[هل يتقن المسلمون لغة الحوار مع الآخر؟]
من المؤسف أنّ التربية الثقافيّة والأخلاقيّة الشّائعة لا تلتزم تثقيف المسلمين
بالحوار، بل إنّ حركة التاريخ في الجوّ الإسلاميّ الوعظي العام التقليديّ، تؤكّد
العصبيّة ولا تؤكّد الانفتاح على الآخر. ولهذا، نجد أن سيطرة العصبيات استطاعت أن
تدمّر الخطّ الإسلاميّ الواسع الذي يجمع المسلمين على قاعدة واحدة بالطّريقة التي
تجعلهم يواجهون خلافاتهم بالحوار، فنحن نقرأ مثلاً: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ}[النساء: 59]، ولكن هذا لا نجده في
الواقع، إنّنا نجد أنّ هذا الفريق يقول أنا أُمثّل الله والرّسول، وذاك يقول هذا.
إنّ المسألة متصلة بالتربية الدينية التي لا نجدها في مستوى الظّاهرة في تربية
الإنسان المسلم على الحوار...
ونحن لا نقول كلّ المنتمين إليه، ولكن نحن نقول إنّ هناك ظاهرة تنطلق من خلال
الذهنيّة التقليديّة التي لا تنفتح على الآخر، والتي تختزن بعض المفاهيم السلبيّة،
والتي قد يكون في مقابلها مفاهيم إيجابيّة، من دون الدخول في تميز الجوانب السلبيّة
في موقع عن الجوانب الإيجابيّة في موقع آخر، أي أنّ بعضهم يأخذ نصّاً ويلتزم به،
بحيث يوحي بالعنف، بينما يوحي الآخر بالرِّفق، مع أنَّ العنف له موقع والرّفق له
موقع.
لهذا، فالثقافة التقليديّة المتخلّفة هي التي ساهمت في هذا النّوع من التراجع عن
التربية الحواريّة، لأنّ المسلمين اهتمّوا بالجوانب العباديّة أو بجوانب التحريم
والتحليل في المأكولات والمشروبات والمعاملات... أما الجوانب المنهجيّة الأخلاقيّة
في المنهج، فنحن لا نجد هنا ـ على الأقلّ كظاهرة ـ تركيزاً عليها، ولذلك، لم تنشأ
الأجيال الإسلامية على أساس الحوار، وخصوصاً عندما أطبقت عليها التراكمات
التاريخيّة والقرون المتخلّفة وغير ذلك.. هذه هي المشكلة الّتي واجهها المسلمون.
*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات"

[هل يتقن المسلمون لغة الحوار مع الآخر؟]
من المؤسف أنّ التربية الثقافيّة والأخلاقيّة الشّائعة لا تلتزم تثقيف المسلمين
بالحوار، بل إنّ حركة التاريخ في الجوّ الإسلاميّ الوعظي العام التقليديّ، تؤكّد
العصبيّة ولا تؤكّد الانفتاح على الآخر. ولهذا، نجد أن سيطرة العصبيات استطاعت أن
تدمّر الخطّ الإسلاميّ الواسع الذي يجمع المسلمين على قاعدة واحدة بالطّريقة التي
تجعلهم يواجهون خلافاتهم بالحوار، فنحن نقرأ مثلاً: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ}[النساء: 59]، ولكن هذا لا نجده في
الواقع، إنّنا نجد أنّ هذا الفريق يقول أنا أُمثّل الله والرّسول، وذاك يقول هذا.
إنّ المسألة متصلة بالتربية الدينية التي لا نجدها في مستوى الظّاهرة في تربية
الإنسان المسلم على الحوار...
ونحن لا نقول كلّ المنتمين إليه، ولكن نحن نقول إنّ هناك ظاهرة تنطلق من خلال
الذهنيّة التقليديّة التي لا تنفتح على الآخر، والتي تختزن بعض المفاهيم السلبيّة،
والتي قد يكون في مقابلها مفاهيم إيجابيّة، من دون الدخول في تميز الجوانب السلبيّة
في موقع عن الجوانب الإيجابيّة في موقع آخر، أي أنّ بعضهم يأخذ نصّاً ويلتزم به،
بحيث يوحي بالعنف، بينما يوحي الآخر بالرِّفق، مع أنَّ العنف له موقع والرّفق له
موقع.
لهذا، فالثقافة التقليديّة المتخلّفة هي التي ساهمت في هذا النّوع من التراجع عن
التربية الحواريّة، لأنّ المسلمين اهتمّوا بالجوانب العباديّة أو بجوانب التحريم
والتحليل في المأكولات والمشروبات والمعاملات... أما الجوانب المنهجيّة الأخلاقيّة
في المنهج، فنحن لا نجد هنا ـ على الأقلّ كظاهرة ـ تركيزاً عليها، ولذلك، لم تنشأ
الأجيال الإسلامية على أساس الحوار، وخصوصاً عندما أطبقت عليها التراكمات
التاريخيّة والقرون المتخلّفة وغير ذلك.. هذه هي المشكلة الّتي واجهها المسلمون.
*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات"