الأرض يرثها عباد الله الصّالحون

الأرض يرثها عباد الله الصّالحون

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ} الذي أنزله الله على داود (ع) {مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} وهو التوراة، كما قيل، لأنّ الله سمّاها به في قوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ}[النّحل: 43]. وقيل: هو القرآن، لأنّ الله أطلق عليه ذلك في أكثر من آية.

{أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} فيسيطرون عليها سيطرة حكم وقيادة ورسالة، فينفّذون برنامج الرّسالات الذي يحوّل الأرض إلى ساحة للإيمان بالله، وإطاعة لأوامره، وربما يضاف إلى ذلك وراثة الأرض، في ما وعد الله عباده المتّقين منم وراثة الأرض الّتي تطلّ على الجنَّة التي يتبوّأون فيها مواقعهم كما يشاؤون.

فهم الّذين يرثون الحياة كلّها في الدّنيا والآخرة، ليشعروا بالثّقة بأنّ الأرض ليست مجرَّد فرصة للأشرار في حكمهم وعبثهم وفسادهم، بل قد تكون، ولو في نهاية المطاف، فرصة للأخيار من أتباع الرّسالات، لينطلقوا بالحركة الرساليّة لتشمل الحياة كلّها في مواردها ومصادرها وأوضاعها وأشخاصها، ليكونوا هم الجيل الأخير للبشرية الّذين يسلمون الحياة إلى الله في الأرض على خطّ الأمانة التي حمّلها للإنسان ليؤدّيها الى أهلها كاملةً غير منقوصة، وليتسلّموا من الله مواقعهم من رضوانه ومن جنّته.

وقد كثرت الأحاديث المرويّة عن النبيّ (ص) وعن أهل بيته وأصحابه، بأنّ الإمام المهديّ (ع) هو الّذي يرث الأرض مع أصحابه الصالحين ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

{إِنَّ فِي هذَا لَبلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ} يعبدون الله، كما يريد الله لهم أن يعبدوه في إقامة العدل وإزهاق الظلم، وفي الانفتاح عليه في كلّ أمورهم وقضاياهم، ليجعلوا الحياة كلّها في طاعته وفي خدمته، وفي الحصول على رضاه.

وهؤلاء هم الذين يشعرون بأنّ في ما أنزله الله عليهم، ما يبلغ بهم إلى ما يريدون من أهداف في الدنيا والآخرة، إذا ساروا على نهجه واتبعوا هداه وانطلقوا مع شرائعه.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 15.

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ} الذي أنزله الله على داود (ع) {مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} وهو التوراة، كما قيل، لأنّ الله سمّاها به في قوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ}[النّحل: 43]. وقيل: هو القرآن، لأنّ الله أطلق عليه ذلك في أكثر من آية.

{أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} فيسيطرون عليها سيطرة حكم وقيادة ورسالة، فينفّذون برنامج الرّسالات الذي يحوّل الأرض إلى ساحة للإيمان بالله، وإطاعة لأوامره، وربما يضاف إلى ذلك وراثة الأرض، في ما وعد الله عباده المتّقين منم وراثة الأرض الّتي تطلّ على الجنَّة التي يتبوّأون فيها مواقعهم كما يشاؤون.

فهم الّذين يرثون الحياة كلّها في الدّنيا والآخرة، ليشعروا بالثّقة بأنّ الأرض ليست مجرَّد فرصة للأشرار في حكمهم وعبثهم وفسادهم، بل قد تكون، ولو في نهاية المطاف، فرصة للأخيار من أتباع الرّسالات، لينطلقوا بالحركة الرساليّة لتشمل الحياة كلّها في مواردها ومصادرها وأوضاعها وأشخاصها، ليكونوا هم الجيل الأخير للبشرية الّذين يسلمون الحياة إلى الله في الأرض على خطّ الأمانة التي حمّلها للإنسان ليؤدّيها الى أهلها كاملةً غير منقوصة، وليتسلّموا من الله مواقعهم من رضوانه ومن جنّته.

وقد كثرت الأحاديث المرويّة عن النبيّ (ص) وعن أهل بيته وأصحابه، بأنّ الإمام المهديّ (ع) هو الّذي يرث الأرض مع أصحابه الصالحين ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

{إِنَّ فِي هذَا لَبلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ} يعبدون الله، كما يريد الله لهم أن يعبدوه في إقامة العدل وإزهاق الظلم، وفي الانفتاح عليه في كلّ أمورهم وقضاياهم، ليجعلوا الحياة كلّها في طاعته وفي خدمته، وفي الحصول على رضاه.

وهؤلاء هم الذين يشعرون بأنّ في ما أنزله الله عليهم، ما يبلغ بهم إلى ما يريدون من أهداف في الدنيا والآخرة، إذا ساروا على نهجه واتبعوا هداه وانطلقوا مع شرائعه.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 15.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية