المؤمن لا يعيش ازدواجيّة الشّخصيّة

المؤمن لا يعيش ازدواجيّة الشّخصيّة

حدَّثنا الله تعالى عن الذين يقولون ويوصون الغير بالبرّ، وما يتصل بذلك من شؤون، ثم يتناسون عملياً ما يوصون به، ويتجاهلون دورهم ومسؤولياتهم تجاه ذلك، فهم عملياً من الخائنين للأمانة، ومن الذين يعيشون الانحراف في سلوكهم وطبيعة حياتهم، حيث إنّ المؤمن هو من يتحمَّل أمانة قوله وموقفه، ويكون سلوكه موافقاً لقناعاته، وتكون حركته منسجمةً مع طبيعة ما يحمل من دعوة وفكر، فلا يعيش الازدواجيَّة في شخصيَّته ومشاعره، بما يبعده عن خطِّ الله وإرادته وتعاليمه ودعوته.

ومن الشَّواهد القرآنيّة على ذلك، قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {أَتَأْمُرُونَ النّاس بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}[البقرة: 44].

فالمجتمع اليهوديّ كان مثالاً صارخاً للّذين ائتمنهم الله على دينه، ولم يوافق قولهم فعلهم، بل انسلخوا عن ممارسة مسؤوليّاتهم في حفظ الرّسالة وتبليغها للنّاس عملياً، عبر تقديم الأسوة الحسنة لهم، بل راحوا يخالفون روح الدّعوة من خلال التناقض في سلوكهم المخالف لوصاياهم وكلامهم، ما جعلهم من أهل النفاق والغشّ والخيانة للأمانة والمسؤولية، ولم يكونوا بالتالي جديرين بالدّعوة وتبليغها، بل شكّلوا عبئاً عليها وفي طريق انتشارها، وفي كل ذلك، دروس للدعاة ولنا، حتى نتعلّم من تجارب الآخرين، ولا نقع في المشكلة نفسها.

وحول ما تقدّم، يقول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) في معرض تفسيره للآية المتقدّمة:

"إنَّ هذه الآية تواجه اليهود بالواقع العملي المنحرف الذي كانوا يعيشونه في عصر الدعوة، فقد جعلوا من أنفسهم حماة الكتاب والشريعة، ودعاة الاستقامة على الحقّ، وقادة النّاس إلى الخير، وذلك من خلال الدور الذي فرضوه لأنفسهم، ولكنَّهم في الوقت نفسه، كانوا خائنين لهذا الدّور في ممارساتهم العمليّة، فكانوا بمنزلة الّذين ينسون أنفسهم في حساب المسؤوليّة، فلا يعيشون القلق أمام قضيّة المصير في الدنيا والآخرة، بينما نراهم يثيرون قلق النّاس وخوفهم من مواجهة ذلك في حياتهم العامّة، وتلك هي الطريقة التي يفقد فيها الإنسان عقلانيّة التحرّك، ويستسلم لسذاجة العاطفة والغريزة فيما يقوم به من أعمال، لأنَّ العاقل هو الّذي يفكّر في نجاة نفسه عندما يتحرّك في إثارة الآخرين نحو نجاة أنفسهم. إنَّ قيمة العقل هي في إدراكه الفوارق العملية بين حسن الأشياء وقبحها، ثُمَّ الاتجاه نحو التّطبيق العملي لمدركاته، ونلاحظ في كلمة {وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}، أنها ليست مجرّد جملة اعتراضيّة يُراد بها تصوير حالتهم أمام الارتباط بالكتاب، بل هي لفتة نقدية للواقع في معرض الإيحاء لهم بالاستغراق فيما يتلونه من آيات الله، من أجل وعي أعمق وسلوك أفضل، لما في ذلك من التأنيب والتّبكيت، حيث يعيشون الغفلة العميقة عن أنفسهم في الموقف الذي يملكون حضور الوحي الذي يهزّ الغفلة في أعماق النفس، بصرخة الحقّ ويقظته.

ونلاحظ في كلمة: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}، أنَّ الآية تريد أن تثير في أنفسهم الشّعور بأنَّ المشكلة لديهم ليست مشكلة علم، ليُصار إلى توجيههم نحو الأخذ بأسباب العلم، بل هي مشكلة تجميد للعقل في المسائل التي تدخل في حساب التّمييز العملي بين الحسن والقبيح. وقد يثار هنا سؤال:

هل نفهم من الآية، أنَّ على الإنسان الّذي لا يملك الإرادة القويّة في إخضاع خطواته العمليّة لمبادئه، أن يترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، لئلا يكون ممن يأمر النّاس بالبرّ وينسى نفسه، ما يجعل من هذه الفريضة فريضةً على الذين يملكون العصمة في العمل فيما يجب وفيما يحرم؟

والجواب: إنَّ الآية ليست واردة في هذا الاتجاه، بل كلّ ما هناك، أنها تريد أن تثير في نفوس العاملين في سبيل الدّعوة إلى الله، بأسلوب التّوبيخ والتّأنيب، الشّعور بضرورة التخلّص من هذه الازدواجية بين موقف الداعية وموقف المؤمن، للتوصل إلى الوحدة بين الكلمة والموقف، لأنَّ ذلك يتصل بنجاح الدعوة عندما يعظ الداعية النّاس بأقواله وأفعاله، وبشخصية الداعية عندما تستقيم خطاه في اتجاه خطوات فكره وإيمانه".[تفسير من وحي القرآن، ج2، ص 18].

وجاء في تفسير الطبري: "الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ} قَالَ أَبُو جَعْفَر: اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْبِرّ الَّذِي كَانَ الْمُخَاطَبُونَ بِهَذِهِ الْآيَة يَأْمُرُونَ النَّاس بِهِ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسهمْ، بَعْد إجْمَاع جَمِيعهمْ عَلَى أَنَّ كُلّ طَاعَة للهِ فَهِيَ تُسْمَى بِرًّا. فَرُوِيَ عَنْ ابْن عَبَّاس: حَدَّثَنَا بِهِ ابْن حُمَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَة، عَنْ ابْن إسْحَاق، عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد، عَنْ عِكْرِمَة، أَوْ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر، عَنْ ابْن عَبَّاس: {أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَاب أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، أَيْ تَنْهَوْنَ النَّاس عَنْ الْكُفْر بِمَا عِنْدكُمْ مِنْ النُّبُوَّة وَالْعَهْد مِنْ التَّوْرَاة، وَتَتْرُكُونَ أَنْفُسكُمْ: أَيْ وَأَنْتُمْ تَكْفُرُونَ بِمَا فِيهَا مِنْ عَهْدِي إلَيْكُمْ فِي تَصْدِيق رَسُولِي، وَتَنْقُضُونَ مِيثَاقِي، وَتَجْحَدُونَ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ كِتَابِي. وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْن عُمَارَة، عَنْ أَبِي رَوْق، عَنْ الضَّحَّاك، عَنْ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ}، يَقُول: أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالدُّخُولِ فِي دِين مُحَمَّد(ص)، وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ إقَام الصَّلَاة {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ}". [تفسير الطّبري].

إنّ الدّعوة إلى الله تعالى تستدعي إحساساً عالياً بالمسؤوليّة، وأن يكون فعل الإنسان مطابقاً لقوله وفكره ومشاعره، بما يقدِّم القدوة العمليّة الصّالحة للناس التي تحمل عمق القيمة والارتباط بالله تعالى وخطّه، فالمجتمع يحتاج إلى أمناء للرّسالة والدّعوة، يوافق فعلهم قولهم، ويحفظون الأمانة، ويتحمّلون المسؤوليّة، انطلاقاً من الخوف من الله والخشية منه والإخلاص له.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

حدَّثنا الله تعالى عن الذين يقولون ويوصون الغير بالبرّ، وما يتصل بذلك من شؤون، ثم يتناسون عملياً ما يوصون به، ويتجاهلون دورهم ومسؤولياتهم تجاه ذلك، فهم عملياً من الخائنين للأمانة، ومن الذين يعيشون الانحراف في سلوكهم وطبيعة حياتهم، حيث إنّ المؤمن هو من يتحمَّل أمانة قوله وموقفه، ويكون سلوكه موافقاً لقناعاته، وتكون حركته منسجمةً مع طبيعة ما يحمل من دعوة وفكر، فلا يعيش الازدواجيَّة في شخصيَّته ومشاعره، بما يبعده عن خطِّ الله وإرادته وتعاليمه ودعوته.

ومن الشَّواهد القرآنيّة على ذلك، قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {أَتَأْمُرُونَ النّاس بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}[البقرة: 44].

فالمجتمع اليهوديّ كان مثالاً صارخاً للّذين ائتمنهم الله على دينه، ولم يوافق قولهم فعلهم، بل انسلخوا عن ممارسة مسؤوليّاتهم في حفظ الرّسالة وتبليغها للنّاس عملياً، عبر تقديم الأسوة الحسنة لهم، بل راحوا يخالفون روح الدّعوة من خلال التناقض في سلوكهم المخالف لوصاياهم وكلامهم، ما جعلهم من أهل النفاق والغشّ والخيانة للأمانة والمسؤولية، ولم يكونوا بالتالي جديرين بالدّعوة وتبليغها، بل شكّلوا عبئاً عليها وفي طريق انتشارها، وفي كل ذلك، دروس للدعاة ولنا، حتى نتعلّم من تجارب الآخرين، ولا نقع في المشكلة نفسها.

وحول ما تقدّم، يقول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) في معرض تفسيره للآية المتقدّمة:

"إنَّ هذه الآية تواجه اليهود بالواقع العملي المنحرف الذي كانوا يعيشونه في عصر الدعوة، فقد جعلوا من أنفسهم حماة الكتاب والشريعة، ودعاة الاستقامة على الحقّ، وقادة النّاس إلى الخير، وذلك من خلال الدور الذي فرضوه لأنفسهم، ولكنَّهم في الوقت نفسه، كانوا خائنين لهذا الدّور في ممارساتهم العمليّة، فكانوا بمنزلة الّذين ينسون أنفسهم في حساب المسؤوليّة، فلا يعيشون القلق أمام قضيّة المصير في الدنيا والآخرة، بينما نراهم يثيرون قلق النّاس وخوفهم من مواجهة ذلك في حياتهم العامّة، وتلك هي الطريقة التي يفقد فيها الإنسان عقلانيّة التحرّك، ويستسلم لسذاجة العاطفة والغريزة فيما يقوم به من أعمال، لأنَّ العاقل هو الّذي يفكّر في نجاة نفسه عندما يتحرّك في إثارة الآخرين نحو نجاة أنفسهم. إنَّ قيمة العقل هي في إدراكه الفوارق العملية بين حسن الأشياء وقبحها، ثُمَّ الاتجاه نحو التّطبيق العملي لمدركاته، ونلاحظ في كلمة {وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}، أنها ليست مجرّد جملة اعتراضيّة يُراد بها تصوير حالتهم أمام الارتباط بالكتاب، بل هي لفتة نقدية للواقع في معرض الإيحاء لهم بالاستغراق فيما يتلونه من آيات الله، من أجل وعي أعمق وسلوك أفضل، لما في ذلك من التأنيب والتّبكيت، حيث يعيشون الغفلة العميقة عن أنفسهم في الموقف الذي يملكون حضور الوحي الذي يهزّ الغفلة في أعماق النفس، بصرخة الحقّ ويقظته.

ونلاحظ في كلمة: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}، أنَّ الآية تريد أن تثير في أنفسهم الشّعور بأنَّ المشكلة لديهم ليست مشكلة علم، ليُصار إلى توجيههم نحو الأخذ بأسباب العلم، بل هي مشكلة تجميد للعقل في المسائل التي تدخل في حساب التّمييز العملي بين الحسن والقبيح. وقد يثار هنا سؤال:

هل نفهم من الآية، أنَّ على الإنسان الّذي لا يملك الإرادة القويّة في إخضاع خطواته العمليّة لمبادئه، أن يترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، لئلا يكون ممن يأمر النّاس بالبرّ وينسى نفسه، ما يجعل من هذه الفريضة فريضةً على الذين يملكون العصمة في العمل فيما يجب وفيما يحرم؟

والجواب: إنَّ الآية ليست واردة في هذا الاتجاه، بل كلّ ما هناك، أنها تريد أن تثير في نفوس العاملين في سبيل الدّعوة إلى الله، بأسلوب التّوبيخ والتّأنيب، الشّعور بضرورة التخلّص من هذه الازدواجية بين موقف الداعية وموقف المؤمن، للتوصل إلى الوحدة بين الكلمة والموقف، لأنَّ ذلك يتصل بنجاح الدعوة عندما يعظ الداعية النّاس بأقواله وأفعاله، وبشخصية الداعية عندما تستقيم خطاه في اتجاه خطوات فكره وإيمانه".[تفسير من وحي القرآن، ج2، ص 18].

وجاء في تفسير الطبري: "الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ} قَالَ أَبُو جَعْفَر: اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْبِرّ الَّذِي كَانَ الْمُخَاطَبُونَ بِهَذِهِ الْآيَة يَأْمُرُونَ النَّاس بِهِ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسهمْ، بَعْد إجْمَاع جَمِيعهمْ عَلَى أَنَّ كُلّ طَاعَة للهِ فَهِيَ تُسْمَى بِرًّا. فَرُوِيَ عَنْ ابْن عَبَّاس: حَدَّثَنَا بِهِ ابْن حُمَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَة، عَنْ ابْن إسْحَاق، عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد، عَنْ عِكْرِمَة، أَوْ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر، عَنْ ابْن عَبَّاس: {أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَاب أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، أَيْ تَنْهَوْنَ النَّاس عَنْ الْكُفْر بِمَا عِنْدكُمْ مِنْ النُّبُوَّة وَالْعَهْد مِنْ التَّوْرَاة، وَتَتْرُكُونَ أَنْفُسكُمْ: أَيْ وَأَنْتُمْ تَكْفُرُونَ بِمَا فِيهَا مِنْ عَهْدِي إلَيْكُمْ فِي تَصْدِيق رَسُولِي، وَتَنْقُضُونَ مِيثَاقِي، وَتَجْحَدُونَ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ كِتَابِي. وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْن عُمَارَة، عَنْ أَبِي رَوْق، عَنْ الضَّحَّاك، عَنْ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ}، يَقُول: أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالدُّخُولِ فِي دِين مُحَمَّد(ص)، وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ إقَام الصَّلَاة {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ}". [تفسير الطّبري].

إنّ الدّعوة إلى الله تعالى تستدعي إحساساً عالياً بالمسؤوليّة، وأن يكون فعل الإنسان مطابقاً لقوله وفكره ومشاعره، بما يقدِّم القدوة العمليّة الصّالحة للناس التي تحمل عمق القيمة والارتباط بالله تعالى وخطّه، فالمجتمع يحتاج إلى أمناء للرّسالة والدّعوة، يوافق فعلهم قولهم، ويحفظون الأمانة، ويتحمّلون المسؤوليّة، انطلاقاً من الخوف من الله والخشية منه والإخلاص له.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية