مقابلات
03/07/2012

السيّد علمٌ من أعلام الفكر الإسلامي

 السيّد علمٌ من أعلام الفكر الإسلامي

ترك غياب سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(ره) فراغاً كبيراً في لبنان والعالم الإسلامي. وفي أجواء الذّكرى السنويّة لرحيل سماحته، كان هذا اللقاء مع الأمين العام للجماعة الإسلاميّة، إبراهيم المصري، حيث تحدث عن تميّز شخصية السيّد(ره) ، معتبراً أنه كان علماً من أعلام الفكر الإسلامي، كما تطرّق إلى نهج الانفتاح في مؤسّساته. وفي ما يلي نصّ الحديث:

 

انطلاق المسيرة:

س: ماذا تحدّثنا عن بداية علاقتكم بسماحة السيّد(ره)؟

ج: يعود تاريخ معرفتنا بسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله، إلى أواخر سبعينات القرن الماضي، حين كان التيار الإسلامي في لبنان، بجناحيه السنيّ والشيعيّ، لا يزال في بداية انطلاقته، وذلك من خلال محاضرات كان يلقيها في المنتديات العامّة. ولم تكن حركته في ذلك الوقت محكومةً بالضّوابط الأمنيَّة الّتي استجدّت نتيجة محاولة الاغتيال الأمريكية الَّتي تعرَّض لها، بل كان يزورنا ونزوره، وكانت لقاءاته متتاليةً مع فقيدنا الشيخ فيصل المولوي، وكان يزوره في مكتبه أحياناً، وفي أحيانٍ كثيرة، كنّا نجلس إليه في مكتبه في الضّاحية الجنوبيَّة.

كان الشَّباب المسلم يتوافد من الخليج العربي والعراق ومصر، ويزورون لبنان، وهمّهم الأوّل الإلتقاء بالسيّد، وقد تعرَّفنا إلى السيّد فضل الله عند إطلاق المقاومة الإسلاميَّة في لبنان، حيث كنا نقيم بعض المهرجانات أو الملتقيات لمناسبة استشهاد بعض الأخوة، أحياناً في الجامعة الأمريكية في بيروت أو في مراكزنا أو باحات المساجد..

كان السيّد ينعش في شباب الأمّة روح المقاومة والإحساس بالواجب بأداء المقاومة، وكان الشباب ينشدّون إلى هذه الندوات والملتقيات، وفي بعض الأحيان، كان يأتي بعض الضّيوف الشَّباب من أقطارٍ بعيدة، من الخليج العربي والعراق ومصر، ويزورون لبنان، وهمّهم الأوّل الالتقاء بالسيد محمد حسين فضل الله والتعرّف إليه، الّذي كانوا يعرفونه من خلال كلماته الّتي تصلهم عبر الأثير، ومن خلال فكره الّذي يصلهم عبر كتبه، ومقالاته الَّتي كان ينشرها في المجلات الإسلاميَّة بشكلٍ مستمرّ.

العلّامة العلَم:

س: من خلال علاقتكم بسماحة السيد، حدثنا عن بعض ما لفتكم في شخصيته؟

ج: لدى السيّد(ره) جوانب كثيرة في شخصيّته يتميَّز بها، لكن أودّ التركيز على عنصر مهمٍ، وهو أنَّك عندما تجلس إليه، سواء كنت مسلماً أو مسيحيّاً، سنيّاً أو شيعيّاً، لا تشعر بأنّك تستمع إلى إنسان غريب عنك، بل بأنّك مع إنسان يخاطب فيك روحك الطيّبة، ويحاول أن يستثير الجوانب الخيّرة فيك، ليجتمع الطّرفان على المعاني المشتركة في النّفس الإنسانيَّة الخيرة.

س: ما مدى انعكاس غياب سماحة السيّد(ره)، على لبنان والعالم الإسلاميّ؟

ج: في واقع الأمر، يصعب على الإنسان أن يقف أمام الذّكرى السنويَّة لرحيل السيّد فضل الله، الذي يعدّ علماً من أعلام الفكر الإسلاميّ، دون أن يتحسس كل الجوانب الأليمة الَّتي نشعر بها جميعاً لفقدنا لهذا العلم العلامة، الَّذي افتقدته ساحتنا الإسلاميَّة بشدّة.

بثّ السيّد في شَّباب الأمّة روح المقاومة، ولذلك كانوا ينشدّون إلى ندواته وحواراته.
 

النهج المؤسّساتي:

س:كيف تنظرون إلى ما خلّفه سماحته على المستوى الاجتماعيّ؟

ج: كان السيِّد فضل الله رجل مؤسَّسات، فكان يبني المؤسَّسة للأجيال القادمة، لا يبنيها لكي تحمل اسمه أو بصمته أو معالم مذهبه، لذلك تلاحظون الآن أنّ المؤسَّسات الَّتي بناها المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله، لا تحمل طابعاً مذهبيّاً ولا حزبياً ولا شخصياً، وإنما تحمل الطّابع الإسلاميّ المنفتح، وهذا ما حاول السيّد(ره) أن يبنيه، ليس في المؤسّسة فقط، وإنما في الرّجال الّذين يديرونها.

إنَّ بناء الرّجال أهمّ من بناء الحجر، ونحن في تعرّفنا إلى السيد، كنّا نرى الشباب الّذين ربّاهم، الذين تحملوا مسؤولية المؤسَّسات التي بناها وتبعاتها، كنا نرى السيد فضل الله في هؤلاء الرّجال، في وجوههم، في ممارساتهم، في فكرهم، في أدائهم التربوي... لأنّ السيّد كان حريصاً على أن يبني مؤسّسة؛ مؤسّسةً للإنسان، مؤسّسة للمستقبل، وليس مهماً بعد ذلك من يتولّى ريادة هذه المؤسسة أو قيادتها.

السيّد علمٌ من أعلام الفكر الإسلامي وساحتنا تفتقد حضوره، أقول هذا وأنا أشعر بالألم إزاء الفقد الَّذي نستشعره جميعاً بفقدنا السيّد فضل الله، لكنَّنا نجد في مؤسَّساته إستمرارية النهج، كما نجد في تلامذته الطليعة الَّذين يحملون الرّاية، ويصلون بها إلى برّ الأمان.

 

س: ماذا تقول في ذكرى رحيل السيّد؟

ج: لا يسعني في هذه الذّكرى، إلا أن أشدّ على أيدي الأخوة العاملين في المؤسَّسات التي بناها السيّد محمَّد حسين فضل الله، سواء كانت في الميدان الفكريّ أو التربويّ أو الطبيّ أو الاجتماعيّ، سائلاً الله تعالى أن يوفّق هذه النّخبة من الشَّباب لتتابع أداء الأمانة، وأن يلهمنا جميعاً الالتزام بطريق السيّد وبنهجه الّذي سلكه وانتقل إلى ربّه تعالى وهو عليه.

ترك غياب سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(ره) فراغاً كبيراً في لبنان والعالم الإسلامي. وفي أجواء الذّكرى السنويّة لرحيل سماحته، كان هذا اللقاء مع الأمين العام للجماعة الإسلاميّة، إبراهيم المصري، حيث تحدث عن تميّز شخصية السيّد(ره) ، معتبراً أنه كان علماً من أعلام الفكر الإسلامي، كما تطرّق إلى نهج الانفتاح في مؤسّساته. وفي ما يلي نصّ الحديث:

 

انطلاق المسيرة:

س: ماذا تحدّثنا عن بداية علاقتكم بسماحة السيّد(ره)؟

ج: يعود تاريخ معرفتنا بسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله، إلى أواخر سبعينات القرن الماضي، حين كان التيار الإسلامي في لبنان، بجناحيه السنيّ والشيعيّ، لا يزال في بداية انطلاقته، وذلك من خلال محاضرات كان يلقيها في المنتديات العامّة. ولم تكن حركته في ذلك الوقت محكومةً بالضّوابط الأمنيَّة الّتي استجدّت نتيجة محاولة الاغتيال الأمريكية الَّتي تعرَّض لها، بل كان يزورنا ونزوره، وكانت لقاءاته متتاليةً مع فقيدنا الشيخ فيصل المولوي، وكان يزوره في مكتبه أحياناً، وفي أحيانٍ كثيرة، كنّا نجلس إليه في مكتبه في الضّاحية الجنوبيَّة.

كان الشَّباب المسلم يتوافد من الخليج العربي والعراق ومصر، ويزورون لبنان، وهمّهم الأوّل الإلتقاء بالسيّد، وقد تعرَّفنا إلى السيّد فضل الله عند إطلاق المقاومة الإسلاميَّة في لبنان، حيث كنا نقيم بعض المهرجانات أو الملتقيات لمناسبة استشهاد بعض الأخوة، أحياناً في الجامعة الأمريكية في بيروت أو في مراكزنا أو باحات المساجد..

كان السيّد ينعش في شباب الأمّة روح المقاومة والإحساس بالواجب بأداء المقاومة، وكان الشباب ينشدّون إلى هذه الندوات والملتقيات، وفي بعض الأحيان، كان يأتي بعض الضّيوف الشَّباب من أقطارٍ بعيدة، من الخليج العربي والعراق ومصر، ويزورون لبنان، وهمّهم الأوّل الالتقاء بالسيد محمد حسين فضل الله والتعرّف إليه، الّذي كانوا يعرفونه من خلال كلماته الّتي تصلهم عبر الأثير، ومن خلال فكره الّذي يصلهم عبر كتبه، ومقالاته الَّتي كان ينشرها في المجلات الإسلاميَّة بشكلٍ مستمرّ.

العلّامة العلَم:

س: من خلال علاقتكم بسماحة السيد، حدثنا عن بعض ما لفتكم في شخصيته؟

ج: لدى السيّد(ره) جوانب كثيرة في شخصيّته يتميَّز بها، لكن أودّ التركيز على عنصر مهمٍ، وهو أنَّك عندما تجلس إليه، سواء كنت مسلماً أو مسيحيّاً، سنيّاً أو شيعيّاً، لا تشعر بأنّك تستمع إلى إنسان غريب عنك، بل بأنّك مع إنسان يخاطب فيك روحك الطيّبة، ويحاول أن يستثير الجوانب الخيّرة فيك، ليجتمع الطّرفان على المعاني المشتركة في النّفس الإنسانيَّة الخيرة.

س: ما مدى انعكاس غياب سماحة السيّد(ره)، على لبنان والعالم الإسلاميّ؟

ج: في واقع الأمر، يصعب على الإنسان أن يقف أمام الذّكرى السنويَّة لرحيل السيّد فضل الله، الذي يعدّ علماً من أعلام الفكر الإسلاميّ، دون أن يتحسس كل الجوانب الأليمة الَّتي نشعر بها جميعاً لفقدنا لهذا العلم العلامة، الَّذي افتقدته ساحتنا الإسلاميَّة بشدّة.

بثّ السيّد في شَّباب الأمّة روح المقاومة، ولذلك كانوا ينشدّون إلى ندواته وحواراته.
 

النهج المؤسّساتي:

س:كيف تنظرون إلى ما خلّفه سماحته على المستوى الاجتماعيّ؟

ج: كان السيِّد فضل الله رجل مؤسَّسات، فكان يبني المؤسَّسة للأجيال القادمة، لا يبنيها لكي تحمل اسمه أو بصمته أو معالم مذهبه، لذلك تلاحظون الآن أنّ المؤسَّسات الَّتي بناها المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله، لا تحمل طابعاً مذهبيّاً ولا حزبياً ولا شخصياً، وإنما تحمل الطّابع الإسلاميّ المنفتح، وهذا ما حاول السيّد(ره) أن يبنيه، ليس في المؤسّسة فقط، وإنما في الرّجال الّذين يديرونها.

إنَّ بناء الرّجال أهمّ من بناء الحجر، ونحن في تعرّفنا إلى السيد، كنّا نرى الشباب الّذين ربّاهم، الذين تحملوا مسؤولية المؤسَّسات التي بناها وتبعاتها، كنا نرى السيد فضل الله في هؤلاء الرّجال، في وجوههم، في ممارساتهم، في فكرهم، في أدائهم التربوي... لأنّ السيّد كان حريصاً على أن يبني مؤسّسة؛ مؤسّسةً للإنسان، مؤسّسة للمستقبل، وليس مهماً بعد ذلك من يتولّى ريادة هذه المؤسسة أو قيادتها.

السيّد علمٌ من أعلام الفكر الإسلامي وساحتنا تفتقد حضوره، أقول هذا وأنا أشعر بالألم إزاء الفقد الَّذي نستشعره جميعاً بفقدنا السيّد فضل الله، لكنَّنا نجد في مؤسَّساته إستمرارية النهج، كما نجد في تلامذته الطليعة الَّذين يحملون الرّاية، ويصلون بها إلى برّ الأمان.

 

س: ماذا تقول في ذكرى رحيل السيّد؟

ج: لا يسعني في هذه الذّكرى، إلا أن أشدّ على أيدي الأخوة العاملين في المؤسَّسات التي بناها السيّد محمَّد حسين فضل الله، سواء كانت في الميدان الفكريّ أو التربويّ أو الطبيّ أو الاجتماعيّ، سائلاً الله تعالى أن يوفّق هذه النّخبة من الشَّباب لتتابع أداء الأمانة، وأن يلهمنا جميعاً الالتزام بطريق السيّد وبنهجه الّذي سلكه وانتقل إلى ربّه تعالى وهو عليه.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية