قراءة في قصيدة "علام الضَّجيج؟"

قراءة في قصيدة "علام الضَّجيج؟"

عنوان القصيدة سؤال استفهامي، نستشفّ جوابه من كلمة الإهداء التي يقول فيها سماحة السيّد محمّد حسين فضل الله:

"مهداة إلى الذين يثيرون الغبار في طريق الدّعاة إلى الحقّ".

حيث سمّى السيّد(ره) ما يثار في طريق الدعاة من ضجيج وهوس إعلامي وتشويش وأكاذيب، بـ(الغبار)، فإثارة الغبار تزعج المسير، لكن لا توقفه، مجرّد تعويق وخلق بلبلة.

وإذا رجعنا إلى تأريخ نظم القصيدة العام 1960 م، ونشرها في مجلة (الأضواء) النجفية في عددها السّادس، في 24 آب 1960، نجد في القصيدة استفهام السيّد عن الذين يقفون أو وقفوا بالفعل في طريق الدعاة في ذلك التأريخ، ولازالوا يقفون اليوم لعرقلة مسيرتهم نحو الحقّ. فالسيد يتساءل في قصيدته: ما بالكم يا مَن أثرتم الضّجيج، وخلقتم التشويش، عندما سمعتم بنا كدعاة نحو الحقّ والإسلام الأصيل غير المزوَّر، وغير المشوَّه من وعّاظ السلاطين، فقدتم صوابكم، وانتشرت تخرّصاتكم، وتوحّدت كلمتكم، وأنتم من اليمين واليسار، لكنّ خوفكم وهلعكم جمعكم في صفّ العداوة لأنصار الحق وأنصار المظلومين. هل عندما ندعو الى الحقّ يزعجكم ذلك؟ هل تخافون الحق والإسلام الأصيل حتى تخلقوا كلّ هذا الضّجيج ؟

"وماذا فعلنا؟

وأنتم تثيرون انّى اتّجهنا

غبار الطريق علينا..

لأنّا

دعَوْنا إلى اللهِ فيما دَعَوْنَا"

وهل السير باتجاه الله تعالى لا يرضيكم؟ هل لاحظتم أو شاهدتم منا غير أنّا ندعو إلى الحنان والمحبّة؟ وهل في الدعوة إلى الله تعالى غير الحبّ والحنان والوحدة والإخوة الصادقة؟ يسأل السيد هؤلاء الذين وصفهم بمثيري الغبار:

"وماذا جنينا؟

لتروى الحكايات كالإثم عنا؟"

هل آذيناكم بشيء؟ هل سلبنا شيئاً يعود إليكم؟ هل ارتكبنا إثماً عندما نعود إلى الله تعالى؟ إذاً، لماذا تثيرون الغبار في وجوهنا؟!

هل إنّ توجّهنا نحو الله تعالى بإصرار وإقدام وعزيمة هو ما يغيظكم؟ هل حبّنا لله تعالى هو ما يدفعكم للحقد علينا؟ لكن مهما فعلتم وأثرتم من مشاكل، فلن نقابلكم بالمثل، لأننا نحبّ الله تعالى، ومن يحبّ الله لا يعرف أن يكره، حتى حقدكم نقابله بالحبّ والصفح والمسامحة، الكراهية للآخرين وحبّ الله لا يجتمعان.

"ومهما فعلتم، فلسنا هنا

لنحقد، لكن لنصفح حسناً"

هذا واقعنا، وهذه حقيقتنا، تعلّمناها من ديننا، الذي لا يسمح لنا بأن نقابلكم بالمثل، بل نقابل السيّئة بالإحسان، لأن ديننا جاء من أجل الإنسان، ومن أجل الإحسان. إن شغبكم وضجيجكم إنما هو من جهلكم، وأخلاقنا التي اكتسبناها من ديننا، تأمرنا أن نسامحكم على جهالتكم، وأن نصفح عن ضجيجكم ونتجاوزكم، وسيشرق الحقّ يوماً، وهذا وعد الله تعالى للمؤمنين من عباده، وهو الوعد الحقّ..

* موقع "مركز النّور"

عنوان القصيدة سؤال استفهامي، نستشفّ جوابه من كلمة الإهداء التي يقول فيها سماحة السيّد محمّد حسين فضل الله:

"مهداة إلى الذين يثيرون الغبار في طريق الدّعاة إلى الحقّ".

حيث سمّى السيّد(ره) ما يثار في طريق الدعاة من ضجيج وهوس إعلامي وتشويش وأكاذيب، بـ(الغبار)، فإثارة الغبار تزعج المسير، لكن لا توقفه، مجرّد تعويق وخلق بلبلة.

وإذا رجعنا إلى تأريخ نظم القصيدة العام 1960 م، ونشرها في مجلة (الأضواء) النجفية في عددها السّادس، في 24 آب 1960، نجد في القصيدة استفهام السيّد عن الذين يقفون أو وقفوا بالفعل في طريق الدعاة في ذلك التأريخ، ولازالوا يقفون اليوم لعرقلة مسيرتهم نحو الحقّ. فالسيد يتساءل في قصيدته: ما بالكم يا مَن أثرتم الضّجيج، وخلقتم التشويش، عندما سمعتم بنا كدعاة نحو الحقّ والإسلام الأصيل غير المزوَّر، وغير المشوَّه من وعّاظ السلاطين، فقدتم صوابكم، وانتشرت تخرّصاتكم، وتوحّدت كلمتكم، وأنتم من اليمين واليسار، لكنّ خوفكم وهلعكم جمعكم في صفّ العداوة لأنصار الحق وأنصار المظلومين. هل عندما ندعو الى الحقّ يزعجكم ذلك؟ هل تخافون الحق والإسلام الأصيل حتى تخلقوا كلّ هذا الضّجيج ؟

"وماذا فعلنا؟

وأنتم تثيرون انّى اتّجهنا

غبار الطريق علينا..

لأنّا

دعَوْنا إلى اللهِ فيما دَعَوْنَا"

وهل السير باتجاه الله تعالى لا يرضيكم؟ هل لاحظتم أو شاهدتم منا غير أنّا ندعو إلى الحنان والمحبّة؟ وهل في الدعوة إلى الله تعالى غير الحبّ والحنان والوحدة والإخوة الصادقة؟ يسأل السيد هؤلاء الذين وصفهم بمثيري الغبار:

"وماذا جنينا؟

لتروى الحكايات كالإثم عنا؟"

هل آذيناكم بشيء؟ هل سلبنا شيئاً يعود إليكم؟ هل ارتكبنا إثماً عندما نعود إلى الله تعالى؟ إذاً، لماذا تثيرون الغبار في وجوهنا؟!

هل إنّ توجّهنا نحو الله تعالى بإصرار وإقدام وعزيمة هو ما يغيظكم؟ هل حبّنا لله تعالى هو ما يدفعكم للحقد علينا؟ لكن مهما فعلتم وأثرتم من مشاكل، فلن نقابلكم بالمثل، لأننا نحبّ الله تعالى، ومن يحبّ الله لا يعرف أن يكره، حتى حقدكم نقابله بالحبّ والصفح والمسامحة، الكراهية للآخرين وحبّ الله لا يجتمعان.

"ومهما فعلتم، فلسنا هنا

لنحقد، لكن لنصفح حسناً"

هذا واقعنا، وهذه حقيقتنا، تعلّمناها من ديننا، الذي لا يسمح لنا بأن نقابلكم بالمثل، بل نقابل السيّئة بالإحسان، لأن ديننا جاء من أجل الإنسان، ومن أجل الإحسان. إن شغبكم وضجيجكم إنما هو من جهلكم، وأخلاقنا التي اكتسبناها من ديننا، تأمرنا أن نسامحكم على جهالتكم، وأن نصفح عن ضجيجكم ونتجاوزكم، وسيشرق الحقّ يوماً، وهذا وعد الله تعالى للمؤمنين من عباده، وهو الوعد الحقّ..

* موقع "مركز النّور"

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية