غزوة بني النّضير العام 4 هجرية

غزوة بني النّضير العام 4 هجرية

لقد طلب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) من يهود بني النضير المساهمة في دفع دية اثنين قتلا خطأً، بموجب الاتفاقية المعقودة بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) واليهود، والتي تقضي بالتعاون فيما بينهم في تسديد الدية، إلا أنّهم أضمروا له الشرّ، حينما سار إليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) في عدد قليل من أصحابه، وقصدوا قتله غدراً، وذلك بإلقاء صخرة عليه من فوق البيت الذي استند الرسول إلى جداره، ولكنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) علم بمؤامراتهم، سواء من تحركاتهم المشبوهة، أو بخبر جاء من السّماء، فترك المكان مسرعاً بالعودة إلى المدينة، دون أن يخبر أصحابه الذين انتظروه طويلاً دون جدوى. وقد أخبرهم عند عودتهم بالسبب: «همّت اليهود بالغدر بي، فأخبرني الله بذلك فقمت».

وردّاً على الموقف الغادر لليهود، فقد أمر الرسول المسلمين بالإعداد لحربهم، وبعث رسالةً إليهم مع «محمّد بن مسلمة»، يبلغ فيها سادتهم: «قد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بي. اُخرجوا من بلادي، فقد أجّلتكم عشراً، فمن رُئي بعد ذلك ضربت عنقه».

وكان حكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) هذا مطابقاً لما جاء في الميثاق الذي عقد بينهم عند دخوله المدينة: «ألاّ يعينوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، ولا على أحد أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح في السرّ والعلانية، والله بذلك عليهم شهيد. فإن فعلوا، فرسول الله في حلّ من سفك دمائهم، وسبي ذراريهم ونسائهم، وأخذ أموالهم». إلاّ أنّ المنافقين برئاسة «عبد الله بن أُبيّ»، اتّصلوا ببني النضير يعرضون عليهم المساعدة والتعاون، بعدم تنفيذ أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالخروج من المدينة، ما دفعهم إلى اللجوء إلى حصونهم، والإعداد للحرب ومقاومة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)، حتى لا يسيطر المسلمون على ديارهم وبساتينهم وممتلكاتهم، وأرسل «حيي بن أخطب» إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إنّا لا نبرح من دارنا وأموالنا، فاصنع ما أنت صانع؛ فما كان من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ أن خرج إليهم، بعد أن استخلف على المدينة «ابن أُمّ مكتوم»، وسار لمحاصرة بني النضير، فاستمرّ الحصار ستّ ليال على رواية ابن هشام، أو 15 يوماً حسب الروايات الأخرى. وأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بقطع النخيل المحيطة بحصونهم، وإلقاء النار عليهم، حتى يكرهوا البقاء في تلك الدّيار بعد إعدام بساتينهم.

فدفعهم ذلك فعلياً إلى الرضوخ لمطالب الرسول «صلى الله عليه وآله وسلّم» بالجلاء عن موطنهم، على أن تحمل إبلهم ما لهم من مال دون أن يأخذوا السّلاح والدّروع، فرضي النبي بذلك، فخرج جماعة منهم إلى خيبر وأُخرى إلى الشام. أمّا تقسيم أموالهم، فحيث إنّ المسلمين غنموها دون قتال ـ و هو الفيء ـ فإنّه يعود أمره إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) خاصة، يضعه حيث يشاء، ويصرفه فيما يرى من مصالح الإسلام، وقد فعل النبي ذلك، وقسم المزارع والبساتين على المهاجرين فقط دون الأنصار، وذلك لما حرموا من ممتلكاتهم وثرواتهم في مكّة، وقد أيّده في ذلك: سعد بن عبادة وسعد بن معاذ.

وقد جرت هذه الحادثة في ربيع الأوّل 4 هـ وأوردتها سورة الحشر في القرآن الكريم.

*من كتاب "السيرة المحمديّة".

لقد طلب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) من يهود بني النضير المساهمة في دفع دية اثنين قتلا خطأً، بموجب الاتفاقية المعقودة بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) واليهود، والتي تقضي بالتعاون فيما بينهم في تسديد الدية، إلا أنّهم أضمروا له الشرّ، حينما سار إليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) في عدد قليل من أصحابه، وقصدوا قتله غدراً، وذلك بإلقاء صخرة عليه من فوق البيت الذي استند الرسول إلى جداره، ولكنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) علم بمؤامراتهم، سواء من تحركاتهم المشبوهة، أو بخبر جاء من السّماء، فترك المكان مسرعاً بالعودة إلى المدينة، دون أن يخبر أصحابه الذين انتظروه طويلاً دون جدوى. وقد أخبرهم عند عودتهم بالسبب: «همّت اليهود بالغدر بي، فأخبرني الله بذلك فقمت».

وردّاً على الموقف الغادر لليهود، فقد أمر الرسول المسلمين بالإعداد لحربهم، وبعث رسالةً إليهم مع «محمّد بن مسلمة»، يبلغ فيها سادتهم: «قد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بي. اُخرجوا من بلادي، فقد أجّلتكم عشراً، فمن رُئي بعد ذلك ضربت عنقه».

وكان حكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) هذا مطابقاً لما جاء في الميثاق الذي عقد بينهم عند دخوله المدينة: «ألاّ يعينوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، ولا على أحد أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح في السرّ والعلانية، والله بذلك عليهم شهيد. فإن فعلوا، فرسول الله في حلّ من سفك دمائهم، وسبي ذراريهم ونسائهم، وأخذ أموالهم». إلاّ أنّ المنافقين برئاسة «عبد الله بن أُبيّ»، اتّصلوا ببني النضير يعرضون عليهم المساعدة والتعاون، بعدم تنفيذ أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالخروج من المدينة، ما دفعهم إلى اللجوء إلى حصونهم، والإعداد للحرب ومقاومة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)، حتى لا يسيطر المسلمون على ديارهم وبساتينهم وممتلكاتهم، وأرسل «حيي بن أخطب» إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إنّا لا نبرح من دارنا وأموالنا، فاصنع ما أنت صانع؛ فما كان من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ أن خرج إليهم، بعد أن استخلف على المدينة «ابن أُمّ مكتوم»، وسار لمحاصرة بني النضير، فاستمرّ الحصار ستّ ليال على رواية ابن هشام، أو 15 يوماً حسب الروايات الأخرى. وأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بقطع النخيل المحيطة بحصونهم، وإلقاء النار عليهم، حتى يكرهوا البقاء في تلك الدّيار بعد إعدام بساتينهم.

فدفعهم ذلك فعلياً إلى الرضوخ لمطالب الرسول «صلى الله عليه وآله وسلّم» بالجلاء عن موطنهم، على أن تحمل إبلهم ما لهم من مال دون أن يأخذوا السّلاح والدّروع، فرضي النبي بذلك، فخرج جماعة منهم إلى خيبر وأُخرى إلى الشام. أمّا تقسيم أموالهم، فحيث إنّ المسلمين غنموها دون قتال ـ و هو الفيء ـ فإنّه يعود أمره إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) خاصة، يضعه حيث يشاء، ويصرفه فيما يرى من مصالح الإسلام، وقد فعل النبي ذلك، وقسم المزارع والبساتين على المهاجرين فقط دون الأنصار، وذلك لما حرموا من ممتلكاتهم وثرواتهم في مكّة، وقد أيّده في ذلك: سعد بن عبادة وسعد بن معاذ.

وقد جرت هذه الحادثة في ربيع الأوّل 4 هـ وأوردتها سورة الحشر في القرآن الكريم.

*من كتاب "السيرة المحمديّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية