تقييمُ القرآنِ معركةَ أُحُد

تقييمُ القرآنِ معركةَ أُحُد

أراد الله للمسلمين في القرآن، في كلِّ زمانٍ ومكان، أن يدرسوا تجربة أُحُد. وسنحاول أن نلتقي مع بعض آيات القرآن الَّتي نزلت في سورة آل عمران، في تقييم القرآن الكريم لمعركة أُحُد:

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ}، قال الله لكم إنَّكم ستنتصرون في "أُحُد"، ولكنَّ الله قال لكم أن تنتصروا ضمن الخطَّة، وعندما نفَّذتم الخطَّة بشكلٍ جيِّد انتصرتم.

{إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ}. الحسّ هو كناية عن القتل، بحيث يفقد الإنسان إحساسه معه {حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ}، فشلتم في إيمانكم لأنّكم لم تلتزموا بخطّ الإيمان، وفشلتم في الالتزام بالعناصر التي تهيّئ النصر في المعركة، {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ}، دبَّ النزاع بينكم، ودبَّ الخلاف بينكم، والمعركة لا تزال قائمة، والعدوّ لا يزال يملك مواقع القوّة، دبَّ النزاع بينكم {وَعَصَيْتُم}، عصيتم أوامر رسول الله (ص) {مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ}.

لماذا اختار هؤلاء النّزول إلى ساحة الغنائم، ولماذا اختار الفريق الثاني الوقوف حيث أمرهم رسول الله؟ الله يبيِّن الدّوافع، وعلينا من خلال هذه الدَّوافع التي يحدّثنا الله عنها، عندما يحدّثنا عن نقاط ضعف المسلمين، أن نلتفت إلى دوافعنا نحن، عندما نعيش بعض نقاط الضّعف في كلّ ساحات التحدّي، وفي معركة الإسلام مع الكفر، ومعركة الحقّ مع الباطل، ومعركة العدل مع الظلم:

{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ}، من بعد ما أراكم النصر، {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَ}، يقاتل وفي فكره أنّه يريد أن يقاتل، ليغنم وليحصل على موقع، وليحصل على مركز، وليحصل على زعامة، وغير ذلك ممّا تحتويه الدنيا من أهداف الناس الذين يستغرقون في الأرض {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}، وعندما دبَّ النزاع {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}، صرفكم عن المشركين، وجعل المشركين يتقدَّمون {لِيَبْتَلِيَكُمْ} حتّى تعرفوا أنَّ البلاء عندما ينزل، فإنّه لا ينزل بدون سبب.

أنتم زرعتم في حياتكم العناصر التي أدَّت إلى النّتائج السلبيَّة، {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ}، بعد أن تبتم، {وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 152].

ثمَّ يحدّثنا الله بعد ذلك عن أجواء الرّسالة، وكيف كانوا يتحدّثون في ما بينهم وكيف انطلقوا. ويحدّثنا الله في هذا المجال عن بعض الناس الذين كانوا في المدينة {... يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران: 154].

إنَّ الله يقول لكلّ الذين يتحدّثون عن إخوانهم الذين يسقطون في ساحات الجهاد بهذه الطريقة، إنَّ مسألة الأجل بيد الله، فإذا لم تقتل في الموقع الجهاديّ، فإنّك لن تستطيع أن تدفع القتل عن نفسك، لأنَّ الله إذا قدَّر القتل على شخص، فإنَّ الذين يكتب عليهم القتل، سيأتيهم الموت ولو كانوا في بروجٍ مشيَّدة، ثمّ يقول الله بعد ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُو}، إنَّ الشيطان يحاول أن يكتشف نقاط الضّعف من خلال ذنوبك التي تمارسها في حياتك، ويحاول أن يوضّحها في ساحة القتال ليبعدك عن ساحة القتال، {وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}[آل عمران: 155].

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

أراد الله للمسلمين في القرآن، في كلِّ زمانٍ ومكان، أن يدرسوا تجربة أُحُد. وسنحاول أن نلتقي مع بعض آيات القرآن الَّتي نزلت في سورة آل عمران، في تقييم القرآن الكريم لمعركة أُحُد:

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ}، قال الله لكم إنَّكم ستنتصرون في "أُحُد"، ولكنَّ الله قال لكم أن تنتصروا ضمن الخطَّة، وعندما نفَّذتم الخطَّة بشكلٍ جيِّد انتصرتم.

{إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ}. الحسّ هو كناية عن القتل، بحيث يفقد الإنسان إحساسه معه {حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ}، فشلتم في إيمانكم لأنّكم لم تلتزموا بخطّ الإيمان، وفشلتم في الالتزام بالعناصر التي تهيّئ النصر في المعركة، {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ}، دبَّ النزاع بينكم، ودبَّ الخلاف بينكم، والمعركة لا تزال قائمة، والعدوّ لا يزال يملك مواقع القوّة، دبَّ النزاع بينكم {وَعَصَيْتُم}، عصيتم أوامر رسول الله (ص) {مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ}.

لماذا اختار هؤلاء النّزول إلى ساحة الغنائم، ولماذا اختار الفريق الثاني الوقوف حيث أمرهم رسول الله؟ الله يبيِّن الدّوافع، وعلينا من خلال هذه الدَّوافع التي يحدّثنا الله عنها، عندما يحدّثنا عن نقاط ضعف المسلمين، أن نلتفت إلى دوافعنا نحن، عندما نعيش بعض نقاط الضّعف في كلّ ساحات التحدّي، وفي معركة الإسلام مع الكفر، ومعركة الحقّ مع الباطل، ومعركة العدل مع الظلم:

{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ}، من بعد ما أراكم النصر، {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَ}، يقاتل وفي فكره أنّه يريد أن يقاتل، ليغنم وليحصل على موقع، وليحصل على مركز، وليحصل على زعامة، وغير ذلك ممّا تحتويه الدنيا من أهداف الناس الذين يستغرقون في الأرض {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}، وعندما دبَّ النزاع {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}، صرفكم عن المشركين، وجعل المشركين يتقدَّمون {لِيَبْتَلِيَكُمْ} حتّى تعرفوا أنَّ البلاء عندما ينزل، فإنّه لا ينزل بدون سبب.

أنتم زرعتم في حياتكم العناصر التي أدَّت إلى النّتائج السلبيَّة، {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ}، بعد أن تبتم، {وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 152].

ثمَّ يحدّثنا الله بعد ذلك عن أجواء الرّسالة، وكيف كانوا يتحدّثون في ما بينهم وكيف انطلقوا. ويحدّثنا الله في هذا المجال عن بعض الناس الذين كانوا في المدينة {... يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران: 154].

إنَّ الله يقول لكلّ الذين يتحدّثون عن إخوانهم الذين يسقطون في ساحات الجهاد بهذه الطريقة، إنَّ مسألة الأجل بيد الله، فإذا لم تقتل في الموقع الجهاديّ، فإنّك لن تستطيع أن تدفع القتل عن نفسك، لأنَّ الله إذا قدَّر القتل على شخص، فإنَّ الذين يكتب عليهم القتل، سيأتيهم الموت ولو كانوا في بروجٍ مشيَّدة، ثمّ يقول الله بعد ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُو}، إنَّ الشيطان يحاول أن يكتشف نقاط الضّعف من خلال ذنوبك التي تمارسها في حياتك، ويحاول أن يوضّحها في ساحة القتال ليبعدك عن ساحة القتال، {وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}[آل عمران: 155].

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية