{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}، أراد الله في حركة هبوب الرّياح أن تحمل
الذرّات التي تكمن في نطفة ذكور النّبات لتلقّح بها إناثها، على أساس قانون
الزوجيّة التي قررها القرآن في الكون كلّه.. وربما يرى البعض أنّ المسألة تتّصل
بدور الرّياح في عملية إنزال المطر، من خلال ما تحدثه من الحركة في أجواء السّحاب،
وهو أمر محتمل، ولكنّه ليس بواضحٍ {فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَاءً
فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ}، فهو المصدر الأساس لكلّ الماء الموجود في خزانات الأرض
الجوفية، وعلى سطحها، مما يشربه الإنسان والحيوان والنبات {وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ
بِخَازِنِينَ}، بل هو من خزائن الله المودعة في علمه وفي قدرته، فهو الّذي يدفعه
إليكم، وهو الّذي ينظم حركته على سطح الأرض، وفي أعماقها، وهو الذي يحوّلها إلى
طاقةٍ حيّةٍ في كلّ شيء حيّ في الحياة.
{وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ}، من خلال السنّة الجارية في الكون في قوانين
الحياة والموت {وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} الذين نرث الأرض ومن عليها، بعد أن تنتهي
الحياة فيها ويموت الخلق جميعاً، لأنَّ الله هو الواحد الذي لا شريك له في ملكه،
ولا انتهاء لقدرته، وهو الحيّ القيوم الّذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا
الْمُسْتَأخِرِينَ}، لأن الزمن لجهة ما يحتويه من موجودات، حاضرٌ بكلّ مراحله أمام
الله، فلا فرق في إحاطة علم الله وقدرته بها بين الموجودات السابقة والموجودات
اللاحقة، {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ} بعدما يبعثهم إليه، ليكون الجزاء
بالأعمال.
{إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} في تحديده حركة المسؤولية في الحياة، ونتائجها في ما بعد،
وفي علمه بكلّ ما أسرّوه وما أعلنوه.
*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 13.
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}، أراد الله في حركة هبوب الرّياح أن تحمل
الذرّات التي تكمن في نطفة ذكور النّبات لتلقّح بها إناثها، على أساس قانون
الزوجيّة التي قررها القرآن في الكون كلّه.. وربما يرى البعض أنّ المسألة تتّصل
بدور الرّياح في عملية إنزال المطر، من خلال ما تحدثه من الحركة في أجواء السّحاب،
وهو أمر محتمل، ولكنّه ليس بواضحٍ {فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَاءً
فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ}، فهو المصدر الأساس لكلّ الماء الموجود في خزانات الأرض
الجوفية، وعلى سطحها، مما يشربه الإنسان والحيوان والنبات {وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ
بِخَازِنِينَ}، بل هو من خزائن الله المودعة في علمه وفي قدرته، فهو الّذي يدفعه
إليكم، وهو الّذي ينظم حركته على سطح الأرض، وفي أعماقها، وهو الذي يحوّلها إلى
طاقةٍ حيّةٍ في كلّ شيء حيّ في الحياة.
{وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ}، من خلال السنّة الجارية في الكون في قوانين
الحياة والموت {وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} الذين نرث الأرض ومن عليها، بعد أن تنتهي
الحياة فيها ويموت الخلق جميعاً، لأنَّ الله هو الواحد الذي لا شريك له في ملكه،
ولا انتهاء لقدرته، وهو الحيّ القيوم الّذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا
الْمُسْتَأخِرِينَ}، لأن الزمن لجهة ما يحتويه من موجودات، حاضرٌ بكلّ مراحله أمام
الله، فلا فرق في إحاطة علم الله وقدرته بها بين الموجودات السابقة والموجودات
اللاحقة، {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ} بعدما يبعثهم إليه، ليكون الجزاء
بالأعمال.
{إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} في تحديده حركة المسؤولية في الحياة، ونتائجها في ما بعد،
وفي علمه بكلّ ما أسرّوه وما أعلنوه.
*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 13.