نحن نرفض العلمانية، لأنّها بحسب مفهومها، تمثِّل رفضاً للخطِّ الدينيّ في
تفاصيله العقائديَّة والشرعيَّة.
ومع ذلك، نحن لا نقول إنَّ العلمانيّة إلحاد، وقد لا تكون كذلك، ولكنْ ما نُشكل
عليه، أنّ العلمانيّة تنطلق من عزل الدين عن حركة الواقع وحركة المجتمع.
وبصفتنا أصحاب مشروع إسلاميّ كبير، وأنّ هذا المشروع يُحتّم علينا أن نعتبر أنَّ
على المجتمع أن يلتزم الإسلام فكراً وشريعة ومنهجاً وسلوكاً، وأنَّ أيَّ التزام آخر،
هو انحراف عن الالتزام الإسلامي.. من هنا، فإنَّك عندما يكون فكرك فكراً إسلامياً،
فلا يمكن أن تُفسح المجال لأيّ فكرٍ آخر أن يخترق مواقعك، ولا يمكن أن تجمع بين
خطابك الإسلاميّ والخطاب الَّذي يقف في الاتجاه الآخر في عرض واحد، لأنَّ أيَّ واحدٍ
منهما لا بدَّ أن يتنازل للآخر، ما داما متناقضين أو متضادَّين.
وهناك مسألة أخرى، وهي أنَّك عندما لا تستطيع أن تحرِّك الإسلام في الواقع، مع
ملاحظة أنّه لا بدَّ لك أن تعيش في هذا الواقع، فإنَّ عليك في هذه الحالة أن تخفّف
من انحرافات الواقع، أو تخفِّف من تأثير الباطل، إذا لم تستطع أنْ تطبّق الإسلام
جملةً وتفصيلاً.
فنحن نتبنّى قضيَّة العدالة، ولكنْ إذا لم نستطع أن نحقِّق العدالة الإسلاميَّة ضمن
الدائرة الواسعة، فإنّ علينا أن نعمل للتخفيف من مفاعيل الظّلم أو من واقعه، وفي
أسوأ الحالات، إذا لم نستطع أن نُغيِّر شيئاً، فإنّ علينا ألَّا نعزل أنفسنا عن
المجتمع، بل نتعايش مع الباطل دون أن نعترف بشرعيَّته، لأنَّ الاعتراف بشرعيّته
يُمثّل انسحاباً من شرعيَّتنا...
*من كتاب "للإنسان والحياة".
نحن نرفض العلمانية، لأنّها بحسب مفهومها، تمثِّل رفضاً للخطِّ الدينيّ في
تفاصيله العقائديَّة والشرعيَّة.
ومع ذلك، نحن لا نقول إنَّ العلمانيّة إلحاد، وقد لا تكون كذلك، ولكنْ ما نُشكل
عليه، أنّ العلمانيّة تنطلق من عزل الدين عن حركة الواقع وحركة المجتمع.
وبصفتنا أصحاب مشروع إسلاميّ كبير، وأنّ هذا المشروع يُحتّم علينا أن نعتبر أنَّ
على المجتمع أن يلتزم الإسلام فكراً وشريعة ومنهجاً وسلوكاً، وأنَّ أيَّ التزام آخر،
هو انحراف عن الالتزام الإسلامي.. من هنا، فإنَّك عندما يكون فكرك فكراً إسلامياً،
فلا يمكن أن تُفسح المجال لأيّ فكرٍ آخر أن يخترق مواقعك، ولا يمكن أن تجمع بين
خطابك الإسلاميّ والخطاب الَّذي يقف في الاتجاه الآخر في عرض واحد، لأنَّ أيَّ واحدٍ
منهما لا بدَّ أن يتنازل للآخر، ما داما متناقضين أو متضادَّين.
وهناك مسألة أخرى، وهي أنَّك عندما لا تستطيع أن تحرِّك الإسلام في الواقع، مع
ملاحظة أنّه لا بدَّ لك أن تعيش في هذا الواقع، فإنَّ عليك في هذه الحالة أن تخفّف
من انحرافات الواقع، أو تخفِّف من تأثير الباطل، إذا لم تستطع أنْ تطبّق الإسلام
جملةً وتفصيلاً.
فنحن نتبنّى قضيَّة العدالة، ولكنْ إذا لم نستطع أن نحقِّق العدالة الإسلاميَّة ضمن
الدائرة الواسعة، فإنّ علينا أن نعمل للتخفيف من مفاعيل الظّلم أو من واقعه، وفي
أسوأ الحالات، إذا لم نستطع أن نُغيِّر شيئاً، فإنّ علينا ألَّا نعزل أنفسنا عن
المجتمع، بل نتعايش مع الباطل دون أن نعترف بشرعيَّته، لأنَّ الاعتراف بشرعيّته
يُمثّل انسحاباً من شرعيَّتنا...
*من كتاب "للإنسان والحياة".