كتابات
13/12/2022

الكاذبُ خائنٌ للأمَّةِ وللحقيقة

الكاذبُ خائنٌ للأمَّةِ وللحقيقة

إنَّ الكذَّاب يخون النَّاس، لأنَّه يخون الحياة التي يرتبط بها واقع النَّاس ويرتبط بها مصير الناس في كلِّ مجال.

إِنَّك عندما تقف أمام الكذّاب وأنتَ واثق به، لأنَّك لم تعرف عمق شخصيَّته، سيقول لك إنَّ فلاناً إنسان مخلص، وهو إنسان غير مخلص، فيدفعك ذلك إلى أن تتبع فلاناً وتسقط أمام زيف فلان الَّذي حجبه هذا عنك، ومنعك أن تكتشفه من خلال تجربتك الشخصيَّة، وهكذا عندما ينقل إليك الصَّورة على غير الحقيقة، فإنّه يدفعك إلى أن تأخذ قناعة، أو تصدر حكماً، أو تتصرَّف تصرُّفاً يجعلك تظلم البريء أو تحكم عليه بغير حقّ، ويجعلك تتصرَّف تصرُّفاً لا يرضاه الله.

لهذا كان الكذب خيانة، إذا كنت تتعامل بالكذب، فخذ هذا الوسام من الله سبحانه وتعالى ليخاطبك به الله يوم القيامة، ولا تلم النَّاس إذا قالوا عنك إنَّك خائن، لأنَّك ارتضيت لنفسك عندما كنت الكذَّاب أن تكون الخائن، لأنَّ الكذب والخيانة يتحرّكان في موقعٍ واحد، والصّدق أمانة، الصَّادق يعتبر الحقّ في الفكرة، والحقّ في الحادثة، والحقّ في الموقف، يعتبره من الأمور التي تمثِّل أعلى أنواع الأمانة، لهذا تراه يدقّق في كلماته كي لا تزيد عن الفكرة ولا تنقص عنها، يدقّق في كلماته كي لا ينسى كلمة أو يضيف كلمة، لأنّه يعتبر أنّ كلمته تمثّل الصورة التي يتمثّلها النَّاس للحقيقة.

الصدق والأمانة يتحرّكان معاً، فلن تجد صادقاً غير أمين، لأنَّ بعض النَّاس قد يصدقون في كلماتهم، ولكنّهم لا يصدقون في الأمانات في ما يأتمنهم النَّاس، هم الكاذبون في مواقفهم، ولهذا هم ليسوا صادقين، ولهذا جعل الإسلام الصِّدق والأمانة يسيران جنباً إلى جنب، فكان رسول الله الصَّادق الأمين، وجاءت كلمات أهل البيت (ع) التي تقول لنا: إذا أردتم أن تكتشفوا إيمان شخص هل هو مؤمن أو ليس بمؤمن، فلا تنظروا إلى طول ركوعه وسجوده، فلعلَّها عادة اعتادها ويشقّ على المرء ترك عادته، ولكن اختبروه بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر1، وقال الإمام الصَّادق (ع) لبعض أصحابه، وهو يريد أن يبلّغه رسالة إلى شخص آخر: "انظر ما بلغ به عليٌّ بن أبي طالب (ع) من المنزلة عندَ رسول الله فالزمه، فإنَّ عليَّاً (ع) إنَّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (ص) بصدق الحديث وأداء الأمانة"2، فقد كان الصَّادق الأمين، وهذا ما يجب علينا أن نعيشه في حياتنا، ولا سيَّما إذا كان الإنسان الذي تكذب عليه يثق بك، وأنتَ تستغلّ ثقته بك وتستغلّ أنّه لا يشكّ فيك لتعمل على تشويه الصورة عنده. كبُرت خيانة أن تحدِّث أخاك حديثاً هو لك مصدِّق وأنتَ به كاذب"3، لأنّك كنتَ تتحرَّك من خلال خيانتين: خيانة الثقة التي يمنحك إيّاها الإنسان، وخيانة الحقيقة التي لم تقدّمها كما يجب مع هذا الإنسان أو ذاك، "إيّاكم والكذب فإنّه يهدي إلى الفجور، وهما في النَّار"4، إذا كذبت، فإنَّ الكذب يفتح لكَ أبواباً، ويفتح لك متاهات، ويفتح لك آباراً عميقة في الحياة، وستلتقي بالنار في كلّ ذلك.

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[1]عن الإمام الصَّادق (ع): "لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنَّ الرَّجل ربَّما لهج بالصَّلاة والصَّوم، حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة". الكافي، الشَّيخ الكليني، ج2، ص 104.

[2]الكافي، الشَّيخ الكليني، ج2، ص 104.

[3]ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج3، ص 2672.

[4]ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج3، ص 2672.

إنَّ الكذَّاب يخون النَّاس، لأنَّه يخون الحياة التي يرتبط بها واقع النَّاس ويرتبط بها مصير الناس في كلِّ مجال.

إِنَّك عندما تقف أمام الكذّاب وأنتَ واثق به، لأنَّك لم تعرف عمق شخصيَّته، سيقول لك إنَّ فلاناً إنسان مخلص، وهو إنسان غير مخلص، فيدفعك ذلك إلى أن تتبع فلاناً وتسقط أمام زيف فلان الَّذي حجبه هذا عنك، ومنعك أن تكتشفه من خلال تجربتك الشخصيَّة، وهكذا عندما ينقل إليك الصَّورة على غير الحقيقة، فإنّه يدفعك إلى أن تأخذ قناعة، أو تصدر حكماً، أو تتصرَّف تصرُّفاً يجعلك تظلم البريء أو تحكم عليه بغير حقّ، ويجعلك تتصرَّف تصرُّفاً لا يرضاه الله.

لهذا كان الكذب خيانة، إذا كنت تتعامل بالكذب، فخذ هذا الوسام من الله سبحانه وتعالى ليخاطبك به الله يوم القيامة، ولا تلم النَّاس إذا قالوا عنك إنَّك خائن، لأنَّك ارتضيت لنفسك عندما كنت الكذَّاب أن تكون الخائن، لأنَّ الكذب والخيانة يتحرّكان في موقعٍ واحد، والصّدق أمانة، الصَّادق يعتبر الحقّ في الفكرة، والحقّ في الحادثة، والحقّ في الموقف، يعتبره من الأمور التي تمثِّل أعلى أنواع الأمانة، لهذا تراه يدقّق في كلماته كي لا تزيد عن الفكرة ولا تنقص عنها، يدقّق في كلماته كي لا ينسى كلمة أو يضيف كلمة، لأنّه يعتبر أنّ كلمته تمثّل الصورة التي يتمثّلها النَّاس للحقيقة.

الصدق والأمانة يتحرّكان معاً، فلن تجد صادقاً غير أمين، لأنَّ بعض النَّاس قد يصدقون في كلماتهم، ولكنّهم لا يصدقون في الأمانات في ما يأتمنهم النَّاس، هم الكاذبون في مواقفهم، ولهذا هم ليسوا صادقين، ولهذا جعل الإسلام الصِّدق والأمانة يسيران جنباً إلى جنب، فكان رسول الله الصَّادق الأمين، وجاءت كلمات أهل البيت (ع) التي تقول لنا: إذا أردتم أن تكتشفوا إيمان شخص هل هو مؤمن أو ليس بمؤمن، فلا تنظروا إلى طول ركوعه وسجوده، فلعلَّها عادة اعتادها ويشقّ على المرء ترك عادته، ولكن اختبروه بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر1، وقال الإمام الصَّادق (ع) لبعض أصحابه، وهو يريد أن يبلّغه رسالة إلى شخص آخر: "انظر ما بلغ به عليٌّ بن أبي طالب (ع) من المنزلة عندَ رسول الله فالزمه، فإنَّ عليَّاً (ع) إنَّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (ص) بصدق الحديث وأداء الأمانة"2، فقد كان الصَّادق الأمين، وهذا ما يجب علينا أن نعيشه في حياتنا، ولا سيَّما إذا كان الإنسان الذي تكذب عليه يثق بك، وأنتَ تستغلّ ثقته بك وتستغلّ أنّه لا يشكّ فيك لتعمل على تشويه الصورة عنده. كبُرت خيانة أن تحدِّث أخاك حديثاً هو لك مصدِّق وأنتَ به كاذب"3، لأنّك كنتَ تتحرَّك من خلال خيانتين: خيانة الثقة التي يمنحك إيّاها الإنسان، وخيانة الحقيقة التي لم تقدّمها كما يجب مع هذا الإنسان أو ذاك، "إيّاكم والكذب فإنّه يهدي إلى الفجور، وهما في النَّار"4، إذا كذبت، فإنَّ الكذب يفتح لكَ أبواباً، ويفتح لك متاهات، ويفتح لك آباراً عميقة في الحياة، وستلتقي بالنار في كلّ ذلك.

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

[1]عن الإمام الصَّادق (ع): "لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنَّ الرَّجل ربَّما لهج بالصَّلاة والصَّوم، حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة". الكافي، الشَّيخ الكليني، ج2، ص 104.

[2]الكافي، الشَّيخ الكليني، ج2، ص 104.

[3]ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج3، ص 2672.

[4]ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج3، ص 2672.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية