من هو صاحب النّفس الزكيّة؟

من هو صاحب النّفس الزكيّة؟

لو استطلعنا ما ورد في الأخبار عن شخصية النفس الزكية، وجدنا أنه قد أشير إليها في ثلاث إشارات؛ فالأولى، ما ورد من أنّه محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى، وقد قتله العباسيون أيام خلافة المنصور العباسي، والثّانية أنه الذي يقتل في سبعين من الصالحين في ظهر الكوفة، والمقصود النجف الأشرف، وهو شهيد المحراب، أي يقتل قبل الإعلان عن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

في الإرشاد 2/368: "جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات، فمنها: خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي، وكسوف الشّمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكيّة بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الرّكن والمقام، وهدم سور الكوفة".

وأشير مرّةً ثالثةً إلى النفس الزكيّة الذي يقتل بين الركن والمقام، والمقصود بالركن، إمّا ركن الحجر الأسود، أو الركن اليماني في البيت الحرام. والمقام هو مقام إبراهيم (عليه السلام).

فقد قيل بأنّه غلام من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكيّة، وهو من أصحاب الإمام المهدي (عج) في المدينة المنوَّرة .

تُقرِّر بعض الروايات أنَّ الظهور الأوّل العلني للنّفس الزكية في مكّة المكرّمة، سيسبق ظهور المهدي بخمس عشرة ليلة. الفضل، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن شعيب الحداد، عن صالح [بن ميثم التمار] قال: «سمعت أبا عبد الله يقول: ليس بين قيام القائم وبين قتل النّفس الزكيّة إلّا خمس عشرة ليلة».

وجاء في الأخبار، أن الإمام المنتظر (عليه السلام) يرسله برسالة شفهيّة إلى أهل مكّة. والرسالة هي: "إنّا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرّسالة والخلافة، ونحن ذرّية محمد وسلالة النبيّين، وإنّا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتزّ منا حقّنا منذ قبض نبيّنا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا". وينطق برسالة الإمام في المسجد الحرام عند صلاة الجمعة، فيذبحونه بين الركن والمقام .

ولقد توسَّع السيِّد محمّد الصدر كثيراً في كتابه "تاريخ الغيبة الكبرى" عن إثبات التطابق بين (النفس الزكيّة) وبين محمّد بن عبد الله، وفي مرحلة إثبات القرائن على الانطباق، استند إلى روايتين، وهما:

١- الرواية التي ينقلها أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين)، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عن آبائه، والتي جاء فيها أنَّ النفس الزكيّة من أولاد الحسن، فالسيِّد الصدر يرى أنَّ دلالة هذه الرواية على أنَّ المقصود من (النفس الزكيّة) هو ابن الإمام الحسن (عليه السلام) واضحة بيّنة.

٢- والرواية الثانية التي ينقلها، هي قول لعبد الله بن موسى، وهو أنَّ جماعة من علماء المدينة جاؤوا إلى عليِّ بن الحسن، وطرحوا عليه هذه المسألة (المطالبة بالحكم)، فقال لهم بأنَّ محمّد بن عبد الله أولى منه بالحكم. ثمّ يذكر حديثاً طويلاً، إلى أن يشير إلى (أحجار الزيت) ويقول: هنا يقتَل النفس الزكيَّة. يقول عبد الله بن موسى: ولقد رأيناه قتيلاً في المكان الذي أشار إليه.

كما أنَّ السيِّد الصدر ينقل حديثاً عن مسلم بن بشّار، وأنَّه قال: كنت مع محمّد بن عبد الله جنب غنائم خشرم، فقال لي: هنا يقتَل النفس الزكية، وكان يقصد نفسه، حيث قُتِلَ فيما بعد في نفس ذلك المكان.

فالسيِّد الصدر، يرى كفاية هذه القرائن لإثبات التطابق بين (النفس الزكية) ومحمّد بن عبد الله الذي قتله المنصور العباسي.

عند أهل السنَّة، وكما ورد في التراجم والسّير، أنَّ النفس الزكيّة هو: "محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وأمّه هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب، المكنى بأبي عبدالله، والملقَّب بالأرقط والنفس الزكية، وسماه أهل بيته بالمهدي، ودعي له بالخلافة، وأقبل إلى المدينة فأخذها، ثم إلى مكّة فأخذت له، ولد ونشأ بالمدينة العام 93هـ، وقتل على أبوابها في خلافة أبي جعفر المنصور على يد عيسى بن موسى العباسي العام 145هـ".

جاء في كتب الحديث عن عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صلّى الله عليه وسلّم): «أَنَّ الْمَهْدِيَّ لَا يَخْرُجُ حَتَّى تُقْتَلَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ؛ فَإِذَا قُتِلَتِ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ، غَضِبَ عَلَيْهِمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، فَأَتَى النَّاسَ الْمَهْدِيُّ فَزَفُّوهُ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا لَيْلَةَ عُرْسِهَا، وَهُوَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا، وَتَنْعَمُ أُمَّتِي فِي وِلَايَتِهِ نِعْمَةً لَمْ تَنْعَمْهَا قَطُّ». وفي ذلك إشارة إلى أن النفس الزكية يولد آخر الزّمان، وليس هو نفسه من قتل أيّام المنصور العباسي.

وقد ذكر صاحب كتاب (الإشاعة لأشراط السّاعة): "أنّ قصّة المهدي اشتملت على جملة من أشراط السّاعة، ومنها: قتل النفس الزكيّة. ثم قال: النفس الزكية هذا غير النّفس الزكية الذي قتل في زمن المنصور العباسي".

هذه القضيّة التاريخية كغيرها من القضايا التاريخيّة، لا بدّ من تدبرها والتّدقيق حولها وأخذ الرأي حولها من أهل العلم والخبرة، ويبقى المهمّ أن نستفيد منها بما يؤكّد حسن تمثّلنا وتفاعلنا مع شخصيّاتنا التاريخية والإنسانيّة.

لو استطلعنا ما ورد في الأخبار عن شخصية النفس الزكية، وجدنا أنه قد أشير إليها في ثلاث إشارات؛ فالأولى، ما ورد من أنّه محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى، وقد قتله العباسيون أيام خلافة المنصور العباسي، والثّانية أنه الذي يقتل في سبعين من الصالحين في ظهر الكوفة، والمقصود النجف الأشرف، وهو شهيد المحراب، أي يقتل قبل الإعلان عن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

في الإرشاد 2/368: "جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات، فمنها: خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي، وكسوف الشّمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكيّة بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الرّكن والمقام، وهدم سور الكوفة".

وأشير مرّةً ثالثةً إلى النفس الزكيّة الذي يقتل بين الركن والمقام، والمقصود بالركن، إمّا ركن الحجر الأسود، أو الركن اليماني في البيت الحرام. والمقام هو مقام إبراهيم (عليه السلام).

فقد قيل بأنّه غلام من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكيّة، وهو من أصحاب الإمام المهدي (عج) في المدينة المنوَّرة .

تُقرِّر بعض الروايات أنَّ الظهور الأوّل العلني للنّفس الزكية في مكّة المكرّمة، سيسبق ظهور المهدي بخمس عشرة ليلة. الفضل، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن شعيب الحداد، عن صالح [بن ميثم التمار] قال: «سمعت أبا عبد الله يقول: ليس بين قيام القائم وبين قتل النّفس الزكيّة إلّا خمس عشرة ليلة».

وجاء في الأخبار، أن الإمام المنتظر (عليه السلام) يرسله برسالة شفهيّة إلى أهل مكّة. والرسالة هي: "إنّا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرّسالة والخلافة، ونحن ذرّية محمد وسلالة النبيّين، وإنّا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتزّ منا حقّنا منذ قبض نبيّنا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا". وينطق برسالة الإمام في المسجد الحرام عند صلاة الجمعة، فيذبحونه بين الركن والمقام .

ولقد توسَّع السيِّد محمّد الصدر كثيراً في كتابه "تاريخ الغيبة الكبرى" عن إثبات التطابق بين (النفس الزكيّة) وبين محمّد بن عبد الله، وفي مرحلة إثبات القرائن على الانطباق، استند إلى روايتين، وهما:

١- الرواية التي ينقلها أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين)، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عن آبائه، والتي جاء فيها أنَّ النفس الزكيّة من أولاد الحسن، فالسيِّد الصدر يرى أنَّ دلالة هذه الرواية على أنَّ المقصود من (النفس الزكيّة) هو ابن الإمام الحسن (عليه السلام) واضحة بيّنة.

٢- والرواية الثانية التي ينقلها، هي قول لعبد الله بن موسى، وهو أنَّ جماعة من علماء المدينة جاؤوا إلى عليِّ بن الحسن، وطرحوا عليه هذه المسألة (المطالبة بالحكم)، فقال لهم بأنَّ محمّد بن عبد الله أولى منه بالحكم. ثمّ يذكر حديثاً طويلاً، إلى أن يشير إلى (أحجار الزيت) ويقول: هنا يقتَل النفس الزكيَّة. يقول عبد الله بن موسى: ولقد رأيناه قتيلاً في المكان الذي أشار إليه.

كما أنَّ السيِّد الصدر ينقل حديثاً عن مسلم بن بشّار، وأنَّه قال: كنت مع محمّد بن عبد الله جنب غنائم خشرم، فقال لي: هنا يقتَل النفس الزكية، وكان يقصد نفسه، حيث قُتِلَ فيما بعد في نفس ذلك المكان.

فالسيِّد الصدر، يرى كفاية هذه القرائن لإثبات التطابق بين (النفس الزكية) ومحمّد بن عبد الله الذي قتله المنصور العباسي.

عند أهل السنَّة، وكما ورد في التراجم والسّير، أنَّ النفس الزكيّة هو: "محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وأمّه هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب، المكنى بأبي عبدالله، والملقَّب بالأرقط والنفس الزكية، وسماه أهل بيته بالمهدي، ودعي له بالخلافة، وأقبل إلى المدينة فأخذها، ثم إلى مكّة فأخذت له، ولد ونشأ بالمدينة العام 93هـ، وقتل على أبوابها في خلافة أبي جعفر المنصور على يد عيسى بن موسى العباسي العام 145هـ".

جاء في كتب الحديث عن عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صلّى الله عليه وسلّم): «أَنَّ الْمَهْدِيَّ لَا يَخْرُجُ حَتَّى تُقْتَلَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ؛ فَإِذَا قُتِلَتِ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ، غَضِبَ عَلَيْهِمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، فَأَتَى النَّاسَ الْمَهْدِيُّ فَزَفُّوهُ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا لَيْلَةَ عُرْسِهَا، وَهُوَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا، وَتَنْعَمُ أُمَّتِي فِي وِلَايَتِهِ نِعْمَةً لَمْ تَنْعَمْهَا قَطُّ». وفي ذلك إشارة إلى أن النفس الزكية يولد آخر الزّمان، وليس هو نفسه من قتل أيّام المنصور العباسي.

وقد ذكر صاحب كتاب (الإشاعة لأشراط السّاعة): "أنّ قصّة المهدي اشتملت على جملة من أشراط السّاعة، ومنها: قتل النفس الزكيّة. ثم قال: النفس الزكية هذا غير النّفس الزكية الذي قتل في زمن المنصور العباسي".

هذه القضيّة التاريخية كغيرها من القضايا التاريخيّة، لا بدّ من تدبرها والتّدقيق حولها وأخذ الرأي حولها من أهل العلم والخبرة، ويبقى المهمّ أن نستفيد منها بما يؤكّد حسن تمثّلنا وتفاعلنا مع شخصيّاتنا التاريخية والإنسانيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية