إنَّ الله يريد أن يقول للمسلمين، ومن خلالهم لكلّ المستضعفين، ألَّا تتحرّكوا في حياتكم من خلال الكلمات المعسولة الَّتي تسمعونها، ومن خلال تلك المواقف المتقاربة التي يحاول الآخرون أن يؤكِّدوها لكم من خلال شعاراتهم، لأنَّه، ونحن نعيش في هذا الواقع، قد نواجه النَّاس الذين يطرحون الكلمات التي تجتذب مشاعرنا وتحرّك عواطفنا، كما في الأحاديث عن وحدة الجبهة والتَّحالف والسَّلام، ومن منّا لا يحبُّ الوحدة في أيّ موقع من المواقع الَّتي يتكامل فيها مع الآخرين، ومن منّا لا يحبّ أن يتحالف أو يدخل في جبهة موحَّدة مع من يشتركون معه في موقع من مواقع الصِّراع، أو تلتقي مواقفهم معه عند نقطة محدَّدة، ومن منّا لا يحبّ السلام حيث يعيش النّاس دون حرب، بعيداً من الظلم والحقد والعداوة، بأن يعيش الإنسان السلام على صعيد الفرد أو الجماعة أو الأمَّة أو السَّلام العالمي، لأنَّ السَّلام يغني التجربة الإنسانية، ويفتح آفاقها علـى التقدم والنموّ. ولكنَّ الكلمات وحدها لا تعبّر عن حقائق الأشياء في الواقع، لأنَّ الكلمات تنطلق من أفواه المتكلمين ومن شفاههم، وكم من كلمة حقّ أريد بها باطل! وكم من شعار خير أريد به شرّ! وكم من كلمة محبّة كانت تُخفي في داخلها لدى من يتكلَّمها خنجراً يريد أن يضرب به هذا الإنسان أو ذاك!
لذلك، دعاكم الله، أيُّها النّاس، لأن تدرسوا كيف يتحرّك الواقع في حياة النّاس قبل أن تنظروا إلى العيون التي تلمع، وقبل أن تستمعوا إلى الكلمات التي تحلو، وقبل أن تستسلموا للعناق الذي يضمكم في صورة محبة. قد يعانقك إنسان ويده تمسك الخنجر ليغرسه في ظهرك، لأنَّ العناق قد يكون طريقة من أقرب الطّرق إلى أن تُطعَن من الخلف، وقد تكون الكلمات الحلوة وسيلةً من وسائل استغفالك لتقع في الواقع المرّ.
لذا وما دامت الحياة تُخفي في داخلها الكثير من الخبث والمكر والبغضاء والتلوّن في المواقف، لا تعتبر الحياة كلّها وروداً، والنّاس كلّهم ملائكة، والدنيا كلّها نهاراً، فهناك ليلٌ مع النَّهار، وشوكٌ مع الورد، وشياطين يلبسون ثياب الملائكة. لذلك، تأمّل في شيطنة النّاس، فلعلّ بعض النَّاس الذين يصوَّرون بصورة الملائكة يكونون قد لبسوا قناع الملائكة على جسد شيطان وقلبه، ادرس الواقع كما هو لا كما يظهر لك، ولكن من خلال ما يحمل في أعماقه من أوضاع.
عندما نواجه كلّ الواقع، وفي أكثر من موقع، يقول الله لنا: أيُّها المؤمنون، راقبوا الواقع السياسي والاجتماعي والديني، راقبوا النَّاس الذين يتحرّكون في هذا الواقع، فربَّما تكتشفون من خلال خطواتهم العمليَّة أنَّهم يودّون ما عنتّم، وقد تكتشفون من خلال إعلامهم المرئيّ والمسموع والمقروء أنَّهم يتحرّكون بالعداوة {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}[آل عمران: 118]. إذا أردتم أن تدرسوا الإعلام، عليكم أن تدرسوه كلّه، فلا تستمعوا إلى إذاعة واحدة، بل قارنوا مع الإذاعات الأخرى، لا تستمعوا إلى تصريح سياسي واحد من خلال هذا المعسكر أو ذاك، ولكن اجمعوا كلّ التصريحات وفي مختلف المراحل، لأنَّهم ربَّما يصرّحون اليوم بشيء وغداً بشيء آخر، من أجل إضاعة الآثار.
ولذا، عليك أن تأخذ جانب الحيطة والحذر من كلِّ من يضمر لك العداوة والحقد والبغضاء، لأنَّه يرى دائماً أنَّ مصالحه لن تتحقَّق عندما تتحقَّق مصالحك، وأنَّ وجوده لن يكبر عندما يكبر وجودك، فأنت تؤمن بالسَّلام كلّه، ولكنَّهم يؤمنون بسلامهم الخاصّ، ويُنكرون على الآخرين السَّلام، وأنت تحبّ النّاس كلّهم، ولا عقدة عندك من أحد، وإنَّما العقدة هي عند أولئك المستكبرين الصِّغار والكبار على حدٍّ سواء.
* من كتاب "إرادة القوّة".
إنَّ الله يريد أن يقول للمسلمين، ومن خلالهم لكلّ المستضعفين، ألَّا تتحرّكوا في حياتكم من خلال الكلمات المعسولة الَّتي تسمعونها، ومن خلال تلك المواقف المتقاربة التي يحاول الآخرون أن يؤكِّدوها لكم من خلال شعاراتهم، لأنَّه، ونحن نعيش في هذا الواقع، قد نواجه النَّاس الذين يطرحون الكلمات التي تجتذب مشاعرنا وتحرّك عواطفنا، كما في الأحاديث عن وحدة الجبهة والتَّحالف والسَّلام، ومن منّا لا يحبُّ الوحدة في أيّ موقع من المواقع الَّتي يتكامل فيها مع الآخرين، ومن منّا لا يحبّ أن يتحالف أو يدخل في جبهة موحَّدة مع من يشتركون معه في موقع من مواقع الصِّراع، أو تلتقي مواقفهم معه عند نقطة محدَّدة، ومن منّا لا يحبّ السلام حيث يعيش النّاس دون حرب، بعيداً من الظلم والحقد والعداوة، بأن يعيش الإنسان السلام على صعيد الفرد أو الجماعة أو الأمَّة أو السَّلام العالمي، لأنَّ السَّلام يغني التجربة الإنسانية، ويفتح آفاقها علـى التقدم والنموّ. ولكنَّ الكلمات وحدها لا تعبّر عن حقائق الأشياء في الواقع، لأنَّ الكلمات تنطلق من أفواه المتكلمين ومن شفاههم، وكم من كلمة حقّ أريد بها باطل! وكم من شعار خير أريد به شرّ! وكم من كلمة محبّة كانت تُخفي في داخلها لدى من يتكلَّمها خنجراً يريد أن يضرب به هذا الإنسان أو ذاك!
لذلك، دعاكم الله، أيُّها النّاس، لأن تدرسوا كيف يتحرّك الواقع في حياة النّاس قبل أن تنظروا إلى العيون التي تلمع، وقبل أن تستمعوا إلى الكلمات التي تحلو، وقبل أن تستسلموا للعناق الذي يضمكم في صورة محبة. قد يعانقك إنسان ويده تمسك الخنجر ليغرسه في ظهرك، لأنَّ العناق قد يكون طريقة من أقرب الطّرق إلى أن تُطعَن من الخلف، وقد تكون الكلمات الحلوة وسيلةً من وسائل استغفالك لتقع في الواقع المرّ.
لذا وما دامت الحياة تُخفي في داخلها الكثير من الخبث والمكر والبغضاء والتلوّن في المواقف، لا تعتبر الحياة كلّها وروداً، والنّاس كلّهم ملائكة، والدنيا كلّها نهاراً، فهناك ليلٌ مع النَّهار، وشوكٌ مع الورد، وشياطين يلبسون ثياب الملائكة. لذلك، تأمّل في شيطنة النّاس، فلعلّ بعض النَّاس الذين يصوَّرون بصورة الملائكة يكونون قد لبسوا قناع الملائكة على جسد شيطان وقلبه، ادرس الواقع كما هو لا كما يظهر لك، ولكن من خلال ما يحمل في أعماقه من أوضاع.
عندما نواجه كلّ الواقع، وفي أكثر من موقع، يقول الله لنا: أيُّها المؤمنون، راقبوا الواقع السياسي والاجتماعي والديني، راقبوا النَّاس الذين يتحرّكون في هذا الواقع، فربَّما تكتشفون من خلال خطواتهم العمليَّة أنَّهم يودّون ما عنتّم، وقد تكتشفون من خلال إعلامهم المرئيّ والمسموع والمقروء أنَّهم يتحرّكون بالعداوة {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}[آل عمران: 118]. إذا أردتم أن تدرسوا الإعلام، عليكم أن تدرسوه كلّه، فلا تستمعوا إلى إذاعة واحدة، بل قارنوا مع الإذاعات الأخرى، لا تستمعوا إلى تصريح سياسي واحد من خلال هذا المعسكر أو ذاك، ولكن اجمعوا كلّ التصريحات وفي مختلف المراحل، لأنَّهم ربَّما يصرّحون اليوم بشيء وغداً بشيء آخر، من أجل إضاعة الآثار.
ولذا، عليك أن تأخذ جانب الحيطة والحذر من كلِّ من يضمر لك العداوة والحقد والبغضاء، لأنَّه يرى دائماً أنَّ مصالحه لن تتحقَّق عندما تتحقَّق مصالحك، وأنَّ وجوده لن يكبر عندما يكبر وجودك، فأنت تؤمن بالسَّلام كلّه، ولكنَّهم يؤمنون بسلامهم الخاصّ، ويُنكرون على الآخرين السَّلام، وأنت تحبّ النّاس كلّهم، ولا عقدة عندك من أحد، وإنَّما العقدة هي عند أولئك المستكبرين الصِّغار والكبار على حدٍّ سواء.
* من كتاب "إرادة القوّة".