أجاب الكاتب، والوزير السابق الفضل شلق، عن أسئلة وجّهها إليه موقع بيّنات حول رحيل السيد فضل الله(رض)، والأثر الفكري والسياسي الذي خلّفه غياب السيد في لبنان والمنطقة، فقال:
كان ـ رحمه الله ـ مناضلاً، وكان أديباً وشاعراً، وفوق كلّ ذلك، كان فقيهاً عارفاً وملتزماً بقضايا أمّته. ولأنّه كان ملتزماً كان وحدويّاً، فوحدة المجتمع والدولة كانتا من أولويّاته، كما نضاله من أجل المستضعفين في الأرض ضدّ قوى الاستكبار... ولم يغب عن ناظريه قضايا وحدة الأمّة والمجتمع، وفي مقدّم القضايا القضية الفلسطينيّة. لذلك كلّه، لن يكون غريباً أن تستهدفه قوى الاستكبار بمتفجّرة كبيرة للخلاص منه.
قضى سنوات بعد ذلك يعمل في سبيل شعبه وأمّته، وفي سبيل قضاياها وقضيّة فلسطين، وعندما توفّي، كانت خسارتنا كبيرة، لأنّه لو كان حيّاً ـ والأعمار بيد الله ـ لما كنّا نشهد كثيراً من الفتنة الّتي نشهدها الآن في بلادنا، وأعني بكلمة بلادنا: لبنان وفلسطين وبقيّة الأمّة العربية. نحن نحتاج إلى رجالٍ مثله، ونفتقده، ونفتقد فيه تلك الرّوح؛ روح الأديب، وروح الشَّاعر والمناضل، وروح الملتزم بقضايا الأمَّة.
لقد ترك سماحته آثاراً كثيرةً على السّاحة اللّبنانيّة والعربيّة، أهمّها أعمال الخير، كالمبرّات والمؤسَّسات الّتي كان مشرفاً عليها، لكنَّ يبقى أهمّ ما تركه، هو تلك الرّوح الوحدويّة، وحدة المجتمع ووحدة الأمَّة..
لقد كان له محبّة في قلبي، وأعتقد أنّ محبّته كانت متبادلة. كانت فترة تعرّفي بسماحة السيّد محمد حسين فضل الله في الثّمانينات، وكانت تلك الفترة فترة فوضى وتشرذم وانقسامات... فهو من القلّة، وله الفضل في الحفاظ على وحدة لبنان، وفي استمرار مسيرته الوطنيّة والقوميّة في مواجهة كلّ التحدّيات.
نفتقد إلى رجال مثله، فلو كان لدينا الآن رجال مثله، لما كنّا نمرّ بما نمرّ به الآن.