السيِّدةُ الزَّهراءُ (ع) قدوةُ النِّساءِ المسلمات

السيِّدةُ الزَّهراءُ (ع) قدوةُ النِّساءِ المسلمات

[في ذكرى وفاة السيِّدة الزهراء (ع)، سيّدة نساء العالمين، ندعو إلى] أن يتمَّ الانفتاح على آفاق هذه السيِّدة المعصومة الَّتي تربَّت عند رسول الله (ص)، فكان عقلها من عقله، وروحها من روحه، ولذلك كان الاندماج بينها وبين الرسول (ص) اندماجاً روحياً، وكان يقول عنها بأنَّها "أمّ أبيها"، بحيث إنَّه (ص) وجد في الزّهراء (ع) ما فقده من حنان الأمّ وعاطفتها. وكانت (ع) تقوم اللَّيل لله، وكانت تحبّ النَّاس، وقد قال لها ولدها الحسن (ع): "يا أمّاه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟"، فقالت: "الجار قبل الدَّار"1، وكأنّها تريد أن تقول: نحن نفكر في الآخرين أكثر مما نفكّر في أنفسنا.

وهكذا عاشت الزهراء (ع)، وهي ربّة منـزل، في بيتها المشقَّة الشديدة، لصعوبة الوضع الاقتصادي لعليّ (ع)، ولم يكن لدى الرسول (ص) ما يساعدهم فيه، ولكنَّها عاشت في رعايتها لأبيها وزوجها ولأبنائها، مع أن جسدها كان نحيلاً عليلاً.

ثم إنها (ع) كانت تجمع نساء المهاجرين والأنصار لتعلّمهم وتحدّثهم بما سمعته من الرسول (ص). وكانت المجاهدة التي وقفت مع عليّ (ع) كأقوى ما يكون الموقف، لا لأنَّه زوجها، ولكن لأنَّه إمامها، وكانت تعلم أنَّ الحقَّ له ومعه، ولذلك وقفت في مسجد الرسول (ص) وخطبت خطبتها التي تمثِّل ثروةً ثقافيَّة إسلاميَّة، وهي من أفضل ما تركه التراث الإسلامي، ولم تسبقها امرأة في ذلك كلِّه، وكانت تتحدَّث عن عليّ (ع) مع نساء ورجال المهاجرين والأنصار، وعندما عاشت ظلامات كثيرة، لم تركِّز على ظلاماتها بقدر ما كانت تركِّز على حقّ عليّ (ع)، حتى كان الاحتجاج الأخير على الَّذين أبعدوا عليّاً (ع) بأن لا يحضروا جنازتها، فهي المعصومة الَّتي لديها من الصفات ما لم تجمعها امرأة بعدها ولا قبلها.

لذلك، على النساء المسلمات أن يتّخذن من الزهراء (ع) القدوة كلَّ القدوة، ونحن نقرأ في شعر أحمد شوقي (أمير الشّعراء) يقول عنها:

ما تمنَّى غيرَها نسلاً ومَنْ يَلِدِ الزَّهراءَ يَزْهَدْ في سواه

*من كتاب "النَّدوة"، ج 12.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج 34، ص 82.

[في ذكرى وفاة السيِّدة الزهراء (ع)، سيّدة نساء العالمين، ندعو إلى] أن يتمَّ الانفتاح على آفاق هذه السيِّدة المعصومة الَّتي تربَّت عند رسول الله (ص)، فكان عقلها من عقله، وروحها من روحه، ولذلك كان الاندماج بينها وبين الرسول (ص) اندماجاً روحياً، وكان يقول عنها بأنَّها "أمّ أبيها"، بحيث إنَّه (ص) وجد في الزّهراء (ع) ما فقده من حنان الأمّ وعاطفتها. وكانت (ع) تقوم اللَّيل لله، وكانت تحبّ النَّاس، وقد قال لها ولدها الحسن (ع): "يا أمّاه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟"، فقالت: "الجار قبل الدَّار"1، وكأنّها تريد أن تقول: نحن نفكر في الآخرين أكثر مما نفكّر في أنفسنا.

وهكذا عاشت الزهراء (ع)، وهي ربّة منـزل، في بيتها المشقَّة الشديدة، لصعوبة الوضع الاقتصادي لعليّ (ع)، ولم يكن لدى الرسول (ص) ما يساعدهم فيه، ولكنَّها عاشت في رعايتها لأبيها وزوجها ولأبنائها، مع أن جسدها كان نحيلاً عليلاً.

ثم إنها (ع) كانت تجمع نساء المهاجرين والأنصار لتعلّمهم وتحدّثهم بما سمعته من الرسول (ص). وكانت المجاهدة التي وقفت مع عليّ (ع) كأقوى ما يكون الموقف، لا لأنَّه زوجها، ولكن لأنَّه إمامها، وكانت تعلم أنَّ الحقَّ له ومعه، ولذلك وقفت في مسجد الرسول (ص) وخطبت خطبتها التي تمثِّل ثروةً ثقافيَّة إسلاميَّة، وهي من أفضل ما تركه التراث الإسلامي، ولم تسبقها امرأة في ذلك كلِّه، وكانت تتحدَّث عن عليّ (ع) مع نساء ورجال المهاجرين والأنصار، وعندما عاشت ظلامات كثيرة، لم تركِّز على ظلاماتها بقدر ما كانت تركِّز على حقّ عليّ (ع)، حتى كان الاحتجاج الأخير على الَّذين أبعدوا عليّاً (ع) بأن لا يحضروا جنازتها، فهي المعصومة الَّتي لديها من الصفات ما لم تجمعها امرأة بعدها ولا قبلها.

لذلك، على النساء المسلمات أن يتّخذن من الزهراء (ع) القدوة كلَّ القدوة، ونحن نقرأ في شعر أحمد شوقي (أمير الشّعراء) يقول عنها:

ما تمنَّى غيرَها نسلاً ومَنْ يَلِدِ الزَّهراءَ يَزْهَدْ في سواه

*من كتاب "النَّدوة"، ج 12.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج 34، ص 82.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية