متفرقات
10/08/2018

وفاة الإمام محمد الجواد(ع)

وفاة الإمام محمد الجواد(ع)
السيد هاشم معروف الحسني
لقد ذكر المؤلفون في أحواله [الإمام الجواد(ع)]، أنه ولد في شهر رمضان من سنة مائة وخمس وتسعين، وأن وفاته كانت في أواخر ذي الحجة من سنة مائتين وعشرين، وفي رواية ثانية للمفيد، أنها كانت سنة 225، ومدة إمامته تتراوح بين الثماني عشرة سنة، والثلاث والعشرين، وأكثرها كان في عهد المأمون العباسي، وقد ذكرنا أن إقامته كانت بين بغداد والمدينة. وقبيل وفاة المأمون، خرج من بغداد ومعه زوجته أمّ الفضل، وبعد وفاة المأمون، رجع إلى العراق مع زوجته، وترك ولده أبا الحسن في المدينة بعد أن نص على إمامته من بعده، وأرشد خواصّ أصحابه إلى ذلك، كما يظهر من المسعودي في إثبات الوصية. 

ومضى المسعودي يقول: إن المعتصم محمد بن هارون الرشيد بويع بالخلافة بعد أخيه في شعبان من سنة 218.

ولما رجع الإمام إلى بغداد بطلب من المعتصم، لم يزل هو وجعفر بن المأمون وأعوانهما يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله، وتنصّ بعض المرويات أنهما استطاعا إغراء زوجته ودفعها على ذلك، حتى وضعت له السمّ في العنب، وكانت وفاته بسبب ذلك. ولكنّ المفيد في إحدى رواياته يقول إنه بقي بالمدينة إلى أواخر شهر المحرم من سنة 220، وتوفي في ذي القعدة من تلك السنة، وفي روايته الثانية يقول: بأنّ وفاته كانت في ذي القعدة من سنة 225.

وجاء في "أعيان الشيعة" عن المرتضى في عيون المعجزات، أنّ المعتصم دفع زوجته على قتله، لأنها كانت منحرفة عنه وتغار من زوجته المفضلة عنده أمّ أبي الحسن علي الهادي(ع)، وبعد أن وضعت له السمّ في العنب، ندمت على ذلك، كما أيّد ذلك كلّ من صاحب روضة الواعظين وابن بابويه، ولم يجزم بذلك المفيد في إرشاده. وليس ببعيد على المعتصم، بعد أن استدعاه لبغداد، وكان حاقداً عليه، أن يسخر زوجته لهذه الغاية، ولا سيما أنها كانت منحرفة عنه وتحقد عليه، لأنه كان يفضل عليها أمّ ولده الهادي، وقد شكته لأبيها في حياته، كما جاء في رواية "كشف الغمّة"، مدّعيةً أنّه يتسرى عليها، فردّها المأمون بعنف وشدة، وأمرها بلزوم طاعته.

ومهما كان الحال، فمما لا شكّ فيه، أنه مات في ريعان شبابه، وهو رهن الإقامة الجبرية في بغداد، ودفن في مقابر قريش إلى جانب جده أبي الحسن موسى بن جعفر، حيث مشهدهما الآن كعبة للوافدين، يستجير بهما الخائفون، ويطمع في شفاعتهما المذنبون، ويتوسل بهما ذوو الحاجات إلى الله، ولسان حالهم يقول:

أنا عائذ بك في القيامة لائذألفي لديك من النجاة طريقا
لا يسبقني في شفاعتكم غداًأحد فلست بحبكم مسبوقا
*من كتاب "سيرة الأئمة الإثني عشر".
السيد هاشم معروف الحسني
لقد ذكر المؤلفون في أحواله [الإمام الجواد(ع)]، أنه ولد في شهر رمضان من سنة مائة وخمس وتسعين، وأن وفاته كانت في أواخر ذي الحجة من سنة مائتين وعشرين، وفي رواية ثانية للمفيد، أنها كانت سنة 225، ومدة إمامته تتراوح بين الثماني عشرة سنة، والثلاث والعشرين، وأكثرها كان في عهد المأمون العباسي، وقد ذكرنا أن إقامته كانت بين بغداد والمدينة. وقبيل وفاة المأمون، خرج من بغداد ومعه زوجته أمّ الفضل، وبعد وفاة المأمون، رجع إلى العراق مع زوجته، وترك ولده أبا الحسن في المدينة بعد أن نص على إمامته من بعده، وأرشد خواصّ أصحابه إلى ذلك، كما يظهر من المسعودي في إثبات الوصية. 

ومضى المسعودي يقول: إن المعتصم محمد بن هارون الرشيد بويع بالخلافة بعد أخيه في شعبان من سنة 218.

ولما رجع الإمام إلى بغداد بطلب من المعتصم، لم يزل هو وجعفر بن المأمون وأعوانهما يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله، وتنصّ بعض المرويات أنهما استطاعا إغراء زوجته ودفعها على ذلك، حتى وضعت له السمّ في العنب، وكانت وفاته بسبب ذلك. ولكنّ المفيد في إحدى رواياته يقول إنه بقي بالمدينة إلى أواخر شهر المحرم من سنة 220، وتوفي في ذي القعدة من تلك السنة، وفي روايته الثانية يقول: بأنّ وفاته كانت في ذي القعدة من سنة 225.

وجاء في "أعيان الشيعة" عن المرتضى في عيون المعجزات، أنّ المعتصم دفع زوجته على قتله، لأنها كانت منحرفة عنه وتغار من زوجته المفضلة عنده أمّ أبي الحسن علي الهادي(ع)، وبعد أن وضعت له السمّ في العنب، ندمت على ذلك، كما أيّد ذلك كلّ من صاحب روضة الواعظين وابن بابويه، ولم يجزم بذلك المفيد في إرشاده. وليس ببعيد على المعتصم، بعد أن استدعاه لبغداد، وكان حاقداً عليه، أن يسخر زوجته لهذه الغاية، ولا سيما أنها كانت منحرفة عنه وتحقد عليه، لأنه كان يفضل عليها أمّ ولده الهادي، وقد شكته لأبيها في حياته، كما جاء في رواية "كشف الغمّة"، مدّعيةً أنّه يتسرى عليها، فردّها المأمون بعنف وشدة، وأمرها بلزوم طاعته.

ومهما كان الحال، فمما لا شكّ فيه، أنه مات في ريعان شبابه، وهو رهن الإقامة الجبرية في بغداد، ودفن في مقابر قريش إلى جانب جده أبي الحسن موسى بن جعفر، حيث مشهدهما الآن كعبة للوافدين، يستجير بهما الخائفون، ويطمع في شفاعتهما المذنبون، ويتوسل بهما ذوو الحاجات إلى الله، ولسان حالهم يقول:

أنا عائذ بك في القيامة لائذألفي لديك من النجاة طريقا
لا يسبقني في شفاعتكم غداًأحد فلست بحبكم مسبوقا
*من كتاب "سيرة الأئمة الإثني عشر".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية