لا يمكن لكثرة العدد أن تكون قيمة التّفاضل بين البشر، فكم يا ترى من أقوام يتفاخرون بأعدادهم، لكنَّهم لا قيمة لهم ولا أهميَّة في ميزان القيم والتَّفاضل؟!
هذا المعنى تشير إليه سورة التّكاثر، بقوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[التّكاثر: 1- 8].
إنَّ المهمَّ في الموضوع النوعيَّة وليس الكميَّة، نوعيَّة العمل والإرادة والمواقف وما يستلزم ذلك، فهناك جماعات قد تكون قليلة العدد، ضعيفة الإمكانات، لكنّها تمتلك الإرادة الصّلبة والموقف المشرّف القائم على معرفة الحقّ واتّباع هديه، مؤمنة مخلصة عاملة، تصرف الجهد، وتبذل المهج في سبيل إعلاء كلمة "لا إله إلا الله"، وجعلها هي العليا، وفوق كلّ الحسابات والاعتبارات.
إنّ ذهنيَّة التّفاخر والتّباهي بكثرة العدد، وما يعنيه ذلك من عرضٍ للعضلات، والإمعان بالغيّ والظّلم، ومحاربة الحقّ، وبثّ روح الفتنة والضّلال والانحراف، لهي ذهنيّة التخلّف والجهل الأعمى الّتي تذهب ببصيرة صاحبها، وتلغيه من كلّ أثر سوى أنّه يتسبّب بالأذى لنفسه ومحيطه والحياة، وهذا ما عاش تجربته المشركون زمن الرّسول الأكرم(ص)، عندما وصل بهم الأمر إلى عدّ الموتى في القبور ليكملوا عدد الأحياء بالأموات حتّى تتحقّق لهم الأكثريّة على غيرهم.
إنّه الضّياع والتشتّت الباحث عن قدمٍ في عالم إثبات الذّات، ولكن سرعان ما يكتشف أنّه في وهم وسراب، إذ يقف على أرضٍ ضعيفة مهتزّة، ولا يملك تجذّراً وعمقاً في الواقع، لأنّ الميزة التّي أرادها الله تعالى للفرد والجماعة فيما يقدّمونه من خدمة لوجودهم وواقعهم، هو الأعمال الصّالحة الّتي تثمر رقيّاً على مستوى رفع درجة الوعي والرقيّ المعنويّ والمادّيّ.
هنا يأتي دور الكثرة في أن تكون موظّفة في خدمة الهدف الكبير في إعمار الأرض بالأعمال الطيّبة، حيث تغني الكثرة الحياة بكلّ أوجهها، وتعطي دافعاً قويّاً للمضمون الرّساليّ الّذي يطبع بدوره الوجود بطابعه، ويرفده بالتجارب الفاعلة والمؤثّرة الّتي تؤسّس القاعدة الفكريّة والعمليّة للإنسان في مواجهة التحدّيات، وتحفّزه على الاندفاع نحو الأفضل.
إنّ القضيّة هي قضيّة المضمون الإيماني والرّساليّ في حسن تمثّله والتزامه، دون النّظر إلى الشّكل والمظاهر الخادعة، فالمعنى الإنسانيّ هو في القيمة الّتي يتبنّاها أصحابها، بغضّ النّظر عن أعدادهم، بما يتوافق مع مرضاة الله في صلاح بلاده وعباده. فلو علم الكثيرون منّا ذلك، ودقّقوا أكثر، لارتدعوا عن كثير من المواقف الّتي يثيرونها، وعن المواقع الّتي يتحرّكون فيها، والطّرق الّتي يسلكونها، والّتي لا تتوافق مع مواقع رضى الله تعالى.
فهل لا زلنا نعيش ذهنيّة الشّرك في التغنّي والتفاخر بالعشيرة والعائلة والجهة، ونهمل القيمة الرّساليّة والإيمانيّة المفترض أن تكون هي الحاكم والنّاظم لأمورنا في زمنٍ كثُرت أعداد الشّعارات والعناوين، وغابت شمس القيمة؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
لا يمكن لكثرة العدد أن تكون قيمة التّفاضل بين البشر، فكم يا ترى من أقوام يتفاخرون بأعدادهم، لكنَّهم لا قيمة لهم ولا أهميَّة في ميزان القيم والتَّفاضل؟!
هذا المعنى تشير إليه سورة التّكاثر، بقوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[التّكاثر: 1- 8].
إنَّ المهمَّ في الموضوع النوعيَّة وليس الكميَّة، نوعيَّة العمل والإرادة والمواقف وما يستلزم ذلك، فهناك جماعات قد تكون قليلة العدد، ضعيفة الإمكانات، لكنّها تمتلك الإرادة الصّلبة والموقف المشرّف القائم على معرفة الحقّ واتّباع هديه، مؤمنة مخلصة عاملة، تصرف الجهد، وتبذل المهج في سبيل إعلاء كلمة "لا إله إلا الله"، وجعلها هي العليا، وفوق كلّ الحسابات والاعتبارات.
إنّ ذهنيَّة التّفاخر والتّباهي بكثرة العدد، وما يعنيه ذلك من عرضٍ للعضلات، والإمعان بالغيّ والظّلم، ومحاربة الحقّ، وبثّ روح الفتنة والضّلال والانحراف، لهي ذهنيّة التخلّف والجهل الأعمى الّتي تذهب ببصيرة صاحبها، وتلغيه من كلّ أثر سوى أنّه يتسبّب بالأذى لنفسه ومحيطه والحياة، وهذا ما عاش تجربته المشركون زمن الرّسول الأكرم(ص)، عندما وصل بهم الأمر إلى عدّ الموتى في القبور ليكملوا عدد الأحياء بالأموات حتّى تتحقّق لهم الأكثريّة على غيرهم.
إنّه الضّياع والتشتّت الباحث عن قدمٍ في عالم إثبات الذّات، ولكن سرعان ما يكتشف أنّه في وهم وسراب، إذ يقف على أرضٍ ضعيفة مهتزّة، ولا يملك تجذّراً وعمقاً في الواقع، لأنّ الميزة التّي أرادها الله تعالى للفرد والجماعة فيما يقدّمونه من خدمة لوجودهم وواقعهم، هو الأعمال الصّالحة الّتي تثمر رقيّاً على مستوى رفع درجة الوعي والرقيّ المعنويّ والمادّيّ.
هنا يأتي دور الكثرة في أن تكون موظّفة في خدمة الهدف الكبير في إعمار الأرض بالأعمال الطيّبة، حيث تغني الكثرة الحياة بكلّ أوجهها، وتعطي دافعاً قويّاً للمضمون الرّساليّ الّذي يطبع بدوره الوجود بطابعه، ويرفده بالتجارب الفاعلة والمؤثّرة الّتي تؤسّس القاعدة الفكريّة والعمليّة للإنسان في مواجهة التحدّيات، وتحفّزه على الاندفاع نحو الأفضل.
إنّ القضيّة هي قضيّة المضمون الإيماني والرّساليّ في حسن تمثّله والتزامه، دون النّظر إلى الشّكل والمظاهر الخادعة، فالمعنى الإنسانيّ هو في القيمة الّتي يتبنّاها أصحابها، بغضّ النّظر عن أعدادهم، بما يتوافق مع مرضاة الله في صلاح بلاده وعباده. فلو علم الكثيرون منّا ذلك، ودقّقوا أكثر، لارتدعوا عن كثير من المواقف الّتي يثيرونها، وعن المواقع الّتي يتحرّكون فيها، والطّرق الّتي يسلكونها، والّتي لا تتوافق مع مواقع رضى الله تعالى.
فهل لا زلنا نعيش ذهنيّة الشّرك في التغنّي والتفاخر بالعشيرة والعائلة والجهة، ونهمل القيمة الرّساليّة والإيمانيّة المفترض أن تكون هي الحاكم والنّاظم لأمورنا في زمنٍ كثُرت أعداد الشّعارات والعناوين، وغابت شمس القيمة؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .