الزّهراء (ع): أشبه النّاس بالرّسول (ص)

الزّهراء (ع): أشبه النّاس بالرّسول (ص)

نقل ابن عبد البرّ في الاستيعاب ـــ وإنّما نحرص على النّقل منه وهو من المصادر السنّية، لأنّه يمثّل مصدراً حياديّاً، حتّى لا يتّهم الشّيعة بأنّهم يتحدّثون بعاطفتهم ـــ بأسانيده عن عائشة، أنّها قالت: "ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وسمتاً وهدياً ودلًّا برسول الله من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكانت إذا دخل عليها، قامت إليه فأخذت بيده فقبّلتها وأجلسته في مجلسها"[1].

عندما ندرس هذا النصّ الوارد عن عائشة في الاستيعاب، فإنّه يوحي إلينا بأمرين:

1 ـــ بالوحدة والاندماج الكامل بين شخصيّة فاطمة وشخصيّة أبيها، حيث كانت أشبه النّاس به في كلّ شي، حتّى تأثّرت به في طريقة مشيه، ولذا ورد في عدّة روايات، "أنّ فاطمة أقبلت ما تخطئ مشية رسول الله (ص)"[2]. فقد كان رسول الله أباها والمربّي لها ومعلِّمها، يعطيها في كلّ يوم من أخلاقه خلقاً، ومن روحه روحاً، ومن عقله عِلْماً ووعياً، كانت معه في مكّة وفي جزء من حياتها في المدينة، في اللّيل والنَّهار، يناجيها وتناجيه، وتتتلمذ على يديه، وتستمدّ من علمه وأخلاقه.

2 ـــ ويوحي إلينا أيضاً بعمق العلاقة الروحيّة بين رسول الله (ص) وابنته فاطمة (ع)، لأنّ رسول الله (ص) لم يفعل ذلك إلا مع فاطمة، يقوم لها كلّما دخلت عليه، ويقبّلها ويجلسها في مجلسه، وكذلك كانت تفعل هي كلّما دخل عليها، وهذا ما يؤكّد أنَّ الاندماج بينها وبينه لم يكن شكليّاً فحسب، بل كان اندماجاً روحياً معمَّقاً.

3 ـــ ويدلّ هذا الحديث على مدى التّقدير والاحترام والحبّ الذي كان يشعر به رسول الله تجاهها، لأنّه ليس من المألوف أنْ يتعامل الأب مع ابنته بهذه الطّريقة لو لم تكن تمتاز عن غيرها بحلقات قدسيّة، وعصمة واستقامة عمليّة، وألطاف إلهيّة أمدَّها الله بها حتّى امتازت عن سائر النساء.

* من كتاب "الزّهراء القدوة". 


[1]  نقلاً عن أعيان الشيعة: تأليف السيّد محسن الأمين العاملي، دار التعارف ـ بيروت، ج:1، ص:307.

[2]  مسند الإمام أحمد، ج:7، ص:5401، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1993م. وأعيان الشيعة، ج:1، ص:307.

نقل ابن عبد البرّ في الاستيعاب ـــ وإنّما نحرص على النّقل منه وهو من المصادر السنّية، لأنّه يمثّل مصدراً حياديّاً، حتّى لا يتّهم الشّيعة بأنّهم يتحدّثون بعاطفتهم ـــ بأسانيده عن عائشة، أنّها قالت: "ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وسمتاً وهدياً ودلًّا برسول الله من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكانت إذا دخل عليها، قامت إليه فأخذت بيده فقبّلتها وأجلسته في مجلسها"[1].

عندما ندرس هذا النصّ الوارد عن عائشة في الاستيعاب، فإنّه يوحي إلينا بأمرين:

1 ـــ بالوحدة والاندماج الكامل بين شخصيّة فاطمة وشخصيّة أبيها، حيث كانت أشبه النّاس به في كلّ شي، حتّى تأثّرت به في طريقة مشيه، ولذا ورد في عدّة روايات، "أنّ فاطمة أقبلت ما تخطئ مشية رسول الله (ص)"[2]. فقد كان رسول الله أباها والمربّي لها ومعلِّمها، يعطيها في كلّ يوم من أخلاقه خلقاً، ومن روحه روحاً، ومن عقله عِلْماً ووعياً، كانت معه في مكّة وفي جزء من حياتها في المدينة، في اللّيل والنَّهار، يناجيها وتناجيه، وتتتلمذ على يديه، وتستمدّ من علمه وأخلاقه.

2 ـــ ويوحي إلينا أيضاً بعمق العلاقة الروحيّة بين رسول الله (ص) وابنته فاطمة (ع)، لأنّ رسول الله (ص) لم يفعل ذلك إلا مع فاطمة، يقوم لها كلّما دخلت عليه، ويقبّلها ويجلسها في مجلسه، وكذلك كانت تفعل هي كلّما دخل عليها، وهذا ما يؤكّد أنَّ الاندماج بينها وبينه لم يكن شكليّاً فحسب، بل كان اندماجاً روحياً معمَّقاً.

3 ـــ ويدلّ هذا الحديث على مدى التّقدير والاحترام والحبّ الذي كان يشعر به رسول الله تجاهها، لأنّه ليس من المألوف أنْ يتعامل الأب مع ابنته بهذه الطّريقة لو لم تكن تمتاز عن غيرها بحلقات قدسيّة، وعصمة واستقامة عمليّة، وألطاف إلهيّة أمدَّها الله بها حتّى امتازت عن سائر النساء.

* من كتاب "الزّهراء القدوة". 


[1]  نقلاً عن أعيان الشيعة: تأليف السيّد محسن الأمين العاملي، دار التعارف ـ بيروت، ج:1، ص:307.

[2]  مسند الإمام أحمد، ج:7، ص:5401، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1993م. وأعيان الشيعة، ج:1، ص:307.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية