من هم السّفهاء الذين عناهم موسى (ع)؟

من هم السّفهاء الذين عناهم موسى (ع)؟

{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} الّتي أنزلها الله بهم، فماتوا بها أو أغمي عليهم عندما أخذتهم الصّاعقة، كنتيجةٍ لبعض مواقفهم أو طلباتهم أو أقوالهم {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّاي}، فقد عقلت لسانه المفاجأة، وأخذته الدّهشة، وعاش في جوٍّ ضاغطٍ من الحيرة، وربما فكر بالطّريقة التي يواجه قومه بها بنبأ هلاك سبعين رجلاً منهم دفعة واحدة، فقد يثير ذلك الكثير من حالة البلبلة والارتباك في المجتمع هناك، ولم يجد لديه إلا أن يرفع الأمر إلى الله ليعبّر عن هذه الحيرة وهذا الخوف، وعن التمني الحائر لو أنّ الله أهلكه معهم قبل هذه التجربة الصّعبة...

ولكنه يرجع إلى روحيّة الابتهال والخشوع لله والتوسّل الصادق إليه {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَآءُ مِنَّ}؟! فنحن لا نتحمَّل مسؤوليَّتهم، لأننا لم نشاركهم أعمالهم وأقوالهم، ولم نرض بها من قريبٍ أو بعيد {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ}.

ولكن من هم السّفهاء الّذين عناهم موسى بقوله؛ هل هم هؤلاء السّبعون، أم أنَّ هناك أناساً آخرين؟ وهل كان موسى في موقف الحديث عن هلاك هؤلاء بما فعله السّفهاء من غيرهم أو بما فعلوه هم، أم كان في موقف الخوف من هلاكٍ مستقبليٍّ للمجتمع، كنتيجةٍ لانحراف سفهاء بعض الأفراد فيه؟

هناك أكثر من احتمال، ولكن الظاهر أنّه كان في موقف طلب الرّحمة من هلاكٍ محتملٍ من خلال انحراف المنحرفين هناك، والرّجاء بأن لا ينزل عقابه عليهم جميعاً لانحراف بعض الأفراد من السّفهاء، على طريقة: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّة}[الأنفال: 25].

{أَنتَ وَلِيُّنَ} وراعينا وناصرنا في جميع أمورنا، فإذا صدر عنا الذنب، فإننا نرجو المغفرة منك، وإذا عشنا الخطأ، فإننا نتطلّع إلى الرّحمة، لأنّك وليُّ ذلك كلّه.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 10.

{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} الّتي أنزلها الله بهم، فماتوا بها أو أغمي عليهم عندما أخذتهم الصّاعقة، كنتيجةٍ لبعض مواقفهم أو طلباتهم أو أقوالهم {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّاي}، فقد عقلت لسانه المفاجأة، وأخذته الدّهشة، وعاش في جوٍّ ضاغطٍ من الحيرة، وربما فكر بالطّريقة التي يواجه قومه بها بنبأ هلاك سبعين رجلاً منهم دفعة واحدة، فقد يثير ذلك الكثير من حالة البلبلة والارتباك في المجتمع هناك، ولم يجد لديه إلا أن يرفع الأمر إلى الله ليعبّر عن هذه الحيرة وهذا الخوف، وعن التمني الحائر لو أنّ الله أهلكه معهم قبل هذه التجربة الصّعبة...

ولكنه يرجع إلى روحيّة الابتهال والخشوع لله والتوسّل الصادق إليه {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَآءُ مِنَّ}؟! فنحن لا نتحمَّل مسؤوليَّتهم، لأننا لم نشاركهم أعمالهم وأقوالهم، ولم نرض بها من قريبٍ أو بعيد {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ}.

ولكن من هم السّفهاء الّذين عناهم موسى بقوله؛ هل هم هؤلاء السّبعون، أم أنَّ هناك أناساً آخرين؟ وهل كان موسى في موقف الحديث عن هلاك هؤلاء بما فعله السّفهاء من غيرهم أو بما فعلوه هم، أم كان في موقف الخوف من هلاكٍ مستقبليٍّ للمجتمع، كنتيجةٍ لانحراف سفهاء بعض الأفراد فيه؟

هناك أكثر من احتمال، ولكن الظاهر أنّه كان في موقف طلب الرّحمة من هلاكٍ محتملٍ من خلال انحراف المنحرفين هناك، والرّجاء بأن لا ينزل عقابه عليهم جميعاً لانحراف بعض الأفراد من السّفهاء، على طريقة: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّة}[الأنفال: 25].

{أَنتَ وَلِيُّنَ} وراعينا وناصرنا في جميع أمورنا، فإذا صدر عنا الذنب، فإننا نرجو المغفرة منك، وإذا عشنا الخطأ، فإننا نتطلّع إلى الرّحمة، لأنّك وليُّ ذلك كلّه.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 10.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية