ما معنى دابّة السّماء؟!

ما معنى دابّة السّماء؟!

قال تعالى في كتابه العزيز: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ...}[الشّورى: 29]. فما هي دابّة السّماء؟

اختلف كلام المفسّرين حول طبيعة دابّة السّماء، وهل هي مشابهة لأجناس دوابّ الأرض، أم المقصود منها جنس الملائكة؟

العلامة الطباطبائي أشار إلى وجود دوابّ في السّماء كما في الأرض، بقوله :

"واستظهَرَ بعضُهم من الآية الشّريفة وجودَ دوابّ في السَّماء، كما أنَّ على الأرض دوابّ، وإنَّ إطلاق الدّوابِّ على الملائكة أمر غير معهود، وهو ما يبعِّد إرادة الملائكة من لفظ الدوابِّ".[تفسير الميزان، العلامة السيّد الطباطبائي، ج18، ص58].

العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، لفت إلى أنَّ المعنى لدابّة السّماء قد يشمل الملائكة وكائنات حيّة أخرى مما خلق الله تعالى. قال سماحته:

"{وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دابَّةٍ}، مما يدبّ ويتحرك بالحياة التي أودعها الله في داخله.. وربّما كان المراد بالدابّة الطير ونحوه، باعتبار إطلاق السّماء على ما يعم العلوّ، وربما كان إشارةً إلى أنّ في السماوات مخلوقاتٍ مماثلةً لما في الأرض من الحيوانات، وربما كان المراد به الملائكة في السّماوات. ولعلّه المتبادر من الأجواء السماوية التي يتحدّث عنها القرآن في أكثر من آية".[تفسير من وحي القرآن، ج20، ص 182].

أمّا المفسر الطبري، فينقل أنّ دابّة السّماء هي من الملائكة، إذ يقول:

"القول في تأويل قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}[الشّورى: 29].

يقول تعالى ذكره: ومن حججه عليكم أيّها النّاس، أنه القادر على إحيائكم بعد فنائكم، وبعثكم من قبوركم من بعد بلائكم، خلقه السموات والأرض، وما بثّ فيهما من دابّة، يعني وما فرّق في السّموات والأرض من دابّة.

كما حدّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ}، قال: النّاس والملائكة.

يقول: وهو على جمع ما بثّ فيهما من دابّة إذا شاء جمعه، ذو قدرة لا يتعذّر عليه، كما لم يتعذّر عليه خلقه وتفريقه، يقول تعالى ذكره: فكذلك هو القادر على جمع خلقه بحشر يوم القيامة بعد تفرّق أوصالهم في القبور".[جامع البيان، الطبري، ج25، ص42].

ومهما يكن من أمر الدابّة وطبيعتها، فالمؤمنون يسلِّمون بعظمة الله في خلقه وقدرته على خلق ما يشاء في الأرض والسّماء، بما يجذّر الإيمان المطلق بالله تعالى وآياته الواقعة تحت حواسّنا، أو التي لا تقع ولا يعلم حقيقتها إلّا من خلقها جلّ اسمه.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

قال تعالى في كتابه العزيز: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ...}[الشّورى: 29]. فما هي دابّة السّماء؟

اختلف كلام المفسّرين حول طبيعة دابّة السّماء، وهل هي مشابهة لأجناس دوابّ الأرض، أم المقصود منها جنس الملائكة؟

العلامة الطباطبائي أشار إلى وجود دوابّ في السّماء كما في الأرض، بقوله :

"واستظهَرَ بعضُهم من الآية الشّريفة وجودَ دوابّ في السَّماء، كما أنَّ على الأرض دوابّ، وإنَّ إطلاق الدّوابِّ على الملائكة أمر غير معهود، وهو ما يبعِّد إرادة الملائكة من لفظ الدوابِّ".[تفسير الميزان، العلامة السيّد الطباطبائي، ج18، ص58].

العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، لفت إلى أنَّ المعنى لدابّة السّماء قد يشمل الملائكة وكائنات حيّة أخرى مما خلق الله تعالى. قال سماحته:

"{وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دابَّةٍ}، مما يدبّ ويتحرك بالحياة التي أودعها الله في داخله.. وربّما كان المراد بالدابّة الطير ونحوه، باعتبار إطلاق السّماء على ما يعم العلوّ، وربما كان إشارةً إلى أنّ في السماوات مخلوقاتٍ مماثلةً لما في الأرض من الحيوانات، وربما كان المراد به الملائكة في السّماوات. ولعلّه المتبادر من الأجواء السماوية التي يتحدّث عنها القرآن في أكثر من آية".[تفسير من وحي القرآن، ج20، ص 182].

أمّا المفسر الطبري، فينقل أنّ دابّة السّماء هي من الملائكة، إذ يقول:

"القول في تأويل قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}[الشّورى: 29].

يقول تعالى ذكره: ومن حججه عليكم أيّها النّاس، أنه القادر على إحيائكم بعد فنائكم، وبعثكم من قبوركم من بعد بلائكم، خلقه السموات والأرض، وما بثّ فيهما من دابّة، يعني وما فرّق في السّموات والأرض من دابّة.

كما حدّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ}، قال: النّاس والملائكة.

يقول: وهو على جمع ما بثّ فيهما من دابّة إذا شاء جمعه، ذو قدرة لا يتعذّر عليه، كما لم يتعذّر عليه خلقه وتفريقه، يقول تعالى ذكره: فكذلك هو القادر على جمع خلقه بحشر يوم القيامة بعد تفرّق أوصالهم في القبور".[جامع البيان، الطبري، ج25، ص42].

ومهما يكن من أمر الدابّة وطبيعتها، فالمؤمنون يسلِّمون بعظمة الله في خلقه وقدرته على خلق ما يشاء في الأرض والسّماء، بما يجذّر الإيمان المطلق بالله تعالى وآياته الواقعة تحت حواسّنا، أو التي لا تقع ولا يعلم حقيقتها إلّا من خلقها جلّ اسمه.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية