"ولقد همّت به وهمَّ بها"

"ولقد همّت به وهمَّ بها"

من الآيات القرآنيّة الّتي تنوّع الاجتهاد في تفسيرها عند علماء الشّيعة، قديمهم وحديثهم، وكان فيها الكثير من الدّروس العقيديّة والإيمانيّة، ما ورد في سورة يوسف المباركة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}[يوسف: 24]، في حديثها عن إغراء امرأة العزيز ليوسف(ع) ومحاولتها جرّه إلى الفاحشة.

 من هذه الآيات، قوله تعالى في سورة يوسف المباركة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}[يوسف: 24]، في حديثها عن إغراء امرأة العزيز ليوسف(ع) ومحاولتها جرّه إلى الفاحشة.

ومن قدماء المفسّرين، ومنهم الشيخ الطوسي(قده)، من أوضح أنّ لمفردة "الهمّ" ثلاثة معانٍ: 1 ـ العزم على الفعل. 2 ـ خطور الشّيء في البال. 3 ـ الشّهوة وميل الطباع. وأوضح أنّ المعنى الأوّل للهمّ غير جائز على الأنبياء قطعاً، وأمّا غيره فلا مانع منه.[البيان في تفسير القرآن، ج:6، ص:120].

أمّا الشيخ الطبرسي، فيورد في تفسيره ثلاثة احتمالات للهمّ: 1 ـ أن يكون المراد: وهمّ يوسف بضربها أو دفعها عن نفسه. 2 ـ أن يكون في الكلام تقدير، وهو: ولقد همّت به ولولا أن رأى برهان ربّه لهمَّ بها، ولمّا رأى برهان ربّه لم يهمّ بها. 3 ـ معنى قوله: همّ بها، اشتهاها ومالَ طبعه إلى ما دعته إليه.[مجمع البيان، ج:3، ص:224].

أمّا الشيخ محمد بن شهراشوب المازندراني، فقد لخّص الأقوال في الآية، موضحاً أنَّ الهمَّ لفظ مشترك يطلق على معانٍ عدّة، والعزم على القبيح لا يجوز، ويجوز على الوجوه الأخرى.[متشابه القرآن ومختلفه، ج:1، ص:232].

ومن المفسّرين المعاصرين من علّق وأوضح مداليل هذه الآية، ومنهم سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، الّذي اعتبر أنّ النبيّ يوسف(ع) لم يقصد فعل الهمّ عن وعي وإرادة وتصميم كما باقي النّاس، ولكنّه كباقي البشر، كان عنده انجذاب لامرأة العزيز فرضته طبيعة الظروف المحيطة، ولكنّه صمد في النّهاية ولم يرتكب الفاحشة.

يقول سماحته(رض): "وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري، وهمّ بها استجابةً لذلك الإحساس، كما همّت به، ولكنّه توقّف ثم تراجع.. ورفض الحالة بحزم وتصميم، لأنّ المسألة عنده ليست مسألة تصوّر سابق، وموقف متعمّد، وتصميم مدروس، كما هي المسألة عندها، ليندفع نحو خطّ النهاية كما اندفعت هي، ولكنّها كانت مسألة انجذاب جسديّ يشبه التقلّص الطّبيعي، والاندفاع الغريزي".[تفسير من وحي القرآن، ج:12، ص:186].

العلامة الشّيخ محمد جواد مغنية(رض) في تفسيره للآية يقول: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}: والمراد هنا ببرهان الله تعالى، نهيه عن الفاحشة. وعليه، يكون المعنى: ما همّ إطلاقاً، تماماً كقولك: لولا فلان هلكت ...[التّفسير المبين].

من كلّ ما تقدّم، نتعلّم حكمة الله ولطفه بعباده جميعاً، ومنهم المرسلون الّذين امتحنهم تعالى، فأكّدوا الصّدق والإخلاص والصّبر وجهاد النّفس والتّضحية في سبيل الله، وكانوا بذلك خير قدوة للنّاس، يربّونهم على الصّلاح والفلاح والعزم على مقاومة الإغراءات والضّغوطات، مهما كان نوعها، ومهما اشتدّت عليهم، متسلّحين بدعوة الله أن يلطف بهم ويرحمهم، ويسدِّد خطواتهم ومواقفهم في الحياة، فلا يسقطوا، بل يحقّقوا إرادتهم والتزامهم بخطّ الله.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

من الآيات القرآنيّة الّتي تنوّع الاجتهاد في تفسيرها عند علماء الشّيعة، قديمهم وحديثهم، وكان فيها الكثير من الدّروس العقيديّة والإيمانيّة، ما ورد في سورة يوسف المباركة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}[يوسف: 24]، في حديثها عن إغراء امرأة العزيز ليوسف(ع) ومحاولتها جرّه إلى الفاحشة.

 من هذه الآيات، قوله تعالى في سورة يوسف المباركة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}[يوسف: 24]، في حديثها عن إغراء امرأة العزيز ليوسف(ع) ومحاولتها جرّه إلى الفاحشة.

ومن قدماء المفسّرين، ومنهم الشيخ الطوسي(قده)، من أوضح أنّ لمفردة "الهمّ" ثلاثة معانٍ: 1 ـ العزم على الفعل. 2 ـ خطور الشّيء في البال. 3 ـ الشّهوة وميل الطباع. وأوضح أنّ المعنى الأوّل للهمّ غير جائز على الأنبياء قطعاً، وأمّا غيره فلا مانع منه.[البيان في تفسير القرآن، ج:6، ص:120].

أمّا الشيخ الطبرسي، فيورد في تفسيره ثلاثة احتمالات للهمّ: 1 ـ أن يكون المراد: وهمّ يوسف بضربها أو دفعها عن نفسه. 2 ـ أن يكون في الكلام تقدير، وهو: ولقد همّت به ولولا أن رأى برهان ربّه لهمَّ بها، ولمّا رأى برهان ربّه لم يهمّ بها. 3 ـ معنى قوله: همّ بها، اشتهاها ومالَ طبعه إلى ما دعته إليه.[مجمع البيان، ج:3، ص:224].

أمّا الشيخ محمد بن شهراشوب المازندراني، فقد لخّص الأقوال في الآية، موضحاً أنَّ الهمَّ لفظ مشترك يطلق على معانٍ عدّة، والعزم على القبيح لا يجوز، ويجوز على الوجوه الأخرى.[متشابه القرآن ومختلفه، ج:1، ص:232].

ومن المفسّرين المعاصرين من علّق وأوضح مداليل هذه الآية، ومنهم سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، الّذي اعتبر أنّ النبيّ يوسف(ع) لم يقصد فعل الهمّ عن وعي وإرادة وتصميم كما باقي النّاس، ولكنّه كباقي البشر، كان عنده انجذاب لامرأة العزيز فرضته طبيعة الظروف المحيطة، ولكنّه صمد في النّهاية ولم يرتكب الفاحشة.

يقول سماحته(رض): "وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري، وهمّ بها استجابةً لذلك الإحساس، كما همّت به، ولكنّه توقّف ثم تراجع.. ورفض الحالة بحزم وتصميم، لأنّ المسألة عنده ليست مسألة تصوّر سابق، وموقف متعمّد، وتصميم مدروس، كما هي المسألة عندها، ليندفع نحو خطّ النهاية كما اندفعت هي، ولكنّها كانت مسألة انجذاب جسديّ يشبه التقلّص الطّبيعي، والاندفاع الغريزي".[تفسير من وحي القرآن، ج:12، ص:186].

العلامة الشّيخ محمد جواد مغنية(رض) في تفسيره للآية يقول: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}: والمراد هنا ببرهان الله تعالى، نهيه عن الفاحشة. وعليه، يكون المعنى: ما همّ إطلاقاً، تماماً كقولك: لولا فلان هلكت ...[التّفسير المبين].

من كلّ ما تقدّم، نتعلّم حكمة الله ولطفه بعباده جميعاً، ومنهم المرسلون الّذين امتحنهم تعالى، فأكّدوا الصّدق والإخلاص والصّبر وجهاد النّفس والتّضحية في سبيل الله، وكانوا بذلك خير قدوة للنّاس، يربّونهم على الصّلاح والفلاح والعزم على مقاومة الإغراءات والضّغوطات، مهما كان نوعها، ومهما اشتدّت عليهم، متسلّحين بدعوة الله أن يلطف بهم ويرحمهم، ويسدِّد خطواتهم ومواقفهم في الحياة، فلا يسقطوا، بل يحقّقوا إرادتهم والتزامهم بخطّ الله.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية