النَّبيُّ محمّدٌ (ص): الرِّسالةُ في صورةِ إنسانٍ

النَّبيُّ محمّدٌ (ص): الرِّسالةُ في صورةِ إنسانٍ

كانت حياة النبيّ محمّد (ص) رسالةً كلّها، تتمثّل فيها معالم الرّسالة ومفاهيمها، لتكون التّجسيد الحيّ الذي يتحرّك، فيجد النّاس الرّسالة في صورة إنسان. ولهذا، كانت حياته قدوةً وشريعةً، فكانت أفعاله كأقواله دروساً إسلاميّة عمليّة. وقد جاء في الحديث المأثور: "كان خُلُقُه القرآن". وبذلك، كانت تجربته كإنسان لا تختلف عن تجربته كرسول، إذ لا ازدواجيّة بين الشخصيّتين في ذاته، بل هي شخصيّة واحدة، تؤكّد الخصائص الإنسانيّة في الرّسالة من خلال حركة الإنسان في حياته، وتبلور جانب الرّسالة الواقعيّ في حركة الإنسان الرساليّ...

وفي السّيرة النّبويّة الدّروس [الكثيرة] عن المثل الحيّ من أخلاق رسول الله (ص)، كما نجد ذلك في قصّة عدي بن حاتم عندما قَدِمَ على رسول الله (ص) مسلماً. قال، فيما يرويه ابن هشام في سيرته:

"خرجت حتّى أُقدِمَ على رسول الله (ص) المدينة، فدخلت عليه وهو في مسجده، فسلّمت عليه، فقال: مَنِ الرّجل؟ فقلت: عدي بن حاتم. فقام رسول الله (ص) فانطلق بي إلى بيته، فوالله إنّه لعامدٌ بي إليه، إذْ لَقِيَتْه امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلّمه في حاجتها، قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بِمَلِك. قال: ثمّ مضى رسول الله (ص)، حتّى إذا دخل بي بيته، تناول وسادةً من أدَم محشوّة، فقذفها إليَّ فقال: اجلسْ على هذه، قال: قلت: بل أنتَ فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله (ص) بالأرض...".

إنَّنا ننقل هذه القصَّة... لنؤكّد عظمته الرّسول (ص) في وقوفه الطّويل مع المرأة الضّعيفة الكبيرة التي استوقفته في الطّريق طويلاً من أجل حاجتها، وفي تواضعه الرّائع في بيته مع عدي بن حاتم الّذي جاء ليدخل في الإسلام، حيث جلس على الأرض، وأجلس ضيفه على الفراش، ما أوحى لعدي بعظمة النبوّة التي تتعاظم وتستطيل على عظمة المال والمُلك والشّرف.

إنَّ كثيراً من هذه اللّفتات الرّائعة التي تعبِّر تعبيراً رائعاً عن الإسلام وعن أخلاقه وتعاليمه وعن شخصيّة النبيّ محمّد (ص) في حياته العامّة والخاصّة، جديرة بالدّراسة الدقيقة الواعية التي تكشف الكثير من جوانب الدَّعوة الإسلاميَّة، والعلاقات الإسلاميَّة بين الحاكم والمحكومين، في إطار التّنظيم الإسلاميّ للحياة.

*من كتاب "القائد القدوة".

كانت حياة النبيّ محمّد (ص) رسالةً كلّها، تتمثّل فيها معالم الرّسالة ومفاهيمها، لتكون التّجسيد الحيّ الذي يتحرّك، فيجد النّاس الرّسالة في صورة إنسان. ولهذا، كانت حياته قدوةً وشريعةً، فكانت أفعاله كأقواله دروساً إسلاميّة عمليّة. وقد جاء في الحديث المأثور: "كان خُلُقُه القرآن". وبذلك، كانت تجربته كإنسان لا تختلف عن تجربته كرسول، إذ لا ازدواجيّة بين الشخصيّتين في ذاته، بل هي شخصيّة واحدة، تؤكّد الخصائص الإنسانيّة في الرّسالة من خلال حركة الإنسان في حياته، وتبلور جانب الرّسالة الواقعيّ في حركة الإنسان الرساليّ...

وفي السّيرة النّبويّة الدّروس [الكثيرة] عن المثل الحيّ من أخلاق رسول الله (ص)، كما نجد ذلك في قصّة عدي بن حاتم عندما قَدِمَ على رسول الله (ص) مسلماً. قال، فيما يرويه ابن هشام في سيرته:

"خرجت حتّى أُقدِمَ على رسول الله (ص) المدينة، فدخلت عليه وهو في مسجده، فسلّمت عليه، فقال: مَنِ الرّجل؟ فقلت: عدي بن حاتم. فقام رسول الله (ص) فانطلق بي إلى بيته، فوالله إنّه لعامدٌ بي إليه، إذْ لَقِيَتْه امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلّمه في حاجتها، قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بِمَلِك. قال: ثمّ مضى رسول الله (ص)، حتّى إذا دخل بي بيته، تناول وسادةً من أدَم محشوّة، فقذفها إليَّ فقال: اجلسْ على هذه، قال: قلت: بل أنتَ فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله (ص) بالأرض...".

إنَّنا ننقل هذه القصَّة... لنؤكّد عظمته الرّسول (ص) في وقوفه الطّويل مع المرأة الضّعيفة الكبيرة التي استوقفته في الطّريق طويلاً من أجل حاجتها، وفي تواضعه الرّائع في بيته مع عدي بن حاتم الّذي جاء ليدخل في الإسلام، حيث جلس على الأرض، وأجلس ضيفه على الفراش، ما أوحى لعدي بعظمة النبوّة التي تتعاظم وتستطيل على عظمة المال والمُلك والشّرف.

إنَّ كثيراً من هذه اللّفتات الرّائعة التي تعبِّر تعبيراً رائعاً عن الإسلام وعن أخلاقه وتعاليمه وعن شخصيّة النبيّ محمّد (ص) في حياته العامّة والخاصّة، جديرة بالدّراسة الدقيقة الواعية التي تكشف الكثير من جوانب الدَّعوة الإسلاميَّة، والعلاقات الإسلاميَّة بين الحاكم والمحكومين، في إطار التّنظيم الإسلاميّ للحياة.

*من كتاب "القائد القدوة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية