"استحوذ عليهم الشَّيطان"

"استحوذ عليهم الشَّيطان"

يتحدّث الله تعالى عن المنافقين الذين باعوا أنفسهم للشّيطان، وكانوا يخادعون أنفسهم التي عاشت الاهتزاز والسّقوط أمام الله والتاريخ؛ إنهم المنافقون الّذين تظاهروا بالإيمان، وتحالفوا سرّاً مع يهود المدينة كي يضربوا الرّسالة، {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. [المجادلة: 19].

وفي تفسير قوله تعالى، يقول الطبري:

"يعني تعالى ذكره بقوله: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، غلب عليهم الشّيطان {فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ}، يعني جنده وأتباعه {أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. يقول: ألا إنَّ جند الشّيطان وأتباعه هم الهالكون المغبونون في صَفْقَتِهِمْ".[تفسير الطبري].

وحول ما تقدَّم من آيات، يقول العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض):

"{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، فأحاط بكلّ أفكارهم، فلم ينفتحوا على فكر الحقّ، ونفذ إلى قلوبهم، وتمكّن منها، وتحرّك في كلّ نبضاتها وخفقاتها، وامتدّ إلى كلّ آفاقها، فلم يطلّوا على آفاق الله ورحاب الخير ومواقع الإيمان، وانطلق إلى مواقع خطواتهم فبعثرها، وانحرف بها عن الصّراط المستقيم، وأثار فيها الكثير من أجواء الشّرّ والفساد، {فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ} في الكلمة، فلا تنطلق به ألسنتهم، وفي الموقف، فلا تعي حضوره ذهنيّاتهم، فاستغرقوا في الباطل كلّه، يقدّسون رموزه، ويتحركون في مخطّطاته.

{أُوْلئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ}، لأنهم التزموا منهجه، واتّبعوا خطواته، وصاروا من جماعته، وعاشوا في أجواء إغراءاته وتهاويله، وابتعدوا عن الله، وكذَّبوا رسله، ورفضوا شريعته.

{أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ} لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ففقدوا النّعيم في الجنّة، وعاشوا في عذاب النّار وبئس المصير". [تفسير من وحي القرآن، ج 22، ص 83].

ويقول العلّامة الشّيخ محمد جواد مغنيّة(رض) في تفسيره هذه الآيات:

"{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، أعمتهم الأهواء عن الهدى والخير، فانصرفوا بكلّهم إلى الشّرّ والضّلال، {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} دعاهم إلى النّار فاستجابوا وأقبلوا، ودعاهم الرّحمن إلى الجنّة فنفروا وولُّوا، وهكذا الجاهل والضالّ، يمكّن عدوّه من نفسه بنفسه".[التّفسير المبين].

نتعلّم من تجربة المنافقين، ألّا نتبع الضّلال ووساوس الشَّيطان وفتنه وألاعيبه الّتي تحاول إلغاء إرادتنا أمام سلطة الأهواء والأنانيّات والمطامع والذّاتيّات، وأن لا نكون ممن يستحوذ عليهم الشَّيطان، بل أن ننفتح على الحقِّ كلّه، وعلى الإيمان الواعي والفاعل في الواقع، ونتمسَّك بهدى الله وسبيله، والتزام حدود رسالته وأحكامه، وممارسة ذكره باستمرار، عملاً وسلوكاً وموقفاً وحركةً مسؤولةً في الحياة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

يتحدّث الله تعالى عن المنافقين الذين باعوا أنفسهم للشّيطان، وكانوا يخادعون أنفسهم التي عاشت الاهتزاز والسّقوط أمام الله والتاريخ؛ إنهم المنافقون الّذين تظاهروا بالإيمان، وتحالفوا سرّاً مع يهود المدينة كي يضربوا الرّسالة، {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. [المجادلة: 19].

وفي تفسير قوله تعالى، يقول الطبري:

"يعني تعالى ذكره بقوله: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، غلب عليهم الشّيطان {فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ}، يعني جنده وأتباعه {أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. يقول: ألا إنَّ جند الشّيطان وأتباعه هم الهالكون المغبونون في صَفْقَتِهِمْ".[تفسير الطبري].

وحول ما تقدَّم من آيات، يقول العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض):

"{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، فأحاط بكلّ أفكارهم، فلم ينفتحوا على فكر الحقّ، ونفذ إلى قلوبهم، وتمكّن منها، وتحرّك في كلّ نبضاتها وخفقاتها، وامتدّ إلى كلّ آفاقها، فلم يطلّوا على آفاق الله ورحاب الخير ومواقع الإيمان، وانطلق إلى مواقع خطواتهم فبعثرها، وانحرف بها عن الصّراط المستقيم، وأثار فيها الكثير من أجواء الشّرّ والفساد، {فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ} في الكلمة، فلا تنطلق به ألسنتهم، وفي الموقف، فلا تعي حضوره ذهنيّاتهم، فاستغرقوا في الباطل كلّه، يقدّسون رموزه، ويتحركون في مخطّطاته.

{أُوْلئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ}، لأنهم التزموا منهجه، واتّبعوا خطواته، وصاروا من جماعته، وعاشوا في أجواء إغراءاته وتهاويله، وابتعدوا عن الله، وكذَّبوا رسله، ورفضوا شريعته.

{أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ} لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ففقدوا النّعيم في الجنّة، وعاشوا في عذاب النّار وبئس المصير". [تفسير من وحي القرآن، ج 22، ص 83].

ويقول العلّامة الشّيخ محمد جواد مغنيّة(رض) في تفسيره هذه الآيات:

"{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، أعمتهم الأهواء عن الهدى والخير، فانصرفوا بكلّهم إلى الشّرّ والضّلال، {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} دعاهم إلى النّار فاستجابوا وأقبلوا، ودعاهم الرّحمن إلى الجنّة فنفروا وولُّوا، وهكذا الجاهل والضالّ، يمكّن عدوّه من نفسه بنفسه".[التّفسير المبين].

نتعلّم من تجربة المنافقين، ألّا نتبع الضّلال ووساوس الشَّيطان وفتنه وألاعيبه الّتي تحاول إلغاء إرادتنا أمام سلطة الأهواء والأنانيّات والمطامع والذّاتيّات، وأن لا نكون ممن يستحوذ عليهم الشَّيطان، بل أن ننفتح على الحقِّ كلّه، وعلى الإيمان الواعي والفاعل في الواقع، ونتمسَّك بهدى الله وسبيله، والتزام حدود رسالته وأحكامه، وممارسة ذكره باستمرار، عملاً وسلوكاً وموقفاً وحركةً مسؤولةً في الحياة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية