستعانة بأميركا أو بأي قوة أخرى لتغييره، ماذا يفعل؟

أجاب المرجع الديني الاسلامي الابرز: "أنا افهم هذا الانطباع وهذا التفسير، وربما سمعت ذلك من بعض الناس الذين يعيشون المرارة من النظام العراقي ولهم الحق في هذه المرارة. وكانوا يطرحون ما هو البديل؟ إن الشعب العراقي لم يستطع في السنين التي فرض النظام نفسه عليه، أن يسقط النظام، فما هو البديل؟ لقد كنتُ أقول في هذا المجال أن الفرق بيني وبين الآخرين انهم يفكرون في الحاضر وأفكر في المستقبل، وأنا أعتبر أن النظام العراقي في امتداده التاريخي كان يملك الحماية الاميركية وحماية الدول الاخرى التي كانت تدعم النظام من خلال دعمه لمصالحها، وخصوصا في بعض الدول العربية التي كانت تخاف من السيطرة الايرانية على العراق، ومن أن يأتي هناك نظام اسلامي على الطريقة الايرانية يربك الواقع العربي اكثر مما يربكه النظام العراقي، سواء من ناحية مذهبية أو سياسية أخرى. لذا عندما ترفع الدول الكبرى الحماية عن هذا النظام يفسح المجال لبعض المعارضة العراقية، التي تملك بعض فصائلها جيشاً في ايران هو فرقة بدر التي يشرف عليها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، بالاضافة الى العراقيين المدربين، فإذا حصل تأييد خارجي يمكن أن يعالج الموضوع من دون قيام أميركا بحرب واسعة تستهدف العراق والمنطقة.

ان المسألة انني كنتُ أفكر بالمستقبل لأني معنيّ من خلال ما اؤمن به من الخطّ الاسلامي، وحتى من الخط السياسي الذي يفهم ما معنى أميركا وما معنى الدول الكبرى، بقدر ما تتعلق المسألة بالمنطقة العربية والاسلامية معاً وبكل المستضعفين في العالم. واعتقد أن المرحلة الزمنية الضيّقة أو المشكلة الضاغطة المعيّنة لا تبرر لنا أن ننطلق لنفسح لمشكلة على مستوى المستقبل. ولعل الجميع يذكرون كيف أن الانكليز أقنعوا العرب ومنهم الشريف حسين بأن يساعدوهم على الأتراك، ثم كان الاستعمار للمنطقة كلها وفق تقسيم سايكس - بيكو".

ما مدى تأثير "فيلق بدر" الشيعي العراقي المقيم في ايران، والذي يلقى دعمها سياسياً وعسكرياً، على الشيعة العراقيين، في حال دخوله العراق وتعاونه مع سائر المعارضين العراقيين، لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وخصوصا في ظل ما يقال عن اختلافات مهمة بين شيعة العراق وشيعة ايران حول امور اساسية مثل النظام الاسلامي وولاية الفقيه وما الى ذلك؟

علق المرجع الديني الأبرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية، آية الله السيد محمد حسين فضل الله، على الصدى غير الايجابي لفتواه بتحريم مشاركة المسلمين والشيعة تحديدا في حرب أميركا على العراق في اوساط المعارضة العراقية، قال:

"الواقع أن صدى الفتوى تنوّع، فهناك الصدى الذي انطلق بعنف وبلغ مستوى التجريح الشخصي من الشخصيات التي حضرت لقاء واشنطن وقد نشر بعض هذه التعليقات السلبية في جريدة "المؤتمر" الصادرة في لندن عن حزب المؤتمر أو جماعة المؤتمر الوطني، وصدرت ردود ضدّها ونشرت ايضا في الصحيفة ذاتها، وكانت المفاجأة أن الامين العام أو رئيس المؤتمر احمد الجلبي اتصل بي هاتفيا وتحدث عن تقدير وإكبار للدور الذي اقوم به، لأن المسألة التي انطلقت الى جانب الفتوى هي أن هناك فتاوى أخرى إحداها كانت جوابا عن سؤال وجه اليّ من بعض العراقيين في المانيا: ومفاده "هل يجوز تعاون الاسلاميين مع العلمانيين بمن فيهم الشيوعيون والبعثيون في اسقاط النظام العراقي؟" قلت: "يجوز ذلك إذا كان هناك مصلحة إسلامية عليا لذلك". ولهذا تحدثت ايضاً تعليقاً على هذه الفتوى في حوار مع اذاعة اوروبا الحرة وهي ضد النظام العراقي. وفسّرت فيها اني اطلقت الفتوى في عدم مساعدة أميركا في ضرب الشعب العراقي وتمكينها من السيطرة على مقدرات العراق الاقتصادية والسياسية والامنية، ودعوت الشعب العراقي للتخلص من حاكم نظامه بوسائله الخاصة. وهناك بعض الذين اعترضوا على الفتوى لم يقرأوها جيداً. واعتبروا أنها تمثّل دفاعا عن النظام وخصوصا أن النظام اشاد عبر وزير خارجيته بهذه الفتوى ونُشر ذلك في الصحف العراقية. هؤلاء المتحمسون الذين عاشوا مرارة التشرد والسجن والإعدام، لقد كنت اعذرهم لذلك باعتبار انهم وضعوا كل احلامهم في اسقاط النظام حتى أن بعضهم كان يقول ليأتنا شارون وخذوا صدام حسين، ولو جاءنا الشيطان فنحن نقبل به.

لقد كنت أقدّر عواطف الذين تعرّضوا كما اسلفت لآلام ومشاكل، لأني اعرف جيداً مرارة الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي في الخارج والداخل، ولكن هناك الكثيرين من المعارضين الاسلاميين وغيرهم كانوا مع الفتوى، فقد قرأوها جيداً وقرأوا الفتاوى الاخرى وقرأوا كل المواقف التي انطلقت منها من البداية ضد النظام العراقي وحتى الآن، واعتقد أن المسألة تركت تأثيراً ايجابياً على مستويين: المستوى الأول هو أن ذهاب البعض من المعارضين الى لقاء واشنطن، وفيهم جهة اسلامية كانت تصرّح أنها اخذت ضوءاً أخضر من القيادة الاسلامية في ايران، أن ذهابهم اعطى انطباعاً في الواقع الاسلامي السني أن الشيعة باعوا العراق لأميركا، سواء أكان هذا خطأ أم صواباً.

لذلك عندما جاءت الفتوى ونشرت في العالم بدّلت هذا الانطباع واعتبرت أن الشيعة ليسوا فريقاً واحداً فهناك جهات مرجعية شيعية لا توافق على حرب أميركا على الشعب العراقي. واما المستوى الثاني فهو أن فئات المعارضة رأت في هذه الفتوى خطّاً ينسجم مع النظرة السياسية الى أميركا واطماعها في العراق".

النظام العراقي يحكم العراق بالقمع والشدة. والشعب العراقي لا يستطيع تغييره بوسائله الخاصة وتحرمون عليه الاستعانة بأميركا أو بأي قوة أخرى لتغييره، ماذا يفعل؟

أجاب المرجع الديني الاسلامي الابرز: "أنا افهم هذا الانطباع وهذا التفسير، وربما سمعت ذلك من بعض الناس الذين يعيشون المرارة من النظام العراقي ولهم الحق في هذه المرارة. وكانوا يطرحون ما هو البديل؟ إن الشعب العراقي لم يستطع في السنين التي فرض النظام نفسه عليه، أن يسقط النظام، فما هو البديل؟ لقد كنتُ أقول في هذا المجال أن الفرق بيني وبين الآخرين انهم يفكرون في الحاضر وأفكر في المستقبل، وأنا أعتبر أن النظام العراقي في امتداده التاريخي كان يملك الحماية الاميركية وحماية الدول الاخرى التي كانت تدعم النظام من خلال دعمه لمصالحها، وخصوصا في بعض الدول العربية التي كانت تخاف من السيطرة الايرانية على العراق، ومن أن يأتي هناك نظام اسلامي على الطريقة الايرانية يربك الواقع العربي اكثر مما يربكه النظام العراقي، سواء من ناحية مذهبية أو سياسية أخرى. لذا عندما ترفع الدول الكبرى الحماية عن هذا النظام يفسح المجال لبعض المعارضة العراقية، التي تملك بعض فصائلها جيشاً في ايران هو فرقة بدر التي يشرف عليها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، بالاضافة الى العراقيين المدربين، فإذا حصل تأييد خارجي يمكن أن يعالج الموضوع من دون قيام أميركا بحرب واسعة تستهدف العراق والمنطقة.

ان المسألة انني كنتُ أفكر بالمستقبل لأني معنيّ من خلال ما اؤمن به من الخطّ الاسلامي، وحتى من الخط السياسي الذي يفهم ما معنى أميركا وما معنى الدول الكبرى، بقدر ما تتعلق المسألة بالمنطقة العربية والاسلامية معاً وبكل المستضعفين في العالم. واعتقد أن المرحلة الزمنية الضيّقة أو المشكلة الضاغطة المعيّنة لا تبرر لنا أن ننطلق لنفسح لمشكلة على مستوى المستقبل. ولعل الجميع يذكرون كيف أن الانكليز أقنعوا العرب ومنهم الشريف حسين بأن يساعدوهم على الأتراك، ثم كان الاستعمار للمنطقة كلها وفق تقسيم سايكس - بيكو".

ما مدى تأثير "فيلق بدر" الشيعي العراقي المقيم في ايران، والذي يلقى دعمها سياسياً وعسكرياً، على الشيعة العراقيين، في حال دخوله العراق وتعاونه مع سائر المعارضين العراقيين، لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وخصوصا في ظل ما يقال عن اختلافات مهمة بين شيعة العراق وشيعة ايران حول امور اساسية مثل النظام الاسلامي وولاية الفقيه وما الى ذلك؟

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية