كتابات
28/12/2022

العنفُ مع الأطفال أسلوبٌ غيرُ تربويٍّ ومرفوضٌ إسلاميّاً

العنفُ مع الأطفال أسلوبٌ غيرُ تربويٍّ ومرفوضٌ إسلاميّاً

يميل الأهل إلى عدم إتعاب أنفسهم باتّباع الوسائل الطويلة الأمد في تربية أولادهم، باعتبار أنّ تمرّد الطفل أو انفعاله أو ما أشبه ذلك، قد يزعجهم بشكلٍ آنيّ، فيعمدون إلى معالجة الموقف بإسكاته أو بإبعاده عن هذا الجوّ أو ذاك، أو بدفعه إلى الدَّرس وما إلى ذلك، عبر الضغط عليه بشكلٍ مباشر كالضَّرب أو النهر وغيره، دون أن يدركوا النتائج السلبيَّة الطويلة الأمد لاستخدام هذا الأسلوب على شخصيَّة الولد، وما يمكن أن يتركه من تأثيرات سلبيَّة على نفسه، وهي آثار تتجاوز النتائج الإيجابيَّة السريعة التي حصلوا عليها من خلال العنف.

لذلك، فإنّنا نوصي الأهل بأنْ لا ينظروا إلى نتائج العنف بعينٍ واحدة، بل أنْ ينظروا إليه بشكلٍ كلّي لجهة تأثيره قوَّة وضعفاً في شخصية الطفل ككلّ، والاستعاضة عنه بالبحث عن أفضل الوسائل التي تكفل اقتلاع السلوكيات الانحرافية من جذورها دون إيقاعه في مشاكل أخرى قد ترهق نفسيّته، أو قد تعقّد علاقتهم به في المستقبل، لأنّ هذه التعقيدات النفسية قد تخلق من الطفل شخصاً يختزن التمرّد، رغبةً في الثأر من الاضطهاد الذي يلقاه من أهله، وربّما تزيد رغبته في السلوك الممنوع عنه بالعنف، لأنّ العنف لا يقنع، ولكنّه يسكت دون أن يزيل ميول الانحراف وتأثيراتها في الشخصية، وربّما يخلق موقفاً عدائياً من الأهل، بحيث يفقد حبّه لهم بطريقة أو بأخرى.

ولذلك، نوصي الأهل بأنْ يصبروا على أخطاء الطفل ويعالجوها بالحكمة والنَّفَس الطويل، تماماً كما يعالج الطبيب المرض.. نوصي الأهل بأن يصبروا على أولادهم ويعالجوا انحرافاتهم بحكمةٍ وتروٍّ، كما يعالج الطبيب مرضاه بإعطائهم الجرعات المنتظمة الَّتي تشفي المرض بشكلٍ دقيق وحكيم.

وهناك نقطة نحبّ أنْ نؤكّدها، وهي أنّ الأهل لا يعتمدون العنف دائماً بهدف تربويّ، إنّما بغرض التنفيس عن الغيظ الكامن داخل نفوسهم بسبب ضغوطات خارجية، سواء أكانت تلك الضغوطات عاطفية أم وظيفيّة أم سياسية أم اقتصادية أو ما إلى ذلك، فإذا أخطأ الطفل، وجدوا فرصتهم في التنفيس بطريقة يبرِّرها لهم مَنْ يؤمنون بهذا الأسلوب في تربية الأطفال، وهم يعرفون تمام المعرفة أنَّ هدفهم من ذلك ليس تربية الطفل، ولكن مجرّد التنفيس عمّا لديهم من عقدة. لذلك، قد يندم الأهل غالباً عندما يشاهدون آثار عنفهم على جسد الأولاد أو نفسيّتهم، أو عندما يكتشفون أنّهم ضربوا الطفل ضرباً مبرحاً أو أساؤوا إليه إساءة بالغة، وأنَّ ذلك لم يؤثّر في سلوكه الخاطئ، وقد يستغفرون الله من ذلك.

هناك حديث نبويّ شريف يقول: "نهى رسول الله (ص) عن الأدب عند الغضب"1، فلا يجوز للوالد أن يؤدّب وقت الغضب، باعتبار أنّ غضبه سوف يؤثّر في أسلوب التأديب ووسيلته بما يؤدّي إلى ظلم الطرف الآخر، لأنَّ العوامل التي أثارت غضب المؤدّب ستكون الدافع إلى اعتماد هذا الأسلوب، وليس الدافع التربوي البحت.

وعلى كلّ حال، نقول للأهل من الناحية الشرعيَّة الفقهيّة، إنّ الضرب محرَّم في الحالتين، سواء استعملوه كأسلوب تربوي، أو كوسيلة من وسائل التنفيس عن عقدهم الشخصيَّة، لأنّ الله لم يسلّط المربّي، أيّاً كان؛ أباً أو أُمّاً أو أخاً أو معلِّماً، على الطفل، ولم يمنحه الحقّ في أن يعنّفه، باعتبار أنْ لا فرق بين الطفل وبين أيِّ إنسانٍ راشد في حرمة العنف الموجَّه ضدَّه، فالطفل إنسان تماماً كالإنسان الراشد، وربّما كانت عقوبة العنف الموجَّه إلى الطفل من الناحية الشرعية أكبر، لأنّ "ظلم الضعيف أفحش الظلم"2، كما ورد في بعض الأحاديث الشَّريفة، وقد ورد الحديث: "إيّاك وظلم مَنْ لا يجد عليك ناصراً إلَّا الله"3

* من كتاب "دنيا الطّفل".

يميل الأهل إلى عدم إتعاب أنفسهم باتّباع الوسائل الطويلة الأمد في تربية أولادهم، باعتبار أنّ تمرّد الطفل أو انفعاله أو ما أشبه ذلك، قد يزعجهم بشكلٍ آنيّ، فيعمدون إلى معالجة الموقف بإسكاته أو بإبعاده عن هذا الجوّ أو ذاك، أو بدفعه إلى الدَّرس وما إلى ذلك، عبر الضغط عليه بشكلٍ مباشر كالضَّرب أو النهر وغيره، دون أن يدركوا النتائج السلبيَّة الطويلة الأمد لاستخدام هذا الأسلوب على شخصيَّة الولد، وما يمكن أن يتركه من تأثيرات سلبيَّة على نفسه، وهي آثار تتجاوز النتائج الإيجابيَّة السريعة التي حصلوا عليها من خلال العنف.

لذلك، فإنّنا نوصي الأهل بأنْ لا ينظروا إلى نتائج العنف بعينٍ واحدة، بل أنْ ينظروا إليه بشكلٍ كلّي لجهة تأثيره قوَّة وضعفاً في شخصية الطفل ككلّ، والاستعاضة عنه بالبحث عن أفضل الوسائل التي تكفل اقتلاع السلوكيات الانحرافية من جذورها دون إيقاعه في مشاكل أخرى قد ترهق نفسيّته، أو قد تعقّد علاقتهم به في المستقبل، لأنّ هذه التعقيدات النفسية قد تخلق من الطفل شخصاً يختزن التمرّد، رغبةً في الثأر من الاضطهاد الذي يلقاه من أهله، وربّما تزيد رغبته في السلوك الممنوع عنه بالعنف، لأنّ العنف لا يقنع، ولكنّه يسكت دون أن يزيل ميول الانحراف وتأثيراتها في الشخصية، وربّما يخلق موقفاً عدائياً من الأهل، بحيث يفقد حبّه لهم بطريقة أو بأخرى.

ولذلك، نوصي الأهل بأنْ يصبروا على أخطاء الطفل ويعالجوها بالحكمة والنَّفَس الطويل، تماماً كما يعالج الطبيب المرض.. نوصي الأهل بأن يصبروا على أولادهم ويعالجوا انحرافاتهم بحكمةٍ وتروٍّ، كما يعالج الطبيب مرضاه بإعطائهم الجرعات المنتظمة الَّتي تشفي المرض بشكلٍ دقيق وحكيم.

وهناك نقطة نحبّ أنْ نؤكّدها، وهي أنّ الأهل لا يعتمدون العنف دائماً بهدف تربويّ، إنّما بغرض التنفيس عن الغيظ الكامن داخل نفوسهم بسبب ضغوطات خارجية، سواء أكانت تلك الضغوطات عاطفية أم وظيفيّة أم سياسية أم اقتصادية أو ما إلى ذلك، فإذا أخطأ الطفل، وجدوا فرصتهم في التنفيس بطريقة يبرِّرها لهم مَنْ يؤمنون بهذا الأسلوب في تربية الأطفال، وهم يعرفون تمام المعرفة أنَّ هدفهم من ذلك ليس تربية الطفل، ولكن مجرّد التنفيس عمّا لديهم من عقدة. لذلك، قد يندم الأهل غالباً عندما يشاهدون آثار عنفهم على جسد الأولاد أو نفسيّتهم، أو عندما يكتشفون أنّهم ضربوا الطفل ضرباً مبرحاً أو أساؤوا إليه إساءة بالغة، وأنَّ ذلك لم يؤثّر في سلوكه الخاطئ، وقد يستغفرون الله من ذلك.

هناك حديث نبويّ شريف يقول: "نهى رسول الله (ص) عن الأدب عند الغضب"1، فلا يجوز للوالد أن يؤدّب وقت الغضب، باعتبار أنّ غضبه سوف يؤثّر في أسلوب التأديب ووسيلته بما يؤدّي إلى ظلم الطرف الآخر، لأنَّ العوامل التي أثارت غضب المؤدّب ستكون الدافع إلى اعتماد هذا الأسلوب، وليس الدافع التربوي البحت.

وعلى كلّ حال، نقول للأهل من الناحية الشرعيَّة الفقهيّة، إنّ الضرب محرَّم في الحالتين، سواء استعملوه كأسلوب تربوي، أو كوسيلة من وسائل التنفيس عن عقدهم الشخصيَّة، لأنّ الله لم يسلّط المربّي، أيّاً كان؛ أباً أو أُمّاً أو أخاً أو معلِّماً، على الطفل، ولم يمنحه الحقّ في أن يعنّفه، باعتبار أنْ لا فرق بين الطفل وبين أيِّ إنسانٍ راشد في حرمة العنف الموجَّه ضدَّه، فالطفل إنسان تماماً كالإنسان الراشد، وربّما كانت عقوبة العنف الموجَّه إلى الطفل من الناحية الشرعية أكبر، لأنّ "ظلم الضعيف أفحش الظلم"2، كما ورد في بعض الأحاديث الشَّريفة، وقد ورد الحديث: "إيّاك وظلم مَنْ لا يجد عليك ناصراً إلَّا الله"3

* من كتاب "دنيا الطّفل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية