هذا هو نهج أهل البيت (ع)

هذا هو نهج أهل البيت (ع)
قال الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}. وأهل البيت هم الحسن والحسين ورسول الله وفاطمة والإمام عليّ(ع).. وقد أراد الله لهؤلاء أن يكونوا الطَّاهرين المطهَّرين، حتى يعطوا الطّهارة للنَّاس فيما يبلغونهم من الفكر الطَّاهر، وفيما يحركونه نحو المسيرة الطَّاهرة والعلاقات الطَّاهرة والأهداف الطّاهرة، لأنَّ الله أراد لرسوله أن يعطي النَّاس طهارةً في الفكر والحركة والأهداف.

من هنا، إنَّنا نلتزم خطَّ أهل البيت(ع) في قيادتهم الإسلاميَّة، على أساس أنهم التزموا الإسلام كلَّه، ولأنّهم أرادوا للنّاس أن يسلكوا الطّريق المستقيم.. إنَّ التزامنا بأهل البيت(ع) ليس التزاماً بأشخاصهم من النّاحية الذاتيّة أو العائليّة، كما يُخيَّل إلى البعض. إنّنا نلتزم نهجهم لأنَّ نهجهم هو نهج الإسلام، ونلتزم بخطّهم لأنَّ خطَّهم هو خطّ الإسلام، ونتحرَّك وفق قيادتهم لأنَّ الله أذهب عنهم كلَّ رجس، ونحن نتطهَّر بتعاليمهم عندما نسير وفق قيادتهم.

ومن هؤلاء، الحسن بن عليّ(ع)، وقد قال رسول الله عنه وعن أخيه: "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة"، وإذا كانا كذلك، فلا بدَّ من أن يكونا في المستوى الرّفيع من طاعة الله، لأنّ النبي(ص) لا يتحدَّث في كلامه بفعل قرابة، بل إنَّ الحقيقة تنطلق في كلام رسول الله، والله لا يعطي لأحدٍ درجةً عاليةً، إلّا إذا كان في مستوى رفيع من القرب إلى الله في إيمانه وإخلاصه. ولذلك، نستوحي من هذه الكلمة، أنَّ كلّ ما قام به الإمام الحسن(ع) هو في طاعة الله، لأنَّ سيِّد شباب أهل الجنَّة لا يمكن أن ينحرف عن طاعة الله، وكذلك بالنِّسبة إلى الإمام الحسين.. ولذلك، فإنَّ هذه الكلمة تدلّنا على شرعيّة ما فعله الحسن، وعلى شرعيّة ما فعله الحسين، هذا إلى جانب السِّلم، وذاك في جانب الحرب، لأنّهما ينطلقان من رؤية إسلاميَّة واضحة من خلال مصلحة الإسلام والأمَّة...

لا ينطلق الإسلام لتأكيد العداوة، بل لتأكيد الصّداقة، فحاول أن تجعل الناس أصدقاءك، لأنَّهم يكونون إذ ذاك أصدقاء لقضاياك وأهدافك ووطنك وغير ذلك.. بعض النّاس يتصوّرون أنّه لا بدَّ من أن تتكلَّم بقوّة بوجه الآخرين لتكون قويّاً، والأمر ليس كذلك، فلا بدَّ من أن تتكلّم الكلام الطيّب على أساس طيب علاقاتك مع الآخرين.

تلك مسؤوليّتنا أمام أهل البيت؛ أن ننفتح على النّاس من خلال الانفتاح عليهم، فليس الارتباط بأهل البيت حالةً معقّدة، بل إنَّ أهل البيت يريدونك أن تنفتح على النّاس كلّهم من موقع المحبّة والرّحمة.. ولهذا، ليس هناك أسلوب حسيني أو حسني.

إنَّ مسألة التّشدّد والاعتدال لا تمثِّل خطّاً يختلف فيه المسلمون، لكنَّ هناك مرحلة تفرض عليك التّشدّد، حيث لا تملك إلّا أن تقف في وجه الّذين يفرضون العنف بأسلوب العنف، وقد تكون المصلحة هي أن تسالم، لأنَّ مصلحة الإسلام هي أن تسالم.

ليست القصَّة أنَّ هناك خطَّين في الإسلام، بل هناك مسألة مصلحة النَّاس الضّعفاء، فعليك أن تقدِّر مصلحتهم، فقد تكون المصلحة في الحرب عندما تؤدِّي الحرب إلى الحريّة والعدالة، وقد تكون المصلحة في السِّلم عندما تكون الحرب بلا نتيجة.

ولذلك، علينا دائماً أن ندرس المرحلة الّتي نمرّ فيها، من خلال الظروف الموضوعيَّة وطبيعة الخطّ الّذي تسير فيه، لنعرف مصلحة الإسلام من خلال الخطّ...

*خطبة الجمعة لسماحته في مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، بتاريخ: 8 /2/ 1410هـ/ الموافق: 9 أيلول 1989م.
قال الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}. وأهل البيت هم الحسن والحسين ورسول الله وفاطمة والإمام عليّ(ع).. وقد أراد الله لهؤلاء أن يكونوا الطَّاهرين المطهَّرين، حتى يعطوا الطّهارة للنَّاس فيما يبلغونهم من الفكر الطَّاهر، وفيما يحركونه نحو المسيرة الطَّاهرة والعلاقات الطَّاهرة والأهداف الطّاهرة، لأنَّ الله أراد لرسوله أن يعطي النَّاس طهارةً في الفكر والحركة والأهداف.

من هنا، إنَّنا نلتزم خطَّ أهل البيت(ع) في قيادتهم الإسلاميَّة، على أساس أنهم التزموا الإسلام كلَّه، ولأنّهم أرادوا للنّاس أن يسلكوا الطّريق المستقيم.. إنَّ التزامنا بأهل البيت(ع) ليس التزاماً بأشخاصهم من النّاحية الذاتيّة أو العائليّة، كما يُخيَّل إلى البعض. إنّنا نلتزم نهجهم لأنَّ نهجهم هو نهج الإسلام، ونلتزم بخطّهم لأنَّ خطَّهم هو خطّ الإسلام، ونتحرَّك وفق قيادتهم لأنَّ الله أذهب عنهم كلَّ رجس، ونحن نتطهَّر بتعاليمهم عندما نسير وفق قيادتهم.

ومن هؤلاء، الحسن بن عليّ(ع)، وقد قال رسول الله عنه وعن أخيه: "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة"، وإذا كانا كذلك، فلا بدَّ من أن يكونا في المستوى الرّفيع من طاعة الله، لأنّ النبي(ص) لا يتحدَّث في كلامه بفعل قرابة، بل إنَّ الحقيقة تنطلق في كلام رسول الله، والله لا يعطي لأحدٍ درجةً عاليةً، إلّا إذا كان في مستوى رفيع من القرب إلى الله في إيمانه وإخلاصه. ولذلك، نستوحي من هذه الكلمة، أنَّ كلّ ما قام به الإمام الحسن(ع) هو في طاعة الله، لأنَّ سيِّد شباب أهل الجنَّة لا يمكن أن ينحرف عن طاعة الله، وكذلك بالنِّسبة إلى الإمام الحسين.. ولذلك، فإنَّ هذه الكلمة تدلّنا على شرعيّة ما فعله الحسن، وعلى شرعيّة ما فعله الحسين، هذا إلى جانب السِّلم، وذاك في جانب الحرب، لأنّهما ينطلقان من رؤية إسلاميَّة واضحة من خلال مصلحة الإسلام والأمَّة...

لا ينطلق الإسلام لتأكيد العداوة، بل لتأكيد الصّداقة، فحاول أن تجعل الناس أصدقاءك، لأنَّهم يكونون إذ ذاك أصدقاء لقضاياك وأهدافك ووطنك وغير ذلك.. بعض النّاس يتصوّرون أنّه لا بدَّ من أن تتكلَّم بقوّة بوجه الآخرين لتكون قويّاً، والأمر ليس كذلك، فلا بدَّ من أن تتكلّم الكلام الطيّب على أساس طيب علاقاتك مع الآخرين.

تلك مسؤوليّتنا أمام أهل البيت؛ أن ننفتح على النّاس من خلال الانفتاح عليهم، فليس الارتباط بأهل البيت حالةً معقّدة، بل إنَّ أهل البيت يريدونك أن تنفتح على النّاس كلّهم من موقع المحبّة والرّحمة.. ولهذا، ليس هناك أسلوب حسيني أو حسني.

إنَّ مسألة التّشدّد والاعتدال لا تمثِّل خطّاً يختلف فيه المسلمون، لكنَّ هناك مرحلة تفرض عليك التّشدّد، حيث لا تملك إلّا أن تقف في وجه الّذين يفرضون العنف بأسلوب العنف، وقد تكون المصلحة هي أن تسالم، لأنَّ مصلحة الإسلام هي أن تسالم.

ليست القصَّة أنَّ هناك خطَّين في الإسلام، بل هناك مسألة مصلحة النَّاس الضّعفاء، فعليك أن تقدِّر مصلحتهم، فقد تكون المصلحة في الحرب عندما تؤدِّي الحرب إلى الحريّة والعدالة، وقد تكون المصلحة في السِّلم عندما تكون الحرب بلا نتيجة.

ولذلك، علينا دائماً أن ندرس المرحلة الّتي نمرّ فيها، من خلال الظروف الموضوعيَّة وطبيعة الخطّ الّذي تسير فيه، لنعرف مصلحة الإسلام من خلال الخطّ...

*خطبة الجمعة لسماحته في مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، بتاريخ: 8 /2/ 1410هـ/ الموافق: 9 أيلول 1989م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية