كتابات
09/02/2023

الخيرُ كلُّهُ في الصَّدقةِ وخدمةِ النَّاس

الخيرُ كلُّهُ في الصَّدقةِ وخدمةِ النَّاس

يقول تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ}، معنى ذلك أنّ أكثر كلامكم، ليس فيه خير، ليس له طعم، لا تستفيدون منه، بل يضرّكم، لهذا ناقشوا كلامكم، وحاسِبوا كلامكم.

{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ}. دلّنا يا ربّنا على الخير، تريد منّا أن يكون كلامنا كلام خير، ونجوانا نجوى خير، دلّنا يا ربّنا على الخير، {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ}. في الحياة حاجاتٌ للنّاس الفقراء واليتامى والمساكين وابن السبيل والمحرومين، وللمشاريع الَّتي تخدم النَّاس في حاجاتهم، وللجهاد في سبيل الله حاجات، وللدَّعوة في سبيل الله حاجات، ولكلّ ما يرفع مستوى الحياة حاجات. تريد أن تتحدَّث، خطِّط مع أصدقائك، مع إخوانك، استنفر جاهك، استنفر علاقاتك، استنفر إمكاناتك، حرِّك فكرك حتّى تهيّئ السبيل للنَّاس لأنْ يلتقوا على الصَّدقة يدفعونها، والصَّدقة هي كلّ مال تدفعه في سبيل الله، وإذا وسَّعنا الصَّدقة، فهي تشمل كلّ علم تنفقه في سبيل الله، كلّ قوَّة تنفقها في سبيل الله، كلّ جاه تحرّكه في سبيل الله، كلّه صدقة، الكلمة الطيِّبة صدقة.

{أَوْ مَعْرُوفٍ}[النساء: 114]، وكلمة المعروف تتّسع لكلّ ما شرَّعه الله من أعمال الخير، ممّا أوجبه الله على النَّاس أو ممّا استحبَّه الله للنّاس. المعروف الذي كان أساس الرّسالات، فالرسل جاؤوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. والله قال لنا: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[آل عمران: 104]، والحسين (ع) وضع عنوان ثورته: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر: "أُريدُ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، والنَّهي عن المنكر يدخل في المعروف.

إنَّ المعروف الذي يمثّل مواقع محبَّة الله ومواقع رضى الله ومواقع البعد عمّا يسخط الله، هذا المعروف يبني لك حياتك، ليعطيك الاطمئنان والاستقرار على مستوى الفرد والمجتمع، لأنَّ الناس إذا تعاملوا بالمعروف، وعرف كلّ واحدٍ منَّا أنَّ له حقّاً وعليه واجباً، وأنَّ الله لم يخلق الحياة لهذا الشَّخص، فإنَّ المجتمع يعيش الاستقرار والطّمأنينة.

فالحياة لي ولك وللآخرين، ونِعَم الله لي ولك وللآخرين، ليس لي أن أحتقر الآخر، بل لا بدَّ لي من أن أعيش على أنَّك موجود معي، جداري على جدارك، والطَّريق لي ولك، والسَّاحة العامّة لي ولك، وما خلق الله من ماء وغير ذلك لي ولك، ليس لك أن تستأثر عليَّ بشيء لمصلحتك الذاتيَّة، ولا حقَّ في أن أستأثر عليك بشيء لمصلحتي الذاتيَّة. الحياة شركة بين عباد الله، ولقد جعل الله لكلّ إنسان دوراً وساحةً وحقّاً وإمكانيات، فعليه أن لا يتجاوز حقّه، لأنّ تجاوز الحقّ يمثّل تجاوزاً لحدود الله، ومَن يتجاوز حدود الله، فإنَّ الله لا يرضى عنه.

إنَّ عليك أن تأمر بالمعروف على المستوى الخاصّ والعامّ، وأن تحاول في كلّ مجال من مجالاتك، إذا انحرف الفرد أن تنبّهه، وإذا انحرف المجتمع فحاول أن تنبّهه، وإذا انحرف الحاكم فحاول أن تنبّهه، وإذا انحرفت الدولة فحاول أن تنبّهها بالكلمة وبالموقف. والموقف يتنوَّع تبعاً لتنوُّع الظروف التي تفرض الموقف...

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

يقول تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ}، معنى ذلك أنّ أكثر كلامكم، ليس فيه خير، ليس له طعم، لا تستفيدون منه، بل يضرّكم، لهذا ناقشوا كلامكم، وحاسِبوا كلامكم.

{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ}. دلّنا يا ربّنا على الخير، تريد منّا أن يكون كلامنا كلام خير، ونجوانا نجوى خير، دلّنا يا ربّنا على الخير، {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ}. في الحياة حاجاتٌ للنّاس الفقراء واليتامى والمساكين وابن السبيل والمحرومين، وللمشاريع الَّتي تخدم النَّاس في حاجاتهم، وللجهاد في سبيل الله حاجات، وللدَّعوة في سبيل الله حاجات، ولكلّ ما يرفع مستوى الحياة حاجات. تريد أن تتحدَّث، خطِّط مع أصدقائك، مع إخوانك، استنفر جاهك، استنفر علاقاتك، استنفر إمكاناتك، حرِّك فكرك حتّى تهيّئ السبيل للنَّاس لأنْ يلتقوا على الصَّدقة يدفعونها، والصَّدقة هي كلّ مال تدفعه في سبيل الله، وإذا وسَّعنا الصَّدقة، فهي تشمل كلّ علم تنفقه في سبيل الله، كلّ قوَّة تنفقها في سبيل الله، كلّ جاه تحرّكه في سبيل الله، كلّه صدقة، الكلمة الطيِّبة صدقة.

{أَوْ مَعْرُوفٍ}[النساء: 114]، وكلمة المعروف تتّسع لكلّ ما شرَّعه الله من أعمال الخير، ممّا أوجبه الله على النَّاس أو ممّا استحبَّه الله للنّاس. المعروف الذي كان أساس الرّسالات، فالرسل جاؤوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. والله قال لنا: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}[آل عمران: 104]، والحسين (ع) وضع عنوان ثورته: الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر: "أُريدُ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، والنَّهي عن المنكر يدخل في المعروف.

إنَّ المعروف الذي يمثّل مواقع محبَّة الله ومواقع رضى الله ومواقع البعد عمّا يسخط الله، هذا المعروف يبني لك حياتك، ليعطيك الاطمئنان والاستقرار على مستوى الفرد والمجتمع، لأنَّ الناس إذا تعاملوا بالمعروف، وعرف كلّ واحدٍ منَّا أنَّ له حقّاً وعليه واجباً، وأنَّ الله لم يخلق الحياة لهذا الشَّخص، فإنَّ المجتمع يعيش الاستقرار والطّمأنينة.

فالحياة لي ولك وللآخرين، ونِعَم الله لي ولك وللآخرين، ليس لي أن أحتقر الآخر، بل لا بدَّ لي من أن أعيش على أنَّك موجود معي، جداري على جدارك، والطَّريق لي ولك، والسَّاحة العامّة لي ولك، وما خلق الله من ماء وغير ذلك لي ولك، ليس لك أن تستأثر عليَّ بشيء لمصلحتك الذاتيَّة، ولا حقَّ في أن أستأثر عليك بشيء لمصلحتي الذاتيَّة. الحياة شركة بين عباد الله، ولقد جعل الله لكلّ إنسان دوراً وساحةً وحقّاً وإمكانيات، فعليه أن لا يتجاوز حقّه، لأنّ تجاوز الحقّ يمثّل تجاوزاً لحدود الله، ومَن يتجاوز حدود الله، فإنَّ الله لا يرضى عنه.

إنَّ عليك أن تأمر بالمعروف على المستوى الخاصّ والعامّ، وأن تحاول في كلّ مجال من مجالاتك، إذا انحرف الفرد أن تنبّهه، وإذا انحرف المجتمع فحاول أن تنبّهه، وإذا انحرف الحاكم فحاول أن تنبّهه، وإذا انحرفت الدولة فحاول أن تنبّهها بالكلمة وبالموقف. والموقف يتنوَّع تبعاً لتنوُّع الظروف التي تفرض الموقف...

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية