كتاب "نصير الدّين الطوسي، حياته وآراؤه السياسيَّة والفلسفيّة"، للشَّيخ محمّد حسن درّة، تحقيق وتقديم الدكتور الشّيخ أحمد محمد قيس، في طبعته الأولى العام 2015، صادر عن دار الملاك للطّباعة والنّشر.
يتناول الكتاب محطَّات غنيَّة وزاخرة من حياة علمٍ من الأعلام العملاقة في الفكر والمعرفة والعلم والفلسفة، والَّتي تركت آثارها على مدار قرون، ألا وهو الشّيخ نصير الدّين الطّوسي، الَّذي لمع نجمه في سماء الفكر والحكمة الإنسانيّين. ففي زمان هذا العَلَم الفذّ، كان العقل ونتاجه في أوج عطائه، في مقابل ما أُريد للمرحلة آنذاك من جمود وضيق أفق.. من هنا، كانت أهميّة الطوسي أن فتح كوّةً واسعةً في جدار تلك المرحلة، وأضاء الطّريق للنّاس ولمن أتى بعده من العلماء في الفكر البشريّ بوجه عامّ.
في الفصل الأوّلمن الكتاب، يتعرَّض المؤلِّف إلى نشأة الطّوسي ودراسته وإنتاجه الغزير، وإلى آثاره وأخلاقه وأقوال العلماء فيه، إذ نجد فيه العالم صاحب الأخلاق الكريمة الّتي يتغنّى بها الشّعراء ويتكلَّم عنها المحدّثون، وكان يتميَّز أيضاً بالفطنة والذّكاء، إذ كان العالم الفريد الأوحد في عصره، بما بلغه من مرتبةٍ علميّةٍ عليا، ووفرةٍ في التّأليف والتّصنيف، حتى صار من أشهر علماء القرن السّابع وأشهر مؤلّفيه، حيث تمتّعت مؤلّفاته بالسّهولة والوضوح ودقَّة العبارة. يقول المؤرّخ حسن الأمين في كتابه (الإسماعيليّون ونصير الدين الطوسي): "وقد عرفت مؤلّفاته بسهولة العبارة، والخلوّ من تعقيداتها، والتّهذيب، وتنقيح المعاني، وبعدها عن الحشو والزّوائد الخالية من المعاني".
ويشير المؤلّف إلى مسألة إبقاء هولاكو المغولي للشَّيخ نصير الدّين الطّوسي، بالنّظر إلى سمعته العلميَّة وحاجته إليه، بالرّغم من الألم والمعاناة النفسيّة للشّيخ، لاحتلال المغول بلاد المسلمين وفتحها.
ويعرض المؤلّف لفترة تأليف الطوسي لرسائله، وتفرّغه للتّصنيف في قلاع الإسماعيليّين قبل سقوطها بيد المغول.
في الفصل الثَّانيمن الكتاب، حديث عن الحقبة السياسيَّة الّتي عاشها الطّوسي إبَّان الغزو المغولي لبلاد المسلمين، فقد كانت الخلافة العباسيَّة في بغداد في أوج ضعفها، وكان الوضع الاجتماعي والاقتصادي ضعيفاً ومترهّلاً، فاستغلَّ المغول هذا الضَّعف، وبدأوا سيطرتهم على بلاد المسلمين، وكان الطّوسي يعاني جرّاء ضعف المجتمع الإسلاميّ وفقدانه القدرة على التصدّي للغزو المغولي. ويعرض المؤلِّف لرسالة هولاكو إلى الخليفة، إذ تبيّن السّطوة والقوّة للمغول، في وقتٍ كانت بغداد في أضعف حالاتها.. هنا حاول الشّيخ الطوسي أن يستغلَّ علاقته بهولاكو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الإسلامي، ويشير المؤلّف إلى تفرّغه لبناء مرصدٍ فلكيّ في مدينة "مراغة".
وفي الفصل الثَّالث، حديث عن الطّوسي وفلسفته ونظرته الفلسفيَّة إلى بعض المسائل الفكريّة والعقيديّة، من الوجود والعدم، إلى اشتراك الوجود والوجود والماهيَّة، وأدلَّة وجود الله، ومبحث الوحدانيَّة والنبوّة والإمامة والمعاد الجسمانيّ والطّبيعة الإنسانيَّة.
ولقد برع الشّيخ الطّوسي، كما هو معروف، في الحكمة والكلام والفلسفة، وشكَّل علامةً فارقةً في هذا المضمار، وهو يعتبر من الرّجالات الكبار الّذي بعث الرّوح في الفلسفة من جديد، وكانت له آراؤه الفلسفيّة والكلاميّة الجليلة والأدلّة المتينة. ويتناول المؤلِّف بعضاً من آرائه الخاصَّة في مسائل متنوّعة، والّتي سبق ذكرها، ويذكر أنّ ميزة الشّيخ الطّوسي هي مزجه بين علم الكلام والفلسفة.
كتاب يعرض لسيرة الشّيخ الطّوسي، ولمحطَّاتٍ من حياته، ويقف عند بعض آرائه في مسائل مختلفة، رغم أنّنا لا نستطيع في كتابٍ أن نحوي فكر هذه الشّخصيَّة الموسوعيّة وتأثيرها، وهي الّتي ملأت الخافقيْن بتأثيرها في كلِّ جوانب الحياة السياسيَّة والفكريَّة والاجتماعيَّة والعلميَّة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
كتاب "نصير الدّين الطوسي، حياته وآراؤه السياسيَّة والفلسفيّة"، للشَّيخ محمّد حسن درّة، تحقيق وتقديم الدكتور الشّيخ أحمد محمد قيس، في طبعته الأولى العام 2015، صادر عن دار الملاك للطّباعة والنّشر.
يتناول الكتاب محطَّات غنيَّة وزاخرة من حياة علمٍ من الأعلام العملاقة في الفكر والمعرفة والعلم والفلسفة، والَّتي تركت آثارها على مدار قرون، ألا وهو الشّيخ نصير الدّين الطّوسي، الَّذي لمع نجمه في سماء الفكر والحكمة الإنسانيّين. ففي زمان هذا العَلَم الفذّ، كان العقل ونتاجه في أوج عطائه، في مقابل ما أُريد للمرحلة آنذاك من جمود وضيق أفق.. من هنا، كانت أهميّة الطوسي أن فتح كوّةً واسعةً في جدار تلك المرحلة، وأضاء الطّريق للنّاس ولمن أتى بعده من العلماء في الفكر البشريّ بوجه عامّ.
في الفصل الأوّلمن الكتاب، يتعرَّض المؤلِّف إلى نشأة الطّوسي ودراسته وإنتاجه الغزير، وإلى آثاره وأخلاقه وأقوال العلماء فيه، إذ نجد فيه العالم صاحب الأخلاق الكريمة الّتي يتغنّى بها الشّعراء ويتكلَّم عنها المحدّثون، وكان يتميَّز أيضاً بالفطنة والذّكاء، إذ كان العالم الفريد الأوحد في عصره، بما بلغه من مرتبةٍ علميّةٍ عليا، ووفرةٍ في التّأليف والتّصنيف، حتى صار من أشهر علماء القرن السّابع وأشهر مؤلّفيه، حيث تمتّعت مؤلّفاته بالسّهولة والوضوح ودقَّة العبارة. يقول المؤرّخ حسن الأمين في كتابه (الإسماعيليّون ونصير الدين الطوسي): "وقد عرفت مؤلّفاته بسهولة العبارة، والخلوّ من تعقيداتها، والتّهذيب، وتنقيح المعاني، وبعدها عن الحشو والزّوائد الخالية من المعاني".
ويشير المؤلّف إلى مسألة إبقاء هولاكو المغولي للشَّيخ نصير الدّين الطّوسي، بالنّظر إلى سمعته العلميَّة وحاجته إليه، بالرّغم من الألم والمعاناة النفسيّة للشّيخ، لاحتلال المغول بلاد المسلمين وفتحها.
ويعرض المؤلّف لفترة تأليف الطوسي لرسائله، وتفرّغه للتّصنيف في قلاع الإسماعيليّين قبل سقوطها بيد المغول.
في الفصل الثَّانيمن الكتاب، حديث عن الحقبة السياسيَّة الّتي عاشها الطّوسي إبَّان الغزو المغولي لبلاد المسلمين، فقد كانت الخلافة العباسيَّة في بغداد في أوج ضعفها، وكان الوضع الاجتماعي والاقتصادي ضعيفاً ومترهّلاً، فاستغلَّ المغول هذا الضَّعف، وبدأوا سيطرتهم على بلاد المسلمين، وكان الطّوسي يعاني جرّاء ضعف المجتمع الإسلاميّ وفقدانه القدرة على التصدّي للغزو المغولي. ويعرض المؤلِّف لرسالة هولاكو إلى الخليفة، إذ تبيّن السّطوة والقوّة للمغول، في وقتٍ كانت بغداد في أضعف حالاتها.. هنا حاول الشّيخ الطوسي أن يستغلَّ علاقته بهولاكو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الإسلامي، ويشير المؤلّف إلى تفرّغه لبناء مرصدٍ فلكيّ في مدينة "مراغة".
وفي الفصل الثَّالث، حديث عن الطّوسي وفلسفته ونظرته الفلسفيَّة إلى بعض المسائل الفكريّة والعقيديّة، من الوجود والعدم، إلى اشتراك الوجود والوجود والماهيَّة، وأدلَّة وجود الله، ومبحث الوحدانيَّة والنبوّة والإمامة والمعاد الجسمانيّ والطّبيعة الإنسانيَّة.
ولقد برع الشّيخ الطّوسي، كما هو معروف، في الحكمة والكلام والفلسفة، وشكَّل علامةً فارقةً في هذا المضمار، وهو يعتبر من الرّجالات الكبار الّذي بعث الرّوح في الفلسفة من جديد، وكانت له آراؤه الفلسفيّة والكلاميّة الجليلة والأدلّة المتينة. ويتناول المؤلِّف بعضاً من آرائه الخاصَّة في مسائل متنوّعة، والّتي سبق ذكرها، ويذكر أنّ ميزة الشّيخ الطّوسي هي مزجه بين علم الكلام والفلسفة.
كتاب يعرض لسيرة الشّيخ الطّوسي، ولمحطَّاتٍ من حياته، ويقف عند بعض آرائه في مسائل مختلفة، رغم أنّنا لا نستطيع في كتابٍ أن نحوي فكر هذه الشّخصيَّة الموسوعيّة وتأثيرها، وهي الّتي ملأت الخافقيْن بتأثيرها في كلِّ جوانب الحياة السياسيَّة والفكريَّة والاجتماعيَّة والعلميَّة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.