قصيدة "في المرقد الحسيني"

في المرقد الحسيني

يستمرّ سماحة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض) في البوح برقائق الشّعر في أجواء الإمام الحسين(ع)، وما مثّله هذا الإمام من قدوة رسالية وإنسانية، جعلت قرائح الأدباء والشعراء تنهل من معينه، وتستلهم كلّ معنى وقيمة ترنو إلى الجمال والخير والعطاء المنقطع النظير. في قصيدةٍ له تحت عنوان "في المرقد الحسيني"، تفيض قريحة سماحته الشعرية، وتوظّف الذكرى في استنطاق مفاهيمها ومعانيها ودلالاتها، ليجد القارئ مدى التفاعل مع الحسين(ع) الرّمز، ومع الحسين(ع) المدرسة والإمام والرّساليّ والإنسان.

يقول سماحته في مطلع القصيدة:

هنا يقِـفُ الخاطِرُ الملْهَـمُ
  ويـسكتُ فـيهِ ويـسـتسلِمُ

ويُستَرجَعُ الطَّرفُ عن قصدِهِ
  فيـغشَى فيـنهل منـه الدَّمُ

هُنا حيثُ يرقُدُ رمزُ الإبــا
  وقُطْبُ الهدى المنقذُ الأعظَمُ

يفيضُ على الكونِ من رُوحِهِ
  حناناً متى راحَ يَسترحِــمُ

ويُرسـلُ أنـوارَهُ في الفضـا
  فيُـشرقُ عالمُنـا المُظلِــمُ

وينشُــرُ فيـنا تعاليــمَهُ
  ولكِنْ بفـيضِ الدِّمـا تُرقَـمُ

يفتتح السيد الشاعر قصيدته بمطلع عن إيحاءات الذّكرى التي تلهم الإنسان بكلّ قيمة وغنى، يجول فيها الخاطر ليكتشف عمق هذا المعنى فيما يغني به حياة الفرد والأمّة، إنك تسلم بشكل عفوي وتلقائي لجليل هذه الذّكرى ورمزيتها في الواقع.

إنّ الحسين(ع) بما جسَّده في سيرته وتضحياته، أضحى رمزاً لكلّ عزة وإباء، وعنواناً ناصعاً لكلّ ضمير حيّ وكرامة إنسانية صنعت للحياة وللأجيال صفحات مشرقة من الجهاد، في سبيل إحقاق الحقّ، ومواجهة كلّ ظلم وانحراف وباطل، ومخاطبة الأجيال بأن تؤوب إلى رشدها ووجدانها وعقلها، كي تهتدي في ظلمات الواقع.

لقد أفاض الحسين(ع) على الكون بأسره من فيوضات حنانه، بحيث كان في غاية الرّحمة والبرّ للوجود، عندما واجه كلّ عناوين الباطل، سعياً لإنقاذ الواقع من كلّ ما يسيء إليه وإلى كرامات النّاس ووجودهم، حتى أضحى بدمه الزاكي، نبراساً للهدى، ينير ظلمات الطريق للناس في كلّ زمان ومكان.

وفي موضعٍ آخر، يتابع سماحته:

 هنا حيثُ يرقُدُ سـرُّ الإلــهِ
  وحيثُ الهُدى، من أسىً، مُفعَمُ

ترى الحقَّ كيف ارتَقَى واستطالَ
  فَتَعلمُ مـا لـم تـكُنْ تعلَـمُ

وتلمَحُ في جنبــاتِ الضَّريـحِ
  دماءَ الـشَّهـادةِ إذ تُـلثَـمُ

فتَحسَـبُهُ كعبـةَ المسلمــينَ
  وكـُلُّ فتى مـنهُـمُ المـُحـرِمُ

هنا سُجِّلتْ للهُــدى صفحةٌ
  من الحقِّ، ما خَطَّـهـا مرْقَـمُ

تلاهـا على الكونِ سبطُ النَّبي
  فشعَّ بهـا المنهـَجُ الأقــْوَمُ

الحسين(ع) كعبة المسلمين الشرفاء والأحرار والمخلصين لله، تلتقي عنده الجماعات على اختلاف انتماءاتها، فهو إمام المسلمين وإمام الإنسانية، فيما سطّره من ملحمة جهاديّة ستبقى على مرّ الأيّام تشعّ بعطاءاتها المتدفّقة.

فكان الحسين(ع) امتداد الرسالة لكلّ هدى في الرسالات، حيث خط بكلماته ومواقفه ودمه ما دعت إليه كلّ الرّسالات، من رحمة ومحبة وعدل وكرامة ونصرة للحقّ، ووقوف بوجه الظّلم والذلّ والفساد، وهذا هو المنهج الأقوم للأنبياء والأئمّة والصدّيقين والشّهداء والصّالحين.

نماذج شعرية راقية لسماحة المرجع السيد فضل الله(رض)، وهو المجتهد الشّاعر والأديب الذي يتقن بأسلوبه السّهل الرقيق استثمار كلّ حالة وموقف ورمز وذكرى، من أجل تأكيد كلّ المعاني الإسلاميّة والإنسانيّة، بالشّكل الّذي يثير القلوب والشعور والفكر، بحيث يتوجّه شعره إلى كلّ إنسان، ويفعل فعله المطلوب.


يستمرّ سماحة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض) في البوح برقائق الشّعر في أجواء الإمام الحسين(ع)، وما مثّله هذا الإمام من قدوة رسالية وإنسانية، جعلت قرائح الأدباء والشعراء تنهل من معينه، وتستلهم كلّ معنى وقيمة ترنو إلى الجمال والخير والعطاء المنقطع النظير. في قصيدةٍ له تحت عنوان "في المرقد الحسيني"، تفيض قريحة سماحته الشعرية، وتوظّف الذكرى في استنطاق مفاهيمها ومعانيها ودلالاتها، ليجد القارئ مدى التفاعل مع الحسين(ع) الرّمز، ومع الحسين(ع) المدرسة والإمام والرّساليّ والإنسان.

يقول سماحته في مطلع القصيدة:

هنا يقِـفُ الخاطِرُ الملْهَـمُ
  ويـسكتُ فـيهِ ويـسـتسلِمُ

ويُستَرجَعُ الطَّرفُ عن قصدِهِ
  فيـغشَى فيـنهل منـه الدَّمُ

هُنا حيثُ يرقُدُ رمزُ الإبــا
  وقُطْبُ الهدى المنقذُ الأعظَمُ

يفيضُ على الكونِ من رُوحِهِ
  حناناً متى راحَ يَسترحِــمُ

ويُرسـلُ أنـوارَهُ في الفضـا
  فيُـشرقُ عالمُنـا المُظلِــمُ

وينشُــرُ فيـنا تعاليــمَهُ
  ولكِنْ بفـيضِ الدِّمـا تُرقَـمُ

يفتتح السيد الشاعر قصيدته بمطلع عن إيحاءات الذّكرى التي تلهم الإنسان بكلّ قيمة وغنى، يجول فيها الخاطر ليكتشف عمق هذا المعنى فيما يغني به حياة الفرد والأمّة، إنك تسلم بشكل عفوي وتلقائي لجليل هذه الذّكرى ورمزيتها في الواقع.

إنّ الحسين(ع) بما جسَّده في سيرته وتضحياته، أضحى رمزاً لكلّ عزة وإباء، وعنواناً ناصعاً لكلّ ضمير حيّ وكرامة إنسانية صنعت للحياة وللأجيال صفحات مشرقة من الجهاد، في سبيل إحقاق الحقّ، ومواجهة كلّ ظلم وانحراف وباطل، ومخاطبة الأجيال بأن تؤوب إلى رشدها ووجدانها وعقلها، كي تهتدي في ظلمات الواقع.

لقد أفاض الحسين(ع) على الكون بأسره من فيوضات حنانه، بحيث كان في غاية الرّحمة والبرّ للوجود، عندما واجه كلّ عناوين الباطل، سعياً لإنقاذ الواقع من كلّ ما يسيء إليه وإلى كرامات النّاس ووجودهم، حتى أضحى بدمه الزاكي، نبراساً للهدى، ينير ظلمات الطريق للناس في كلّ زمان ومكان.

وفي موضعٍ آخر، يتابع سماحته:

 هنا حيثُ يرقُدُ سـرُّ الإلــهِ
  وحيثُ الهُدى، من أسىً، مُفعَمُ

ترى الحقَّ كيف ارتَقَى واستطالَ
  فَتَعلمُ مـا لـم تـكُنْ تعلَـمُ

وتلمَحُ في جنبــاتِ الضَّريـحِ
  دماءَ الـشَّهـادةِ إذ تُـلثَـمُ

فتَحسَـبُهُ كعبـةَ المسلمــينَ
  وكـُلُّ فتى مـنهُـمُ المـُحـرِمُ

هنا سُجِّلتْ للهُــدى صفحةٌ
  من الحقِّ، ما خَطَّـهـا مرْقَـمُ

تلاهـا على الكونِ سبطُ النَّبي
  فشعَّ بهـا المنهـَجُ الأقــْوَمُ

الحسين(ع) كعبة المسلمين الشرفاء والأحرار والمخلصين لله، تلتقي عنده الجماعات على اختلاف انتماءاتها، فهو إمام المسلمين وإمام الإنسانية، فيما سطّره من ملحمة جهاديّة ستبقى على مرّ الأيّام تشعّ بعطاءاتها المتدفّقة.

فكان الحسين(ع) امتداد الرسالة لكلّ هدى في الرسالات، حيث خط بكلماته ومواقفه ودمه ما دعت إليه كلّ الرّسالات، من رحمة ومحبة وعدل وكرامة ونصرة للحقّ، ووقوف بوجه الظّلم والذلّ والفساد، وهذا هو المنهج الأقوم للأنبياء والأئمّة والصدّيقين والشّهداء والصّالحين.

نماذج شعرية راقية لسماحة المرجع السيد فضل الله(رض)، وهو المجتهد الشّاعر والأديب الذي يتقن بأسلوبه السّهل الرقيق استثمار كلّ حالة وموقف ورمز وذكرى، من أجل تأكيد كلّ المعاني الإسلاميّة والإنسانيّة، بالشّكل الّذي يثير القلوب والشعور والفكر، بحيث يتوجّه شعره إلى كلّ إنسان، ويفعل فعله المطلوب.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية