التّناسي أو النّسيان في القرآن؟

التّناسي أو النّسيان في القرآن؟

قال تعالى: {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا}، وقال: {نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ}.

كيف يلتئم ذلك مع قوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}، وقوله: {لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى}؟!

النسيان في الآيتَين الأَوليَين، هو التناسي والتغافل، أمّا المنفيّ في الآيتَين الأخيريتَين، فهي الغفلة والنسيان حقيقة .

والنسيان ـ بمعنى التناسي ـ في القرآن، كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}، أي تناسى العهد ولم يأخذ بجدٍّ؛ إذ لو كان نَسيَ حقيقةً، لكان معذوراً، إذ لا مؤاخذة على التّناسي عقلاً ولا لوم عليه .

وقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}، أي تَغَافَلوا حضورَه تعالى في الحياة؛ ومِن ثَمَّ تغافلوا ولم يأخذوا كرامة الإنسان بجدّ .

فقوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}، يعني نَبَذتَ آياتنا وراء ظهرك ولم تأخذها بجدٍّ، فكذلك اليوم تُنسى ولا تَشملك العناية الإلهيَّة .

كما في قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً}، أي استهانوا بشأن الكتاب واستعاضوا به مَتاع الحياة الدنيا القليل، وهو مِن التغافل في الأمر والتساهل فيه، وليست حقيقة الغفلة. وهكذا جاء في الجواب فيما نُسب إلى الإمام أمير المؤمنين(ع) أنّه قال:

 "أمّا قوله: {نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ}، فإنّما يعني: نَسوا الله في دار الدنيا، لم يَعملوا بطاعته، فنَسَيهم في الآخرة، أي لم يَجعل لهم في ثوابه شيئاً، فصاروا منسيّينَ من الخير، وقد يقول العرب: قد نَسيَنا فلان فلا يَذكُرُنا، أي إنّه لا يَأمر لنا بخير ولا يَذكُرُنا به، وأمّا قوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}، فإنّ ربّنا تبارك وتعالى ليس بالّذي يَنسى ولا يَغفل، بل هو الحفيظ العليم.

*كتاب "شُبُهَات وردود حول القرآن الكريم"، ص 273.

قال تعالى: {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا}، وقال: {نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ}.

كيف يلتئم ذلك مع قوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}، وقوله: {لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى}؟!

النسيان في الآيتَين الأَوليَين، هو التناسي والتغافل، أمّا المنفيّ في الآيتَين الأخيريتَين، فهي الغفلة والنسيان حقيقة .

والنسيان ـ بمعنى التناسي ـ في القرآن، كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}، أي تناسى العهد ولم يأخذ بجدٍّ؛ إذ لو كان نَسيَ حقيقةً، لكان معذوراً، إذ لا مؤاخذة على التّناسي عقلاً ولا لوم عليه .

وقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}، أي تَغَافَلوا حضورَه تعالى في الحياة؛ ومِن ثَمَّ تغافلوا ولم يأخذوا كرامة الإنسان بجدّ .

فقوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}، يعني نَبَذتَ آياتنا وراء ظهرك ولم تأخذها بجدٍّ، فكذلك اليوم تُنسى ولا تَشملك العناية الإلهيَّة .

كما في قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً}، أي استهانوا بشأن الكتاب واستعاضوا به مَتاع الحياة الدنيا القليل، وهو مِن التغافل في الأمر والتساهل فيه، وليست حقيقة الغفلة. وهكذا جاء في الجواب فيما نُسب إلى الإمام أمير المؤمنين(ع) أنّه قال:

 "أمّا قوله: {نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ}، فإنّما يعني: نَسوا الله في دار الدنيا، لم يَعملوا بطاعته، فنَسَيهم في الآخرة، أي لم يَجعل لهم في ثوابه شيئاً، فصاروا منسيّينَ من الخير، وقد يقول العرب: قد نَسيَنا فلان فلا يَذكُرُنا، أي إنّه لا يَأمر لنا بخير ولا يَذكُرُنا به، وأمّا قوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}، فإنّ ربّنا تبارك وتعالى ليس بالّذي يَنسى ولا يَغفل، بل هو الحفيظ العليم.

*كتاب "شُبُهَات وردود حول القرآن الكريم"، ص 273.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية