طرح الله سبحانه المرأة في سورة التَّحريم المباركة، في مستوى المثال للآخرين، وسبيلاً يقودهم إلى التَّمييز بين المؤمنين والكافرين في توجّهاتهم ومصيرهم. والآية هي: {
ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}[التّحريم: 10 ـ 12].
هنا نلتقي بالمرأة الَّتي تكون مثلاً حيّاً وإيجابيّاً لنموذج المرأة المؤمنة الَّتي لا تخضع للضّغوطات، مهما كانت، وحتى لو كانت هذه المرأة لها قرار وسلطة وقادرة، فهي لا تستسلم للدّنيا، بل تنفتح على الإيمان والتَّوحيد، وهذا ما نجده متجسِّداً في امرأة فرعون آسيا بنت مزاحم.
في المقابل، شكَّلت امرأتا نوحٍ ولوطٍ مثلاً حيّاً للمرأة التي انجذبت إلى الكفر وسقطت في براثنه، بالرّغم من أنهما كانتا زوجتين لنبيّين كريمين من أنبياء الله تعالى، إذ استسلمتا للتَّقاليد والعادات الوثنيَّة لقومهما، وبقيتا في دائرة الجاهليَّة، ولم تستفيدا من فرصة الإيمان والتقرّب إلى الله تعالى.
فامرأة لوط(ع) اتّبعت قومها، ولم تسمع دعوة زوجها، بالرّغم من أنها كانت أقرب النّاس إليه، وكذلك فعلت امرأة نوح(ع)، بالرّغم من أنها زوجته، ورغم أنهما عاشتا في بيت النبوّة، إلا أنّ كلّ ذلك لم يغيّر من واقع حالهما، ولم يفتح قلبهما وعقلهما على التّوحيد والإيمان.
في مقابلهما، كانت تعيش آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون في بيئة الكفر والضّلال، ومع ذلك، لم تستسلم لكلّ ذلك، ولم تجدِ الضّغوطات في سلبها إرادتها وعقلها، فكانت مثال المرأة المتنوّرة والمنفتحة، الّتي عاشت الإيمان في قلبها وعقلها، ورفضت كلّ شهوات الدّنيا ومظاهرها في سبيل القرب من الله تعالى، وكانت مثال المرأة الطّاهرة التي صدَّقت برسالات الله وسارت على خطّ طاعته.
وما يصدق على زوجة فرعون، يصدق أيضاً على السيِّدة مريم البتول(ع)، التي عاشت أعلى درجات العفَّة والطهارة، واستطاعت أن تبقي على قوَّتها وحضورها الروحيّ والإيمانيّ، بالرّغم من الحرب الدعائيّة الكاذبة والضَّاغطة عليها، لتأليب الرّأي العام عليها، وحرف حقيقتها النّاصعة.
ما نودّ الخروج به من هذه المقالة، هو الإشارة إلى أنَّ المرأة بمقدورها أن تتجاوز ضعفها الأنثويّ، لتصل، كما وصلت مريم وآسيا، إلى أعلى مراتب القوَّة ومواقع الإرادة القويَّة والثَّابتة الَّتي لا تتزحزح، كذلك القول إنَّ المرأة بإمكانها أن تكون قدوةً حسنةً ومثلاً للخطِّ الإيجابيِّ في سلوك الإنسان، وأن تكون القدوة ليس فقط للنِّساء، بل للرِّجال أيضاً، في صبرها وتضحيتها وعنفوانها وإرادتها.
من خلال نموذج آسيا ومريم، تتعلَّم النّسوة التَّضحية في سبيل الحقّ، والإفادة من حضورهنَّ في المجتمع، وأنهنَّ يستطعن تقديم الكثير في سبيل الانتصار على كلِّ التحدّيات، وإبراز القدوة في خطِّ الخير والطَّاعة.
كم تحتاج نساؤنا إلى التأسّي بآسيا ومريم، والابتعاد عن نموذج امرأتي نوح ولوط، وممارسة دورهنّ الطّبيعيّ في نصرة الحقّ والحقيقة!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

طرح الله سبحانه المرأة في سورة التَّحريم المباركة، في مستوى المثال للآخرين، وسبيلاً يقودهم إلى التَّمييز بين المؤمنين والكافرين في توجّهاتهم ومصيرهم. والآية هي: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}[التّحريم: 10 ـ 12].
هنا نلتقي بالمرأة الَّتي تكون مثلاً حيّاً وإيجابيّاً لنموذج المرأة المؤمنة الَّتي لا تخضع للضّغوطات، مهما كانت، وحتى لو كانت هذه المرأة لها قرار وسلطة وقادرة، فهي لا تستسلم للدّنيا، بل تنفتح على الإيمان والتَّوحيد، وهذا ما نجده متجسِّداً في امرأة فرعون آسيا بنت مزاحم.
في المقابل، شكَّلت امرأتا نوحٍ ولوطٍ مثلاً حيّاً للمرأة التي انجذبت إلى الكفر وسقطت في براثنه، بالرّغم من أنهما كانتا زوجتين لنبيّين كريمين من أنبياء الله تعالى، إذ استسلمتا للتَّقاليد والعادات الوثنيَّة لقومهما، وبقيتا في دائرة الجاهليَّة، ولم تستفيدا من فرصة الإيمان والتقرّب إلى الله تعالى.
فامرأة لوط(ع) اتّبعت قومها، ولم تسمع دعوة زوجها، بالرّغم من أنها كانت أقرب النّاس إليه، وكذلك فعلت امرأة نوح(ع)، بالرّغم من أنها زوجته، ورغم أنهما عاشتا في بيت النبوّة، إلا أنّ كلّ ذلك لم يغيّر من واقع حالهما، ولم يفتح قلبهما وعقلهما على التّوحيد والإيمان.
في مقابلهما، كانت تعيش آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون في بيئة الكفر والضّلال، ومع ذلك، لم تستسلم لكلّ ذلك، ولم تجدِ الضّغوطات في سلبها إرادتها وعقلها، فكانت مثال المرأة المتنوّرة والمنفتحة، الّتي عاشت الإيمان في قلبها وعقلها، ورفضت كلّ شهوات الدّنيا ومظاهرها في سبيل القرب من الله تعالى، وكانت مثال المرأة الطّاهرة التي صدَّقت برسالات الله وسارت على خطّ طاعته.
وما يصدق على زوجة فرعون، يصدق أيضاً على السيِّدة مريم البتول(ع)، التي عاشت أعلى درجات العفَّة والطهارة، واستطاعت أن تبقي على قوَّتها وحضورها الروحيّ والإيمانيّ، بالرّغم من الحرب الدعائيّة الكاذبة والضَّاغطة عليها، لتأليب الرّأي العام عليها، وحرف حقيقتها النّاصعة.
ما نودّ الخروج به من هذه المقالة، هو الإشارة إلى أنَّ المرأة بمقدورها أن تتجاوز ضعفها الأنثويّ، لتصل، كما وصلت مريم وآسيا، إلى أعلى مراتب القوَّة ومواقع الإرادة القويَّة والثَّابتة الَّتي لا تتزحزح، كذلك القول إنَّ المرأة بإمكانها أن تكون قدوةً حسنةً ومثلاً للخطِّ الإيجابيِّ في سلوك الإنسان، وأن تكون القدوة ليس فقط للنِّساء، بل للرِّجال أيضاً، في صبرها وتضحيتها وعنفوانها وإرادتها.
من خلال نموذج آسيا ومريم، تتعلَّم النّسوة التَّضحية في سبيل الحقّ، والإفادة من حضورهنَّ في المجتمع، وأنهنَّ يستطعن تقديم الكثير في سبيل الانتصار على كلِّ التحدّيات، وإبراز القدوة في خطِّ الخير والطَّاعة.
كم تحتاج نساؤنا إلى التأسّي بآسيا ومريم، والابتعاد عن نموذج امرأتي نوح ولوط، وممارسة دورهنّ الطّبيعيّ في نصرة الحقّ والحقيقة!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.