كتاب "تجديد الخطاب الإسلاميّ من المنبر إلى شبكة الإنترنت"، للباحث
الدكتور محمّد يونس، وهو صادر حديثاً عن مكتبة "الدّار العربيّة". يحاول
صاحبه الإشارة إلى أهميّة مراجعة الخطاب الإسلامي وبنيته، وإلى ضرورة هذه
المراجعة، وإعادة صوغ أفكاره وأساليبه، بما يتناسب مع لغة العصر وحاجات
الأمَّة، وما تفرضه ظروف اليوم، وتحدِّيات الفضاء الإلكترونيّ، والثّورة
الرقميَّة العلميَّة، إذ لا بدَّ ـ وبحسب الباحث ـ من التّماشي مع التطوّر
المعرفيّ، والانتقال من ذهنيَّة التلقّي إلى ذهنيَّة التَّفاعل والإنتاج،
وما ينفع النَّاس بعد عقودٍ من الجمود الفكريّ المفروض على الأمّة.
ويلفت الكاتب إلى تجديد آليّات هذا الخطاب، ومن ذلك خطبة الجمعة، لما
لها من أهمية ومرتكز في وجدان الناس يجب توظيفه لفتح قلوبهم وعقولهم على
كلّ جديد، إضافةً إلى النصوص المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئيّة وغير
ذلك. ويؤكّد الباحث في مجالٍ آخر، حاجة الأمّة إلى خطابٍ بنائيّ لا إنشائيّ،
فهي قد شبعت من الكلام الإنشائيّ الفارغ الّذي يزيدها غربةً وانقطاعاً
عن أصالتها وتراثها، ويمعن في تجهيلها.
إنها تحتاج إلى خطابٍ يبني فكرها وشخصيَّتها، ويبني حاضرها ومستقبلها،
ويحصِّنها في مواجهة كلّ التحدّيات الّتي تعترض مسيرتها، ويدفعها إلى العطاء
الّذي يعزّز مسيرتها الحضاريّة، وإسهاماتها المعرفيَّة، بما يعيد للإنسان
دوره وفاعليّته وحضوره في حركة المجتمع والواقع.
ويلفت الباحث إلى أنَّ الإسلام في منظومته المعرفيَّة، يحمل عناصر التَّجديد
والمعاصرة، ولم يكن الخطاب الدّينيّ الأصيل يوماً ببعيدٍ عن تحدّيات التحرّر
والتّنمية منذ قرون، وقد اختلفت أساليبه تبعاً للظّروف التاريخيّة والسياسيّة
الّتي حكمت الواقع.
الكاتب يشير إلى أنَّ الولايات المتَّحدة والإعلام الغربي، حاولا التدخّل
لصياغة خطاب دينّي وإسلاميّ، بما يتناسب مع سياستهم الّتي تحاول بكل الطّرق
وصم الإسلام بأنّه دين العنف والإرهاب، حيث دفعت الأحداث في المنطقة العربيّة
والإسلاميّة إلى التأزيم والتعقيد، خدمةً لأهدافها ومصالحها.
وينتقد الكاتب القصور في الخطاب الإسلاميّ المعاصر، إذ يوصف بالتشتّت،
والضّياع، والجهل، والتخلّف، وعدم المسؤوليَّة، مطالباً بوضع آليّاتٍ لتجديد
الخطاب الدّينيّ، ضمن عمليّة "تجديد الأمَّة"، في مواجهة الحملة الأميركيّة
الرّاهنة على الأمّة.
ويوضح الباحث أنَّه لا بدَّ من أخذ قدرات الأمّة وطاقاتها المبدعة بالاعتبار،
والشّروع في استثمارها في عمليّة الاجتهاد الجماعيّ، والاتجاه بالخطاب
إلى البناء والعطاء، لا مجرّد الدّفاع وتقديم الأعذار والذّرائع والتبريرات
الَّتي تشدّ الأمَّة إلى الوراء.
ويدعو الكتاب إلى ضرورة تدارك النّقص والقصور في الفكر الإسلاميّ، كما
الفقه الَّذي اقتصر على النّشاط في مجال العبادات، دون فقه التّعامل مع
الحياة السياسيّة، وغيرها من القضايا الّتي تبرز أهميّة الفقه الإسلاميّ
وشموليّة طروحاته، لتطاول مختلف إنتاج الإنسان وإبداعه الإنسانيّ والحضاريّ،
فلا بدَّ من أن نبرز الفكر والفقه اللّذين يخاطبان المسلم المعاصر الفاعل
والمؤثّر حضاريّاً، الواعي لحقيقة رسالته وغاياتها، لجهة استخلاف الأرض
وعمارتها.
وهنا، لا بدَّ لهذا الخطاب الإسلاميّ من أن يراعي الأوضاع النفسيّة
والعقليّة للجماهير المسلمة اليوم، والظّروف التي شكّلتها، وخلفيّات هذه
الأوضاع.. ويدعو الكتاب إلى ضرورة التّأسيس لخطابٍ إسلاميٍّ يواجه بعض
الإعلام المأجور من قبل الصّهاينة، الَّذين يسعون للصق الإرهاب والعنف
بالإسلام، وتبرير الهيمنة على العالم العربي والإسلامي.
الكتاب يسلِّط الضَّوء على قضيَّة هامَّة اليوم، ألا وهي الخطاب الإسلاميّ،
وضرورة تجديده وإصلاحه، بما يتناسب مع أصالة الإسلام ودوره ورسالته في
الحياة.
كتاب "تجديد الخطاب الإسلاميّ من المنبر إلى شبكة الإنترنت"، للباحث
الدكتور محمّد يونس، وهو صادر حديثاً عن مكتبة "الدّار العربيّة". يحاول
صاحبه الإشارة إلى أهميّة مراجعة الخطاب الإسلامي وبنيته، وإلى ضرورة هذه
المراجعة، وإعادة صوغ أفكاره وأساليبه، بما يتناسب مع لغة العصر وحاجات
الأمَّة، وما تفرضه ظروف اليوم، وتحدِّيات الفضاء الإلكترونيّ، والثّورة
الرقميَّة العلميَّة، إذ لا بدَّ ـ وبحسب الباحث ـ من التّماشي مع التطوّر
المعرفيّ، والانتقال من ذهنيَّة التلقّي إلى ذهنيَّة التَّفاعل والإنتاج،
وما ينفع النَّاس بعد عقودٍ من الجمود الفكريّ المفروض على الأمّة.
ويلفت الكاتب إلى تجديد آليّات هذا الخطاب، ومن ذلك خطبة الجمعة، لما
لها من أهمية ومرتكز في وجدان الناس يجب توظيفه لفتح قلوبهم وعقولهم على
كلّ جديد، إضافةً إلى النصوص المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئيّة وغير
ذلك. ويؤكّد الباحث في مجالٍ آخر، حاجة الأمّة إلى خطابٍ بنائيّ لا إنشائيّ،
فهي قد شبعت من الكلام الإنشائيّ الفارغ الّذي يزيدها غربةً وانقطاعاً
عن أصالتها وتراثها، ويمعن في تجهيلها.
إنها تحتاج إلى خطابٍ يبني فكرها وشخصيَّتها، ويبني حاضرها ومستقبلها،
ويحصِّنها في مواجهة كلّ التحدّيات الّتي تعترض مسيرتها، ويدفعها إلى العطاء
الّذي يعزّز مسيرتها الحضاريّة، وإسهاماتها المعرفيَّة، بما يعيد للإنسان
دوره وفاعليّته وحضوره في حركة المجتمع والواقع.
ويلفت الباحث إلى أنَّ الإسلام في منظومته المعرفيَّة، يحمل عناصر التَّجديد
والمعاصرة، ولم يكن الخطاب الدّينيّ الأصيل يوماً ببعيدٍ عن تحدّيات التحرّر
والتّنمية منذ قرون، وقد اختلفت أساليبه تبعاً للظّروف التاريخيّة والسياسيّة
الّتي حكمت الواقع.
الكاتب يشير إلى أنَّ الولايات المتَّحدة والإعلام الغربي، حاولا التدخّل
لصياغة خطاب دينّي وإسلاميّ، بما يتناسب مع سياستهم الّتي تحاول بكل الطّرق
وصم الإسلام بأنّه دين العنف والإرهاب، حيث دفعت الأحداث في المنطقة العربيّة
والإسلاميّة إلى التأزيم والتعقيد، خدمةً لأهدافها ومصالحها.
وينتقد الكاتب القصور في الخطاب الإسلاميّ المعاصر، إذ يوصف بالتشتّت،
والضّياع، والجهل، والتخلّف، وعدم المسؤوليَّة، مطالباً بوضع آليّاتٍ لتجديد
الخطاب الدّينيّ، ضمن عمليّة "تجديد الأمَّة"، في مواجهة الحملة الأميركيّة
الرّاهنة على الأمّة.
ويوضح الباحث أنَّه لا بدَّ من أخذ قدرات الأمّة وطاقاتها المبدعة بالاعتبار،
والشّروع في استثمارها في عمليّة الاجتهاد الجماعيّ، والاتجاه بالخطاب
إلى البناء والعطاء، لا مجرّد الدّفاع وتقديم الأعذار والذّرائع والتبريرات
الَّتي تشدّ الأمَّة إلى الوراء.
ويدعو الكتاب إلى ضرورة تدارك النّقص والقصور في الفكر الإسلاميّ، كما
الفقه الَّذي اقتصر على النّشاط في مجال العبادات، دون فقه التّعامل مع
الحياة السياسيّة، وغيرها من القضايا الّتي تبرز أهميّة الفقه الإسلاميّ
وشموليّة طروحاته، لتطاول مختلف إنتاج الإنسان وإبداعه الإنسانيّ والحضاريّ،
فلا بدَّ من أن نبرز الفكر والفقه اللّذين يخاطبان المسلم المعاصر الفاعل
والمؤثّر حضاريّاً، الواعي لحقيقة رسالته وغاياتها، لجهة استخلاف الأرض
وعمارتها.
وهنا، لا بدَّ لهذا الخطاب الإسلاميّ من أن يراعي الأوضاع النفسيّة
والعقليّة للجماهير المسلمة اليوم، والظّروف التي شكّلتها، وخلفيّات هذه
الأوضاع.. ويدعو الكتاب إلى ضرورة التّأسيس لخطابٍ إسلاميٍّ يواجه بعض
الإعلام المأجور من قبل الصّهاينة، الَّذين يسعون للصق الإرهاب والعنف
بالإسلام، وتبرير الهيمنة على العالم العربي والإسلامي.
الكتاب يسلِّط الضَّوء على قضيَّة هامَّة اليوم، ألا وهي الخطاب الإسلاميّ،
وضرورة تجديده وإصلاحه، بما يتناسب مع أصالة الإسلام ودوره ورسالته في
الحياة.