وينطلق القرآن ليناقش أوضاع بني إسرائيل المنحرفة التي لا تتّفق مع المواثيق والعهود الإلهيّة التي ألزم بها عباده، من أجل الالتزام بالمنهج الحكيم الذي يركّز الحياة على قاعدةٍ ثابتة من الحقّ والعدل والاستقامة على الطريق السويّ... {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ}؟! فكيف التزموا بالباطل وأعلنوه ودعوا إليه، ونسبوه إلى الله بغير علمٍ ولا هدى؟!
هل يمكن أن ينسبوا أنفسهم إلى الجهل، وهم قد أخذوا الكتاب {وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ} وفهموا أحكامه وقضاياه؟ فما معنى هذا السّلوك المنحرف، وهم يدَّعون الإيمان بالله وبالكتاب؟ ولكنَّ القضيّة ليست قضيّة علمٍ أو جهل، بل هي قضيّة أطماع وشهواتٍ تختفي وراء كثير من الأقنعة والواجهات، بعيداً ممّا هو العهد والميثاق والكتاب...
{وَالدَّارُ الآخرةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ويلتزمون بعهد الله وميثاقه، ويعملون بكتابه. {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} وتفكرون في النتائج السلبيّة والإيجابيّة على مستوى الدنيا والآخرة، فإنكم لو انطلقتم مع العقل في موازينه ومقاييسه، لاستطعتم اكتشاف كثيرٍ من السلبيّات في ما تعملون، وكثير من الإيجابيّات في ما ينبغي أن تعملوه مما تركتموه وراء ظهوركم. وذلك هو نموذج هؤلاء الذين أضاعوا الكتاب.
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ}، وهم الذين يحوّلون مفاهيمه إلى عقيدةٍ وحركة حياةٍ، ويقيمون الصّلاة كتعبيرٍ عن عبوديتهم لله وخضوعهم له، فإنَّ الله سيجزيهم أفضل جزاء المحسنين المصلحين في الدّنيا والآخرة. {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} الذين انطلقوا في الحياة من موقع الصّلاح والإصلاح في حياة أنفسهم وفي حياة الآخرين.
{وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ}، أي قلعناه ورفعناه فوقهم تماماً كما لو كان غماماً يُظِلّهم.
{وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ}، لأنهم لم يجدوا شيئاً يمسكه ويمنعه من الوقوع عليهم، ولكنّها قدرة الله التي لم ينتبهوا إليها. وتلك هي المعجزة التي جمعت جانب التّخويف إلى جانب إظهار عظمة الله وسرّ قدرته، من أجل أن يأخذوا الكتاب في عقيدته وشريعته بقوَّة الالتزام والممارسة والدعوة...
{خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ} من هدايةٍ وخيرٍ وصلاح، ولا تضعفوا أمام التحدّيات الصّعبة التي تواجهكم من قِبَل الأعداء، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} في ما تنطلق به القوّة من جهةٍ، والوعي من جهةٍ أخرى، من موقف التقوى الذي يدفع الإنسان إلى اللّقاء بالله على أساس متين.
*المصدر: تفسير من وحي القرآن.
وينطلق القرآن ليناقش أوضاع بني إسرائيل المنحرفة التي لا تتّفق مع المواثيق والعهود الإلهيّة التي ألزم بها عباده، من أجل الالتزام بالمنهج الحكيم الذي يركّز الحياة على قاعدةٍ ثابتة من الحقّ والعدل والاستقامة على الطريق السويّ... {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ}؟! فكيف التزموا بالباطل وأعلنوه ودعوا إليه، ونسبوه إلى الله بغير علمٍ ولا هدى؟!
هل يمكن أن ينسبوا أنفسهم إلى الجهل، وهم قد أخذوا الكتاب {وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ} وفهموا أحكامه وقضاياه؟ فما معنى هذا السّلوك المنحرف، وهم يدَّعون الإيمان بالله وبالكتاب؟ ولكنَّ القضيّة ليست قضيّة علمٍ أو جهل، بل هي قضيّة أطماع وشهواتٍ تختفي وراء كثير من الأقنعة والواجهات، بعيداً ممّا هو العهد والميثاق والكتاب...
{وَالدَّارُ الآخرةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ويلتزمون بعهد الله وميثاقه، ويعملون بكتابه. {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} وتفكرون في النتائج السلبيّة والإيجابيّة على مستوى الدنيا والآخرة، فإنكم لو انطلقتم مع العقل في موازينه ومقاييسه، لاستطعتم اكتشاف كثيرٍ من السلبيّات في ما تعملون، وكثير من الإيجابيّات في ما ينبغي أن تعملوه مما تركتموه وراء ظهوركم. وذلك هو نموذج هؤلاء الذين أضاعوا الكتاب.
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ}، وهم الذين يحوّلون مفاهيمه إلى عقيدةٍ وحركة حياةٍ، ويقيمون الصّلاة كتعبيرٍ عن عبوديتهم لله وخضوعهم له، فإنَّ الله سيجزيهم أفضل جزاء المحسنين المصلحين في الدّنيا والآخرة. {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} الذين انطلقوا في الحياة من موقع الصّلاح والإصلاح في حياة أنفسهم وفي حياة الآخرين.
{وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ}، أي قلعناه ورفعناه فوقهم تماماً كما لو كان غماماً يُظِلّهم.
{وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ}، لأنهم لم يجدوا شيئاً يمسكه ويمنعه من الوقوع عليهم، ولكنّها قدرة الله التي لم ينتبهوا إليها. وتلك هي المعجزة التي جمعت جانب التّخويف إلى جانب إظهار عظمة الله وسرّ قدرته، من أجل أن يأخذوا الكتاب في عقيدته وشريعته بقوَّة الالتزام والممارسة والدعوة...
{خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ} من هدايةٍ وخيرٍ وصلاح، ولا تضعفوا أمام التحدّيات الصّعبة التي تواجهكم من قِبَل الأعداء، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} في ما تنطلق به القوّة من جهةٍ، والوعي من جهةٍ أخرى، من موقف التقوى الذي يدفع الإنسان إلى اللّقاء بالله على أساس متين.
*المصدر: تفسير من وحي القرآن.