كتابات
14/12/2022

نصيحةٌ إلى طلَّابِ الطّبّ

نصيحةٌ إلى طلَّابِ الطّبّ

نحن نتعلَّم من طلاب الطبّ، ونستشفي بهم، لكنَّ هناك نقطةً أحبّ أن أُثيرها، وهي إذا كنتم في فرعٍ آخر، فمن الممكن للإنسان منكم أنْ يتهاون في بعض دراسته، يمكن أن يغشّ في الامتحانات، يمكن أن يُوكِّلَ شخصاً، كما جرت هذه العادة المحرَّمة شرعاً في أن يمتحن عنه.. لكنَّ عملكم أنتم يتعلَّق بحياة الناس. ولذلك، أنتم تعملون على أن تشاركوا في حيويّة هذه الحياة أو في إسقاطها.

لذلك، إنَّ أيَّ ضعفٍ في الدراسة، أو في التجربة والخبرة، أو في الممارسة الدَّائمة، يعني ضعفاً في مداواة هذا المرض أو ذاك المريض. فأنتم إذا لم تكونوا طلّاباً مُتقنين كأفضل ما يكون الإتقان، ناجحين كأعلى ما يكون النَّجاح، فإنَّكم تمثِّلون خطراً على الأُمَّة.. ونحن نريدكم أن تكونوا خطراً على المرض، لا أن تكونوا خطراً على الصحَّة، هذا جانب.

أمّا الجانب الثاني، وهو ما كنتُ أتحدَّث به مع كثير من إخواني الأطبّاء، أنَّ كثيراً من اكتشافات الطبّ تأتي بالصّدفة. في عالَم الأدوية، نقرأ أنَّ التجربة كانت تتَّجه إلى شيء، وإذا بالإنسان الَّذي يجلس أمام المختبر يكتشف شيئاً آخر، من أين نستطيع الاكتشاف؟ أن تكون لنا ذهنيَّة إنتاج الفكرة، ذهنيَّة الاكتشاف، ألَّا نكون عندما نصبح أطبّاء، مجرَّد أشخاص يريدون أن يفحصوا فحصاً سريعاً حتّى يقبضوا "المقسوم"، وحتّى يمارسوا عملهم بطريقة روتينيَّة.. ادرسوا كلّ حالةٍ تأتيكم كما لو كنتم في المختبر، أو في قاعة الدَّرس، وسجِّلوا ملاحظاتكم عن أيّ شيء جديد ترونه في فحوصاتكم، لعلَّ هذه الملاحظة الطارئة، أو هذا الشَّيء الجديد الذي تتحدّثون عنه مع أساتذتكم، أو مع رفقائكم، لعلَّه يكشف لكم مَرَضاً، أو يكشف لكم دواءً لمرض.

إنَّ المكتشفين ليسوا من المرّيخ، ولا من القمر، ولا من الشَّمس، ليسوا من ذهب لتكونوا أنتم من تراب، كلّنا من تراب، وكلّنا يملك فكراً، ويملك عيناً وسمعاً، ولكنَّ القضيَّة أنَّ هناك أُناساً يعيشون اللَّامبالاة أمام الأسرار الخفيَّة في الواقع، وهناك أناس يعيشون مسؤوليَّة اكتشاف الخفايا في الواقع.

ليس من الضَّروريّ أن يكون أرقى الأطبَّاء هم الَّذين يكتشفون، بل قد يكتشف الحقيقة طبيبٌ عاديّ، يمكن أن يلتقي بالسرّ الخفيّ من خلال تجربة جديدة، أو ملاحظة جديدة.

* من كتاب "للإنسان والحياة".

نحن نتعلَّم من طلاب الطبّ، ونستشفي بهم، لكنَّ هناك نقطةً أحبّ أن أُثيرها، وهي إذا كنتم في فرعٍ آخر، فمن الممكن للإنسان منكم أنْ يتهاون في بعض دراسته، يمكن أن يغشّ في الامتحانات، يمكن أن يُوكِّلَ شخصاً، كما جرت هذه العادة المحرَّمة شرعاً في أن يمتحن عنه.. لكنَّ عملكم أنتم يتعلَّق بحياة الناس. ولذلك، أنتم تعملون على أن تشاركوا في حيويّة هذه الحياة أو في إسقاطها.

لذلك، إنَّ أيَّ ضعفٍ في الدراسة، أو في التجربة والخبرة، أو في الممارسة الدَّائمة، يعني ضعفاً في مداواة هذا المرض أو ذاك المريض. فأنتم إذا لم تكونوا طلّاباً مُتقنين كأفضل ما يكون الإتقان، ناجحين كأعلى ما يكون النَّجاح، فإنَّكم تمثِّلون خطراً على الأُمَّة.. ونحن نريدكم أن تكونوا خطراً على المرض، لا أن تكونوا خطراً على الصحَّة، هذا جانب.

أمّا الجانب الثاني، وهو ما كنتُ أتحدَّث به مع كثير من إخواني الأطبّاء، أنَّ كثيراً من اكتشافات الطبّ تأتي بالصّدفة. في عالَم الأدوية، نقرأ أنَّ التجربة كانت تتَّجه إلى شيء، وإذا بالإنسان الَّذي يجلس أمام المختبر يكتشف شيئاً آخر، من أين نستطيع الاكتشاف؟ أن تكون لنا ذهنيَّة إنتاج الفكرة، ذهنيَّة الاكتشاف، ألَّا نكون عندما نصبح أطبّاء، مجرَّد أشخاص يريدون أن يفحصوا فحصاً سريعاً حتّى يقبضوا "المقسوم"، وحتّى يمارسوا عملهم بطريقة روتينيَّة.. ادرسوا كلّ حالةٍ تأتيكم كما لو كنتم في المختبر، أو في قاعة الدَّرس، وسجِّلوا ملاحظاتكم عن أيّ شيء جديد ترونه في فحوصاتكم، لعلَّ هذه الملاحظة الطارئة، أو هذا الشَّيء الجديد الذي تتحدّثون عنه مع أساتذتكم، أو مع رفقائكم، لعلَّه يكشف لكم مَرَضاً، أو يكشف لكم دواءً لمرض.

إنَّ المكتشفين ليسوا من المرّيخ، ولا من القمر، ولا من الشَّمس، ليسوا من ذهب لتكونوا أنتم من تراب، كلّنا من تراب، وكلّنا يملك فكراً، ويملك عيناً وسمعاً، ولكنَّ القضيَّة أنَّ هناك أُناساً يعيشون اللَّامبالاة أمام الأسرار الخفيَّة في الواقع، وهناك أناس يعيشون مسؤوليَّة اكتشاف الخفايا في الواقع.

ليس من الضَّروريّ أن يكون أرقى الأطبَّاء هم الَّذين يكتشفون، بل قد يكتشف الحقيقة طبيبٌ عاديّ، يمكن أن يلتقي بالسرّ الخفيّ من خلال تجربة جديدة، أو ملاحظة جديدة.

* من كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية