صدر عن "المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر" في بيروت، كتاب "السفارديم والموريسكيون.. رحلة التّهجير والتّوطين في بلاد المغرب"، للباحث التونسي حسام الدّين شاشية. وقد جاء إصدار الكتاب في جزأين؛ الجزء الأوَّل يتناول الروايات والمسارات، أمّا الجزء الثاني، فيتناول الملاحق والفهارس. يقع الكتاب في "572 صفحة ـ الجزء الأوّل"، و"192 صفحة - الجزء الثّاني".
يقدِّم الباحث دراسةً تاريخيَّةً مقارنة تتناول الموضوعين "الموريسكي والسفارديمي"، أي المسلمين واليهود الَّذين خرجوا من الأندلس بعد سقوطها وخروجها عن الحكم الإسلاميّ. وقد اعتمدت على منهج علميّ دقيق، وأخذت المصادر الأصليَّة باللّغات العربيّة والإسبانيّة والعبريّة ولغاتٍ أخرى، لتحيط بواقعة طرد المنتمين إلى الفئتين الموريسكيّة والسّفارديميّة من الأندلس وتهجيرهما.
وقد اعتمد الباحث في دراسته على أرشيفٍ ضخمٍ من الوثائق، توفَّر له من خلال زيارة عددٍ من مراكز الأبحاث المرموقة في إسبانيا، كما قام بعددٍ من الزّيارات الميدانيّة لمسرح دراسته في أماكن مختلفة.
وقد انكبَّ المؤلّف على درس الرّوايات التي تتحدَّث عن عمليَّة تهجير المسلمين بعد سقوط مدنهم في الأندلس ضمن حركة الاستعادة الإسبانيَّة. تمتدّ فترة البحث الّتي اشتغل عليها الباحث من العام 1492م، تاريخ سقوط غرناطة، وصولاً إلى العام 1756م.
يُجري الكاتب مقارنة تاريخيَّةً بين فئتين من المهجَّرين: السفارديم والموريسكيون، أي يهود الجزيرة الإيبيريّة ومسلميها، ويرى أنَّ التشارك في الطّرد من إسبانيا خلق مجموعةً من النقاط المشتركة بين الفئتين، محاولاً أن يدرس كلّاً منهما في مواطنها الجديدة الَّتي لجأت إليها بعد الطّرد، وخصوصاً في مدن المغرب الإسلامي الّتي أسّسها المسلمون القادمون من الأندلس.
وتؤكِّد الدِّراسة أنَّ الفكر الاستئصاليّ الدّينيّ الّذي تمَّ في إسبانيا، خلقَ مجموعةً من النقاط المشتركة بين الفئتين، حيث تمّ تخيير معتنقي الدّيانات الأخرى بين خيارين: إمّا اعتناق الدّيانة المسيحيّة، حيث يشكِّل ذلك عمليّة صهر قسريّ للأقليَّة، أو الطّرد والتّهجير الفوري.
وتبرهن الدِّراسة في إطار المقارنة بين مجتمعي الطّرد والتّوطين، أنَّ الاختلاف الأساسيّ الّذي يفسِّر فشل عمليّة دمج الأقليّتين في المجتمع الإسبانيّ ونجاحه في المجتمعات المغاربيَّة، مرتبط بعاملين جوهريين يتعلَّقان بالهويَّة والزّمن.
وتخلص إلى أنَّ قلق الهويّة الَّذي عاشه المجتمع الإسبانيّ، وخصوصاً في القرنين الخامس عشر والسّادس عشر، يعتبر سبباً رئيساً في عمليّات الطّرد الواسعة، وهو قلقٌ عاشته المجتمعات المعاصرة، وكان سبباً في كثيرٍ من المآسي التاريخيّة المشابهة، كمأساة الأرمن مع بداية القرن العشرين، والتوتسي سنة 1994، أو مسلمي سربرنيتسا سنة 1995، وهو إلى حدّ اليوم يمثِّل مشكلاً مؤرقاً للمجتمعات غير القادرة على إدارة اختلافاتها الإثنيَّة واللّغويَّة والدينيَّة.
إنَّ الآراء الواردة في هذا التَّقرير، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
صدر عن "المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر" في بيروت، كتاب "السفارديم والموريسكيون.. رحلة التّهجير والتّوطين في بلاد المغرب"، للباحث التونسي حسام الدّين شاشية. وقد جاء إصدار الكتاب في جزأين؛ الجزء الأوَّل يتناول الروايات والمسارات، أمّا الجزء الثاني، فيتناول الملاحق والفهارس. يقع الكتاب في "572 صفحة ـ الجزء الأوّل"، و"192 صفحة - الجزء الثّاني".
يقدِّم الباحث دراسةً تاريخيَّةً مقارنة تتناول الموضوعين "الموريسكي والسفارديمي"، أي المسلمين واليهود الَّذين خرجوا من الأندلس بعد سقوطها وخروجها عن الحكم الإسلاميّ. وقد اعتمدت على منهج علميّ دقيق، وأخذت المصادر الأصليَّة باللّغات العربيّة والإسبانيّة والعبريّة ولغاتٍ أخرى، لتحيط بواقعة طرد المنتمين إلى الفئتين الموريسكيّة والسّفارديميّة من الأندلس وتهجيرهما.
وقد اعتمد الباحث في دراسته على أرشيفٍ ضخمٍ من الوثائق، توفَّر له من خلال زيارة عددٍ من مراكز الأبحاث المرموقة في إسبانيا، كما قام بعددٍ من الزّيارات الميدانيّة لمسرح دراسته في أماكن مختلفة.
وقد انكبَّ المؤلّف على درس الرّوايات التي تتحدَّث عن عمليَّة تهجير المسلمين بعد سقوط مدنهم في الأندلس ضمن حركة الاستعادة الإسبانيَّة. تمتدّ فترة البحث الّتي اشتغل عليها الباحث من العام 1492م، تاريخ سقوط غرناطة، وصولاً إلى العام 1756م.
يُجري الكاتب مقارنة تاريخيَّةً بين فئتين من المهجَّرين: السفارديم والموريسكيون، أي يهود الجزيرة الإيبيريّة ومسلميها، ويرى أنَّ التشارك في الطّرد من إسبانيا خلق مجموعةً من النقاط المشتركة بين الفئتين، محاولاً أن يدرس كلّاً منهما في مواطنها الجديدة الَّتي لجأت إليها بعد الطّرد، وخصوصاً في مدن المغرب الإسلامي الّتي أسّسها المسلمون القادمون من الأندلس.
وتؤكِّد الدِّراسة أنَّ الفكر الاستئصاليّ الدّينيّ الّذي تمَّ في إسبانيا، خلقَ مجموعةً من النقاط المشتركة بين الفئتين، حيث تمّ تخيير معتنقي الدّيانات الأخرى بين خيارين: إمّا اعتناق الدّيانة المسيحيّة، حيث يشكِّل ذلك عمليّة صهر قسريّ للأقليَّة، أو الطّرد والتّهجير الفوري.
وتبرهن الدِّراسة في إطار المقارنة بين مجتمعي الطّرد والتّوطين، أنَّ الاختلاف الأساسيّ الّذي يفسِّر فشل عمليّة دمج الأقليّتين في المجتمع الإسبانيّ ونجاحه في المجتمعات المغاربيَّة، مرتبط بعاملين جوهريين يتعلَّقان بالهويَّة والزّمن.
وتخلص إلى أنَّ قلق الهويّة الَّذي عاشه المجتمع الإسبانيّ، وخصوصاً في القرنين الخامس عشر والسّادس عشر، يعتبر سبباً رئيساً في عمليّات الطّرد الواسعة، وهو قلقٌ عاشته المجتمعات المعاصرة، وكان سبباً في كثيرٍ من المآسي التاريخيّة المشابهة، كمأساة الأرمن مع بداية القرن العشرين، والتوتسي سنة 1994، أو مسلمي سربرنيتسا سنة 1995، وهو إلى حدّ اليوم يمثِّل مشكلاً مؤرقاً للمجتمعات غير القادرة على إدارة اختلافاتها الإثنيَّة واللّغويَّة والدينيَّة.
إنَّ الآراء الواردة في هذا التَّقرير، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.