كتابات
27/06/2021

حولَ مصطلحِ التَّجديدِ الدِّينيِّ

حولَ مصطلحِ التَّجديدِ الدِّينيِّ

[حول مصطلح التّجديد الدِّيني]، أنا لا أتفاعل كثيراً مع كلمة "التَّجديد الدّيني"، لأنَّ الدّين في عمقه لا بدَّ أن يبقى كما أنزله الله في صفائه.

لكن، ربّما علينا أن ندرس الدّين من جديد، ولا نكتفي بدراسة الأقدمين، لأنَّ الأقدمين كانت لهم ذهنيّاتهم الثقافيّة وتأثيراتهم الفكريّة، وكانت لهم رواسبهم ونقاط ضعفهم.. نحن نحترم الأقدمين، ولكنَّهم ليسوا معصومين، كلّ العلماء يُصيبون ويخطئون، والعلماء السابقون كانوا ينقدون مَنْ قبلهم، فلماذا لا يجوز أن ننقد منهجهم؟!

وعلينا عندما ندرس القرآن، أن ندرسه دراسةً جديدة، ونعرف كيف نفهمه، وندرس ما فسّر به الآخرون القرآن. لكن، ليكن لنا فهمُنا للقرآن، فقد نكتشف خطأً في فهمهم، أو نكتشف تخلّفاً في بعض الآراء. وليس كبيراً أن يكون بعض الّذين يملكون العلم الوفير، يملكون تخلّف الذهنية.

علينا فهمُ القرآن فهماً جديداً. لا أن نعيش عقدة الجدة، ولكن أن نعيش استقلاليّة الفهم، بأن نفهم السُنّة النبويّة الشّريفة، والسيرة النبويّة الشّريفة فهماً جديداً، وندقّق بما يأتينا من أحاديث ونُنقّيها، لأنَّ هناك ركاماً من الأكاذيب والموضوعات التي دخلت إلى واقع النّاس وأصبحت حقائق.

من هنا، نحن نؤمن بالتجديد بهذا المعنى، ولا نريد أن نجدِّد الدّين، لأنَّ الآخرين يقولون لنا جدِّدوه. ليست لدينا نقطة ضعف أمام الآخرين، فليقولوا ما يريدون، نحن نقول كما جاء في القرآن: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[الأحزاب: 36].

لو ثبت عندنا حقيقة قرآنية، وقال النّاس كلّهم، إنّها خرافة، نقف لنقول إنّها حقيقة، لكن، علينا أن نوثّق النصوص الدينيّة، هل صدرت عن المعصوم (ع) وكيف صدرت، وما هو مفهومها؟ لا يكفي أن نقول، قال الشّيخ المفيد(2)، وقال الشيخ الطوسي(3)، بل علينا أن نناقش الشيخ المفيد في فهمه، والشّيخ الصدوق(4) في فهمه، كما ناقش الشّيخ المفيدُ الشيخَ الصدوقَ في فهمه، وهكذا. نحن نقول، علينا أن نفهم الإسلام من خلال قناعاتنا وأدواتنا في وسائل الفهم، وأن نفهم روح العصر، لنعرف كيف نستطيع أن نحرِّك الإسلام في عقول النّاس وحياتهم، من خلال الأساليب التي تنسجم مع الجوّ العام والذهنيّة العامّة.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

[2]ت 413 هـ.

[3]ت 460 هـ.

[4]ت 381 هـ.

[حول مصطلح التّجديد الدِّيني]، أنا لا أتفاعل كثيراً مع كلمة "التَّجديد الدّيني"، لأنَّ الدّين في عمقه لا بدَّ أن يبقى كما أنزله الله في صفائه.

لكن، ربّما علينا أن ندرس الدّين من جديد، ولا نكتفي بدراسة الأقدمين، لأنَّ الأقدمين كانت لهم ذهنيّاتهم الثقافيّة وتأثيراتهم الفكريّة، وكانت لهم رواسبهم ونقاط ضعفهم.. نحن نحترم الأقدمين، ولكنَّهم ليسوا معصومين، كلّ العلماء يُصيبون ويخطئون، والعلماء السابقون كانوا ينقدون مَنْ قبلهم، فلماذا لا يجوز أن ننقد منهجهم؟!

وعلينا عندما ندرس القرآن، أن ندرسه دراسةً جديدة، ونعرف كيف نفهمه، وندرس ما فسّر به الآخرون القرآن. لكن، ليكن لنا فهمُنا للقرآن، فقد نكتشف خطأً في فهمهم، أو نكتشف تخلّفاً في بعض الآراء. وليس كبيراً أن يكون بعض الّذين يملكون العلم الوفير، يملكون تخلّف الذهنية.

علينا فهمُ القرآن فهماً جديداً. لا أن نعيش عقدة الجدة، ولكن أن نعيش استقلاليّة الفهم، بأن نفهم السُنّة النبويّة الشّريفة، والسيرة النبويّة الشّريفة فهماً جديداً، وندقّق بما يأتينا من أحاديث ونُنقّيها، لأنَّ هناك ركاماً من الأكاذيب والموضوعات التي دخلت إلى واقع النّاس وأصبحت حقائق.

من هنا، نحن نؤمن بالتجديد بهذا المعنى، ولا نريد أن نجدِّد الدّين، لأنَّ الآخرين يقولون لنا جدِّدوه. ليست لدينا نقطة ضعف أمام الآخرين، فليقولوا ما يريدون، نحن نقول كما جاء في القرآن: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[الأحزاب: 36].

لو ثبت عندنا حقيقة قرآنية، وقال النّاس كلّهم، إنّها خرافة، نقف لنقول إنّها حقيقة، لكن، علينا أن نوثّق النصوص الدينيّة، هل صدرت عن المعصوم (ع) وكيف صدرت، وما هو مفهومها؟ لا يكفي أن نقول، قال الشّيخ المفيد(2)، وقال الشيخ الطوسي(3)، بل علينا أن نناقش الشيخ المفيد في فهمه، والشّيخ الصدوق(4) في فهمه، كما ناقش الشّيخ المفيدُ الشيخَ الصدوقَ في فهمه، وهكذا. نحن نقول، علينا أن نفهم الإسلام من خلال قناعاتنا وأدواتنا في وسائل الفهم، وأن نفهم روح العصر، لنعرف كيف نستطيع أن نحرِّك الإسلام في عقول النّاس وحياتهم، من خلال الأساليب التي تنسجم مع الجوّ العام والذهنيّة العامّة.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

[2]ت 413 هـ.

[3]ت 460 هـ.

[4]ت 381 هـ.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية