[يتمرَّد بعض الأولاد على فكرة الإحسان إلى الوالدين، ويعتبرونها قيداً لا
يطيقونه، وحجّتهم في ذلك أنّهم خُلقوا دون أن يختاروا ولادتهم، وبالتالي هم ليسوا
مسؤولين عن ردّ الجميل على تربيتهم ورعايتهم، فيقولون مثلاً: أنتم أنجبتمونا،
وعليكم أن تُرَبُّونا. كيف يواجه الأهل هذه الأفكار؟].
لا بدَّ لنا أن نُفهِم الولد أنَّ مسألة الخلق ليست مسألة اختياريَّة يقوم بها أيٌّ
كان، سواء الوالدان أو الأولاد، وأنّ تحمُّل الأهل مسؤوليَّة رعاية الأولاد، لا
يأتي في إطار مسؤوليَّتهم عن خلقهم، لأنَّ مسألة الخلق جزء من القوانين الكونيَّة،
وبالتالي، فإنّ الإنسان قد يستقبل مِنَ الحياة ما يخالِف رغباته.
لذلك، يمكن أن نقول لهؤلاء الأولاد، إنَّ بإمكانكم أن تعطوا لخلقكم معنى يشارك في
تقدّمكم وفرحكم وتحقيق كثير من الأحلام لكم، وذلك بأنْ تتعاونوا مع والديكم تماماً
كما تتعاون النّبتة مع الفلّاح الذي يريد أن يسقيها ويشذّبها ويبعد عنها كلّ
العناصر الضارّة.
إنّ إطلاق هذه الكلمات من قِبَل الأبناء، لا يعبّر عن حالة وعي حتّى بمعناه
الطّفوليّ، بل هو مجرّد ردّ فعل ساذجة سببها حالة ضيق يعيشها الولد جرَّاء فرض رغبة
أو عمل ما من قِبَل الأهل عليه.
إنّ علينا في هذه الحالة أنْ نفسّر له بطريقة طفوليَّة دوافع طلبنا منه شرب
الدَّواء، أو اللّجوء إلى الفراش للنَّوم، والإيحاء إليه بما حقّقناه له من راحة
عبر ذلك.
*من كتاب "دنيا الطّفل".
[يتمرَّد بعض الأولاد على فكرة الإحسان إلى الوالدين، ويعتبرونها قيداً لا
يطيقونه، وحجّتهم في ذلك أنّهم خُلقوا دون أن يختاروا ولادتهم، وبالتالي هم ليسوا
مسؤولين عن ردّ الجميل على تربيتهم ورعايتهم، فيقولون مثلاً: أنتم أنجبتمونا،
وعليكم أن تُرَبُّونا. كيف يواجه الأهل هذه الأفكار؟].
لا بدَّ لنا أن نُفهِم الولد أنَّ مسألة الخلق ليست مسألة اختياريَّة يقوم بها أيٌّ
كان، سواء الوالدان أو الأولاد، وأنّ تحمُّل الأهل مسؤوليَّة رعاية الأولاد، لا
يأتي في إطار مسؤوليَّتهم عن خلقهم، لأنَّ مسألة الخلق جزء من القوانين الكونيَّة،
وبالتالي، فإنّ الإنسان قد يستقبل مِنَ الحياة ما يخالِف رغباته.
لذلك، يمكن أن نقول لهؤلاء الأولاد، إنَّ بإمكانكم أن تعطوا لخلقكم معنى يشارك في
تقدّمكم وفرحكم وتحقيق كثير من الأحلام لكم، وذلك بأنْ تتعاونوا مع والديكم تماماً
كما تتعاون النّبتة مع الفلّاح الذي يريد أن يسقيها ويشذّبها ويبعد عنها كلّ
العناصر الضارّة.
إنّ إطلاق هذه الكلمات من قِبَل الأبناء، لا يعبّر عن حالة وعي حتّى بمعناه
الطّفوليّ، بل هو مجرّد ردّ فعل ساذجة سببها حالة ضيق يعيشها الولد جرَّاء فرض رغبة
أو عمل ما من قِبَل الأهل عليه.
إنّ علينا في هذه الحالة أنْ نفسّر له بطريقة طفوليَّة دوافع طلبنا منه شرب
الدَّواء، أو اللّجوء إلى الفراش للنَّوم، والإيحاء إليه بما حقّقناه له من راحة
عبر ذلك.
*من كتاب "دنيا الطّفل".