مسؤوليَّةُ الخطباءِ وقرَّاءِ العزاءِ في عاشوراء

مسؤوليَّةُ الخطباءِ وقرَّاءِ العزاءِ في عاشوراء

[إنَّ المسؤوليَّة تجاه عاشوراء الحسين (ع)) تتطلَّب] من أصحاب المنابر أن يثقّفوا أنفسهم، وأن يطرحوا العناوين الحسينيَّة للنهضة أكثر من طرحهم المأساة الحسينيَّة.

وليس معنى ذلك أنّنا نتنكَّر للمأساة، فأنا من القائلين إنه لا بدّ أن تبقى الفكرة الحسينيَّة مغسولة بالعاطفة، ولكن علينا أن نعرف كيف نستخدم أساليب العاطفة، لأنَّ أساليب العاطفة تتطّور مع الزمن، ولذلك يمكن أن تكون بعض الأساليب متوارثة منذ مئة سنة، وربما كانت مفيدة في حينها، ولكنها أصبحت الآن مضرَّة؛ فأوَّلاً لا بدَّ من أن يكون هناك تجديد في الأساليب، فأنا، مثلاً، أدعو إلى تغيير الشعر الحسيني إلَّا قصائد معيَّنة، لأن هذا الشعر قد نظم من خلال بيئات سابقة كانت تحاول أن تصوّر القضيَّة الحسينيَّة بطريقة تتناسب مع تقاليد ذلك العصر وذهنياته، ونحن نحتاج إلى شعر حسينيّ، سواء كان شعبياً أو قريضاً، يتناسب مع المرحلة التي نعيشها، ومع ذهنيات الشباب والجيل المعاصر في إثارة العاطفة، كما نحتاج إلى تنقية المضمون بإبعاد الخرافة عن السيرة الحسينيَّة، فالبعض يحاول دائماً أن يقدِّم السيرة بشكل خرافي جداً، وربما خارق للتصوّر، أو منافٍ للعقل والمنطق، لإثارة العاطفة، ولذا نحتاج إلى أن نوثِّق الأحاديث بنحوٍ لا تتحدَّث بما تتسابق العقول إلى تكذبيه.

فلو كان لدى الخطيب ذوق أدبي، وكان عنده فن أدبي، وكان يستطيع أن يطرح الأشياء الصحيحة في عاشوراء، ويصوّرها تصويراً فنياً وأدبياً مؤثّراً، فإنّه يمكن أن يجعل الناس يبكون من دون إضافة أشياء أخرى من غير الحقّ. ألم نقرأ روايات أو نشاهد أفلاماً ليس لها علاقة بعقيدتنا ولا بتاريخنا ولا بحياتنا ونبكي عند مشاهدتها؟ إنَّ العاطفة لها أسلوب خاصّ، فيجب أن تعرف كيف تحرّك العاطفة، بحيث يستشعر الإنسان الحزن ويعيش القضيَّة حيّة حارة، ما يخلق لديه وعياً ولا يخلق تخلفاً.

ولذلك، فقد أصبح المنبر الحسيني يحتاج إلى ثقافة من أعمق الثقافات وأوسعها، فلا يكفي أن يحفظ الخطيب بعض القصائد ليردّدها على مسامع النَّاس الذين فيهم المثقَّفون، وفيهم أناس من مذاهب أخرى ومن أديان أخرى، فلا يجوز أن نأتي بأشخاص جهلة لقراءة مجالس الحسين، لأننا بذلك نقوم بتشويه صورة الإسلام من حيث لا نقصد، فالكثير من الخطباء مخلصون، لكن تعوزهم الثَّقافة التي تجعلهم بمستوى مهمَّتهم.

*من كتاب "النَّدوة"، ج9.

[إنَّ المسؤوليَّة تجاه عاشوراء الحسين (ع)) تتطلَّب] من أصحاب المنابر أن يثقّفوا أنفسهم، وأن يطرحوا العناوين الحسينيَّة للنهضة أكثر من طرحهم المأساة الحسينيَّة.

وليس معنى ذلك أنّنا نتنكَّر للمأساة، فأنا من القائلين إنه لا بدّ أن تبقى الفكرة الحسينيَّة مغسولة بالعاطفة، ولكن علينا أن نعرف كيف نستخدم أساليب العاطفة، لأنَّ أساليب العاطفة تتطّور مع الزمن، ولذلك يمكن أن تكون بعض الأساليب متوارثة منذ مئة سنة، وربما كانت مفيدة في حينها، ولكنها أصبحت الآن مضرَّة؛ فأوَّلاً لا بدَّ من أن يكون هناك تجديد في الأساليب، فأنا، مثلاً، أدعو إلى تغيير الشعر الحسيني إلَّا قصائد معيَّنة، لأن هذا الشعر قد نظم من خلال بيئات سابقة كانت تحاول أن تصوّر القضيَّة الحسينيَّة بطريقة تتناسب مع تقاليد ذلك العصر وذهنياته، ونحن نحتاج إلى شعر حسينيّ، سواء كان شعبياً أو قريضاً، يتناسب مع المرحلة التي نعيشها، ومع ذهنيات الشباب والجيل المعاصر في إثارة العاطفة، كما نحتاج إلى تنقية المضمون بإبعاد الخرافة عن السيرة الحسينيَّة، فالبعض يحاول دائماً أن يقدِّم السيرة بشكل خرافي جداً، وربما خارق للتصوّر، أو منافٍ للعقل والمنطق، لإثارة العاطفة، ولذا نحتاج إلى أن نوثِّق الأحاديث بنحوٍ لا تتحدَّث بما تتسابق العقول إلى تكذبيه.

فلو كان لدى الخطيب ذوق أدبي، وكان عنده فن أدبي، وكان يستطيع أن يطرح الأشياء الصحيحة في عاشوراء، ويصوّرها تصويراً فنياً وأدبياً مؤثّراً، فإنّه يمكن أن يجعل الناس يبكون من دون إضافة أشياء أخرى من غير الحقّ. ألم نقرأ روايات أو نشاهد أفلاماً ليس لها علاقة بعقيدتنا ولا بتاريخنا ولا بحياتنا ونبكي عند مشاهدتها؟ إنَّ العاطفة لها أسلوب خاصّ، فيجب أن تعرف كيف تحرّك العاطفة، بحيث يستشعر الإنسان الحزن ويعيش القضيَّة حيّة حارة، ما يخلق لديه وعياً ولا يخلق تخلفاً.

ولذلك، فقد أصبح المنبر الحسيني يحتاج إلى ثقافة من أعمق الثقافات وأوسعها، فلا يكفي أن يحفظ الخطيب بعض القصائد ليردّدها على مسامع النَّاس الذين فيهم المثقَّفون، وفيهم أناس من مذاهب أخرى ومن أديان أخرى، فلا يجوز أن نأتي بأشخاص جهلة لقراءة مجالس الحسين، لأننا بذلك نقوم بتشويه صورة الإسلام من حيث لا نقصد، فالكثير من الخطباء مخلصون، لكن تعوزهم الثَّقافة التي تجعلهم بمستوى مهمَّتهم.

*من كتاب "النَّدوة"، ج9.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية