كتاب: نساء زاهدات

كتاب: نساء زاهدات

كتاب "نساء زاهدات"، هو للصحافيّة الفرنسيّة المتخصِّصة في الشّأن الدّينيّ "أودري فيلا"، يحاول استثارة الذّاكرة الجماعيَّة، وتسليط الضَّوء على قطاع التصوّف الإسلاميّ، وذكر بعض نماذجه النسويَّة، والّتي ساهمت في إغنائه عبر مسيرته، ومن تلك النّماذج، رابعة العدويَّة، وغيرها من الزّاهدات والعابدات اللّواتي أثرين الحياة الرّوحيّة والأخلاقيّة على المستوى الإنساني العام. وأهميّة هذا الكتاب الصّادر عن دار منشورات "روبير لافون"، أنّه يأتي في وقت نلحظ فيه تهميشاً للنّماذج الإسلاميّة الفكريّة والمعرفيّة الرّائدة عالميّاً وعبر التاريخ في الكتب الغربيّة، مع أنّها ـ أي هذه الكتب ـ تهتمّ بالنّتاج الأدبي والثقافي العالمي، وهذه النّماذج الإسلاميّة هي جزء لا يتجزّأ بعطاءاتها من هذه الثّقافة العامّة.

عمدت الباحثة فيلا إلى ذكر العديد من النَّماذج الّتي لا تنتمي إلى بيئة زمنيَّة معيّنة بقدر ما تشترك في أهميّتها ومساهماتها الرّوحيّة، كما أنها لا تنتمي إلى ثقافة واحدة أو معتقد واحد، فالقاسم المشترك بين كلّ هؤلاء، أنّهن متعبّدات، فالكتاب يجمع النّساء الزّاهدات من العصر القديم إلى الزّمن الحاضر.

كما أنّ أهمية هذا الكتاب تكمن أيضاً في الحاجة إلى مثل هكذا موضوعات إنسانيّة، ولا سيّما في عصر بتنا نعيش الاستهلاك والصّخب، رغم التطوّر المادّيّ والتكنولوجيّ، وفي وقت أصبح الإنسان في الغرب يفتّش عن سكينة وطمأنينة ما نتيجة الضّغوط النفسيّة الّتي يعانيها المرء اليوم، ويجد ذلك في هذه النّماذج الّتي قدّمت تجارب فرديّة غنيّة على المستوى المعرفيّ والرّوحيّ والسّلوكيّ، ويطلق ذلك العنان للنفس في دنيا التأمّل الهادف، فالحديث عن الزّهد والتصوّف ليس حديثاً خارج الزّمن، بل يتّصل بالحياة الروحيّة للأفراد والجماعات في سعيها لتثبيت هويّتها ومعالجة مشكلاتها.

تورد الكاتبة مقتطفات من حياة كلّ زاهدة من نساء هذا الكتاب، ومنهنّ المسيحيّة والمسلمة واليهوديّة والبوذيّة والهندوسيّة، أمّا التّعريف العام الّذي تختاره الكاتبة لشرح مفهوم التعبّد أو التصوّف، فيكمن اختصاره بالتّالي:

التصوّف هو أسلوب تفكير في المطلق، أو في البارئ؛ إنّها طريقة خاصّة في معرفة الله، إنّها معرفة متأتّية من التجربة، وبإمكانها أن تبدّل مسار حياة هذا الإنسان وظرفه ومكانته.

ومن المتصوّفات اللاتي أتى الكتاب على ذكرهنّ: رابعة العدويّة (من البصرة)، ورابعة بنت إسماعيل (من دمشق)، وأم هارون الدمشقيّة، ومريم أم يحي التونسيّة، وغيرهنّ.

ويبدو هذا الكتاب كمعجم يوثّق لنساء متصوّفات، وكتأكيد للدّور النسوي الرّياديّ في الوحدة والتّلاقي، وتمتين الأواصر الإنسانيّة، والانفتاح على الله وعلى قضايا الحياة بما يغنيها ويساهم في رفع مستوى الفرد والجماعة على الصّعد كافّة، وبوجه خاصّ الرّوحيّة والسلوكيّة، ليكونوا أكثر فهماً ووعياً لذاتهم والوجود من حولهم، ويعتمدوا لغة المودّة والمحبّة كسبيل للخلاص.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "نساء زاهدات"، هو للصحافيّة الفرنسيّة المتخصِّصة في الشّأن الدّينيّ "أودري فيلا"، يحاول استثارة الذّاكرة الجماعيَّة، وتسليط الضَّوء على قطاع التصوّف الإسلاميّ، وذكر بعض نماذجه النسويَّة، والّتي ساهمت في إغنائه عبر مسيرته، ومن تلك النّماذج، رابعة العدويَّة، وغيرها من الزّاهدات والعابدات اللّواتي أثرين الحياة الرّوحيّة والأخلاقيّة على المستوى الإنساني العام. وأهميّة هذا الكتاب الصّادر عن دار منشورات "روبير لافون"، أنّه يأتي في وقت نلحظ فيه تهميشاً للنّماذج الإسلاميّة الفكريّة والمعرفيّة الرّائدة عالميّاً وعبر التاريخ في الكتب الغربيّة، مع أنّها ـ أي هذه الكتب ـ تهتمّ بالنّتاج الأدبي والثقافي العالمي، وهذه النّماذج الإسلاميّة هي جزء لا يتجزّأ بعطاءاتها من هذه الثّقافة العامّة.

عمدت الباحثة فيلا إلى ذكر العديد من النَّماذج الّتي لا تنتمي إلى بيئة زمنيَّة معيّنة بقدر ما تشترك في أهميّتها ومساهماتها الرّوحيّة، كما أنها لا تنتمي إلى ثقافة واحدة أو معتقد واحد، فالقاسم المشترك بين كلّ هؤلاء، أنّهن متعبّدات، فالكتاب يجمع النّساء الزّاهدات من العصر القديم إلى الزّمن الحاضر.

كما أنّ أهمية هذا الكتاب تكمن أيضاً في الحاجة إلى مثل هكذا موضوعات إنسانيّة، ولا سيّما في عصر بتنا نعيش الاستهلاك والصّخب، رغم التطوّر المادّيّ والتكنولوجيّ، وفي وقت أصبح الإنسان في الغرب يفتّش عن سكينة وطمأنينة ما نتيجة الضّغوط النفسيّة الّتي يعانيها المرء اليوم، ويجد ذلك في هذه النّماذج الّتي قدّمت تجارب فرديّة غنيّة على المستوى المعرفيّ والرّوحيّ والسّلوكيّ، ويطلق ذلك العنان للنفس في دنيا التأمّل الهادف، فالحديث عن الزّهد والتصوّف ليس حديثاً خارج الزّمن، بل يتّصل بالحياة الروحيّة للأفراد والجماعات في سعيها لتثبيت هويّتها ومعالجة مشكلاتها.

تورد الكاتبة مقتطفات من حياة كلّ زاهدة من نساء هذا الكتاب، ومنهنّ المسيحيّة والمسلمة واليهوديّة والبوذيّة والهندوسيّة، أمّا التّعريف العام الّذي تختاره الكاتبة لشرح مفهوم التعبّد أو التصوّف، فيكمن اختصاره بالتّالي:

التصوّف هو أسلوب تفكير في المطلق، أو في البارئ؛ إنّها طريقة خاصّة في معرفة الله، إنّها معرفة متأتّية من التجربة، وبإمكانها أن تبدّل مسار حياة هذا الإنسان وظرفه ومكانته.

ومن المتصوّفات اللاتي أتى الكتاب على ذكرهنّ: رابعة العدويّة (من البصرة)، ورابعة بنت إسماعيل (من دمشق)، وأم هارون الدمشقيّة، ومريم أم يحي التونسيّة، وغيرهنّ.

ويبدو هذا الكتاب كمعجم يوثّق لنساء متصوّفات، وكتأكيد للدّور النسوي الرّياديّ في الوحدة والتّلاقي، وتمتين الأواصر الإنسانيّة، والانفتاح على الله وعلى قضايا الحياة بما يغنيها ويساهم في رفع مستوى الفرد والجماعة على الصّعد كافّة، وبوجه خاصّ الرّوحيّة والسلوكيّة، ليكونوا أكثر فهماً ووعياً لذاتهم والوجود من حولهم، ويعتمدوا لغة المودّة والمحبّة كسبيل للخلاص.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية