الرسّالات السماويّة: وحدة أم اختلاف؟!

الرسّالات السماويّة: وحدة أم اختلاف؟!

هل الدّين الَّذي أنزله الله على الناس من خلال رسله، دينٌ واحد، في ما يرتكز عليه من قواعد، وفي ما يتحرّك فيه من مفهوم، أو أنّه عنوانٌ لأديانٍ متعدّدة تتنوّع في قواعدها، وتختلف في مفاهيمها، وتتباعد في التزاماتها؟

وحدة الرّسالات

إنَّ متابعتنا للآيات القرآنيّة في عناوينها العامّة، وفي تفاصيلها الخاصّة، تؤكّد لنا وحدة الدّين في وحدة الرّسالات القائمة على التّوحيد لله، في امتداداته العقيديّة، والتزاماته العباديّة، وعناصره التشريعيَّة، فلم يأتِ أيّ رسولٍ بما لم يأتِ به الرّسول الآخر، ولم ينطلق الاعتراف بأيِّ نبيٍّ إلا من خلال الإيمان بشرعيّة نبوّة نبيٍّ آخر، وهذا هو ما نستوحيه صراحةً وظهوراً من النصّ القرآنيّ.

فنقرأ عنوان الوحدة في أمَّة الرّسل من خلال وحدة الرّسل، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[1].

إنّها الدَّعوة إلى الرّسل الَّذين أرسلهم الله تعالى إلى النّاس ليؤدّوا إليهم رسالاته، فهؤلاء الرّسل ليسوا ملائكةً من العالم الآخر، بل هم بشرٌ ممّن خلق في حاجتهم البشريّة الجسديّة التي تتطلّب التغذية لتنمية قدراتهم وتأمين الاستمراريّة في الحياة، فلهم الحقّ في الأكل من طيِّبات الغذاء، وعليهم الالتزام بالسَّير في خطِّ العمل الصَّالح الذي يراقب الله القائمين عليه والعاملين به. وإذا كانت هناك تعدّدية في مسؤوليَّاتهم لحمل الرسالة وتبليغها للنّاس، فليست هناك أيّة تعدّدية في طبيعة الرّسالة، فهي رسالة واحدة في الخطّ التَّوحيديّ للألوهيّة الَّذي ينفتح على الالتزامات العقيديّة التي توحِّد الناس ليكونوا أمّةً واحدةً، باعتبار أنَّ الوحدة ـ فيما يجمع الناس ـ تنطلق من الوحدة في العقيدة والتصوّر والخطّ والسّلوك. وهذا ما يتمثّل في التقوى الَّتي دعا الخلق إلى الأخذ بها، باعتبارها تنطلق من الاعتقاد بالله في ربوبيّته المطلقة، وهيمنته المسيطرة، وقاهريّته القويّة، ما يفرض عليهم الاتّقاء منه فيما يتحرّكون به في أعمال العبادة، وامتدادات الطّاعة، والتطلّع إلى مواقع القرب منه.

وإذا كان خطّ الرّسل واحداً، فلا بدّ من أن تكون رسالاتهم في حركة أتباعهم واحدةً في إقامة الحياة على كلمة الله وتحصيل رضاه بذلك.

وهذا ما يجمع الدّعاة إلى الله والأدلّاء عليه، بعيداً عن العلاقات الشخصيّة والمنافع الذاتيّة، وهو ما يجعل المؤمن يعيش في دائرة الوحدة، بعيداً عن الأوضاع العائليّة والعرقيّة والإقليميَّة، ونحو ذلك ممّا يختلف الناس فيه أو يتوحّدون، فلا بدّ من إقامة الوحدة على هذا الأساس، بحيث يشكّل ذلك القاعدة والمنطلق، مع مراعاة الوحدات الإنسانيّة الصَّغيرة أو الكبيرة في الجانب الذاتي للمؤمن، والعنصر العاطفيّ الَّذي يربطه بها، فالإسلام لا يريد إلغاء العنصر الذّاتيّ للإنسان، بما يتضمَّنه من أحاسيس ومشاعر، بل كلّ ما يريده، هو أن لا يؤثّر ذلك في حركة المسؤوليَّة الرساليَّة في حياته.

وهكذا نستوحي أنَّ الوحدة الرّساليّة في حركة الرّسل في رسالاتهم، تدخل إلى الوحدات الأخرى عند الإنسان، فتبقى إيحاءات التَّوحيد الإلهيّ عميقةً في الوحدة العائليّة والقوميّة والاجتماعيّة، باعتبارها خاضعةً لتقوى الله في كلِّ خصوصيّاتها، فلا تسقط أمام العصبيَّة التي تجعل الإنسان يعيش الغفلة عن ربّه في العقيدة، باعتباره سرَّ وجوده في كلّ العناوين الأخرى. وبذلك، لا يكون ثمّة تناقض بين الالتزام بأيِّ وحدةٍ من هذه الوحدات، والالتزام بتوحيد الله في امتداده في كلِّ عناصر الوجود الإنسانيّ، وهذا ما توحي به كلمة التّقوى في الدَّعوة الإلهيّة للرسل وللناس، من خلال الأخذ بأسباب التّقوى في قوله تعالى: {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وحدة العبوديّة لله

ونقرأ هذه الوحدة في عنوان الأمّة الَّتي طرحتها الآية المباركة؛ هذا العنوان الَّذي قد يُراد منه الخطّ الرساليّ الذي يوحّد الرسالات، وقد يُراد منه الجماعة التي تلتقي في امتدادها الجماعيّ في اتباع الرسل، الَّذين يعملون من أجل توحيد الناس على كلمة الله وعبادته، وذلك هو قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وهذا هو الجوّ الرسالي الروحي الَّذي يرعاه الإيمان بالتوحيد، وتتعهّده الرسالات بالوحي، ويطلّ الله عليه بالربوبيّة المطلقة، ليشعر الناس بأنّهم يتوحّدون به، ويجتمعون باسمه، ويتحرّكون من خلاله نحو الهدف الواحد في دنياهم وآخرتهم، ويتمثّل ذلك في عبادته الَّتي هي المظهر الحيّ للتوجّه إليه، والعمل بما يرضيه، والبعد عمّا يسخطه، في ما يفرضه ذلك من تنفيذ إرادته في أمره ونهيه للحصول على رضاه.

إنّها وحدة الإنسان من خلال وحدة الله، كما توحي به وحدة العبادة أمام وحدة المعبود؛ هذه الوحدة التي تنطلق من ذاتيّتها، لا من العوامل الطّارئة عليها، فالكلّ عباد الله فيما تختزنه شخصيّاتهم من سرّ العبودية لله المنطلقة من معنى المخلوقيّة فيهم وحاجتهم إليه في كلّ شيء، وما يوحي به ذلك من إذعانٍ عميق لربوبيّته المهيمنة على الوجود كلّه، في عمقه وامتداده وشموله وفي كلّ تفاصيله.

وهذا ما يريد الله تعالى أن يثيره في الناس؛ أن يلتقوا ويجتمعوا ويتعارفوا، ويتعبّدوا إليه من موقع الوحدة في العبادة التي تحرّك فيهم الإحساس بالمسؤوليّة للقيام بواجباتهم في دوائرهم الصغيرة المتّصلة بالدائرة الكبيرة، لئلا ينغلقوا على خصوصيّاتهم، بل ليروا العموم في الخصوص، والشّمول في الحدود.

وفي ضوء ذلك، ومن خلال كلمة (الأمَّة الواحدة) كعنوانٍ لأمّة الرّسل وأتباعهم، نستوحي الدَّعوة إلى أن يتمثَّل المؤمنون الموحِّدون معنى الوحدة في اكتشاف العنوان التَّوحيديّ الَّذي يوحِّدهم، والانفتاح على التنوّع في خصوصيَّات الأحكام الشرعيّة أو المفاهيم الخاصَّة، على أساس ما تمثّله من طبيعة التنوّع في الحاجات الطّارئة في تغيّر الزّمان الّذي يؤدِّي إلى تبدّل الأوضاع والتطوّرات، التي قد تفرض تحليل ما حُرِّم سابقاً، أو تحريم ما أحلّ، من دون أن تنصب هذه التعدّدية الحواجز بين رسالةٍ ورسالة، ممّا يفرض الإيحاء بتعدّد الدّين كما لو كانت الأديان المتدرِّجة مختلفةً في القاعدة والتّفاصيل، فتؤدّي ـ جرّاء ذلك ـ إلى ما تؤدِّي إليه من التّعقيدات النفسيّة لدى الناس في تنوّع التزاماتهم الدينيَّة.

العنوان الكبير للدَّعوة

ونتابع هذا الخطَّ التّوحيدي ـ في آيات القرآن ـ في العنوان الواحد الّذي تلتقي عنده دعوات الأنبياء، فقد جاء في القرآن قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}[2]، حيث إنَّ العنوان الكبير في الدَّعوة هو عبادة الله، باعتبار أنَّ إيمان الإنسان بالله يختزن في داخله الإيمان بوحدانيَّته وربوبيّته الّتي توجِّهه إلى عبادته، بكلِّ ما توحي به العبوديّة من الخضوع له، والذَّوبان فيه، والالتزام بأوامره ونواهيه، والتطلّع إلى الحصول على القرب منه في مواقع رضاه.

ولعلّ العدول ـ في لسان الآية ـ إلى الدَّعوة إلى العبادة، بدلاً من الدّعوة إلى الإيمان بتوحيده وألوهيّته، ناشئ من أنَّ المطلوب هو الإيمان في الجانب العمليّ، بحيث يتمثَّل بذلك التوحيد في الرابطة الواقعيّة بين المؤمن وربّه، في عمليّة الالتزام المنفتح على كلّ معاني وحدانيّة العبادة.

وبذلك يتمثّل اجتناب الطّاغوت في رفض الشّريك لله، سواء كان الطاغوت صنماً يتعبَّد له المشركون، أو شخصاً يدّعي الربوبيّة لنفسه، ويدعو النّاس إلى الخضوع له، أو منهجاً ممّا يشرّعه المشرّعون خلافاً لشريعة الله، أو مفاهيم منحرفة عن الخطِّ الإسلاميّ الأصيل، لأنَّ ذلك هو مصداق الطاغوت الذي يعبّر عن الطّغيان الذي يتجاوز فيه الإنسان إرادة الله فيما يتعبّد به في أموره كلّها.

وقد استجاب الرّسل لهذه الدَّعوة الَّتي بعثهم الله بها، فقد جاء في قوله تعالى ـ في مقام الحديث عن نوح(ع) ـ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[3]. وجاء في قوله تعالى ـ في الحديث عن هود(ع) ـ: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}[4]، وعن صالح(ع)، جاء قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}[5]، وعن شعيبٍ(ع)، قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}[6]، وفي قوله تعالى ـ في حديثه عن إبراهيم(ع) ـ: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ}[7].

وهكذا كانت الدّعوة إلى عبادة الله الواحد، هي الدّعوة الواحدة التي زوَّد الله بها الرسل، مع اختلاف أممهم وأزمانهم، كما جاء في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[8].

مسؤوليّة المؤمنين

وفي ضوء ذلك كلّه، نستوحي أنَّ من مسؤوليّة المؤمنين في التزامهم الإيمانيّ، أن يلتقوا على هذه الكلمة التوحيديّة، ليحوّلوها إلى حالةٍ عباديّة ينفتحون من خلالها على الالتزام برسلهم، بأن يتّبعوهم من خلال ما يمثّلونه من الوحدة، بحيث لا يفرّقون بينهم مع اتّحادهم في رسالاتهم، حتّى لا يبتعدوا عن الخطّ المستقيم الذي تمثّله الآية الكريمة: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[9].

وخلاصة الفكرة التي رمنا بيانها، أنّ القاعدة الدينيّة التي تمتدّ منها كلّ الخطوط التفصيليّة هي قاعدة الوحدة، فالدين واحد والتفاصيل متنوّعة في حركيّة الالتزام بالقاعدة.

ونحن إذ نتحدَّث عن ذلك، فإنَّنا نعيش هذا الانتصار الكبير في هذه المرحلة الَّتي عشناها في لبنان، وهي المرحلة الّتي عشنا فيها المعركة الّتي خاضها المجاهدون بكلّ قوّة وعنفوان، وسطَّروا فيها أسمى آيات البطولة؛ هذه المعركة الَّتي خاض فيها شبابنا المجاهد الحرب ضدّ أعداء الله وأعداءَ رسوله، ضدّ اليهود وضدّ أميركا، لأنَّ الحرب كانت حرباً أميركيّة خطَّطت لها الإدارة الأميركيَّة، وتحالفت فيها استراتيجيّاً مع إسرائيل، من أجل إسقاط المقاومة الإسلاميَّة، كما كلّ مواقع الممانعة والمقاومة في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة، لأنَّ المقاومة في لبنان استطاعت أن تحرّر لبنان في سنة 2000 ميلاديّة من الاحتلال الإسرائيليّ، وأن تهزم إسرائيل، وأن تمنع تحويل لبنان قاعدةً للسياسة الأميركيَّة؛ هذه السياسة الّتي عبّرت عنها وزيرة خارجيّة أميركا، بأنّها مشروع الشرق الأوسط الجديد، الَّذي تريد أميركا من خلاله أن تسيطر على المنطقة، سواء عبر احتلالها المباشر أو غير المباشر.

انتصار تاريخيّ

لقد صمد المجاهدون في هذه المعركة الَّتي فرضت عليهم، واستطاعوا في مدى شهرٍ وأكثر أن يُنـزلوا الهزيمة بالجيش الإسرائيليّ الَّذي كان يقال عنه إنَّه الجيش الّذي لا يُقهر، والّذي يُعتبر خامس جيشٍ أو رابع جيشٍ في العالم. لقد اندفعت إليه مجموعة من شبابنا المجاهدين الَّذين آمنوا بربهم وزادهم هدىٌ؛ هؤلاء الشباب المؤمنون الحُسينيون البدريّون الَّذين يستأنسون بالشَّهادة استئناس الطفل بمحالبِ أُمه.

لقد عبّر بعضهم بأنَّ هذه الحرب هي أوّل حرب تخوضها إسرائيل بشكل فعليّ، وقد انتصر فيها الإسلام على الكفر، وبرز فيها موقع خطّ أهل البيت(ع) في حركة الصّراع في القضايا الكبرى. ولذلك رأينا العالم الإسلاميَّ بعلمائه وشبابه وسياسيّيه، يقف ليشيد بهذه الطَّليعة المجاهدة.

إنَّها الحرب الّتي انتصرت فيها هذه الفئة القليلة من المجاهدين، الَّذين استطاعوا أن يعطونا بدراً جديدة وخيبراً جديداً... ولذلك، فإنّ هؤلاء المجاهدين هم موقع اعتزازنا، لأنَّهم أعادوا إلى الأمَّة كرامتها وحريّتها وقوَّتها، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[10]، {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى}[11]... كانت هناك أمور غيبيَّة في المعركة، والله يعلم أنَّ هؤلاء باعوا أنفسهم لله، ولذلك نصرهم الله. ولذلك، لا بدَّ من أن نأخذ منها دروساً كثيرة في حركة الصَّراع الَّتي يخوضها المسلمون والمستضعفون ضدَّ المستكبرين ومشاريعهم الَّتي يُراد فرضها على المنطقة العربيّة والإسلاميَّة.

*ندوة الشّام الأسبوعيَّة، فكر وثقافة


[1]  (المؤمنون: 51، 52).

[2]  (النحل: 36).

[3]  (الأعراف: 59).

[4]  (الأعراف: 65).

[5]  (الأعراف: 73).

[6]  (الأعراف: 85).

[7]  (العنكبوت: 16).

[8]  (الأنبياء: 25).

[9]  (البقرة: 136).

[10]  (الحج: 40).

[11]  (الأنفال: 17).


هل الدّين الَّذي أنزله الله على الناس من خلال رسله، دينٌ واحد، في ما يرتكز عليه من قواعد، وفي ما يتحرّك فيه من مفهوم، أو أنّه عنوانٌ لأديانٍ متعدّدة تتنوّع في قواعدها، وتختلف في مفاهيمها، وتتباعد في التزاماتها؟

وحدة الرّسالات

إنَّ متابعتنا للآيات القرآنيّة في عناوينها العامّة، وفي تفاصيلها الخاصّة، تؤكّد لنا وحدة الدّين في وحدة الرّسالات القائمة على التّوحيد لله، في امتداداته العقيديّة، والتزاماته العباديّة، وعناصره التشريعيَّة، فلم يأتِ أيّ رسولٍ بما لم يأتِ به الرّسول الآخر، ولم ينطلق الاعتراف بأيِّ نبيٍّ إلا من خلال الإيمان بشرعيّة نبوّة نبيٍّ آخر، وهذا هو ما نستوحيه صراحةً وظهوراً من النصّ القرآنيّ.

فنقرأ عنوان الوحدة في أمَّة الرّسل من خلال وحدة الرّسل، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[1].

إنّها الدَّعوة إلى الرّسل الَّذين أرسلهم الله تعالى إلى النّاس ليؤدّوا إليهم رسالاته، فهؤلاء الرّسل ليسوا ملائكةً من العالم الآخر، بل هم بشرٌ ممّن خلق في حاجتهم البشريّة الجسديّة التي تتطلّب التغذية لتنمية قدراتهم وتأمين الاستمراريّة في الحياة، فلهم الحقّ في الأكل من طيِّبات الغذاء، وعليهم الالتزام بالسَّير في خطِّ العمل الصَّالح الذي يراقب الله القائمين عليه والعاملين به. وإذا كانت هناك تعدّدية في مسؤوليَّاتهم لحمل الرسالة وتبليغها للنّاس، فليست هناك أيّة تعدّدية في طبيعة الرّسالة، فهي رسالة واحدة في الخطّ التَّوحيديّ للألوهيّة الَّذي ينفتح على الالتزامات العقيديّة التي توحِّد الناس ليكونوا أمّةً واحدةً، باعتبار أنَّ الوحدة ـ فيما يجمع الناس ـ تنطلق من الوحدة في العقيدة والتصوّر والخطّ والسّلوك. وهذا ما يتمثّل في التقوى الَّتي دعا الخلق إلى الأخذ بها، باعتبارها تنطلق من الاعتقاد بالله في ربوبيّته المطلقة، وهيمنته المسيطرة، وقاهريّته القويّة، ما يفرض عليهم الاتّقاء منه فيما يتحرّكون به في أعمال العبادة، وامتدادات الطّاعة، والتطلّع إلى مواقع القرب منه.

وإذا كان خطّ الرّسل واحداً، فلا بدّ من أن تكون رسالاتهم في حركة أتباعهم واحدةً في إقامة الحياة على كلمة الله وتحصيل رضاه بذلك.

وهذا ما يجمع الدّعاة إلى الله والأدلّاء عليه، بعيداً عن العلاقات الشخصيّة والمنافع الذاتيّة، وهو ما يجعل المؤمن يعيش في دائرة الوحدة، بعيداً عن الأوضاع العائليّة والعرقيّة والإقليميَّة، ونحو ذلك ممّا يختلف الناس فيه أو يتوحّدون، فلا بدّ من إقامة الوحدة على هذا الأساس، بحيث يشكّل ذلك القاعدة والمنطلق، مع مراعاة الوحدات الإنسانيّة الصَّغيرة أو الكبيرة في الجانب الذاتي للمؤمن، والعنصر العاطفيّ الَّذي يربطه بها، فالإسلام لا يريد إلغاء العنصر الذّاتيّ للإنسان، بما يتضمَّنه من أحاسيس ومشاعر، بل كلّ ما يريده، هو أن لا يؤثّر ذلك في حركة المسؤوليَّة الرساليَّة في حياته.

وهكذا نستوحي أنَّ الوحدة الرّساليّة في حركة الرّسل في رسالاتهم، تدخل إلى الوحدات الأخرى عند الإنسان، فتبقى إيحاءات التَّوحيد الإلهيّ عميقةً في الوحدة العائليّة والقوميّة والاجتماعيّة، باعتبارها خاضعةً لتقوى الله في كلِّ خصوصيّاتها، فلا تسقط أمام العصبيَّة التي تجعل الإنسان يعيش الغفلة عن ربّه في العقيدة، باعتباره سرَّ وجوده في كلّ العناوين الأخرى. وبذلك، لا يكون ثمّة تناقض بين الالتزام بأيِّ وحدةٍ من هذه الوحدات، والالتزام بتوحيد الله في امتداده في كلِّ عناصر الوجود الإنسانيّ، وهذا ما توحي به كلمة التّقوى في الدَّعوة الإلهيّة للرسل وللناس، من خلال الأخذ بأسباب التّقوى في قوله تعالى: {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وحدة العبوديّة لله

ونقرأ هذه الوحدة في عنوان الأمّة الَّتي طرحتها الآية المباركة؛ هذا العنوان الَّذي قد يُراد منه الخطّ الرساليّ الذي يوحّد الرسالات، وقد يُراد منه الجماعة التي تلتقي في امتدادها الجماعيّ في اتباع الرسل، الَّذين يعملون من أجل توحيد الناس على كلمة الله وعبادته، وذلك هو قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وهذا هو الجوّ الرسالي الروحي الَّذي يرعاه الإيمان بالتوحيد، وتتعهّده الرسالات بالوحي، ويطلّ الله عليه بالربوبيّة المطلقة، ليشعر الناس بأنّهم يتوحّدون به، ويجتمعون باسمه، ويتحرّكون من خلاله نحو الهدف الواحد في دنياهم وآخرتهم، ويتمثّل ذلك في عبادته الَّتي هي المظهر الحيّ للتوجّه إليه، والعمل بما يرضيه، والبعد عمّا يسخطه، في ما يفرضه ذلك من تنفيذ إرادته في أمره ونهيه للحصول على رضاه.

إنّها وحدة الإنسان من خلال وحدة الله، كما توحي به وحدة العبادة أمام وحدة المعبود؛ هذه الوحدة التي تنطلق من ذاتيّتها، لا من العوامل الطّارئة عليها، فالكلّ عباد الله فيما تختزنه شخصيّاتهم من سرّ العبودية لله المنطلقة من معنى المخلوقيّة فيهم وحاجتهم إليه في كلّ شيء، وما يوحي به ذلك من إذعانٍ عميق لربوبيّته المهيمنة على الوجود كلّه، في عمقه وامتداده وشموله وفي كلّ تفاصيله.

وهذا ما يريد الله تعالى أن يثيره في الناس؛ أن يلتقوا ويجتمعوا ويتعارفوا، ويتعبّدوا إليه من موقع الوحدة في العبادة التي تحرّك فيهم الإحساس بالمسؤوليّة للقيام بواجباتهم في دوائرهم الصغيرة المتّصلة بالدائرة الكبيرة، لئلا ينغلقوا على خصوصيّاتهم، بل ليروا العموم في الخصوص، والشّمول في الحدود.

وفي ضوء ذلك، ومن خلال كلمة (الأمَّة الواحدة) كعنوانٍ لأمّة الرّسل وأتباعهم، نستوحي الدَّعوة إلى أن يتمثَّل المؤمنون الموحِّدون معنى الوحدة في اكتشاف العنوان التَّوحيديّ الَّذي يوحِّدهم، والانفتاح على التنوّع في خصوصيَّات الأحكام الشرعيّة أو المفاهيم الخاصَّة، على أساس ما تمثّله من طبيعة التنوّع في الحاجات الطّارئة في تغيّر الزّمان الّذي يؤدِّي إلى تبدّل الأوضاع والتطوّرات، التي قد تفرض تحليل ما حُرِّم سابقاً، أو تحريم ما أحلّ، من دون أن تنصب هذه التعدّدية الحواجز بين رسالةٍ ورسالة، ممّا يفرض الإيحاء بتعدّد الدّين كما لو كانت الأديان المتدرِّجة مختلفةً في القاعدة والتّفاصيل، فتؤدّي ـ جرّاء ذلك ـ إلى ما تؤدِّي إليه من التّعقيدات النفسيّة لدى الناس في تنوّع التزاماتهم الدينيَّة.

العنوان الكبير للدَّعوة

ونتابع هذا الخطَّ التّوحيدي ـ في آيات القرآن ـ في العنوان الواحد الّذي تلتقي عنده دعوات الأنبياء، فقد جاء في القرآن قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}[2]، حيث إنَّ العنوان الكبير في الدَّعوة هو عبادة الله، باعتبار أنَّ إيمان الإنسان بالله يختزن في داخله الإيمان بوحدانيَّته وربوبيّته الّتي توجِّهه إلى عبادته، بكلِّ ما توحي به العبوديّة من الخضوع له، والذَّوبان فيه، والالتزام بأوامره ونواهيه، والتطلّع إلى الحصول على القرب منه في مواقع رضاه.

ولعلّ العدول ـ في لسان الآية ـ إلى الدَّعوة إلى العبادة، بدلاً من الدّعوة إلى الإيمان بتوحيده وألوهيّته، ناشئ من أنَّ المطلوب هو الإيمان في الجانب العمليّ، بحيث يتمثَّل بذلك التوحيد في الرابطة الواقعيّة بين المؤمن وربّه، في عمليّة الالتزام المنفتح على كلّ معاني وحدانيّة العبادة.

وبذلك يتمثّل اجتناب الطّاغوت في رفض الشّريك لله، سواء كان الطاغوت صنماً يتعبَّد له المشركون، أو شخصاً يدّعي الربوبيّة لنفسه، ويدعو النّاس إلى الخضوع له، أو منهجاً ممّا يشرّعه المشرّعون خلافاً لشريعة الله، أو مفاهيم منحرفة عن الخطِّ الإسلاميّ الأصيل، لأنَّ ذلك هو مصداق الطاغوت الذي يعبّر عن الطّغيان الذي يتجاوز فيه الإنسان إرادة الله فيما يتعبّد به في أموره كلّها.

وقد استجاب الرّسل لهذه الدَّعوة الَّتي بعثهم الله بها، فقد جاء في قوله تعالى ـ في مقام الحديث عن نوح(ع) ـ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[3]. وجاء في قوله تعالى ـ في الحديث عن هود(ع) ـ: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}[4]، وعن صالح(ع)، جاء قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}[5]، وعن شعيبٍ(ع)، قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}[6]، وفي قوله تعالى ـ في حديثه عن إبراهيم(ع) ـ: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ}[7].

وهكذا كانت الدّعوة إلى عبادة الله الواحد، هي الدّعوة الواحدة التي زوَّد الله بها الرسل، مع اختلاف أممهم وأزمانهم، كما جاء في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[8].

مسؤوليّة المؤمنين

وفي ضوء ذلك كلّه، نستوحي أنَّ من مسؤوليّة المؤمنين في التزامهم الإيمانيّ، أن يلتقوا على هذه الكلمة التوحيديّة، ليحوّلوها إلى حالةٍ عباديّة ينفتحون من خلالها على الالتزام برسلهم، بأن يتّبعوهم من خلال ما يمثّلونه من الوحدة، بحيث لا يفرّقون بينهم مع اتّحادهم في رسالاتهم، حتّى لا يبتعدوا عن الخطّ المستقيم الذي تمثّله الآية الكريمة: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[9].

وخلاصة الفكرة التي رمنا بيانها، أنّ القاعدة الدينيّة التي تمتدّ منها كلّ الخطوط التفصيليّة هي قاعدة الوحدة، فالدين واحد والتفاصيل متنوّعة في حركيّة الالتزام بالقاعدة.

ونحن إذ نتحدَّث عن ذلك، فإنَّنا نعيش هذا الانتصار الكبير في هذه المرحلة الَّتي عشناها في لبنان، وهي المرحلة الّتي عشنا فيها المعركة الّتي خاضها المجاهدون بكلّ قوّة وعنفوان، وسطَّروا فيها أسمى آيات البطولة؛ هذه المعركة الَّتي خاض فيها شبابنا المجاهد الحرب ضدّ أعداء الله وأعداءَ رسوله، ضدّ اليهود وضدّ أميركا، لأنَّ الحرب كانت حرباً أميركيّة خطَّطت لها الإدارة الأميركيَّة، وتحالفت فيها استراتيجيّاً مع إسرائيل، من أجل إسقاط المقاومة الإسلاميَّة، كما كلّ مواقع الممانعة والمقاومة في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة، لأنَّ المقاومة في لبنان استطاعت أن تحرّر لبنان في سنة 2000 ميلاديّة من الاحتلال الإسرائيليّ، وأن تهزم إسرائيل، وأن تمنع تحويل لبنان قاعدةً للسياسة الأميركيَّة؛ هذه السياسة الّتي عبّرت عنها وزيرة خارجيّة أميركا، بأنّها مشروع الشرق الأوسط الجديد، الَّذي تريد أميركا من خلاله أن تسيطر على المنطقة، سواء عبر احتلالها المباشر أو غير المباشر.

انتصار تاريخيّ

لقد صمد المجاهدون في هذه المعركة الَّتي فرضت عليهم، واستطاعوا في مدى شهرٍ وأكثر أن يُنـزلوا الهزيمة بالجيش الإسرائيليّ الَّذي كان يقال عنه إنَّه الجيش الّذي لا يُقهر، والّذي يُعتبر خامس جيشٍ أو رابع جيشٍ في العالم. لقد اندفعت إليه مجموعة من شبابنا المجاهدين الَّذين آمنوا بربهم وزادهم هدىٌ؛ هؤلاء الشباب المؤمنون الحُسينيون البدريّون الَّذين يستأنسون بالشَّهادة استئناس الطفل بمحالبِ أُمه.

لقد عبّر بعضهم بأنَّ هذه الحرب هي أوّل حرب تخوضها إسرائيل بشكل فعليّ، وقد انتصر فيها الإسلام على الكفر، وبرز فيها موقع خطّ أهل البيت(ع) في حركة الصّراع في القضايا الكبرى. ولذلك رأينا العالم الإسلاميَّ بعلمائه وشبابه وسياسيّيه، يقف ليشيد بهذه الطَّليعة المجاهدة.

إنَّها الحرب الّتي انتصرت فيها هذه الفئة القليلة من المجاهدين، الَّذين استطاعوا أن يعطونا بدراً جديدة وخيبراً جديداً... ولذلك، فإنّ هؤلاء المجاهدين هم موقع اعتزازنا، لأنَّهم أعادوا إلى الأمَّة كرامتها وحريّتها وقوَّتها، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[10]، {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى}[11]... كانت هناك أمور غيبيَّة في المعركة، والله يعلم أنَّ هؤلاء باعوا أنفسهم لله، ولذلك نصرهم الله. ولذلك، لا بدَّ من أن نأخذ منها دروساً كثيرة في حركة الصَّراع الَّتي يخوضها المسلمون والمستضعفون ضدَّ المستكبرين ومشاريعهم الَّتي يُراد فرضها على المنطقة العربيّة والإسلاميَّة.

*ندوة الشّام الأسبوعيَّة، فكر وثقافة


[1]  (المؤمنون: 51، 52).

[2]  (النحل: 36).

[3]  (الأعراف: 59).

[4]  (الأعراف: 65).

[5]  (الأعراف: 73).

[6]  (الأعراف: 85).

[7]  (العنكبوت: 16).

[8]  (الأنبياء: 25).

[9]  (البقرة: 136).

[10]  (الحج: 40).

[11]  (الأنفال: 17).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية