كلُّ ما في الكون طوع أمر الله تعالى

كلُّ ما في الكون طوع أمر الله تعالى

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَمَـوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وهو القادر على أن يخلقها في لحظة، ولكنّه أراد للحياة أن تتدرّج في الوجود، من خلال ارتباط بعضها ببعضٍ في طريقة تكامليةٍ.

{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، في ما يرمز إليه الاستواء من الهيمنة والسيطرة والسلطة، وما توحي به كلمة {الْعَرْشِ} من مركز الملك والحكم، بعيداً من أيّ معنى يتصل بالتجسيد لله، أو بالشّكل المادي للعرش… ولا ينافي ذلك ما ورد في الأحاديث المتنوّعة عن منطقة في السماء تسمّى بالعرش، أو ما جاء في الآية الكريمة: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[الحاقة: 17]، لأنّ من الممكن أن يكون المراد به المنطقة الأعلى في الكون، باعتبار أنّ ذلك هو مظهر السلطة والسيطرة على الكون على سبيل الكناية؛ والله العالم.

{يُغْشِى اللّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}، وهذا من مظاهر قدرة الله، حيث نرى اللّيل يلاحق النهار بظلامه فيستره، ويطلبه طلباً سريعاً فيدركه؛ تماماً كمن يلاحق شخصاً آخر في عمليّة ملاحقةٍ سريعة. وربما كان في هذا إشارةٌ إلى أنّ الليل هو الأصل والنهار طارئ، فلم يكن هناك قبل الشّمس ضياءٌ، فكأن النهار في مجيئه وإشراقه قد أخذ من اللّيل سلطانه، فبدأ الليل في محاولة دائمة وطلب حثيث لاسترجاع بعض ما فقده من ذلك.

{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}، فقد خلقها الله وحركها بإرادته وقدرته، وسخّرها بأمره، ليؤدّي كلّ واحد منها دوره في حركة الحياة وفقاً للقوانين الحكيمة التي أودعها الله فيها، في نظام دقيق حكيم لا تختلف أوضاعه، ولا ترتبك مسيرته، وأراد للإنسان أن ينتفع بذلك كلّه، في ما وهبه من عقلٍ وما مكّنه من وسائل القدرة...

{أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ}، فلا خالق غيره، ولا يملك الخلق إلا هو، {وَالأمْرُ}، فلا أمر إلا أمره، لا أمر لأحدٍ مع أمره، فإذا أراد شيئاً، فإنه يقول له كن فيكون.

{تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، فله البركة التي تمتدّ بكلّ البركات على كلّ العالمين، فهو الربّ لكلّ شيءٍ لا ربّ غيره، ولا إله سواه.

*تفسير من وحي القرآن، ج 10.

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَمَـوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وهو القادر على أن يخلقها في لحظة، ولكنّه أراد للحياة أن تتدرّج في الوجود، من خلال ارتباط بعضها ببعضٍ في طريقة تكامليةٍ.

{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، في ما يرمز إليه الاستواء من الهيمنة والسيطرة والسلطة، وما توحي به كلمة {الْعَرْشِ} من مركز الملك والحكم، بعيداً من أيّ معنى يتصل بالتجسيد لله، أو بالشّكل المادي للعرش… ولا ينافي ذلك ما ورد في الأحاديث المتنوّعة عن منطقة في السماء تسمّى بالعرش، أو ما جاء في الآية الكريمة: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[الحاقة: 17]، لأنّ من الممكن أن يكون المراد به المنطقة الأعلى في الكون، باعتبار أنّ ذلك هو مظهر السلطة والسيطرة على الكون على سبيل الكناية؛ والله العالم.

{يُغْشِى اللّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}، وهذا من مظاهر قدرة الله، حيث نرى اللّيل يلاحق النهار بظلامه فيستره، ويطلبه طلباً سريعاً فيدركه؛ تماماً كمن يلاحق شخصاً آخر في عمليّة ملاحقةٍ سريعة. وربما كان في هذا إشارةٌ إلى أنّ الليل هو الأصل والنهار طارئ، فلم يكن هناك قبل الشّمس ضياءٌ، فكأن النهار في مجيئه وإشراقه قد أخذ من اللّيل سلطانه، فبدأ الليل في محاولة دائمة وطلب حثيث لاسترجاع بعض ما فقده من ذلك.

{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}، فقد خلقها الله وحركها بإرادته وقدرته، وسخّرها بأمره، ليؤدّي كلّ واحد منها دوره في حركة الحياة وفقاً للقوانين الحكيمة التي أودعها الله فيها، في نظام دقيق حكيم لا تختلف أوضاعه، ولا ترتبك مسيرته، وأراد للإنسان أن ينتفع بذلك كلّه، في ما وهبه من عقلٍ وما مكّنه من وسائل القدرة...

{أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ}، فلا خالق غيره، ولا يملك الخلق إلا هو، {وَالأمْرُ}، فلا أمر إلا أمره، لا أمر لأحدٍ مع أمره، فإذا أراد شيئاً، فإنه يقول له كن فيكون.

{تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، فله البركة التي تمتدّ بكلّ البركات على كلّ العالمين، فهو الربّ لكلّ شيءٍ لا ربّ غيره، ولا إله سواه.

*تفسير من وحي القرآن، ج 10.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية