نلتقي مع سيدتنا فاطمة الزهراء (ع) التي هي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، لنطلّ على حياتها في مرحلة يضجّ العالم بقضية المرأة ليتساءل: ما هو دور المرأة في الحياة؟ هل هي إنسانٌ من الدرجة الثانية؟ أو هي إنسان تماماً كما هو الرجل إنسان؟ هل لها الحق في أن تخوض الصراع الاجتماعي والصراع السياسي؟ وأن تدخل في معركة الحياة لتتحدى أو لتواجه التحدي؟ أو أنها معزولة عن أيّ نشاط اجتماعي أو سياسي، لأن البيت هو مملكتها وليس لها أن تخرج من هذه المملكة؟ ما هو حقها في العمل؟ هل أن أجرها أقلّ من أجر الرجل عندما تعمل أو لا فرق بين عملها وعمله؟ ما الموقف من مسألة العنف الذي يمارسه الرجل ضد المرأة؟ سواء العنف في البيت الأبوي الذي يضطهد المرأة فيلغي لها إرادتها وشخصيتها، أو العنف في البيت الزوجي الذي يتحول فيه الزوج إلى سيّد للمرأة لا تملك معه أي خيار في أن تريد أو لا تريد؟
هذه أمور بدأت تهز العالم، وقد لا يكفي أن نرجم كل هؤلاء بأحجارنا؛ أحجار الكلمات الشاتمة أو المكفّرة أو المزندقة، لأن ذلك لن يحل المشكلة، بل أخشى أن نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، فلا ترى الصيّاد بينما الصياد يراها جيداً ويصوّب إليها بندقيته. وإذا أردنا أن نكون واعين وأن نكون رساليين في مستوى الرسالة ونحمل رسالة الإسلام من أجل أن نطلقها للعالم كله، علينا أن ندخل المعركة بسلاح العقل والمنطق، فنجعل عقولنا تنطلق في ميادين المعركة، ونجعل ثقافتنا تتحرك في ساحات المعركة، لأن المعركة ليست معركة بندقية أو مدفع فحسب، ولكنها معركة فكر، فإذا لم نتسلّح لها بالعلم والفكر والوعي لكلِّ قضايا العصـر، فلن نستطـيع أن نخدش شيئاً في جـدار العصر فضلاً عن أن ننسفه.
من هنا حاجتنا إلى الزهراء.. حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى القدوة والمثل والنموذج، حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى الشخصية التي جمعت كل العناصر الحيّة التي تتوازن وتتكامل فيها الشخصية.
مظهر حي ّ للفضائل:
إنّ فاطمة الزهراء ( ع) هي مظهر حيّ لفضائل أهل البيت(ع) في كل كلماتها وأعمالها، في زهدها وعبادتها، في أخلاقها ومشاعرها، في إيمانها وتقواها.
فاطمة(ع) هي الاسم الذي عندما نذكره أو نتذكره فإنه لا يوحي لنا إلا بالطهارة كأصفى ما تكون الطهارة، وبالنقاء كأعذب ما يكون النقاء، وبالإنسانية التي تعطي الإنسان قيمته، وبالعصمة التي تتمثلها فكراً في فكرها، وخلقاً في أخلاقها، وسلوكاً في كل حياتها، وشجاعة في الموقف مع الحق، شجاعة رسالية لا شجاعة انفعالية.. كانت وقفاتها وقفات من أجل الحق، وكان حزنها حزن القضيّة وفرحها فرح الرسالة، ومثّلت عمق الإسلام في عمق شخصيتها، واختزنت في داخلها كل الفضائل الإنسانية الإسلامية، باعتبار أن كونها سيدة نساء العالمين يفرض أن تكون في المستوى الأعلى من حيث القيمة الروحية والأخلاقية.
سر الاهتمام بالزهراء:
هذا الذي يجعلنا نهتم بفاطمة الزهراء (ع) ،لأننا عندما نذكرها نذكر قضية الرسالة ودور الزهراء فيها، ونذكر حركة الإسلام في القضايا المتحركة التي كانت الزهراء عنصراً حيوياً فيها، إننا نذكرها في ذلك كلِّه، وبذلك نشعر أنها معنا في كل قضايانا وأنها حيّة تعيش بيننا، فإن أشخاصاً في التاريخ ينتهون عندما يموتون، لأن حياتهم تختصر في مدى عمرهم، وهناك أشخاص يبقون في الحياة ما دامت الحياة، ليبقوا ما بقيت رسالتهم وبقي أناسٌ ينفتحون على رسالتهم..وفاطمة الزهراء(ع) تقع في قمة هؤلاء الأشخاص، ذلك أنك لا تستطيع أن تذكر رسول الله(ص) إلا وتذكرها، لأنها صنيعته وروحه التي بين جنبيه، ولا تستطيع أن تذكر علياً إلا وتذكرها، لأنها شريكته في الحياة والمعاناة، ولا تستطيع أن تذكر الحسن والحسين وزينب(عليهم السلام) إلاّ وتذكرها، لأنها سرّ الطهر في طفولتهم وشخصيتهم على مدى الحياة.
هذا هو سر فاطمة(ع) الذي يفرض علينا أن نبقيها في عقولنا وقلوبنا رسالة وفكراً لا دمعة فحسب، فإننا وإن كنّا لا نملك إلا أن ننفتح عليها بدموعنا، ولكن الأهم من ذلك أن ننفتح عليها برسالتها، لأنها عاشت كل دموعها وكل حياتها للرسالة ولم تعشها لنفسها طرفة عين، وهذا هو سر كل أهل البيت(عليهم السلام) ، أنهم عاشوا للإسلام كله وقدموا حياتهم فداءً للإسلام والرسالة.
ومن هنا، فإننا وبكلِّ فخر واعتزاز نقدم الزهراء(ع) إلى المسلمين جميعاً، كنموذج حي ومثل أعلى جسّدت الرسالة الإسلامية أسمى تجسيد، وعاشت في شخصيتها شخصية رسول الله(ص) بعناصرها المميزة والملهمة والمسددة.
للإستماع الى هذه الخطبة
نلتقي مع سيدتنا فاطمة الزهراء (ع) التي هي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، لنطلّ على حياتها في مرحلة يضجّ العالم بقضية المرأة ليتساءل: ما هو دور المرأة في الحياة؟ هل هي إنسانٌ من الدرجة الثانية؟ أو هي إنسان تماماً كما هو الرجل إنسان؟ هل لها الحق في أن تخوض الصراع الاجتماعي والصراع السياسي؟ وأن تدخل في معركة الحياة لتتحدى أو لتواجه التحدي؟ أو أنها معزولة عن أيّ نشاط اجتماعي أو سياسي، لأن البيت هو مملكتها وليس لها أن تخرج من هذه المملكة؟ ما هو حقها في العمل؟ هل أن أجرها أقلّ من أجر الرجل عندما تعمل أو لا فرق بين عملها وعمله؟ ما الموقف من مسألة العنف الذي يمارسه الرجل ضد المرأة؟ سواء العنف في البيت الأبوي الذي يضطهد المرأة فيلغي لها إرادتها وشخصيتها، أو العنف في البيت الزوجي الذي يتحول فيه الزوج إلى سيّد للمرأة لا تملك معه أي خيار في أن تريد أو لا تريد؟
هذه أمور بدأت تهز العالم، وقد لا يكفي أن نرجم كل هؤلاء بأحجارنا؛ أحجار الكلمات الشاتمة أو المكفّرة أو المزندقة، لأن ذلك لن يحل المشكلة، بل أخشى أن نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، فلا ترى الصيّاد بينما الصياد يراها جيداً ويصوّب إليها بندقيته. وإذا أردنا أن نكون واعين وأن نكون رساليين في مستوى الرسالة ونحمل رسالة الإسلام من أجل أن نطلقها للعالم كله، علينا أن ندخل المعركة بسلاح العقل والمنطق، فنجعل عقولنا تنطلق في ميادين المعركة، ونجعل ثقافتنا تتحرك في ساحات المعركة، لأن المعركة ليست معركة بندقية أو مدفع فحسب، ولكنها معركة فكر، فإذا لم نتسلّح لها بالعلم والفكر والوعي لكلِّ قضايا العصـر، فلن نستطـيع أن نخدش شيئاً في جـدار العصر فضلاً عن أن ننسفه.
من هنا حاجتنا إلى الزهراء.. حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى القدوة والمثل والنموذج، حاجتنا إليها هي حاجتنا إلى الشخصية التي جمعت كل العناصر الحيّة التي تتوازن وتتكامل فيها الشخصية.
مظهر حي ّ للفضائل:
إنّ فاطمة الزهراء ( ع) هي مظهر حيّ لفضائل أهل البيت(ع) في كل كلماتها وأعمالها، في زهدها وعبادتها، في أخلاقها ومشاعرها، في إيمانها وتقواها.
فاطمة(ع) هي الاسم الذي عندما نذكره أو نتذكره فإنه لا يوحي لنا إلا بالطهارة كأصفى ما تكون الطهارة، وبالنقاء كأعذب ما يكون النقاء، وبالإنسانية التي تعطي الإنسان قيمته، وبالعصمة التي تتمثلها فكراً في فكرها، وخلقاً في أخلاقها، وسلوكاً في كل حياتها، وشجاعة في الموقف مع الحق، شجاعة رسالية لا شجاعة انفعالية.. كانت وقفاتها وقفات من أجل الحق، وكان حزنها حزن القضيّة وفرحها فرح الرسالة، ومثّلت عمق الإسلام في عمق شخصيتها، واختزنت في داخلها كل الفضائل الإنسانية الإسلامية، باعتبار أن كونها سيدة نساء العالمين يفرض أن تكون في المستوى الأعلى من حيث القيمة الروحية والأخلاقية.
سر الاهتمام بالزهراء:
هذا الذي يجعلنا نهتم بفاطمة الزهراء (ع) ،لأننا عندما نذكرها نذكر قضية الرسالة ودور الزهراء فيها، ونذكر حركة الإسلام في القضايا المتحركة التي كانت الزهراء عنصراً حيوياً فيها، إننا نذكرها في ذلك كلِّه، وبذلك نشعر أنها معنا في كل قضايانا وأنها حيّة تعيش بيننا، فإن أشخاصاً في التاريخ ينتهون عندما يموتون، لأن حياتهم تختصر في مدى عمرهم، وهناك أشخاص يبقون في الحياة ما دامت الحياة، ليبقوا ما بقيت رسالتهم وبقي أناسٌ ينفتحون على رسالتهم..وفاطمة الزهراء(ع) تقع في قمة هؤلاء الأشخاص، ذلك أنك لا تستطيع أن تذكر رسول الله(ص) إلا وتذكرها، لأنها صنيعته وروحه التي بين جنبيه، ولا تستطيع أن تذكر علياً إلا وتذكرها، لأنها شريكته في الحياة والمعاناة، ولا تستطيع أن تذكر الحسن والحسين وزينب(عليهم السلام) إلاّ وتذكرها، لأنها سرّ الطهر في طفولتهم وشخصيتهم على مدى الحياة.
هذا هو سر فاطمة(ع) الذي يفرض علينا أن نبقيها في عقولنا وقلوبنا رسالة وفكراً لا دمعة فحسب، فإننا وإن كنّا لا نملك إلا أن ننفتح عليها بدموعنا، ولكن الأهم من ذلك أن ننفتح عليها برسالتها، لأنها عاشت كل دموعها وكل حياتها للرسالة ولم تعشها لنفسها طرفة عين، وهذا هو سر كل أهل البيت(عليهم السلام) ، أنهم عاشوا للإسلام كله وقدموا حياتهم فداءً للإسلام والرسالة.
ومن هنا، فإننا وبكلِّ فخر واعتزاز نقدم الزهراء(ع) إلى المسلمين جميعاً، كنموذج حي ومثل أعلى جسّدت الرسالة الإسلامية أسمى تجسيد، وعاشت في شخصيتها شخصية رسول الله(ص) بعناصرها المميزة والملهمة والمسددة.
للإستماع الى هذه الخطبة